عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-11, 05:23 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.26 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
زاد التائبين
يا عبد الله ويا أمة الله {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } الحديد/ 16.
أما آن لك أن تحط عن ظهرك حملاً طالما أضناك؟
أما آن لك أن تنام قرير العين؟
أما آن لك أن ترتاح بعد شقاء الذنوب؟
قل: بلى، قد آن...
آن لي أن أعود إلى ربي....
إذن أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك,
فما ألذ الراحة بعد التعب,
وما أطيب اللقاء بعد طول الفراق,,
وما أعذب الماء بعد شدة العطش,,
وما أرق النسيم بعد حر السَّموم...
أيها التائب، إنك على جناح سفر للقاء ربك الودود الرحيم, ويوشك أن تنتهي رحلة السفر قريباً، ولا بد لكل مسافر من زاد يستعين به على طريق سفره ويخفف عنه وعْثاء السفر وما يعتريه فيه من مشقة لا بد منها.
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر
ولا بد من زاد لكل مسافر
ولا بد للإنسان من حمل عدة
ولا سيّما إن خاف صولة قاهر
ولِيسهل عليك حمل الزاد فقد قسمته لك إلى ثلاثة أقسام، فاستعد لحزم أمتعتك وتأهب وسر على بركة الله.

زاد بينك وبين الله
1 ـ إن من أفضل ما يفعله العبد إذا أذنب أن يتوضأ ويصلي ركعتين إلى الله مما فعل، فإن الوضوء سبب لتكفير الخطايا والصلاة كذلك. قال عليه الصلاة والسلام: " ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر الله له "[1].
فإذا لازم العبد هذا العمل بحيث أنه كلما أذنب صلى واستغفر فإن هذا يقوّي صلته بربه فتقل ذنوبه وتعظم حسناته.
2 ـ حقق توحيدك لله عز وجل بإتباع ما يحبه الله ورسوله واجتناب ما يبغض الله ورسوله كما قال سبحانه:{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }آل عمران/ 31.
قال ابن رجب - رحمه الله -: فهذا نص في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه الله متابعة للهوى، والمعاداة على ذلك والمولاة عليه من الشرك الخفي فتبين من هذا معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام: من شهد أن لا إله إلا الله صادقاً من قلبه حرّمه الله على النار، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله[2].
3 ـ ويتحقق التوحيد الخالص بمعرفة الله تعالى, فو الله ما بذلت الأنفاس ولا فنيت الأعمار في شيء أحب إلى الله من معرفته، فإن الله تعالى لم يخلق الخلق إلا ليعبدوه، ولا تتم العبادة إلا بمعرفته تعالى, عن طريق أسماءه الحسنى وصفاته العلى، وأفعاله وأحكامه، فمن عرف الله أحبه ومن أحبه أطاعه ولا بد.
وعن لذة معرفة الله ومحبته يقول ابن القيم: فإنه ليس للقلب والروح ألذ ولا أطيب ولا أحلى ولا أنعم من محبة الله والإقبال عليه وعبادته وقرة العين به والأنس بقربه والشوق لقاءه ورؤيته وإن مثقال ذرة من هذه اللذة لا يعدل بأمثال الجبال من لذات الدنيا، ويكفي في فضل هذه اللذة وشرفها أنها تخرج من القلب ألم الحسرة على ما يفوت من هذه الدنيا، وكان بعض العارفين يقول: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب نعيمها، فيقال له: وما هو؟ فيقول: محبة الله والأنس به والشوق إلى لقاءه ومعرفة أسمائه وصفاته. وقال لآخر: أطيب ما في الدنيا معرفته ومحبته وألذ ما في الآخرة رؤيته وسماع كلامه بلا واسطة[3].
1-احرص على إتقان العمل وتوفيته حقه بقدر استطاعتك وهذا هو مقام الإحسان, ولا يتاتى ذلك إلا بالمجاهدة والاستعانة بالله تعالى كما في قوله:{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت/69
قال أبو عبدالله الناجي الزاهر – رحمه الله - : خمس خصال بها تمام العمل:
1) الإيمان بمعرفة الله عز وجل.
2) ومعرفة الحق
3) وإخلاص العمل لله
4) والعمل على السنة
5) وأكل الحلال[4].
2- عليك – أيها التائب –بالسلاح الذي لا يهزم صاحبه ولو اجتمعت قوى الدنيا عليه ألا وهو الصارم المسلول فالدعاء لله تعالى عون على ترك الذنوب, وعون على فعل الطاعات, وعون على الثبات, وعون على الزيادة من الصالحات, فانطرح على باب ربك في أي وقت شئت وادعه بقلب ضارع ونفس خاشعة فإنه الكريم لا يرد سائلا أبدا فهو الذي أمرك بالدعاء ووعدك بالاستجابة فماذا تنتظر؟
قال تعالى"{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر/60
3- لا تمس ولا تصبح وفي قلبك أحد أحب إليك من الله أو أحوف إليكم منه فإن الله يغنيك عن كل شيء ولا شيء يغنيك عن الله.
فاجعل رضا الله كل القصد تنجو
فما يغني رضا الخلق والخلاق قد سخطا
هل يبسـطون لما القهار قابضه
أو يقبضـون إذا الرحمـن قد بسـطا
4-ليكن لسانك أيها التائب رطبا من ذكر الله, فأكثر من ذكره في ليلك ونهارك وفي سوقك وبيتك وأنت قائم وأنت قاعد؛ فإن الذكر حصن المسلم, ولا يتسلط الشيطان على القلب إلا إذا خرج من حصنه, فالذكر أفضل الأعمال على الإطلاق لأن العبادات ما شرعت إلا لذكر الله, قال تعالى:{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } طه/14
{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} البقرة/200
قال أحد السلف: إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يروا عملا أفضل ثوابا من الذكر فيتحسر عند ذلك أقوام يقولون: ما كان شيء أيسر علينا من الذكر[5].
5- تنعّم وتلذذ بالقيام بين يدي سيدك ومولاك فلطالما سهرت على المعاصي إلى آخر الليالي, فاسهر الآن في ذات الله تعالى بمناجاته والقيام بين يديه, ولا أقصد بالسهر هنا السهر الذي كرهه عليه الصلاة والسلام فقد كان لا يحب السهر بعد العشاء إلا لسبب, ولكن بما أن الناس تغيرت أحوالهم فصاروا يسهرون إلى ما بعد منتصف الليل فاستغل ذلك بالقيام لله تعالى خاصة إن لم تستطع القيام آخر الليل, المهم لا تترك قيام الليل مهما استطعت فإنه شرف للمؤمنين, ويكفي في ذلك مدح الله لأهل القيام والاستغفار كما قال"{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا } السجدة/16
وقوله:{ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)} الذاريات
6-اجعل شكواك إلى الله وحده, الذي يعلم حالك ومآلك, وسرك وجهرك؛ فإن نزلت بك حاجة أو آلمك حزن أو فجعتك مصيبة, أو طاف بك طائف من هم أو قلق فابسط أكف الضراعة لمولاك وقل كقول يعقوب عليه الصلاة والسلام: { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}يوسف/86
وكقول أيوب عليه الصلاة والسلام:"{ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } الأنبياء/83
7-اجتهد في الأعمال القلبية فإن المعول عليه هو عمل القلب لا ظاهر العمل فقط؛ فإن الله لا ينظر إلى صورتك ولكن إلى قلبك, والمقصود بعمل القلب هو ما يقوم فيه من الإخلاص والتقوى والنظر إلى الله, فهذا القلب هو الذي ينجو صاحبه يوم القيامة وهو القلب السليم. قال تعالى:{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} الشعراء
وهو كذلك القلب المنيب{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} ق/33
8-أيها التائب أكثر من الاستغفار في كل وقت؛ فإن ذنوبك كثيرة, فكم من معصية ارتكبتها وطاعة تركتها أو قصرت فيها وكم نعمة لله عليك لم تقم بشكرها وكم قصرت في معرفة الله, فإنك لو سجدت إلى قيام الساعة لا احتقرت ذلك العمل؛ أعظم حق الله عز وجل ولهول المطلع, ولكن بفضل الله أنه رضي منا القليل من العمل ووعد عليه الكثير من الأجر, فاجعل الاستغفار دأبك دائما فلعلك تصادف ساعة استجابة يغفر الله لك مغفرة لا تشقى بعدها أبدا قال تعالى:{ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}النساء/110
9- صلاتَك صلاتَك أيها التائب فهي الحبل الذي بينك وبين الله فإن قُطع ذلك الحبل قطعت أسباب الرحمة في الدنيا والآخرة, وإن وهن الحبل كنت عرضة للسقوط, فاهتم بصلاتك واجعلها أُولى أولوياتك لأنها أول ما ستسأل عنه يوم تقف بين يدي الملك الحق. يقول ابن القيم: للعبد بين يدي الله موقفان ,موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم لقاء ربه فمن قام بحق الموقف الأول هوِّن عليه في الموقف الآخر ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفِّه حقه شُدد عليه ذلك الموقف[6].
10- ومما ينبغي ذكره في هذا لمقام هو أن تتعرف على خير البرية الذي ما وصلك هذا الخير إلا عن طريقه – محمد رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة – فمن طلب الهدى من غير هديه فقد ضل ومن طلب الرشد من غير سنته فقد هلك.
واعلم أن الجنة لن تفتح لأهلها إلا به نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ولن يرد حوضه يوم القيامة ويشرب منه إلا من ورد على شريعته وشرب منها, فاحرص على معرفة سنته وهديه وأخلاقه وتشبه به قدر استطاعتك وليكن رسول الله أحب غليك من كل شيء سوى الله تعالى, ففي الصحيح عن أنس نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".
11- أيها التائب كتاب الله أين أنت منه؟
إياك وهجر كتاب ربك ولو يوما واحدا, لا تكن ممن اشتكاهم الرسول نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة إلى ربه{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا } الفرقان/30
أكثر من قراءته فهو زاد الروح ولا غنى لمسلم عنه طرفة عين فهو كلام رب العالمين ليس كمثله كلام وهو شفاء للمؤمنين ليس كمثله شفاء وهو الهادي إلى سبيل السلام ليس كمثله هاد{الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد/28 فالحرف منه بعشر حسنات فماذا تنتظر؟
هو الكتاب الذي من قام يقرؤه فكأنما خاطب الرحمن بالكلم
15- إن أفضل ما تتقرب به إلى الله هو ما أوجبه عليك سواء فيما بينك وبينه أو فيما بينك وبين خلقه,واعلم أن الله لن يقبل منك شيئا قبل الفرائض, فبعض الناس يهتم بالنوافل على حساب الفرائض وهذا لا يصح فهل يعقل أن يقوم العبد الليل بركوع وسجود ثم ينام عن صلاة الفجر؟!
عن أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:" إن الله تعالى قال:" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه"[7].


[1] - صحيح الجامع ج/2 رقم 5738
[2] - جامع العلوم والحكم ص 266
[3] - باختصار من روضة المحبين.
[4] - جامع العلوم والحكم ص 130
[5] - الوابل الصيب ص 78
[6] - الفوائد ص 232
[7] - رزاه البخاري.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس