29-04-14, 03:52 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى صحبه وآله أجمعين ، أما بعد . روى الإمام مسلم فى صحيحه من حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه أن النبى قال ( النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) قال النووى رحمه الله: قال العلماء الأمنة بفتح الهمزة والميم والأمن والأمان بمعنى، ومعنى الحديث أن النجوم ما دامت باقية فالسماء باقية......فإذا ذهبْتُ أتى أصحابى ما يوعدون أى من الفتن والحروب وارتداد من ارتد من العرب ، واختلاف القلوب.......فإذا ذهب أصحابى أتى أمتى ما توعد معناه من ظهور البدع والحوادث فى الدين والفتن فيه. . [1] فالصحابة صمام أمان للأمة ما دامت تسير على طريقهم فإنهم على خُطى النبى سائرون، وبهداه مقتدون، ولميراثه حافظون ، وللأمانة مبلغون. قال الآجرى رحمه الله: فلو فعل إنسان فعلا كان له فيه قدوة ، بأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان على الطريق المستقيم ، ومن فعل فعلا يخالف فيه الصحابة فنعوذ بالله منه ، ما أسوأ حاله. . [2] والصحابى الجليل عبدالله بن عمر رضى الله عنه وهو من أجلاء الصحابة ، اشتهر بكثرة الرواية عن النبى صلى الله عليه وسلم، وبالفقه وله اجتهاداته وفتاواه، وبشدة تحريه واتباعه للسنة ، لكننا هنا سنتحدث عن أمر آخر برز فيه ، وقدم فيه خير مثال للالتزام بأمر الله ورسوله ، علما وعقيدة، وواقعا عمليا ، ألا وهو موقفه فى الفتن ، وقد حدث فى عهده رضى الله عنه فتنا عاصفة ، امتحنت بها الأمة ، وهى لم تزل فى مهدها. فهذا بعض ما نقل عنه رضى الله عنه من أقوال وأفعال فيما وقع على الأمة فى عصره من الفتن. أولا : روى عن النبى ما سمعه منه فى الفتن، وكان أول من عمل بهذه الأحاديث ، من ذلك ( مما فى صحيح البخارى فقط ): _( من حمل علينا السلاح فليس منا ) 7070 _ ( لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) 7077 _( سمع رسول الله وهو مستقبل المشرق يقول: ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان ) 7093 _ عن سعيد بن جبير قال : ( خرج علينا عبدالله بن عمر فرجونا أن يحدثنا حديثا حسنا ، قال: فبادرنا رجل فقال : يا أبا عبدالرحمن حدِّثنا عن القتال فى الفتنة والله يقول ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) فقال: هل تدرى ما الفتنة ثكلتك أمك؟ إنما كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين ، وكان الدخول فى دينهم فتنة ، وليس كقتالكم على الملك ) 7095 ثانيا: إعتزاله الفتن . قال الحافظ بن حجر رحمه الله: وكان رأى ابن عمر _ رضى الله عنهما ترك القتال فى الفتنة ، ولو ظهر أن إحدى الطائفتين محقة ، والأخرى مبطلة . وقال : واحتج به من لم ير القتال فى الفتنة وهم كل من ترك القتال مع علىٍّ فى حروبه كسعد بن أبى وقاص ، وعبدالله بن عمر، ومحمد بن مسلمة ، وأبى بكرة ، وغيره . [4] قال الخطابى رحمه الله ( وممن اعتزل تلك الفتنة _ يعنى موقعة الجمل _ فلم يكن مع واحد من الفريقين حتى انجلت محمد بن مسلمة الأنصارى ، وعبدالله بن عمر ، فى عدة من الصحابة. ) [5] وقد قالت له أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها [ وذلك بعد ما كان من فتنة الجمل] : يا أبا عبدالرحمن ما منعك أن تنهانى عن مسيرى؟ قال رضى الله عنه : رأيت رجلا قد غلب عليك ، _ يعنى ابن الزبير _ وظننت أنك لا تخالفينه . قالت أما إنك لو نهيتنى ما خرجت. . [6] كما اعتزل رضى الله عنه الفتنة بين على ومعاوية رضى الله عنهما ، ولم يشهد صفين مع أى من الفريقين ، وقد زكى علىٌّ رضى الله عنه موقفه هذا حيث قال ليالى صفين : يا حسن يا حسن ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ هذا ، لله در مقام قامه سعد بن مالك ، وعبدالله بن عمر ،إن كان برا إن أجره لعظيم ، وإن كان إثما إن خطره ليسير. . [7] ثالثا: شدة نهيه عن تفريق جماعة المسلمين وتحذيره من ذلك . ولما أرسل يزيد بن معاوية يأخذ البيعة من أهل المدينة خرج الحسين وعبدالله بن الزبير سرا إلى مكة فارين من البيعةقسرا ، قال لهما ابن عمر رضى الله عنهما: اتقيا الله ولا تفرقا بين جماعة المسلمين . [8] ولما أراد الحسين رضى الله عنه الخروج إلى الكوفة تلبية للرسائل التى جاءته من أهلها تدعوه للقدوم إليهم ليبايعوه بالأمر ، قال له ابن عمر رضى الله عنهما : لا تخرج ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خُير بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ، فلما أبى ، فودعه، فقال: أستودعك الله من مقتول . [9] ولما مات يزيد ، وجيوشه محاصرون ابن الزبير رضى الله عنه بمكة، وبايع الناس معاوية بن يزيد فلم يلبث أن مات ، دعى عبدالله بن الزبير رضى الله عنهما إلى نفسه، فبايعه أهل الحجاز ، وسائرالأمصار إلا بنو أمية ومن شايعهم فإنهم بايعوا مروان بن الحكم يقول الحافظ بن حجر رحمه الله: وكان فى الأرض قبل ذلك _ يعنى قبل استقرار الأمر لعبدالملك بن مروان _ اثنان كل منهما يدعى له بالخلافه، وهما عبدالملك بن مروان ، وعبدالله بن الزبير. . [10] بعث ابن الزبير رضى الله عنه إلى ابن عمر ، وابن الحنفية، وابن عباس ليبايعوا فأبوا عليه. . [11] وأخرج يعقوب بن سفيان فى تاريخه من طريق سعيد بن حرب العبدى قال: بعثوا إلى ابن عمر لمّا بويع ابن الزبير فمد يده وهى ترعد فقال: والله ما كنت لأعطى بيعتى فى فرقة ، ولا أمنعها من جماعة . . [12] ثم لما استقر الأمر لعبدالملك بن مروان بعد مقتل ابن الزبير رضى الله عنه ، واجتمعت الكلمة على عبدالملك ودانت له جميع بلدان المسلمين، بايعه عبدالله بن عمر رضى الله عنه. فقد روى البخارى رحمه الله بسنده عن عبدالله بن دينار قال: لما بايع الناس عبدالملك بن مروان ( فى رواية : اجتمع الناس على عبدالملك ) كتب إليه عبدالله بن عمر: إلى عبدالله عبدالملك أمير المؤمنين ، إنى أقر بالسمع والطاعة لعبدالله عبدالملك أمير المؤمنين على سنة الله ، وسنة رسوله فيما استطعت ، وإن بنى قد أقروا بذلك. . [13] رابعا: إنكاره الشديد على الخروج على ولى الأمر وعلى الخوارج . أما فتنة الفتن وشر البلايا وهى الخروج على الأمراء وهى الفتن التى تراق فيها الدماء وتهتك فيها الأعراض ، وتستباح فيها الحرمات، فإن للحكم شهوة تهون بجوارها كل عظيمة ، وتتصاغر بجانبها كل حرمة، ولأجل ذلك جاءت الشريعة الغراء بتحريم نقض البيعة ، والخروج على الحكام ، منازعة الأمر أهله ، إلا بتحقق كفرهم كفرا لا مرية فيه ، مع قدرة على خلعهم ، حفاظا على حرمة الدم المسلم ، وعلى جماعة المسلمين ، ووحدة الأمة. فكان ابن عمر رضى الله عنه مثلا رائعا للقائم بأمر الله ورسوله ، وللصحابة الذين اصطفاهم الله لصحبة نبيه ، وحمل الأمانة من بعده ، وتبليغ رسالته قولا وعملا. ( لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه ، وولده فقال: إنى سمعت النبى يقول: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإنى لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال ، وإنى لا أعلم أحدا منكم خلعه ، ولا بايع فى هذا الأمر إلا كانت الفيصل بينى وبينه . ) [14] بل ذهب رضى الله عنه لرأس من رؤوس الخوارج الذين نقضوا بيعتهم ليزيد ، ودعوا الناس للخروج عليه ، ذهب إليه ليؤدى الأمانة التى حملها عن رسول الله ، ممتثلا أمره (بلغوا عنى) ، ( من رأى منكم منكرا ) . قال نافع رحمه الله: جاء عبدالله بن عمر إلى عبدالله بن مطيع ، حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية ، فقال: اطرحوا لأبى عبدالرحمن وسادة ، فقال: إنى لم آتك لأجلس ، أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، سمعت رسول الله يقول: من خلع يدا من طاعة ، لقى الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس فى عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية. . [15] رضى الله عن ابن عمر وعن أبيه وعن سائر الصحابة ، ما جعلوا لأحد من الناس حجة على الله بعد أن بلغوا عن نبيه ، وكانوا نماذج حية عملية لما أمر به الله ورسوله ، ، حتى جعلهم النبى شعارا للطائفة الباقية على الحق إلى يوم القيامة. وما زال كتاب الله بين أيدينا وفيه قوله ( فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا). والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو أحمد ياسر أحمد عبدالفتاح [1] مسلم بشرح النووى 83/16 [2] الشريعة للآجرى 1690/4 [3] فتح البارى 53/13 [4] فتح البارى 38/13 [5] العزلة للإمام الخطابى ص73 [6] تاريخ دمشق لابن عساكر 110/31 [7] منهاج السنة لابن تيمية 145/8 [8] البداية والنهاية 158/8 ، وانظر العواصم من القواصم. [9] كشف الأستار عن زوائد البزار 223/3 والطبرانى فى الأوسط189/1 [10] فتح البارى 218/13 [11] البداية والنهاية 262/8 [12] فتح البارى 219/13 [13]البخارى 7205 [14] البخارى7111 [15] مسلم بشرح النووى 240/12
hfk ulv >>Ylhl tn .lhk hgtjk
التعديل الأخير تم بواسطة عزتي بديني ; 06-05-14 الساعة 03:28 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02-05-14, 09:59 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
عقيدتي نجاتي
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
وعن أبيه الفاروق عمر
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-05-14, 09:54 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
عقيدتي نجاتي
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
جزاك الله خيرا
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-05-14, 03:29 AM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
عقيدتي نجاتي
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07-05-14, 12:37 AM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
عقيدتي نجاتي
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
شكرا لحضوركم الطيب
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08-05-14, 12:58 AM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
عقيدتي نجاتي
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
رضى الله عن ابن عمر وعن أبيه وعن سائر الصحابة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12-05-14, 02:59 AM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
عقيدتي نجاتي
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|