وعن أبي أمامة أنَّ النبي قال: «إِنّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ الأرض حَتّى النّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتّى الْحُوتَ لَيُصَلّونَ عَلَى مُعَلّمِ النّاسِ الْخَيْرَ».
وأي معروفٍ أعظم علينا في هذه الدنيا من معروف علمائنا الذين يدلُّونا على ما يقرِّبنا إلى رضوان الله ويباعدنا عن غضبه؟
وروى الخطيب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: يا أبت! أي شيء كان الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني! كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف أو منهما؟ تاريخ بغداد (2 / 66).
وقال المرذوي: "قدم رجل من طرسوس، فقال : كنا في بلاد الروم في الغزو إذا هدأ الليل رفعوا أصواتهم بالدعاء : "ادعوا لأبي عبد الله"، يعني الإمام أحمد بن حنبل. سير أعلام النبلاء (11 / 210).
وقال القاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي: سمعت القاضي أبا علي حسين بن محمد الصدفي يقول: سمعت الإمام أبا محمد التميمي ببغداد يقول:
ما لكم تأخذون العلم عنا، وتستفيدونه منا، ثم لا تترحمون علينا؟!
سير أعلام النبلاء (18 / 613)، و"تاريخ قضاة الاندلس" (ص: 101), و"أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض" .
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]