حب علي للصحابة
وبناءً على هذا النص لا يظهر أي خلاف أو حقد
بين عليٍ وبين أصحاب النبي
كما يصِّوره الشيعة ،
بل إنه كان يرثيهم بعد موتهم ،
ويتحسّر على فراقهم قائلاً:
" أين القوم الذين دُعوا إلى الإسلام فقبلوه ،
وقرأوا القرآن فأحكموه
وسلبوا السيوف أغمادها
وأخذوا بأطراف الأرض أطرافها
زحفاً زحفاً وصفاً صفاً ،
مُرْهُ العيون من البكاء ،
خُمْصُ البطون من الصيام
ذُبْلُ الشِفاه من الدعاء ،
صُفْرُ الألوان من السهر ،
على وجوههم غبرة الخاشعين ،
أولئك إخواني الذاهبون ،
فحُقَّ لنا أن نظمأ إليهم ،
ونعضّ الأيدي على فراقهم " . [1]
وليس أدلّ على هذه العلاقة الطيبة المتينة
بين عليٍ والصحابة
من تزويج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب [2]
كما اعترفت بذلك كتب ومصادر الشيعة .
ولّما شاور عمر بن الخطاب عليّاً
بالذهاب بنفسه إلى غزو الروم
منعه عليٌّ من ذلك وقال:
" أنت حصنُ العرب ومرجعهم
ورِدءٌ للناس ومثابةٌ للمسلمين .
" إن الأعاجم إنْ ينظروا إليك غداً يقولوا :
هذا أصلٌ العرب فإذا قطعتموه استرحتم ،
فأطاعه عمرُ ولم يخرج لغزوهم " [3]
وروى الشيعة عن علي قوله :
" لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى أحداً يشبههم
لقد كانوا يصبحون شعثاً غُبراً ،
وقد باتوا سُجَّداً وقياماً ،
يراوحون بين جباههم وخدودهم ،
ويقفون على مثل الجمر من ذِكْر معادهم ،
كأن بين أعينهم ركب المعزى
من طول سجودهم .
إذا ذُكر اللهُ هملت أعينهم حتى تبلَّ جيوبهم ،
ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف
خوفاً من العقاب ورجاء الثواب " .[4]
وكان عليٌ يقول في عثمان:
" إن الناس طعنوا عليه ( مثلما يفعل الشيعة اليوم )
فكنت رجلاً من المهاجرين أُكثِر استعتابه "
( أي استرضاءه ) .[5]
=============
[1] - نهج البلاغة 235 .
[2] - إن هذا الزواج يبطل الروايات المُختَلَقة التي وضعها الكذابون
والتي تحكي أن عمر بن الخطاب ضرب فاطمة برجله حتى سقط جنينها ،
هب أن رجلاً ضرب زوجتك وتسبب في قتل ولدك :
هل تعطيه ابنتك وترضى أن يكون صهرك ؟
وتسمي ولدك الآخر باسمه ؟
ثم إن هذه الرواية المكذوبة تنص على أن الذي فعل ذلك
رجلٌ اسمه " قنفذ " وليس عمراً .
( بحار الأنوار 43 : 197 – 200 ).
[3] - نهج البلاغة 2 : 18 و 2 : 30 .
[4] - نهج البلاغة 182 – 189 .
[5] - نهج البلاغة 3 : 2