29-06-11, 02:05 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2011 |
العضوية: |
1225 |
المشاركات: |
5,141 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
المذهب السني |
بمعدل : |
1.03 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
27 |
نقاط التقييم: |
326 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
بسم الله الرحمن الرحيم
أم أيمن .. " أمي بعد أمي"
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
ما نالت امرأة من صحبة رسول الله وشرف ملازمته ما حظيت به أم أيمن . فقد كانت معه منذ فتح عينيه للنور , فتلقته واعتبرته ابناً لها , وسارت إلى جانبه رحلة الحياة .. بكل شقائها وآلامها . فهي معه طوال حياته منذ ولادته حتى وفاته .
وإن كنا في الوقت الحاضر نقيس الناس بأموالهم أو علمهم أو لونهم أو مركزهم الاجتماعي , فإن مقياس الناس لدى رب العالمين . أنه لا فرق لعربي على أعجمي , ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى .
وقد خلت أم أيمن من كل المقاييس ..
فليست غنية حتى تفضل لغناها !!!
ولا ذات حسب عظيم وجد كريم حتى تفضل لنسبها!!!
ولا هي ذات علم وبيان حتى تفضل لعلمها وفصاحتها !!!
ولا هي ذات مركز اجتماعي هام حتى تفضل لمركزها !!!
إنها عبدة سوداء.. ولكنها عند رب العالمين .. أعلى وأسمى من أصحاب النفوذ والأموال .
وأقرب إليه سبحانه من أصحاب الحسب والنسب ..
فمن هي أم أيمن ؟؟؟
اسمها : بركة بنت ثعلبة الحبشية . كانت مولاة لآمنة بنت وهب أم النبي , فورثها بعد وفاة أمه . كان عليه الصلاة والسلام يناديها ((يا أُمّه)) فكانت تفرح في أعماقها وتسعد , وتشعر بأمومة لا نهاية لها . رافقته إلى بيت جده عبد المطلب حينما كفله وهي ترعاه وتقرعينها حينما تراه ينمو وينمو .
ومات عبد المطلب وانتقلت الكفالة إلى عمه أبي طالب . فلم تفارقه . شب رسول الله في دار أبي طالب وبركة معه , تحوطه برعايتها , وتهنأ لهناءته وتحزن لحزنه وتألم لألمه . ولما تزوج رسول الله خديجة بنت خويلد ا أعتق أم أيمن . فتزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي , فولدت له : أيمن . لكن عبيداً لم يستمر مع بركة فطلقها بعد سنتين من زواجها فعادت إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم , أي منزل خديجة بنت خويلد . التصقت بركة بدار خديجة واستقبلت أبناء رسول الله وبناته , وحضنتهم جميعاً .
وكان النبي صلوات الله عليه وسلامه يكرمها ويحترمها ولم ينس فضلها فكان يكافئها كلما سنحت له الفرصة . ويقول :
" هذه بقية أهل بيتي. ويقول أيضاً : أم أيمن أمي بعد أمي" .
وكان يقول بعد النبوة : " من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن " . فتزوجها زيد بن حارثة , فولدت له أسامة بن زيد . حب رسول الله . فكانت نعم الزوجة الوفية , والأم الرؤوم , فقد ربت أسامة على الخلق الفاضل والشجاعة النادرة والإسلام المتين ..
ولما أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة كانت أم أيمن ا من المهاجرات الأول , فهاجرت في سبيل الله معتمدة على الله أولاً ثم على إيمانها وعلى ما وهبها الله من عزيمة , وكانت قد أسنت و ضعف جسمها . خرجت ماشية ليس معها زاد . وهي صائمة في يوم شديد الحر . والمسافة بين مكة والمدينة بعيدة وتحتاج إلى أيام . فالمهمة شاقة لاتتحملها أم أيمن مهما تبلغ من علو الهمة ومضاء العزيمة ووفر الطاقة . لكنها مضت في طريقها إلى الإمام لا تكل ولا تمل . يرافقها إيمانها ويحميها صبرها . فجهدها العطش . فدُّليَّ عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض فشربت منه حتى رويت . وتسمع صوت من السماء يقول : اشربي شربة لن تظمئ بعدها أبداً . وكانت تقول : ما أصابني بعد عطش ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت بعد تلك الشربة . وهكذا يكافأ المؤمنون الصادقون .
ولو لم يسجل التاريخ لها إلا هذاالموقف . وهو هجرتها والكرامة التي من الله عليها بها لكان ذلك كافياً لها . لكن أم أيمن لم تكن مكتفية بأدوارها منذ ولادة رسول الله حتى هجرتها , فقد كانت لها مواقفها الأخرى المشرفة رغم كبر سنها . لقد رافقت المسلمين في أحد , فكانت تسقي الماء للمحاربين , وتضمد جراح المصابين , وتساعد في كل ما يطلب منها , كما شاركت في خيبر, وقامت بواجبها خير قيام . وشاركت في يوم حنين وكانت تدعو لهم وتقول : ( سَبَّت الله أقدامكم) . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" اسكتي يا أم أيمن فإنك عسراء اللسان" .
وكانت إذا دخلت على النبي قالت : ( سلام لا عليكم) بدلا من
( سلام الله عليكم) فرخص لها النبي أن تقول : السلام . لأن في لسانها ونطقها عيباً.
وكان رسول الله يمازحها ويلاطفها , وقد جاءته مرة فقالت له : يا رسول الله أحملني . فقال عليه الصلاة والسلام : أحملك على ولد الناقة . فقالت : يا رسول الله إنه لا يطيقني ولا أريده . فقال : لا أحملك إلا على ولد الناقة . وكان رسول الله يمزح ولا يقول إلا حقاً فالإبل كلها ولد النوق .
ولما قبض رسول الله حزنت أم أيمن حزناً شديداً وبكت بكاءً مراً . قال أبو بكر لعمر ا : انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كماكان رسول الله يزورها . فلما انتهيا إليها بكت , فقالا لها مايبكيك ؟ ما عند الله خير لرسوله . فقالت : ما أبكي ألا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء . فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها . ولما قتل عمر بن الخطاب , بكت أم أيمن , وقالت قولتها المشهورة ( اليوم وهي الإسلام ) .
وتوفيت أم أيمن بعد مقتل عمربعشرين يوماً ..
رحم الله أم أيمن حاضنة سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام .. المؤمنة المسلمة التي أدت واجبها كاملا وبذلت في سبيل عقيدتها كل ما تستطيع أن تقدمه من جهد وقوة وعطاء .
الصائمة الطاوية .. المهاجرة الماشية .. التي سُقيت شربة سماوية كانت لها شافية كافية .
فإن بركة أم أيمن كانت امرأة فاضلة رائدة ..
لم تكن رائدة بجمالها وبشرتها الناصعة ..
ولم تكن رائدة بمركزها الاجتماعي وقبيلتها العريقة ..
ولم تكن رائدةبأموالها وغناها ..
ولكنها كانت رائدة في إخلاصها لرسول الله ..
رائدة في إيمانها .. رائدة في صبرها ..
كم تتمنى كل امرأة أن تكون رائدة كأم أيمن ..
التي بشرها رسول الله بالجنة ..
رضي الله عنها وأرضاها .
|
|
|