هذا وينفي مشايخ الشيعة
أن يكونوا يستخدمون التقية إلا في حالة الضراء
[ أي حالات الاضطهاد ]،
ويتعارض مع هذا النفي ما ورد في الكافي
أن رجلاً رأى رؤيا ،
فدخل على جعفر الصادق يخبره بها
وكان عنده أبو حنيفة ،
فأومأ إلى أبي حنيفة ليعبّرها له ، فلما فعل،
قال جعفر الصادق :
" أصبتَ والله يا أبا حنيفة "
فلما خرج أبو حنيفة قال الرجل لجعفر الصادق :
لقد كرهتُ تفسير هذا الناصب [1] !!
قال جعفر :
" ليس التفسير كما فسّر ،
فقال له الرجل :
لكنك تقول له :" أصبتَ "
وتحلف على ذلك وهو مخطئ ؟
قال جعفر :
نعم حلفْتُ عليه أنه أصاب الخطأ " .[2]
إننا نرى هنا أن التقية هنا قد استعُملت في حالة السراء
حيث لا شيء يضطر جعفر إلى استخدامها ،
إذ لم يكن أبو حنيفة شاهراً سيفه ،
ولم يُرغِم أحداً على قبول تفسيره .
وقد وقف أحد مشايخ الشيعة يُقسم الأيْمان
بأن الشيعة لم يعودوا يستخدمون التقية ،
فقيل له :
وما يدرينا لعل يمينك هي الأخرى تقيّة ؟!
قد يكون صادقاً فيما قال ،
لكن هذه التقية قد أدخلت الريبة في قلوب الناس
من كل ما يقوله الشيعة وبدّدت الثقة فيهم ،
فلا لوْم على الناس في ذلك ،
وإنما اللوم على من جعلوا التقية ديناً ،
هم الذين أفقدوا الثقة بهم ،
ألا فليتخلوا عن التقية
إن هم أرادوا كسب ثقة الآخرين .
ومن التقية العملية التي يفعلها كثيرون من الشيعة
أنهم يحملون معهم التربة الحسينية
التي يسجدون عليها في مساجدهم ،
لكنهم يُخفونها عندما يدخلون إلى مساجد أهل السنة ،
فيقتدون بإمام المسجد السني ،
وإذا عادوا إلى بيوتهم أعادوا الصلاة . [3]
=============
[1] - وهو وصفٌ يعني أن السنة يناصبون أهل البيت العداء.
[2] - الكافي الروضة 8 : 292 .
[3] - ذكر ذلك الشيخ موسى الموسوي
الرجل الذي حاز على درجة الفتيا والاجتهاد من الحوزة العلمية
بالنجف الأشرف من قِبَل الشيخ محمد الحسن آل كاشف الغطاء.