الموضوع
:
المدخل إلى دراسة العقيدة
عرض مشاركة واحدة
05-10-11, 03:36 PM
المشاركة رقم:
2
المعلومات
الكاتب:
حسين
اللقب:
عضو
الرتبة
البيانات
التسجيل:
Sep 2011
العضوية:
5474
المشاركات:
99 [
+
]
الجنس:
ذكر
المذهب:
سنّي
بمعدل :
0.02 يوميا
اخر زياره :
[
+
]
معدل التقييم:
14
نقاط التقييم:
33
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع :
حسين
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
الفصل الثاني
أهل السنة والجماعة
1- حديث الافتراق .
2- تعريف " أهل السنة والجماعة "
3- سبب التسمية .
4- أسماؤهم .
5- خصائصهم .
بسم الله الرحمن الرحيم
أهل السنة والجماعة
حديث الافتراق :
عن معاوية بن أبي سفيان ،
، قال : قال رسول الله
: (ألا وإن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ؛ ثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة ) . رواه أبو داود ، والترمذي ،وأحمد ، والدارمي . وصححه الحاكم ، والشاطبي ، وابن تيمية ، والذهبي ، والعراقي ، والألباني .
و في رواية عن عبدالله بن عمرو ،
: ( وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلها في النار ، إلا ملة واحدة ؛ ما أنا عليه وأصحابي ) رواه الترمذي ، وحسنه الألباني .
تعريفهم :
أهل السنة والجماعة : هم الذين اجتمعوا على الأخذ بسنة النبي
، والعمل بها ، ظاهراً ، وباطناً ، في القول ، والعمل ، والاعتقاد .
معنى "السنة" :
قال ابن رجب ، رحمه الله : ( السنة : الطريقة المسلوكة ؛ فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه النبي
، وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات ، والأعمال ، والأقوال . وهذه هي السنة الكاملة . ولهذا كان السلف قديماً لا يطلقون اسم "السنة" إلا على ما يشمل ذلك كله ) . جامع العلوم والحكم :2/120 .
معنى "الجماعة" :
قال الشاطبي ، رحمه الله ، بعد حكاية الأقوال في معنى الجماعة : ( لا إشكال أن الاعتبار إنما هو بالسواد الأعظم من العلماء المعتبر اجتهادهم . فمن شذ عنهم فمات ،
فميتته جاهلية ) . الاعتصام : 2/267 .
سبب التسمية :
قال تعالى : (ٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا) فالاسم الأول لأهل الحق والهدى هو "الإسلام" ، ولكن لماَّ صار كل أحد يدعيه ، دعت الحاجة إلى تمييزهم عن سائر أهل القبلة ،ممن تلبسوا بشيء من البدع والضلالات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله : ( وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمداً
. لكن لما أخبر النبي
أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ،كلها في النار ، إلا واحدة ، وهي الجماعة . وفي حديث عنه أنه قال : هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ، صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب ، هم أهل السنة والجماعة ) الواسطية .
أسماؤهم :
ومن أسماء أهل السنة والجماعة التي دل عليها الدليل ، أو صدقها الواقع ما يلي :
1- الطائفة المنصورة : أخذاً من قوله
: ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ، أو خالفهم ، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) متفق عليه ، واللفظ لمسلم .
2- الفرقة الناجية : أخذاً من قول النبي
: ( وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار ، إلا ملة واحدة .قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي ) رواه الترمذي . فهذه الفرقة قد نجت في الدنيا من الشرك والبدعة ، وفي الآخرة من النار .
3- السلف أو السلفيون : نسبة إلى السلف الصالح ، وهم الصحابة ، والتابعون ، وتابعوهم ؛ أهل القرون المفضلة ، الذين قال فيهم النبي
: ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) متفق عليه ، تمييزاً لهم عن الخلف ، الذين زاغت بهم الأهواء ، ورغبوا عن سبيل المؤمنين الأولين .
4- أهل الحديث أو أهل الأثر : نسبة إلى اشتغالهم بالعلم والآثار النبوية ، رواية، ودراية . روى الحاكم وغيره عن الإمام أحمد أنه قال : ( إن لم تكن هذ الطائفة المنصورة أصحاب الحديث ، فلا أدري من هم !) قال الحافظ في الفتح : بسند صحيح. وقال الشيخ عبدالقادر الجيلاني ،رحمه الله، في كتابه " الغنية " : ( أما الفرقة الناجية فهي أهل السنة والجماعة ، وأهل السنة لا اسم لهم إلا اسم واحد ، وهو : أصحاب الحديث ) .
خصائص منهج أهل السنة والجماعة :
1- الكفر بالطاغوت ، والإيمان بالله : قال تعالى :
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاانْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم) ، (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) .
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ) .
فأهل السنة والجماعة أعظم الناس تحقيقاً لتوحيد الله الذي بعث به المرسلين ، القائم على قضيتين متلازمتين ؛ الكفر بالطاغوت ، والإيمان بالله . ودعوتهم الأساسية دعوة الأنبياء والمرسلين : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) .وهم يبادؤون الناس بما يبادئ به الأنبياء أقوامهم : ( يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) . وقضية العقيدة والتوحيد عندهم أم القضايا ، لا يجوز تخطيها ، ولا تأجيلها ، ولا المساومة عليها ، بل يوادُّون ويبغضون فيها ، و يوالون ، ويعادون عليها . وهم بذلك يفارقون غيرهم من أهل البدع المنتسبين إلى الإسلام ، الذين يسوِّغون الشرك ، من خلال الغلو في الصالحين ، وتعظيم المقبورين .
2- العلم بالآثار ، والفقه في الدين : قال تعالى :
( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون َ) ، (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) ، ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) .
قال الإمام البخاري : ( باب قول النبي
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق " وهم أهل العلم ) .
وهم بذلك يفارقون طوائف من أهل القبلة ، المنحرفين عن السنة ، مثل :
- أهل التجهيل ، المزهدون في طلب العلم ، المتنقصون لأهله وحملته .
- أصحاب المناهج العاطفية ، ذات الضحالة الشرعية .
- أهل الكلام ، المفتونون بالمناهج العقلية .
- أهل الرأي ، الذين يقدمون الرأي والقياس على الدليل .
3- الاشتغال بالعمل الصالح : قال تعالى :
(وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ .إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ، (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) ، (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون َ) .
قال شيخ الإسلام ، ابن تيمية : ( ومن أصول أهل السنة والجماعة : أن الدين ، والإيمان قول وعمل ؛ قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ) العقيدة الواسطية .
وهم بذلك يفارقون المرجئة ، على اختلاف طبقاتهم ، الذين لا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان ، وأهل الفسق والعصيان الذين يرتكبون محارم الله ، ويتعدون حدوده .
4- الاتباع ، ونبذ الابتداع : قال تعالى :
( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) .
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) .
قال شيخ الإسلام ، ابن تيمية : ( طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله
، باطناً ، وظاهراً ، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، واتباع وصية رسول الله
، حيث قال : " عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة " ) العقيدة الواسطية .
وقال ابن القيم : ( ثم سار على آثارهم الرعيل الأول من أتباعهم ، ودرج على آثارهم الموفقون من أشياعهم ، زاهدين في التعصب للرجال ، واقفين مع الحجة والاستدلال ، يسيرون مع الحق أين سارت ركائبه ، ويستقلون مع الصواب حيث استقلت مضاربه . إذا بدا لهم الدليل بأخذته ، طاروا إليه زرافات ووحداناً . وإذا دعاهم الرسول إلى أمر انتدبوا إليه ، ولا يسألونه عما قال برهاناً . ونصوصه أجل في صدورهم ، وأعظم في نفوسهم ، من أن يقدموا عليها قول أحد من الناس ، أو يعارضوها برأي أو قياس ) إعلام الموقعين : 2/10 .
وهم بذلك يفارقون طوائف من الناس ، منهم :
- أهل البدع : الذين يُحدثون في الدين ما ليس منه . وحد البدعة ، كما قال الشاطبي ، رحمه الله : ( طريقة في الدين مخترعة ، تضاهي ـ أي تشابه ـ الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ) الاعتصام : 1/37 .
- أهل التقليد والتعصب للمذاهب : الذين شعارهم : ( كل نص خالف ما قاله الأصحاب، فهو إما منسوخ أو مؤول ) .
- المتساهلون في توثيق الأدلة : الذين لا يتحرون الصحة في الدليل أو الاستدلال.
5- حسن الخلق : قال تعالى :
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ، ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويعتقدون معنى قوله
" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً " ويندبون إلى أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك . ويأمرون ببر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل ، والرفق بالمملوك . وينهون عن الفخر والخيلاء ، والبغي والاستطالة على الخلق ، بحق أو بغير حق . ويأمرون بمعالي الأخلاق ، وينهون عن سفسافها .وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره،فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة )الواسطية . قال ابن القيم : ( الدين كله خلق ، فمن زاد عليك في الخلق ، زاد عليك في الدين ) .وهم بذلك يفارقون أهل الفظاظة ، والعنف على الناس ، كالخوارج ، والمتشبهين بأخلاقهم.
6- الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر : قال تعالى :
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ، (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) . ( فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ) .
قال شيخ الإسلام ، ابن تيمية : ( ثم هم مع هذه الأصول ، يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، على ما توجبه الشريعة ... ويدينون بالنصيحة للأمة ) . الواسطية .
وهم بذلك يفارقون المتقاعسين عن هذه الشعيرة، الذين لا تتمعر وجوههم لانتهاك محارم الله.
7- الوحدة والائتلاف ، ونبذ الفرقة والاختلاف : قال تعالى :
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيه) ، ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) ، (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ، ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون َ) .
قال شيخ الإسلام ، ابن تيمية : ( ويرون إقامة الحج ، والجمع ، والأعياد ، مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً . ويحافظون على الجماعات ، ويدينون بالنصح للأمة ، ويعتقدون معنى قوله
: " المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضاً ، وشبك بين أصابعه "" وقوله
: " مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم ، كمثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) الواسطية .
وقال : ( بل الأسماء التي قد يسوغ التسمي بها ، مثل انتساب الناس إلى إمام ؛ كالحنفي ، والمالكي ، والشافعي ، والحنبلي ، أو إلى شيخ ؛ كالقادري ، والعدوي ، ونحوهم ، أو مثل الانتساب إلى القبائل ؛ كالقيسي ، واليماني ، أو إلى الأمصار ؛ كالشامي ، والعراقي ، والمصري ، فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها ، ولا يوالي بهذه الأسماء ، ولا يعادي عليها . بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم ، من أي طائفة كان ) . الوصية الكبرى: 70 .
وهم بذلك يفارقون أهل التفرق ، والتحزب ، والاختلاف ، الذين ذمهم الله بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) .
فهذه الخصائص العظيمة لا توجد مجتمعةً في فرقة ، إلا في أهل السنة والجماعة . وأما ما سواها من الثنتين وسبعين فرقة ، فقد توافقها في أمور،وتفارقها في أمور أخرى. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً . فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه ، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة ، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته ... بل موجب هذا الكلام : أن من اعتقد ذلك نجا في هذا الاعتقاد ، ومن اعتقد ضده ، فقد يكون ناجياً ، وقد لا يكون ناجياً ) مجموع الفتاوى : 3/179 .
مناقشة :
1- ما هو حديث الافتراق ، ومن رواه ، وما درجته ؟
2- من هم " أهل السنة والجماعة " ، وما معنى " السنة " و " الجماعة " ؟
3- ما سبب تسمية أهل السنة والجماعة بهذا الاسم، دون الاكتفاء باسم "المسلمين" ؟
4- ما هي أسماء أهل السنة والجماعة ، ومن أين مأخذها ؟
5- من خصائص أهل السنة والجماعة( ...)ما الدليل على هذه الخاصية، ومن فارقوا بها؟
حسين
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى حسين
زيارة موقع حسين المفضل
البحث عن كل مشاركات حسين