7-باب:طرق الواحدة في فهم الكتاب والسنة.
الطريقة الأولى:فهم الكتاب والسنة بالكتاب والسنة لعصمتهما ولأن الله قد تكفل ببيانهما وتفسيرهما ولم يدع ذلك لرأي أحد من الناس .
قَالَ تَعَالَى:(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)[ القيامة: ١٩]
و قَالَ تَعَالَى:(وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[ الأنعام: ١٠٥]
و قَالَ تَعَالَى:(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[سورة النحل: ٨٩]
و قَالَ تَعَالَى:(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ{159} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[سورة البقرة: 159-160]
و قَالَ تَعَالَى:(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)[سورة النحل: ٤٤ ]
و قَالَ تَعَالَى:(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[سورة النحل: ٦٤]
وقد بلغ النبيr بيان الله بلاغاً كاملاً ولم يدع ذلك لرأي أحد من الناس.
عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَt قَالَ:قَالَ رَسولُr(قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ)رواه أحمد(مسند أحمد رقم17142 (ج 28 / ص 367)) حديث صحيح لذاته
الطريقة الثانية:فهمالكتاب والسنة وتفسيرهما بالرواية لعصمتها لابالرأي لعدم عصمته.
عَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ:(سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ) رواه البخاري(صحيح البخاري رقم7307 (ج 18 / ص 288) بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ وَتَكَلُّفِ الْقِيَاسِ )
وعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَt قَالَ:(سَأَلَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ tعَنْ إِمْلَاصِ الْمَرْأَةِ هِيَ الَّتِي يُضْرَبُ
بَطْنُهَا فَتُلْقِي جَنِينًا فَقَالَ أَيُّكُمْ سَمِعَ مِنْ النَّبِيِّ
rفِيهِ شَيْئًا فَقُلْتُ أَنَا فَقَالَ مَا هُوَ قُلْتُ سَمِعْتُ
النَّبِيَّ rيَقُولُ فِيهِ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ فَقَالَ لَا
تَبْرَحْ حَتَّى تَجِيئَنِي بِالْمَخْرَجِ فِيمَا قُلْتَ
فَخَرَجْتُ فَوَجَدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَجِئْتُ بِهِ
فَشَهِدَ مَعِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ rيَقُولُ فِيهِ غُرَّةٌ عَبْدٌ
أَوْ أَمَةٌ ).رواه البخاري(البخاري رقم7317 (ج 18
ص 304) بَاب مَا جَاءَ فِي اجْتِهَادِ الْقُضَاةِ)
وَعَنْ عَلِىٍّ tقَالَ:(لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْىِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلاَهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ خُفَّيْهِ).رواه أبوداود(سنن أبى داود رقم 162(ج 1 / ص 63) باب كيف المسح) حديث صحيح لذاته.
الطريقة الثالثة:لايقبلون من فهم السلف وغيرهم إلاماوافق الكتاب والسنة لعدم عصمتهم.
فإذا تعارض فهم أحد السلف أوغيره مع بيان الله وبيان رسوله أوتعارضت روايته مع فعله أورأيه.
قدموا بيان الله ورسوله لأنهما معصومان ورد فهمه وفعله ورأيه لأنه غيرمعصوم.
عَنْ عِمْرَانِ بْنِ حُصَيْنٍt قَالَ:(نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ في كِتَابِ اللَّهِ - يَعْنِى مُتْعَةَ الْحَجِّ - وَأَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ rثُمَّ لَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعَةِ الْحَجِّ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ rحَتَّى مَاتَ. قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ بَعْدُ مَا شَاءَ)رواه مسلم(صحيح مسلم رقم3039 (ج 4 / ص 48) باب جواز التمتع) و لمسلم(صحيح مسلم رقم3032 (ج 4 / ص 47) باب جواز التمتع)(يَعْنِى عُمَرَ)
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ:(اخْتَلَفَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ ٭ وَهُمَا بِعُسْفَانَ فِي الْمُتْعَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ مَا تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَنْهَى عَنْ أَمْرٍ فَعَلَهُ النَّبِيُّ rفَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا)رواه البخاري(صحيح البخاري رقم 1569 (ج 4 / ص 75 بَاب التَّمَتُّعِ )
وَعَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ:(شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا ٭وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنْ الْمُتْعَةِ وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وقَالَ مَا كُنْتُ لِأَدَعَ سُنَّةَ النَّبِيِّ rلِقَوْلِ أَحَدٍ)رواه البخاري (صحيح البخاري 1563 (ج 4 / ص 69) بَاب التَّمَتُّعِ )
وعَنْ عبد الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدٍ قَالَ:(صَلَّى بِنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ tبِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَقِيلَ ذَلِكَ لِعبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ tفَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ rبِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ tبِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ tبِمِنًى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَفَرَّقَتْ بِكُمْ الطُّرُقُ فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ)رواه البخاري(صحيح البخاري رقم1084(ج 2 / ص 517)بَاب الصَّلَاةِ بِمِنًى.) ومسلم(صحيح مسلم رقم1628 (ج 2 / ص 146)باب قصر الصلاة بمنى)
وَعَنْ وَبَرَةَ قَالَ:(كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَيَصْلُحُ لِى أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ آتِىَ الْمَوْقِفَ. فَقَالَ نَعَمْ. فَقَالَ فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لاَ تَطُفْ بِالْبَيْتِ حَتَّى تَأْتِىَ الْمَوْقِفَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ فَقَدْ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ rفَطَافَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِىَ الْمَوْقِفَ فَبِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ rأَحَقُّ أَنْ تَأْخُذَ أَوْ بِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا)رواهمسلم(صحيح مسلم 3056 (ج 4 / ص 53)باب مَا يَلْزَمُ مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ)
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ قَالَ سَمِعْتُ:ابْنَ عُمَرَ tيَقُولُ: (لأَنْ أُصْبِحَ مُطَّلِيًا بِقَطِرَانٍ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِهِ فَقَالَتْ كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِrثُمَّ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ ثُمَّ يصْبِحُ مُحْرِمًا يَنْضَخُ(ينضخ : تفوح منه رائحة الطيب.)طِيبًا. رواه البخاري (صحيح البخاري 267 (ج 1ص 278) بَاب إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ )ومسلم(صحيح مسلم رقم2901 (ج 4 / ص 13)باب الطيب للمحرم)
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:(لماَّ أَمَرَ عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ فَقَالَتْ يَا عَجَبًا لاِبْنِ عَمْرٍو هَذَا يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ أَفَلاَ يَأْمُرُهُنَّ أَنْ يَحْلِقْنَ رُءُوسَهُنَّ لَقَدْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ rمِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَلاَ أَزِيدُ عَلَى أَنْ أُفْرِغَ عَلَى رَأْسِى ثَلاَثَ إِفْرَاغَاتٍ)رواه مسلم(مسلم رقم773 (ج 1ص 179)باباستحباب إفاضة الماء على الرأس)