المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
قبل سنتين –من الآن- تزوّج أخي، وفي اليوم الذي يسبق زفافه الذي يسمونه (حنة أو غمرة) أدخل أخي سيارته في معرض لتجهيزها لليلة الزفاف، وأمي قد سبقتني لقاعة الحفل مبكرا، ثمّ تهيأت للذهاب، وقبل أن أخرج وقع بقلبي أن أقول أذكار الخروج والتحصين بحضور وتدبر لم أعهده من نفسي، ولبست عباءتي وأخذت كيسا معي (أكياس الهدايا) لأضع به عباءتي حال الوصول، وخرجت من البيت، وآخر ما قلته: (اللهم أستودعك نفسي)، وركبت مع أخي سيارة صديقه، ووضعت الكيس بجانبي، وقبل الخروج هممتُ أن أترك الكيس بالسيارة؛ لأنه بدا لي أني لا أحتاجه، وبعد هنيهة وصلتُ لقاعة الحفل ونزلتُ من السيارة ثم نظرت للكيس وقلت: ربما أحتاجه! فأخذته، وزلفت لقاعة الحفل ودخلت الغرفة الخاصة وخلعت عباءتي ووضعتها في ذلك الكيس، ويا له من كيس! وبعد انتهاء الحفل لبست عباءتي وتركت الكيس في غرفة القاعة، إلى هنا الأمور لا إشكال فيها ولا غرابة.
في فجر اليوم التالي اتصلت زوجة أخي وأخبرته أن العاملات في قاعة الحفل وجدن صورة لي (أنا الكاتبة) مع ورقة فيها بيانات عني! أثناء تنظيفهن للقاعة بعد خروج النساء منها. فناداني أخي وأخبرني فأصبتُ بصاعقة! وتزلزل كياني! من أين أتت صورتي وأنا لم أتصور يومها؟! وما الورقة التي فيها بياناتي؟! وأصبح أخي يساءلني وعيناه تدوران من القلق علي ويقول لي: تذكري هل وضعتِ صورة لك عند أحد؟ هل هناك أحد يريد أن يؤذيك؟ يسحرك؟!! هل يمكن أن تكون امرأة صورتك دون أن تدري وألقت بصورتك في القاعة؟! وهل يمكن وهل يمكن؟! وتناثرت سمائي بالاستفهامات والتعجب حتى عجزت أن أجد جوابا مقنعا.
ولم أستطع أن أتذكر شيئا البتة وأصبت بوجوم شلّ تفكيري.ثم أخذت في الاستغفار؛ لعل الله يفتح علي، ثم قمت وتوضأت رجاء أن يلهمني ربي شيئا يلقيه في نفسي، ثم صليت ركعتين وألححت على ربي في السجود أن يكشف لي الأمر، فوربَّ السماء والأرض والذي لا إله غيره ما سلّمتُ من الصلاة إلا وتذكرت القصة من أولها مع الكيس العجيب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ما هي قصة الكيس؟!
كنتُ قد حججت قبل زواج أخي بسنة، ولما رجعت من الحج وضعت أوراق الحج (صورتي والتصريح) في ذلك الكيس وخبأته في أعلى زاوية من دولابي الخاص، خبأته للذكرى، وقبل زواج أخي بشهر كنت أرتّب دولابي فانزلق الكيس للأسفل فوضعته جانبا، فلما جاء موعد الحفل كان هو أقرب كيس تتناوله يدي ليلتئذ، فأخذته وقد نسيتُ ما فيه!، وركبت مع أخي سيارة صديقه، وهنا صانني الله بحفظه أن أترك الكيس ثمة، فسبحانه سبحانه!. يعجز لساني أن أصف شعوري في تقدير الله تعالى وحفظه وتدبيره، ثم سبحانه قدّر أن أنسى الكيس في قاعة النساء، ثم يقدّر أن يقع الكيس في يد أقرب النساء وهي زوجة أخي التي كانت عروسَ ذلك اليوم، فصانني الرحمن ثانيةً من أن يقع بيد غيرها!، فسبحان الحكيم المدبر.
{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاًوَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} أذكارَكم أذكارَكم،
التوكلَ التوكلَ.
تألق اللهم احفظها دوما
التعديل الأخير تم بواسطة تألق ; 29-09-15 الساعة 02:37 PM
|