بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 11 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]()
السادس من المعالم العامة للمؤثرات الصحيحة في التفكير: أن يكون هناك غيرة لدى المسلم منضبطة بضوابط الشرع. المسلم يحتاج إلى ثبات على الحق، ثبات على الهدى، ويحتاج إلى أن يكون في نفسه حب لمناصرة الحق والدعوة إليه، هذه لا تكون إلا بوجود الغيرة على الإسلام، الغيرة على المسلمين، الغيرة على حرمات الله، هذه الغيرة تجعلك تفكر بالتفكير الصحيح بحيث إنه لا يحملك الذي ذكرناه في عدم الاهتمام بالأمور وعدم النظر يكون كل شيء دع الأمور ولا تهتم بشيء؛ بل يكون هناك غيرة وتحسّس لواقع المسلمين لما عليه الأمة لما فيه المسلمون لمن أحوال، يكون عندك غيرة على حرمات الله، غيرة على المسلمين في تعليمهم أو في نصرتهم أو في تقويتهم. لكن هذه الغيرة تكون منضبطة بضوابط الشرع؛ لأن الغيرة تحمل على الثبات وتعين على سلوك الطريق المستقيم وعدم التأثر بالشيطان، وكما قال اين القيم رحمه الله في بعض كتبه أظن مدارج السالكين يقول: إن من أعظم أسباب رد كيد الشيطان الغيرة في الله. الله جل وعلا يغار، ونحن نغار أيضا، كما جاء في الحديث «إن الله يغار» والمؤمن يغار على حرمات الله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو القدرة في ذلك. لكن هذه الغيرة قد تحمل على أن يكون الاتجاه إلى أمور منكرة، إما إلى جهاد بطريقة غير صحيحة، أو إلى نهي عن منكر بطريقة غير شرعية، أو إلى سفك للدماء، أو إلى إتلاف للأموال أو إلى تناول ... أو أن تكون الغيرة مسلوبة بحيث لا يهمه لا يعرف معروفا وينكر منكرا. فإذا كانت منضبطة بضوابط الشرع على أساس العلم والصبر، فإنه لا بد من علم بالأحكام الشرعية حتى تعرف أن غيرتك محمودة، ثم لابد من الصبر الذي يحمل على عدم الخروج عن مقتضى الغيرة الشرعية الصحيحة. نوح ![]() (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) (14) (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ)[العنكبوت:14-15]. هنا سؤال: لماذا جاءت قصة نوح في آيتين في قصة العنكبوت ليش؟ قصص الأنبياء لا ترد في سورة إلا ولها هدف، تجد في بعض السور قصة نبي من الأنبياء تأخذ أربعين آية، خمسين آية، ستين آية، أو أكثر؛ بل هناك سورة خاصة ليوسف ![]() فلماذا أحيانا تأتي مختصرة وأحيانا تأتي مطولة؟ هذه فائدة عرضية في المحاضرة لأجل مناسبة ذكر قصة نوح ![]() جاءت في سورة العنكبوت في آيتين؛ لأن المقصود من ذكرها في هاتين الآيتين هو ذكر الزمن فقط (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا) ثم ذكر النتيجة (فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) ، القصة بتفاصيلها لا تهم في هذا الموضع لماذا؟ لأن سورة العنكبوت الهدف منها والمقصد هو التحذير من الفتنة، لذلك في أولها (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[العنكبوت:1-3]، (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) سورة في كل ما فيها يتحدث عن الفتنة الآية الآن قصة نوح ![]() ما صار شيء، عشر سنين ما صار شيء، عشرين سنة ما صار شيء، ثلاثين سنة ما صار شيء، ما نفعت الدعوة، ولا نفع كذا، لابد من الجهاد المسلح، نوح ![]() النتيجة أنه دعا الله جل وعلا فأنزل النصر عليه، لكن كم المدة؟ فهذا يعطيك الحذر من الافتتان بالزمن وأن تقول عملنا وعملنا ما نفع، هؤلاء عملوا لابد من كذا وكذا، دون طريقة شرعية صحيحة. فإذن من نظر إلى الأمور بدون نظر علم وصبر فإنه خالف منهج أولي العزم من الرسل (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ)[الأحقاف:35]، وقال في الآية الأخرى (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)[الروم:60]. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
الشـــامـــــخ |
|
|