السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ الْيَوْم/ الثلاثاء/ علامات الساعة الصغرى/ انحسار الفرات عن جبل من ذهب
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
--- --- --- --- ---
( الإيمان باليوم الآخر )
الباب الثاني: (أشـــراط الـــســـاعـــة).
الفصل الثاني: (علامات الساعة الصغرى).
المبحث الثالث: (العلامات التي لم تقع بعد).
المطلب الرابع: (انحسار الفرات عن جبل من ذهب).
عن أبي هريرة
أن رسول الله
قال:
"لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب. يقتتل الناس عليه. فيقتل من كل مائة، تسعة وتسعون. ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو".(1)
وليس المقصود بهذا الجبل من ذهب (النفط) (البترول الأسود)كما يرى ذلك أبو عبية في تعليقه على النهاية في الفتن لابن كثير(2) وذلك من وجوه:
[أولاً]: أن النص جاء فيه(جبل من ذهب) والبترول ليس بذهب على الحقيقة فإن الذهب هو المعدن المعروف.
[ثانياً]: أن النبي
أخبر أن ماء النهر ينحسر عن جبل من ذهب فيراه الناس، والنفط أو (البترول)يستخرج من باطن الأرض بالآلات من مسافات بعيدة.
[ثالثاً]: أن النبي
خص الفرات بهذا دون غيره من البحار والأنهار، والنفط نراه يستخرج من البحار كما يستخرج من الأرض وفي أماكن كثيرة متعددة.
[رابعاً]: أن النبي
أخبر أن الناس سيقتتلون عند هذا الكنز ولم يحصل أنهم اقتتلوا عند خروج النفط من الفرات أو غيره، بل أن النبي
نهى من حضر هذا الكنز أن يأخذ منه شيئاً كما في الرواية الأخرىعن أبي بن كعب
قال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا.. إني سمعت رسول الله
يقول:
"يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً".(3)
ومن حمله على النفط فإنه يلزمه على قوله هذا النهي عن الأخذ من النفط ولم يقل به أحد.(4)
وقد رجح الحافظ ابن حجر أن سبب المنع من الأخذ من هذا الذهب لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والقتال عليه.(5)
--- --- --- --- --- ---
(1)رواه مسلم (2894).
(2) ((النهاية في الفتن والملاحم)) (1/208) تحقيق محمد فهيم أبو عبية.
(3) رواه البخاري (7119)، ومسلم (2894).
(4) ((اتحاف الجماعة)) (1/489).
(5) ((فتح الباري)) (13/81).
المصدر: أشراط الساعة لـــ يوسف الـــوابل ص (156).
من موقع : الدرر السنية – من (هنا)