جاءت في سورة العنكبوت في آيتين؛
لأن المقصود من ذكرها في هاتين الآيتين هو ذكر الزمن فقط
(فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا)
ثم ذكر النتيجة (فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)
، القصة بتفاصيلها لا تهم في هذا الموضع لماذا؟
لأن سورة العنكبوت الهدف منها والمقصد هو التحذير من الفتنة، لذلك في أولها
(الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[العنكبوت:1-3]،
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) سورة في كل ما فيها يتحدث عن الفتنة الآية الآن قصة نوح

في آيتين ما الفتنة؟ أين المخرج من الفتنة الذي دلت عليه هذه الآية؟ فتنة بالزمن،
ما صار شيء، عشر سنين ما صار شيء، عشرين سنة ما صار شيء، ثلاثين سنة ما صار شيء،
ما نفعت الدعوة، ولا نفع كذا، لابد من الجهاد المسلح،
نوح

كم مكث؟ ألف سنة إلا خمسين عاما، ما النتيجة؟
النتيجة أنه دعا الله جل وعلا فأنزل النصر عليه،
لكن كم المدة؟
فهذا يعطيك الحذر من الافتتان بالزمن وأن تقول عملنا وعملنا ما نفع،
هؤلاء عملوا لابد من كذا وكذا، دون طريقة شرعية صحيحة.
فإذن من نظر إلى الأمور بدون نظر علم وصبر فإنه خالف منهج أولي العزم من الرسل
(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ)[الأحقاف:35]،
وقال في الآية الأخرى (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)[الروم:60].