أختي في الله
ما نعرفه بأن المذاهب الأربعة : هي مذاهب فقهية ، وهي مُتّفقة في العقائد في الجملة ، مُختلفة في مسائل الفقه
وهي :
مذهب أبي حنيفة
مذهب مالك
مذهب الشافعي
مذهب أحمد بن حنبل
وأما الباقي فهم فرق مبتدعة وليسوا مذاهب نسبوا إلى أشخاص ليس لهم في الفقه من شيئ
وهناك علماء لهم مذاهب لكنها اندرست ولم تُنقل ..
وهذه المذاهب الباقية ، ببقاء مؤلّفات أصحابها ، هي مذاهب فقهية ، لا يُمكن الاستغناء عنها لِمن أراد فَهْم النصوص .
وليس لها عِصمة كما هي عصمة النصوص ، ولكن لها ثقلها وقوّتها ووزنها عند أهل العلم ، خاصة إذا اجتمعت كلمة أصحابها ، أو كان القول هو رأي الأكثر .
ومع ذلك لا تُقدَّم على قول النبي
، ولا على أقوال الصحابة
.
والناس أمام المذاهب طرفان ووسط :
فَطَرف ألغاها !
وطرف تعصّب لها !
والوسط : أن يُؤخذ منها الفقه وفَهْم السلف ، دون تعصّب ودون اطِّرَاح لها .
أصول هذه المذاهب اجتهادات وأقوال علماء الأمة ، فبعضهم هُـيِّئ لهم تلاميذ نقلوا عِلمهم ودوّنوه واهتموا به ، وبعضهم لم يتهيأ لهم ذلك ، وإن كانوا أفضل من الأئمة الأربعة ، ككبار التابعين ، فبعضهم أفضل من الأئمة الأربعة مكانة وعِلماً .
بل الصحابة أفضل منهم ومن التابعين ، لقوله عليه الصلاة والسلام : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . رواه البخاري ومسلم .
وهؤلاء العلماء كانوا يَنهون عن تقليدهم ، وكانوا يأمرون بِـرَدِّ أقوالهم إلى الكتاب والسنة .
ولا شك أن هؤلاء العلماء نفع الله بهم ، ولهم فضل ومكانة في الأمة ، زلا محذور في اتِّباعِهم والأخذ بأقوالهم ، إلا أن الْمَحذور هو التعصّب المذهبي ، فتُقدَّم أقوال بعض الأئمة على أقوال إمام الْهُدى
.
ولا يجب على المسلم أن يتّيع مذهبا مُعيّناً ، بحيث لا يحيد عنه .
وإنما ينبغي التفقّه على المذاهب ، لأن أتباع هذه المذاهب وضعوا قواعد وأسس يسير عليها من جاء بعدهم .
فوضعوا القواعد الفقهية ، وأصول المذاهب ، بالإضافة إلى عِلم أصول الفقه الذي وُضِع غالبا على أصول مذهب مُعين ، لأن من يؤلِّف في الفقه أو الأصول يؤلِّف على أصول مذهبه .
وليس بين الآراء الفقهية كبير تباين ، فتجد أن كثيرا من المسائل يُقال فيها : قول جمهور العلماء فيها كذا . ويُقصد بالجمهور أكثر الفقهاء ، أو أكثر الأئمة الأربعة .
والتفقّه ينبغي أن يكون على من يُحسن الفقه في مذهب مُعيّن ، بحيث تتفقّه عليه .
أما القراءة فَلَك أن تقرأ في كل فنّ دون أن تتقيّد بمذهب مُعيّن .
المقصود بها غالبا المذاهب الفقهية ، والمشهور منها مذاهب الأئمة الأربعة : أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل .
وهناك مذاهب غير هذه المذاهب ، إلاّ أنها اندثرت أو كادت ، وإنما بقيت هذه المذاهب لِعناية أصحابها بها ، خاصة أصحاب الأئمة وتلاميذهم .
وليس المسلم بِملزم بالتمذهب بمذهب مُعيّن ، إلاّ أنه منهي عن تتبّع الرُّخَص .
والأخذ بهذه المذاهب في مسائل الفقه لا يعني ترك السنة وإنما تُفهم السنة بِفَهْم الأئمة ، ومع ذلك فليس من شرط العَالِم – مهما عَلا قَدْره – أن لا يفوته شيء .
وهذا يعني أن على المسلم أن يـتَّبِع الحق ، فالْحِكْمة ضالة المؤمن أنَّـى وجَدَها فهو أحقّ بها .
فاتِّبَاع مذهب فقهي مُعيَّن لا يُذمّ ، وإنما يُذَمّ التعصّب لأقوال الرجال .
وهناك مذاهب عقائدية ، والمذاهب العقائدية – غير مذهب أهل الْسُّـنَّـة – مذاهب بِدعية .
وهي قد تكون تحت مُظلّة الإسلام ، وقد تكون قد مَرَقَت مِن دائرة الإسلام ، وخَلَعت ربقته !
والمذاهب والفِرق كثيرة جدا ..
وقد جَمَعَ أكثر الفِرق كِتاب " الموسوعة الميسَّرة في الأديان والمذاهب المعاصرة " .
والله تعالى أعلم .