العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت موسوعة طالب العلم

بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-10-11, 05:23 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.25 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 34
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم

التائبين الكتاب
زاد التائبين
يا عبد الله ويا أمة الله {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } الحديد/ 16.
أما آن لك أن تحط عن ظهرك حملاً طالما أضناك؟
أما آن لك أن تنام قرير العين؟
أما آن لك أن ترتاح بعد شقاء الذنوب؟
قل: بلى، قد آن...
آن لي أن أعود إلى ربي....
إذن أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك,
فما ألذ الراحة بعد التعب,
وما أطيب اللقاء بعد طول الفراق,,
وما أعذب الماء بعد شدة العطش,,
وما أرق النسيم بعد حر السَّموم...
أيها التائب، إنك على جناح سفر للقاء ربك الودود الرحيم, ويوشك أن تنتهي رحلة السفر قريباً، ولا بد لكل مسافر من زاد يستعين به على طريق سفره ويخفف عنه وعْثاء السفر وما يعتريه فيه من مشقة لا بد منها.
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر
ولا بد من زاد لكل مسافر
ولا بد للإنسان من حمل عدة
ولا سيّما إن خاف صولة قاهر
ولِيسهل عليك حمل الزاد فقد قسمته لك إلى ثلاثة أقسام، فاستعد لحزم أمتعتك وتأهب وسر على بركة الله.

زاد بينك وبين الله
1 ـ إن من أفضل ما يفعله العبد إذا أذنب أن يتوضأ ويصلي ركعتين إلى الله مما فعل، فإن الوضوء سبب لتكفير الخطايا والصلاة كذلك. قال عليه الصلاة والسلام: " ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر الله له "[1].
فإذا لازم العبد هذا العمل بحيث أنه كلما أذنب صلى واستغفر فإن هذا يقوّي صلته بربه فتقل ذنوبه وتعظم حسناته.
2 ـ حقق توحيدك لله عز وجل بإتباع ما يحبه الله ورسوله واجتناب ما يبغض الله ورسوله كما قال سبحانه:{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }آل عمران/ 31.
قال ابن رجب - رحمه الله -: فهذا نص في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه الله متابعة للهوى، والمعاداة على ذلك والمولاة عليه من الشرك الخفي فتبين من هذا معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام: من شهد أن لا إله إلا الله صادقاً من قلبه حرّمه الله على النار، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله[2].
3 ـ ويتحقق التوحيد الخالص بمعرفة الله تعالى, فو الله ما بذلت الأنفاس ولا فنيت الأعمار في شيء أحب إلى الله من معرفته، فإن الله تعالى لم يخلق الخلق إلا ليعبدوه، ولا تتم العبادة إلا بمعرفته تعالى, عن طريق أسماءه الحسنى وصفاته العلى، وأفعاله وأحكامه، فمن عرف الله أحبه ومن أحبه أطاعه ولا بد.
وعن لذة معرفة الله ومحبته يقول ابن القيم: فإنه ليس للقلب والروح ألذ ولا أطيب ولا أحلى ولا أنعم من محبة الله والإقبال عليه وعبادته وقرة العين به والأنس بقربه والشوق لقاءه ورؤيته وإن مثقال ذرة من هذه اللذة لا يعدل بأمثال الجبال من لذات الدنيا، ويكفي في فضل هذه اللذة وشرفها أنها تخرج من القلب ألم الحسرة على ما يفوت من هذه الدنيا، وكان بعض العارفين يقول: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب نعيمها، فيقال له: وما هو؟ فيقول: محبة الله والأنس به والشوق إلى لقاءه ومعرفة أسمائه وصفاته. وقال لآخر: أطيب ما في الدنيا معرفته ومحبته وألذ ما في الآخرة رؤيته وسماع كلامه بلا واسطة[3].
1-احرص على إتقان العمل وتوفيته حقه بقدر استطاعتك وهذا هو مقام الإحسان, ولا يتاتى ذلك إلا بالمجاهدة والاستعانة بالله تعالى كما في قوله:{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت/69
قال أبو عبدالله الناجي الزاهر – رحمه الله - : خمس خصال بها تمام العمل:
1) الإيمان بمعرفة الله عز وجل.
2) ومعرفة الحق
3) وإخلاص العمل لله
4) والعمل على السنة
5) وأكل الحلال[4].
2- عليك – أيها التائب –بالسلاح الذي لا يهزم صاحبه ولو اجتمعت قوى الدنيا عليه ألا وهو الصارم المسلول فالدعاء لله تعالى عون على ترك الذنوب, وعون على فعل الطاعات, وعون على الثبات, وعون على الزيادة من الصالحات, فانطرح على باب ربك في أي وقت شئت وادعه بقلب ضارع ونفس خاشعة فإنه الكريم لا يرد سائلا أبدا فهو الذي أمرك بالدعاء ووعدك بالاستجابة فماذا تنتظر؟
قال تعالى"{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر/60
3- لا تمس ولا تصبح وفي قلبك أحد أحب إليك من الله أو أحوف إليكم منه فإن الله يغنيك عن كل شيء ولا شيء يغنيك عن الله.
فاجعل رضا الله كل القصد تنجو
فما يغني رضا الخلق والخلاق قد سخطا
هل يبسـطون لما القهار قابضه
أو يقبضـون إذا الرحمـن قد بسـطا
4-ليكن لسانك أيها التائب رطبا من ذكر الله, فأكثر من ذكره في ليلك ونهارك وفي سوقك وبيتك وأنت قائم وأنت قاعد؛ فإن الذكر حصن المسلم, ولا يتسلط الشيطان على القلب إلا إذا خرج من حصنه, فالذكر أفضل الأعمال على الإطلاق لأن العبادات ما شرعت إلا لذكر الله, قال تعالى:{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } طه/14
{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} البقرة/200
قال أحد السلف: إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يروا عملا أفضل ثوابا من الذكر فيتحسر عند ذلك أقوام يقولون: ما كان شيء أيسر علينا من الذكر[5].
5- تنعّم وتلذذ بالقيام بين يدي سيدك ومولاك فلطالما سهرت على المعاصي إلى آخر الليالي, فاسهر الآن في ذات الله تعالى بمناجاته والقيام بين يديه, ولا أقصد بالسهر هنا السهر الذي كرهه عليه الصلاة والسلام فقد كان لا يحب السهر بعد العشاء إلا لسبب, ولكن بما أن الناس تغيرت أحوالهم فصاروا يسهرون إلى ما بعد منتصف الليل فاستغل ذلك بالقيام لله تعالى خاصة إن لم تستطع القيام آخر الليل, المهم لا تترك قيام الليل مهما استطعت فإنه شرف للمؤمنين, ويكفي في ذلك مدح الله لأهل القيام والاستغفار كما قال"{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا } السجدة/16
وقوله:{ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)} الذاريات
6-اجعل شكواك إلى الله وحده, الذي يعلم حالك ومآلك, وسرك وجهرك؛ فإن نزلت بك حاجة أو آلمك حزن أو فجعتك مصيبة, أو طاف بك طائف من هم أو قلق فابسط أكف الضراعة لمولاك وقل كقول يعقوب عليه الصلاة والسلام: { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}يوسف/86
وكقول أيوب عليه الصلاة والسلام:"{ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } الأنبياء/83
7-اجتهد في الأعمال القلبية فإن المعول عليه هو عمل القلب لا ظاهر العمل فقط؛ فإن الله لا ينظر إلى صورتك ولكن إلى قلبك, والمقصود بعمل القلب هو ما يقوم فيه من الإخلاص والتقوى والنظر إلى الله, فهذا القلب هو الذي ينجو صاحبه يوم القيامة وهو القلب السليم. قال تعالى:{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} الشعراء
وهو كذلك القلب المنيب{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} ق/33
8-أيها التائب أكثر من الاستغفار في كل وقت؛ فإن ذنوبك كثيرة, فكم من معصية ارتكبتها وطاعة تركتها أو قصرت فيها وكم نعمة لله عليك لم تقم بشكرها وكم قصرت في معرفة الله, فإنك لو سجدت إلى قيام الساعة لا احتقرت ذلك العمل؛ أعظم حق الله عز وجل ولهول المطلع, ولكن بفضل الله أنه رضي منا القليل من العمل ووعد عليه الكثير من الأجر, فاجعل الاستغفار دأبك دائما فلعلك تصادف ساعة استجابة يغفر الله لك مغفرة لا تشقى بعدها أبدا قال تعالى:{ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}النساء/110
9- صلاتَك صلاتَك أيها التائب فهي الحبل الذي بينك وبين الله فإن قُطع ذلك الحبل قطعت أسباب الرحمة في الدنيا والآخرة, وإن وهن الحبل كنت عرضة للسقوط, فاهتم بصلاتك واجعلها أُولى أولوياتك لأنها أول ما ستسأل عنه يوم تقف بين يدي الملك الحق. يقول ابن القيم: للعبد بين يدي الله موقفان ,موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم لقاء ربه فمن قام بحق الموقف الأول هوِّن عليه في الموقف الآخر ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفِّه حقه شُدد عليه ذلك الموقف[6].
10- ومما ينبغي ذكره في هذا لمقام هو أن تتعرف على خير البرية الذي ما وصلك هذا الخير إلا عن طريقه – محمد رسول الله التائبين الكتاب – فمن طلب الهدى من غير هديه فقد ضل ومن طلب الرشد من غير سنته فقد هلك.
واعلم أن الجنة لن تفتح لأهلها إلا به التائبين الكتاب ولن يرد حوضه يوم القيامة ويشرب منه إلا من ورد على شريعته وشرب منها, فاحرص على معرفة سنته وهديه وأخلاقه وتشبه به قدر استطاعتك وليكن رسول الله أحب غليك من كل شيء سوى الله تعالى, ففي الصحيح عن أنس التائبين الكتاب قال: قال رسول الله التائبين الكتاب:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".
11- أيها التائب كتاب الله أين أنت منه؟
إياك وهجر كتاب ربك ولو يوما واحدا, لا تكن ممن اشتكاهم الرسول التائبين الكتاب إلى ربه{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا } الفرقان/30
أكثر من قراءته فهو زاد الروح ولا غنى لمسلم عنه طرفة عين فهو كلام رب العالمين ليس كمثله كلام وهو شفاء للمؤمنين ليس كمثله شفاء وهو الهادي إلى سبيل السلام ليس كمثله هاد{الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد/28 فالحرف منه بعشر حسنات فماذا تنتظر؟
هو الكتاب الذي من قام يقرؤه فكأنما خاطب الرحمن بالكلم
15- إن أفضل ما تتقرب به إلى الله هو ما أوجبه عليك سواء فيما بينك وبينه أو فيما بينك وبين خلقه,واعلم أن الله لن يقبل منك شيئا قبل الفرائض, فبعض الناس يهتم بالنوافل على حساب الفرائض وهذا لا يصح فهل يعقل أن يقوم العبد الليل بركوع وسجود ثم ينام عن صلاة الفجر؟!
عن أبي هريرة التائبين الكتاب قال: قال رسول الله التائبين الكتاب:" إن الله تعالى قال:" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه"[7].


[1] - صحيح الجامع ج/2 رقم 5738
[2] - جامع العلوم والحكم ص 266
[3] - باختصار من روضة المحبين.
[4] - جامع العلوم والحكم ص 130
[5] - الوابل الصيب ص 78
[6] - الفوائد ص 232
[7] - رزاه البخاري.
التائبين الكتاب

الموضوع الأصلي: زاد التائبين لب الكتاب || الكاتب: تألق || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





.h] hgjhzfdk gf hg;jhf










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
قديم 22-10-11, 05:28 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.25 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 34
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
زاد بينك وبين نفسك
هذا الزاد الذي بينك وبين نفسك يعتمد – بعد توفيق الله تعالى – على علو الهمة وقوة العزيمة وطول الصبر, فاستعن بالله {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} هود/88
1-اطو صفحات الماضي ولا تسترسل مع الذكريات المتعلقة بالمعاصي لأنه؛ لأنه يوشك أن ترجع من حيث أتيت, فالانتكاس بعد التوبة شديد, وتخلص من رواسب الماضي ومن كل شيء يدعوك أو يذكرك بالمعاصي من أشرطة فاسدة أو صور أو كتب مخلة بالأدب أو غير ذلك وتأكد – بل إني أقسم بالله – أن الله سيعوضك خيرا منها {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } الطلاق
2- السعي في طلب العلم الشرعي مهم جدل؛ ليضيء لك الطريق فيكشف لك الشبهات ويدحض الشهوات ويبين لك آفات الطريق فتجتنبها, فاطلبه بضوابطه وأصوله وعليك بمشورة أهل العلم والصلاح وستلحظ تغيرا جميلا كلما ازددت من العلم. ويكفي أهل العلم شرف أن الله تعالى قرن شهادتهم بشهادته{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} آل عمران/18
فهي أعظم شهادة على أعظم مشهود. وقال أيضا:{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فاطر/28
لأنهم كلما ازدادوا علما بربهم ازدادوا خشبة له سبحانه. فليكن لك معهم نصيب.
3- إذا فتح لك باب خير فاغتنمه وإياك والتكاسل أو التسويف؛ فإن من فتح الله له باب خير ولم يغتنم الفرصة ويسارع عاقبه الله بأن يغلقه دونه, فلو جاءتك فرصة لحفظ القرآن فاحفظ أو لصدقة فتصدق أو لمساعدة أحد فساعد وهكذا.
إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكون
قال خالد بن معدان: إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع فإنه لا يدري متى يغلف عنه[1].
4- اغتنم مواهبك وسخرها في طاعة الله وخدمة دينه والدعوة غليه واكتشف نفسك, فكل واحد – غالبا- ما تكون عنده موهبة أو هواية أو حرفة, فنمِّ ذلك واستشر أهل الخبرة فإن الله ميزك بهذه النعمة فاشكره عليها بأن تجعلها لله وفي الله فإن هذا هو التميز والنجاح.
5- إياك و التنطع في دين الله ولا تظن أنه بسبب ذنوبك السالفة تشدد على نفسك وتلزمها بما لا تطيق, بل تدرج في العبادات حتى يقوى ساعدك ويشتد عودك - فمثلا – بالأمس لم تكن تعرف قيام الليل واليوم تريد أن تقومه كله أو نصفه, لا, فإن هذا غالبا يؤدي إلى الفتور والملل ثم ترك العمل فعليك إذن بالرفق والقصد والتدرج واتباع هدي الرسول عليه الصلاة والسلام.
6- وقي المقابل لا تغرق نفسك في المباحات؛ فإن الإفراط في المباح قد يؤدي إلى الحرام, وفيه كذلك مشغلة للقلب عما خلق له من التعرف على دين الله والتفكير والتدبر. والمقصود من المباح هنا الأمور الدنيوية كالمبالغة في تأثيث المنازل والإفراط في الأمور التي ليس في تركها ضرر فإن هذا أمر مذموم, والدنيا عمرها قصير فكيف بعمرك أنت غي الدنيا؟فخذ من الدنيا ما يعينك على طاعة الله.
7-جدد حياتك وغير ألفاظك إلى الأحسن وتفكر في ملكوت الله وليكن نظرك نظر اعتبار وصمتك صمت فكر ونطقك نطق حكمة, تأمل في آيات الله وفي عجائب صنع الله, انطلق بروحك في خلق السماء والأرض وفي البر والبحر وفي كل شيء فإن هذا يزيد الإيمان بالله بل إن هذه الصفة – صفة التفكر – من صفات عباد الله أصحاب العقول يقول ربك:{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)} آل عمران
8- - ابتعد عن مواقع الفتن كالأسواق والشواطئ والملاهي وغيرها . وقد تقول : هل معنى هذا أن أحبس نفسي؟! لا, لا تحبس نفسك ولكن لأنك ما زلت في أول توبتك فإنك بحاجة إلى الحمية عن مثل ذلك واستبدلها بخير منها كالمساجد وهي أحب البقاع إلى الله, وكذلك المنتديات الثقافية والمخيمات الدعوية والمراكز الصيفية ودور التحفيظ وغيرها.
المهم لا تعرض نفسك للفتن, وعليك بمجالس الذكر فإن الله أوصى نبيه بالصبر على مجالسة أهل ذكره فقال تعالى:{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } الكهف/28
فمجالسة الأخيار تحتاج إلى مجاهدة وصبر لأن النفس تنازع إلى الدنيا فإذا ألجمها صاحبه بالصبر لانت وانقادت, وإذا تركها وما تهوى ضاع وقته وانفرط أمره. والله المستعان.
قال ابن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت[2].
9- لا تكثر من ثلاثة أشياء: من الطعام, فخذ منه ما يكفيك؛ لأن الإكثار منه يوسع مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان, ومن طريف ما يذكر هنا أن مسلمة ابن عبد الملك قال لملك الروم: من تعدون الأحمق فيكم؟ قال: الذي يملأ بطنه من كل ما وجد. ولا تكثر من النوم لأنه يورث الكسل قال عمر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:من كثر نومه لم يجد في عمره بركة. ولا تكثر من الكلام في غير ذكر الله وما لابد لك منه. قال عطاء – وهو من التابعين:إن من كان قبلكم يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أو امر بمعروف ونهي عن المنكر أو أن تنطق في معيشتك التي لابد لك منها,أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين؟ أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفة يومه التي ألا صدر نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته؟![3].
فالإكثار المفرط من هذه الثلاث آفة عظيمة تسبب قسوة القلب ومن كان له أدنى حس سيشعر بذلك.
10- أيها التائب اثبت ثبات الجبال على قوة البلاء, قال ابن القيم: كل تائب لابد له في أول توبته من عصرة وضغطة في قلبه من هم أو غم أو ضيق أو حزن ولو لم يكن إلا تألمه بفراق محبوبه فينعصر قلبه ويضيق صدره. فأكثر الخلق رجعوا من التوبة ونكسوا على رؤوسهم لأجل هذه المحبة – أي محبة المعصية – والموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الحاصلة عقب التوبة تكون على قدر هذه العصرة وإذا صبر على هذه قليلا أفضت به إلى رياض الأنس وجنات الانشراح وإن لم يصبر لها انقلب على وجهه والله الموفق لا إله عيره ولا رب سواه[4].
وهذا لا ينافي قوله تعالى:{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } النحل/97
فالوصول إلى الحياة الطيبة يتطلب المزيد من الاجتهاد والصبر, وكل ما يواجه العبد المؤمن من ابتلاء فهو امتحان لإيمانه وصدقه{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) } العنكبوت
11- لا تستعجل حلاوة الإيمان ولذة الطاعة؛ فإن عندك من آثار الذنوب ما يقتضي أن تحرم ذلك, فلابد من تفريغ القبل مما علق به حتى يتمكن الإيمان منه.
وسيأتي مزيد بسط عن حقيقة حلاوة الإيمان في فصل لاحق إن شاء الله.
12- أيها السائر إلى ربه لا تمل ولا تضجر من طول الطريق فما هو إلا صبر ساعة وتقوم الساعة, وما عمرك إلا أيام محدودة وأنفاس معدودة وتنتهي الرحلة بفوز عظيم.
قال ابن القيم: قال بعض السلف: عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين, وكلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق واحرص على اللحاق بهم وغض الطرف عمن سواهم فلن يغنوا عنك من الله شيئا[5].
13- إن من أفضل ما تشغل به وقتك القراءة النافعة, فبها تنتقل من زمان إلى آخر ومن مكان إلى غيره وتزداد معلوماتك ويتفتق ذهنك وينشرح صدرك ويقوى فهمك فالكتاب له شأن ليس لغيره, تصحبه معك أنى شئت خفيف المحمل غزير المعنى قال الشاعر:
نعم المؤانس والجليس كتاب تخلو به إن ملك الأصحاب
لا مفشيا سرا ولا متكبرا وتفاد منه حكمة وصواب
14- وعليك أيضا بإذاعة القرآن فهي – والله – خير منبر للتزود من العلم والفوائد والدروس, ولقد سمعت الشيخ ابن باز – رحمه الله – يوصي كثيرا بسماعها والحرص على ذلك. ففيها كل ما يحتاجه المسلم من التفسير وشروح الأحاديث ودروس العقيدة والفتاوى وفوائد أخرى عظيمة النفع جدا.
15- أيها التائب افرح بتوبتك فلا أحد احق بالفرح منك وما لك لا تفرح وربك يقول:{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } يونس/58
قال السعدي – رحمه الله – :
وإنما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته، لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها، وشكرها لله تعالى، وقوتها، وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازدياد منهما، وهذا فرح محمود، بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها، أو الفرح بالباطل، فإن هذا مذموم... إلخ[6].
نهاية كل مخلوق الفناء, إذاً ليكن ذكر الموت منك على بال, وليس المفصود بذكر الموت هو تذكر سكراته و أهواله و البكاء عند ذلك فقط, بل المقصود الذكر الذي يدفع إلى العمل الصالح والازدياد منه هذا هو الذكر النافع. وذكر الموت لا يعجله ونسيان ذكره لا يؤجله فلا تتكدر من ذكر الموت إن كنت مستعدا له,
كتب عمر بن عبدالعزيز إلى رجل: إنك إن استشعرت ذكر الموت في ليلك ونهارك بغّض إليك كل فان وحبب إليك كل باق والسلام[7].

[1] - سير أعلام النبلاء ج/4 ص 54
[2] - سير أعلام النبلاء ج /5 ص 355
[3] - سير أعلام النبلاء ج/5 ص 86
[4] - باختصار, طريق الهجرتين ص 235
[5] - مدارج السالكين ج/1 ص 29
[6] - تفسير السعدي
[7] - - سير أعلام النبلاء ج/5 ص 132
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
قديم 22-10-11, 05:31 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.25 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 34
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
زاد بينك وبين الناس
الإنسان في هذه الحياة لا يمكن له أن يعيش لوحده فلابد من الناس والاختلاط معهم والاحتكاك بهم, والناس طبقات, وأخلاقهم وطباعهم متفاوتة فعلى المسلم أن يعطي كل ذي حق حقه.
1-تعامل مع من حولك بخلق حسن, سواء في قولك أو فعلك, وقد أمر الله عز وجل بذلك فقال:{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } البقرة/83
وقال:{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } الإسراء/53
فما وضع شيء في ميزان العبد أثقل من حسن الخلق, وهو يتمثل في القول اللين وانبساط الوجه وبذل المعروف.
2- كن داعيا إلى الله؛ فقد ذقت حلاوة الرجوع إلى الله فادعهم إلى هذا النبع الصافي الذي ارتويت منه؛ فإن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه, ووسائل الدعوة كثيرة جدا كالكتاب والشريط والرسالة وغيرها, فلا تبخل عليهم فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
3-اعف عمن ظلمك, واعط من حرمك, وصل من قطعك, فإن هذا هو العز الذي يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة, ولعلك ستجد مشقة في فعل هذا ولكن يهون هذه المشقة قول ربك تعالى:{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } الشورى/40
فما ظنك بالأجر؟.
4- لا تحمل في قلبك – للناس – إلا كل خير, لأنك في الحقيقة تعامل الله تعالى لا الناس فلا تنتظر منهم حمدا ولا شكورا ولا جزاء على ما تقدمه لهم من خير ومعروف, وليكن شعارك {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } الإنسان/9
5-ابتعد عن مجالس المنكر واللهو واللغو, ولا تظن أن من حسن الخلق مجاملة أهل المنكر والجلوس معهم, فإن هذا سوء خلق مع الله تعالى وإقرار منك على ما يفعلوه قال سبحانه:{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } النساء/140
6- لا تكثر الضحك مع أقرانك, وفرق بين الضحك والتبسم, فإن التبسم هو هدي نبينا عليه الصلاة والسلام فقد كان لا يرى إلا متبسما, أما الضحك فقد جاء النهي عن كثرته لا عنه بذاته. قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:" ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب"[1].
ومن أعجب المواقف في ذلك, قال الفضيل بن عياض: بلغني عن طلحة بن مصرف أنه ضحك يوما فوثب على نفسه وقال: ولم تضحك؟ إنما يضحك من قطع الأهوال وجاز الصراط’ ثم قال: آليت ألا أفترّ ضاحكا حتى أعلم بما تقع الواقعة. فما رئي ضاحكا حتى صار إلى الله[2]. وهذا ليس مبالغة منه – رحمه الله – فهو امتنع عن الضحك الذي يكون عن غفلة.
7- تأكد أيها التائب أن بعض الناس لن يتركوك وشأنك بل سيحاولون صدك عن التوبة وجذبك إلى ما كنت عليه, فاستعن على هؤلاء بالله القوي وحاول نصحهم بقدر ما تستطيع وإياك أن تميل إليهم وإن كانوا أعز إخوانك وأصدقائك وتذكر{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29} الفرقان
8- لا تعير أحدا بذنب ـ أياً كان ـ ولا تحتقر عاصياً، وتذكر أنك كنت كذلك فمنَّ الله عليك بالتوبة{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا } النساء/94
ولتكن معه إيجابياً تنكر معصيته، وتدعوه إلى المعروف وتدعو له في الغيب بالرمة والهداية، فلعل عاصياً يهتدي بسبب دعائك له بالغيب.
9 ـ لا تستح من إظهار شعائر دينك، والجهر بسنة نبيك عليه الصلاة والسلام، سواء كنت رجلاً أو امرأة، فإن العز في إتباع الشريعة والذل في خلافها، ولا تُصغِ لكلام المستهزئين ولمز الطاعنين، يقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } المنافقين/8
وقال: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }المائدة/56
10 ـ إياك والرياء أمام الناس فإنه هلاك، ولا تغتر بمدحهم إياك فأنت أعلم بنفسك فإن الشأن أن يمدحك الله وإن ذمك الناس، وإن السوء أن يذمك الله وإن مدحك الناس، ولا تظهر لهم من الصلاح والتقوى والتخشع ما تعلم أنك لست متصفاً به كما ينبغي فاجعل تعاملك مع الله والله وبالله، فالناس لن يغنوا عنك من الله شيئاً، والله يغنيك عن الناس، ويدخل في هذا أن لا يخالف عملك قولك، فإن هذا مذموم وممقوت{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) } الصف
فلا تأمر بما لا تفعل ولا تنه عما تفعل، ولا تنهاهم عن منكر وتتعمد إتيانه، وأشد من ذلك من ترك المعروف ولم يأمر به، وارتكب المنكر ولم ينه عنه.
10 ـ عليك بالدعاء للمسلمين عامة، محسنهم ومسيئهم{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } الحشر/10
فإن دعائك لهم دليل على سلامة صدرك ونقاوة سريرتك، ولك من الأجر مثل ما دعوت لهم.
11 ـ إن وجدت صديقاً ناصحاً فالزمه وتعاون معه على ما يحبه الله، فالصديق الحق هو الناصح لك،إن نسيت ذكرك، وإن جهلت علمك، وكن له كذلك، فالصداقة تبنى على النصيحة وليس المجاملة.
قال جعفر بن برقان: قل لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره[3].
13 ـ لا تكثر من مخالطة الناس إلا فيما ينفع من تعلم علم أو ذكر أو مالا بدّ منه، قال تعالى:{ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } النساء/114
هذا ما يسره الله تعالى من الزاد، والأمر أكبر من ذلك وما ذُكر إل إشارات يسيرة ينطلق منها طالب الحق.
نسأل الله أن يعيننا جميعا على التزود بالعلم النافع والعمل الصالح وأن يوصلنا إلى جنات الخلد بسلام.



[1] - رواه الترمذي وقال:حديث حسن.
[2] - سير أعلام النبلاءج 5 ص 192
[3] - سير أعلام النبلاء ج/5 ص 71
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يتبع بإذن الله










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
قديم 22-10-11, 10:31 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.25 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 34
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حلاوة الإيمان

ما من مسلم إلا ويتطلع إلى حلاوة الإيمان، قد يشعر بها أحيانا وقد يفتقدها أحيانا ويتساءل ما السبب؟ ألست مؤمنا بالله؟ ألست مطيعا؟ إذن أين حلاوة الإيمان ولذة الطاعة؟!
لعلك تجد الجواب الشافي من خلال ما يأتي:
قال البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان: باب حلاوة الإيمان عن أنس نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة عن النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال:" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود على الكفر كما يكره أن يقذف في النار".
قال ابن رجب رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: هذه الخال الثلاث من أعلى خصال الإيمان، ومن كمّلها فقد وجد حلاوة الإيمان، وطعم طعمه، فالإيمان له حلاوة وطعم يذاق القلوب كما تذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم. فإن الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها, فكما أن الجسد لا يجد حلاوة الطعام إلا عند صحته, فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك بل قد يستحلي ما يضره, فإذا سلم القلب من أمراض الأهواء المضلة والشهوات المحرمة وجد حلاوة الإيمان حينئذ, ومتى مرض وسقم لم يجد حلاوة الإيمان بل يستحلي ما فيه هلاكه من الأهواء والمعاصي, ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام:" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"[1].
لأنه لو كمل إيمانه لوجد حلاوة الإيمان فاستغنى بها عن حلاوة المعاصي.
سئل وهيب بن ورد: هل يجد حلاوة الإيمان من يعصي الله؟ قال: لا, ولا من هم بالمعصية, وقال ذو النون: كما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب.
ثم قال ابن رجب:ومحبة الله تعالى على درجتين, إحداهما: فرض, وهي المحبة المقتضية فعل أوامره والانتهاء عن زواجره والصبر على أقداره المؤلمة, فهذا القدْر لابد منه في محبة الله,ومن لم تكن محبته على هذا الوجه فهو كاذب في دعوى محبة الله سبحانه, كما قال بعض العارفين: من ادعى محبة الله ولم يحفظ حقوقه فهو كاذب. فمن وقع في ارتكاب شيء من المحرمات أو أخل بشيء من الواجبات فلتقصيره في محبة الله حيث قدم محبة نفسه وهواه على محبة الله.
الدرجة الثانية: زهي فضل مستحب, أن ترتقي المحبة من ذلك إلى التقرب بنوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق الشبهات والمكروهات والرضا بالأقضية المؤلمات, كما قال عمرو بن قيس: أحببت الله حبا هون علي كل مصيبة ورضاني بكل بلية فما أبالي مع حبي إياه على ما أصبحت ولا على ما أمسيت, وقال عمر بن عبدالعزيز أصبحت وما لي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر, ولما مات ولده الصالح عبدالملك قال: إن الله أحب قبضه فأعو بالله أن تكون لي محبة تخالف محبة الله.
ثم أسهب ابن رجب في شرح بقية الحديث شرحا لا يستغني عنه مسلم, ذكر فيه محبة الرسول عليه الصلاة والسلام ودرجتيها, والمحبة في الله وكراهة الرجوع إلى الكفر, فليرجع إليه[2].
وبهذا نعلم السر في فقد حلاوة الإيمان؛ لأن الدرجة الواجبة في محبة الله لم نحققها – إلا من رحم الله – فكيف يطلب النجاة من يباشر أسباب العطب؟!
فعلى المسلم أن يراجع نفسه ويتفقد إيمانه ويحقق إسلامه كما ينبغي, و ذلك لا يكون إلا بالتوبة الصادقة النصوح.




[1] - متفق عليه.
[2] - باختصار فتح الباري لابن رجب الحنبلي ج/1 ص 47
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

علامات التوبة الصادقة
التوبة الصادقة النصوح لها علامات ودلائل تدل على صدق صاحبها, ولكن لا يحق لأحد أن يحكم لنفسه أو لغيره بصدق التوبة؛ فالله عز وجل هو فقط الذي يعلم ما في القلوب ويعلم خواتيم الأعمال وعواقب الأمور, وإنما هذه العلامان مما يُستبشر بها ويرجى لصاحبها الخير, فمنها:
1-الخوف من الله تعالى؛ فالذي دفع العبد إلى التوبة هو خوفه من العظيم, ورجاء لرحمته, ومحبته له سبحانه, ولم يتب خوفا من الناس أو لطلبا لمدحهم أو عجزا عن إتيان الذنوب إنما استجابة لأمر الله{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ } آل عمران/193
وفي وصف آخر يقول تعالى{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } المؤمنون/60
2-حب التائب للطاعات وإقباله عليها ومجاهدة نفسه في توفيتها وإيقاعها بقدر المستطاع على الوجه الذي يرضي ربه.
3-بغضه للمعاصي ومقته لها ومحاربتها والإنكار على أهلها.
4-إسبال الدمعة, فالتائب أغزر الناس دموعا كلما تذكر تفريطه في حق ربه, وهذه الدموع ما هي إلا كالمطر الذي يغسل الأرض ويهيؤها للإنبات, فكذلك دموع التائب تغسل قلبه مما ران عليه وتهيؤه لنوار الطاعات.
5-التجافي عن دار الغرور والإقبال على دار القرار, فالتائب قد ملك من حلاوة الإيمان ما لا يجعل في قلبه شيئا من الدنيا, وغن ملكها, فهي تكون في يده لا في قلبه.
6-رقة القلب وخضوعه لله تعالى, وعن ذلك يقول ابن القيم:

من موجبات التوبة الصحيحة كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب, تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه ذليلا خاشعا فليس شيء أحب إلى سيده من هذه الكسرة والخضوع والإخبات والانطراح بينيديه والاستسلام له فلله ما أحلى قوله في هذه الحال أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني أسألك بقوتك وضعفي وبغناك عني وفقري إليك هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك عبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل وأدعوك دعاء الخائف الضرير سؤال من خضعت لك رقبته ورغم لك أنفه وفاضت لك عيناه وذل لك قلبه

فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته وليرجع إلى تصحيحها فما أصعب التوبة الصحيحة بالحقيقة وما أسهلها باللسان والدعوى وما عالج الصادق بشيء أشق عليه من التوبة الخالصة ولا حول ولا قوة إلا بالله[1].
7-ومن علاماتها كذلك كثرة ذكر الله في كل وقت وحال, فالتائب يكثر من الاستغفار إلى ربه حتى يمحو ما كان من زلل وتقصير.
8-ومنها حب الصالحين ومجالستهم فالتائب يحبهم لأنهم يذكرونه بالله ويعلمونه ولأنه يعلم أن مجالس الصالحين هي أحب المجالس إلى ربه لأنها مجالس ذكره.
9-ومنها إقبال التائب على كتاب ربه بكثرة قراءته وسماعه وتدبره وقراءة تفسيره, فهو كالظامئ لكتاب ربه بل كالذي كادت روحه أن تخرج فعادت إليه أحسن مما كان, فهو يعاتب نفسه ويلومها كيف كانت حياتي بغير كتاب ربي!

[1] - باختصار مدارج السالكين ج/1 ص 207 - 208


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 :
الشـــامـــــخ

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 05:07 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant