قالت عائشة : " إذا شئتم أن يطيب المجلس فعليكم بذكر عمر بن الخطاب "
ساهر العين بالعزائم يقظان
.............................وقد قيّد العيــــون الرقاد .
قد كفته المناقب المــدح إلا
..........................مدحــنا من صفاته يستفـاد .
قال أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب : " كنا نبيت عند عمر أنا ويرفأ فكانت له ساعة من الليل يصليها فربما لم يقل فنقول : لايقوم كما يقوم ,فيكون أبكر ما كان قائماً , وكان إذا استيقظ قرأ هذه الآية : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) .
قال : حتى إذا كان ذات ليلة قام فصلى , ثم انصرف قال : قوما فصليا فوالله ما استطيع أن أصلي وما استطيع أن أرقد , وإني لأفتتح السورة فلا أدري في أولها أو في آخرها , قلنا : ولم يا أمير المؤمنين ؟
قال : " من همّي منذ جاءني هذا الخبر عن أبي عبيدة ـ رحمهما الله ـ "
وقال لمعاوية بن خديج وقد دخل عليه في وقت الظهيرة فظنه قائلاً : قال : بئس ما قلت , أو بئس ما ظننت لئن نمت بالنهار لأضيعن الرعية , ولئن نمت بالليل لأضيعن نفسي فكيف بالنوم مع هذين يــا معاوية ؟ "
ولذا كان ينعس وهو قاعد فقيل له : ألا تنام يــا أمير المؤمنين فيقول : كيف أنام ؟ إن نمت ضيعت حظي مع الله .
لله درك يـــا فاروق الإسلام .. خفقات برأسك فقط ولا تركن إلى الفراش !!
قال الحافظ ابن كثير : " وكان يصلي بالناس العشاء , ثم يدخل بيته فلا يزال يصلي إلى الفجر " .
* وقال أسلم مولى عمر : قدم المدينة رفقة من تجار ,فنزلوا المصلى فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف : هل لك أن نحرسهم الليلة ؟قال : نعم . فباتا يحرسانهم ويصليان " .
لم يكن شيء يشغله عن قيام الليل , ويقضي الوقت الواحد في أكثر من طاعة .
*قال العباس بن عبد المطلب : " كنت جاراً لعمر بن الخطاب , فما رأيت أحداً من الناس كان أفضل من عمر : إن ليله صلاة , وإن نهاره صيام وفي حاجات الناس " .
*وعن الفاروق قال : " لولا ثلاث لما أحببت البقاء : لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله , ومكابدة الليل , ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر " .
* عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله , حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم :
" الصلاة الصلاة ثم يتلو هذه الآية : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) .
وفي " الصحيحين " أنه لما توفي عمر قال عليّ : " ما خلّفت أحداً أحبّ أن ألقى الله بمثل عمله منك يـــاعمر " .
*" كان في وجهه خطان أسودان من الشراك من البكاء, وكان يمرّ بالآية من ورده بالليل فيبكي حتى يسقط ويبقى في البيت حتى يُعاد للمرض "
لقد استلّذ ـ ـ بشراب الدموع ولولا صحو السهر والجوع ما بات عند الجبل هلالُ " يــا سارية " ولله در القائل :
فمن يجاري أبا حفص وسيرته
................................ أو من يحاول للفاروق تشبيهــا .
هذه درجات أهل الفضائل وأهلها هم أهل الزلفى والدرجات العلى كما يقول ابن القيم .
فرضي الله عن أبَوي المسلمين وشيخيهما ووزيري رسول الله الذي قال مادحاً لهما :
"هذان السمع والبصر ـ يعني : أبا بكر وعمر " .
وقال أيضاً هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ,إلا النبيين والمرسلين , لا تخبرهما ياعليّ ـ يعني أبا بكر وعمر ـ" .