السلام عليكم ورحمة الله
احضرت كأسا من الشاي الاحمر كحمرة دماء
ابناء هذه الامة لارشف منه رشفة وانا ااتابع اخر اخبار عالمنا الاسلامي على شاشة التلفاز التي اعيتنا من كثرة ما نتابعها ونرى الموت امامنا في كل حين وكل لحظة حتى اطفالنا اعتادوا على رؤية اشلاء ودماء صباح مساء..كان الكوب ساخنا كسخونة ملف الامة الاسلامية الذي من سخونته اوشك ان يحترق؟؟حاولت ارشف منه رشفه لكن قلت في نفسي قد يحرقني لأتركه يبرد قليلا..ولعلني اجد مشهدا في ملف امتنا يبرد على قلبي المحترق ألما على هذه المشاهد المؤلمة..لكنه لم يبرد وبقي ساخنا يحرق اصبعي كل ما حاولت اختبر سخونته كما احرقت الاخبار قلبي..قلت في نفسي سأنفخ عليه ليبرد وكلما نفخت وجدته يزداد سخونة من سخونة زفراتي واهاتي وآلامي على مااشاهد؟؟
قلبت في القنوات ونسيت معها
كوب الشاي الاحمر فرائحة الدماء وحمرتها انستني رائحة كوب الشاي وحمرته !
وانا اشاهد تلك المشاهد لطاغية هنا وجبار هناك وللاسف هم من بني جلدتنا ويحسبون على امتنا لكن الظلم عندما يغطي الارض يأكل معه الاخضر واليابس..ارى شباب عاري يقتل برصاص حي من حاكم طاغيه سلط عليهم
ليت الظلم يموت ويموت معه الظلمة !..
ثم عادت بي الذاكرة للحجاج ومقولته الشهيرة عندما قال (اني ارى رؤسا قي اينعت وحان قطافها)
ها هي رؤوسنا قد أينعت، وها هي الآن تُقطف!
لكن هناك فرق بينهم وبين " الحجاج" إي نعم قطف الرؤوس، ولكنه قد ساهم في فتح المشرق والمغرب، سيّر جيوش قتيبة بن مسلم إلى ما وراء العراق، وسّير جيوش موسى بن نصير، إلى المغرب والأندلس، بمعنى آخر كان في زمانه يفتك ويفتح، ونحن في وزماننا يُفتك بنا، وتُفتح رؤوسنا وروؤس ااطفال ونساء وشباب وشابات؟؟
ثم سرحت بعيدا عن كوب الشاي وعن تلك القناة التي اعيتني بمتابعتي لها فما وجدت بين تغطياتها خبر يفرحني او يثلج صدري!
و بعد حرارة وسخونة كوب الشاي وملف الاخبار
نهضت من على كرسيي وتوجهت الى نافذتي لاستنشق هواء نقيا بعيدا عن رائحة الدماء التي اصابتني بالدوار والاختناق..
جلست اتفكر وسرحت بعيدا اتدرون الى اين
؟؟الى غرفة الولادة!!
وتخيلت اننا كلنا اجتمعنا فيها ننتظر مولودا سيولد لنا ليس لي ولا لك انما لنا للامة اجمع..
وقبل ان اصل اليها الى تلك الغرفة واستمع صراخ لآهات أم تتألم في مخاضها ،وطفل يصرخ معلنا وصوله للحياة..
تفكرت هل ما تمر به الامة الان من آلام وازمات ودماء وقتل وتشريد وتجويع وابعاد من طغاة عاثوا فينا فسادا وعاثوا في الارواح قتلا وازهاقا..هل كل هذه الثورات والصيحات والنداءات والاستغاثات التي نراها؟؟والمشاهد والمآسي وكأننا كرة تتدحرج بين الحين والاخر تحت ارجل العدو الذي صار يستغل
هذه الفتن والملفات ليخدم مصالحه واهدافه في امتنا؟؟
هل حقا من رحم الالم يولد النصر؟؟
هل ما تعانيه امتنا اليوم من الام هو مخاض لولادة امتنا من جديد على يد جيل شباب الصحوة والنهضة على جيل شباب باعوا دنياهم ليشتروا ما عند الله..؟
وبرغم كل هذه الالام يولد من رحم الامة بعد مخاض مؤلم كحال اي ولادة لابد ان يسبقها مخاض لكن يعقب هذا المخاض ولادة طفل يصيح معلنا وصوله لهذه الحياة وان النصر سيكون على يديه ؟
ام ان امتنا تعيش لحظاتها الاخيرة وهي تمر الان بسكرات الموت لتموت ويموت معها كل امل للولادة من جديد؟؟وتموت معها المبادئ والقيم والشعارات وتموت معها صحوة عارمة ونهضة شاملة؟؟
بالتأكيد لا والف لا ان ما تعانيه الامة اليوم انما هو مخاض تعقبه ولادة لهذه الامة من جديد؟؟ولادة جيل جديد بهم جديد وحماس جديد..
لابد للولادة من آلام ولابد فيها من مخاض..ولا بد ان تزهق ارواح وتسقط اشلاء وتسيل دماء ليعيش من بعدها شعوب واجيال..يموت جيل ليعيش جيل ويموت شخص لكنه يحيي امة كاملة لأن بموته تحيا مبادئ وترفع رايه الدين والحق..
وقد اكد لي هذه الحقيقة ذاك الشيخ الكبير الذي اقبل علينا ونحن في غرفة الانتظار ننتظر قدوم مولودنا الجديد..وقد غطي الشيب رأسه وانحني ظهره..وقد ملئت التجاعيد وجهه المشرق بنور الايمان..اقبل علينا فلم يعرفه منا احد واخذت الوجوده تقلب نااظريها في ذاك الشيخ الكبير ياترى من يكون؟؟وفي ذهول الجميع وصمتهم لم يقطع ذاك الصمت والذهول الا صوت الشيخ الكبيرقائلا:
انا مجد امتكم الذي اضعتموه انا ماضيكم المشرق الذي اظلمتموه بسوء افعالكم وببعدكم عن دينكم..
جئت لأوصيكم وصية مودع
(عودوا لرشدكم واستيقظوا من سباتكم واستنهضوا هممكم النائمة واحتكموا لشرع ربكم حتى تولد امتكم من جديد في احضان شباب وشابات عرفوا طريق الله وطريق الحق فسلكوه..)
ثم مضى بخطواته المتثاقلة وهو يردد
عودوا الى الرشد ..عودوا الى الرشد..حتى تستردوا مجدكم وعزكم..
رجعت لكوب الشاي وقد انفته نفسي لانه لونه الاحمر يذكرني بدماء امتنا وتركته بعيدا عني.. وقد تنهدت قليلا وزفزت زفرة ألم وراحة..وقلت بما اننا سنرزق بمولود جديد فلن نيأس لما يحدث انما علينا ان ندعو لهم بحقن دمائهم ورحيل الطغاة عنهم ويعجل بنصرهم ويولي عليهم خيارهم..وان مجد هذا الامة لن يستعاد الا اذا مضينا الى الرشد وغيرنا ما بأنفسنا واصلحنا حالنا مع الله وتبنا اليه..عندها نتسعيد مجدنا وعزتنا بحول من الله وقوته ..وبقيت كلمات ذلك الشيخ الكبير تتردد في مسمعي كأجمل وصية سمعتها..
فبدل ان نلعن الظلام علينا ان نوقد شموعا تضي لمن يسير خلفنا الطريق..
بعدها شعرت بقليل من الراحة لهذا التفكير المتفائل ..وصرت متفائلة بنصر امتنا من جديد وتذكرت هذه الابيات لانشودة قديمة احبها كثيرا
يا ليل أمتنا الطويل .. متى نرى فجراً تغرد فوقه الأمجاد
دعنا نسافر في دروب إبائنا .. ولنا من الهمم العظيمة زاد
ميعادنا النصر المبين .. فإن يكن موت فعند إلهنا الميعاد
دعنا نمت حتى ننال شهادة .. فالموت في درب الهدى ميلاد
هذي بساتين الجنان تزينت .. للخاطبين فأين من يرتاد
.فشهداؤنا خاطبين ولكن مهر الجنة غالي جدا غال وهو ان تبذل له الارواح والنفوس..وان تمت ايها الشهيد ففزت بجنه عرضها السموات والارض وعند ربنا بإذن الله الميلاد..
وختاما قد اكون ساهمت بكلماتي هذه في تحريك الهمم لتنفيذ وصية الشيخ الكبير وادعو الجميع لاستحضارها وتطبيقها
عوووودوا الى الرشد..حتى نعود الى المجد.
منقوول