زكاة الخمس سحت
وهذا موضوعٌ خطير ويلعب دوراً أساسياً
في صراع بقاء المذهب الشيعي ،
فإن الشيعة يؤدون الخُمُس
من أرباح مكاسبهم إلى أئمتهم .
وهذا مكسبٌ عظيم وتجارةٌ مغرية ،
تدرّ على الأئمة أموالاً [1] عظيمة
وهذه خصلة ذم الله بني إسرائيل عليها ،
كما قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ
وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }
[ التوبة 34 ]
لقد استدل الشيعة بقوله تعالى :
{ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ
فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى }
[ الأنفال 41 ]
استدلوا بالآية على أن سهم الله وسهم الرسول
وسهم ذوي القُربى للإمام القائم مقام الرسول
[2]،
ولم يلتفتوا إلى أن الآية تتكلم
عن غنيمة الحروب
ولا علاقة لها بأرباح المكاسب .
ثم إنه بالاستقراء من حياة النبي
وحتى سيرة علي
لا نجد منهم من كان يأخذ لنفسه شيئاً
من أرباح مكاسب الناس .
وهذه كتب المؤرخين الذين ذكروا حتى أسماء جباة الزكاة
في عهد النبي
وعهد خلفائه ،
لم يذكروا أنهم كانوا يأمرون بمطالبة الناس بالخمس ،
وحتى مؤلفات أئمة أهل البيت
فإنها لم تتضمن مسألة الخمس ،
فهذا محمد بن الحسن الطوسي
مؤسس الحوزة الدينية بالنجف ،
وهو من أكابر فقهاء الشيعة في أوائل القرن الخامس
لم يتطرق في كتبه الفقهية المعروفة إلى شيء من هذا ،
مع أنه لم يترك صغيرةً ولا كبيرة ً
من المسائل الفقهية الفرعية إلا ذكرها في تآليفه الضخمة .
وهذا ما حدا ببعض فقهاء الشيعة
إلى تحريم أخذ الخمس
كالشيخ أحمد الأردبيلي الفقيه
الملقب بالمقدس عند الشيعة .
=============
[1] - اعترف الخميني بذلك في كتابه الحكومة الإسلامية 29 .
[2] - مجمع البيان في تفسير القرآن 4 : 543 لفضل بن الحسن الطبرسي .