23-11-13, 07:30 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Apr 2011 |
العضوية: |
2735 |
المشاركات: |
6,427 [+] |
الجنس: |
انثى |
المذهب: |
سني |
بمعدل : |
1.29 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
33 |
نقاط التقييم: |
729 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بيت الحـــوار الحــــــــّر
منذ نشأة العلمانية في أوربا وامتلاكها القوة المادية والتكنولوجية ومحاولات تصديرها للعالم الإسلامي لم تتوقف يوما, وإذا كان العالم العربي محطة رئيسية للعلمانية الغربية, بدءا من مصر مرورا ببلاد الشام والمغرب العربي, فإن تركيا كانت المحطة الأبرز والأهم بالنسبة لها, نظرا لكونها مركز الخلافة العثمانية التي عملت أوربا جاهدة للقضاء عليها, ليقيم على أنقاضها أتاتورك علمانية أكثر تشددا من علمانية أوربا, حيث أحيطت بسياج من الحماية والتقديس من خلال نصوص مواد في الدستور والقاانون التركي.
وقد ظلت العلمانية تحتفظ بهذه القداسة والحماية من الجيش طوال 90 عاما مضت, رغم محاولات التيار الإسلامي التركي بزعامة أربكان وغيره الاعتراض عليها وتغييرها, حتى أذن الله تعالى بإحداث نوع من التخفيف من قبضة تلك العلمانية بشيء من القوانين ذات المظهر الإسلامي, على يد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغان وحزبه.
فقد أعلن أردغان في نهاية شهر سبتمبر عن حزمة إصلاحات ديمقراطية كان من أهمها رفع الحظر المفروض على الحجاب في المؤسسات التركية الحكومية باستثناء القضاء والجيش والشرطة, بعد معركة طويلة مع العلمانية التي كانت وما زالت تعارض ارتداء المرأة للحجاب ليس في تركيا فحسب, بل في كل بلد عربي وإسلامي دخلت وتسللت إليه, معتبرة أن ذلك يتعارض مع مبادئ الدولة العلمانية التي أنشأها أتاتورك.
وإذا كان رفع حظر ارتداء الحجاب في كل مؤسسات الدولة في كفة, فإن رفع حظر ارتدائه في المؤسسة الإعلامية التركية بكفة أخرى, فمن المعلوم أن الإعلام كان وما يزال من أخطر وأهم أسلحة العلمانية, وقد استمر هذا الإعلام في الدول العربية والإسلامية –وما يزال- محافظا على علمانيته إلى حد كبير, حيث لم تظهر مذيعة أو مقدمة أخبار أو أي امرأة في ذلك الإعلام مرتدية للحجاب إلا في حالات نادرة, وها هي اليوم تظهر في الإعلام التركي بعد رفع الحظر المفروض على ارتداء الحجاب, لتكون أول ثمار هذا القانون في المؤسسة الإعلامية التركية.
ورغم كون ضوابط وشروط ارتداء هذا الحجاب لم تكتمل بعد في الإعلام, حيث ما يزال دون المأمول والمطلوب فقهيا وشرعيا, إلا أنه خطوة إيجابية على أي حال في مواجهة العلمانية التي كانت سائدة في الإعلام التركي, وتبشر بخطوات أخرى –بإذن الله- لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في ذلك البلد المسلم.
فقد قالت وكالة الأنباء التركية "جيهان": إن مذيعة محجبة أطلت من شاشة التلفزيون الرسمي التركي لأول مرة، مستفيدة من قرار رفع الحظر المفروض على ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة في البلاد.
وأشارت الوكالة إلى أن مذيعة قناة "تي.أر.تي تورك" ظهرت في نشرة الخامسة مساء أمس وهي ترتدي غطاء للرأس، بفضل قرار إلغاء الحظر على الحجاب داخل الدوائر الرسمية التركية، الذي تم إقراره ضمن حزمة الإصلاحات الديمقراطية التي تم إقرارها مؤخرًا.
إن هذا الحدث يعتبر الثاني من نوعه؛ حيث شهد البرلمان التركي حدثا تاريخيا نهاية الشهر الماضي عندما ارتدت أربع نائبات من حزب العدالة والتنمية الحجاب للمرة الأولى في المجلس, وسمح للنائبات بالدخول بالحجاب.
وبينما يرى العلمانيون في الحجاب رمزا لما يسمى الإسلام السياسي مما يجعله تهديدا للهوية العلمانية للجمهورية التركية على حد تعبيرهم، يعتبر حزب العدالة والتنمية أن القيود على ارتداء الحجاب تنتهك مبدأ الحرية الدينية, التي تدعي العلمانية احترامها.
وأيا كان الأمر فإن المعركة لم تنته بعد, وما زال هناك الكثير من الجولات القادمة بين العلمانية والتيار الإسلامي في تركيا, والتي لا بد أن يحسب لها حزب العدالة والتنمية حسابها, وأن يأخذها بعين الاعتبار, لأن المعركة بين الحق والباطل مستمرة إلى يوم القيامة, إلا أن الحق لا بد أن ينتصر في النهاية كما وعد الله تعالى في القرآن الكريم: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} الإسراء/81, {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} الأنبياء/18.
19-11-2013 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
الحجاب كلمة تحمل كل معاني الفخامة
اللهم ثبت المسلمات عليه
|
|
|