بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-10-11, 04:49 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
الإهداء إلى كل من يشهد أن لا إله إلا الله بحق ويشهد أن محمدا عبده ورسوله بصدق إلى كل من تعثر في الطريق أو سار في الظلمات تائها أو قاصدا إلى كل محب لله ورسوله أهدي إليكم أول خطواتي وأول كلماتي: زاد التائبين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله التواب الرحيم, الغفور الودود, الذي فتح أبواب رحمته لعباده في الليل والنهار, وأسبغ عليهم نعمه ظاهرا وباطنا يطيعونه فيشكر ويعصونه فيغفر وسعت رحمته كل شيئ خيره إلى عباده نازل لا ينقطع وشرهم إليه صاعد سبحانه وبحمده لا تنفعه طاعة الطائعين ويتقبلها بفضله وكرمه ولا تضره معصية العاصي فإن شاء عذب وهذا حقه وإن شاء غفر وهذا فضله امتن على عباده بالتوبة بأن دعاهم إليها فقال تعالى {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا } وامتن عليهم بقبولها فقال تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } فلا إله إلا هو له الملك وله الحكم وإليه ترجعون. ثم الصلاة والسلام على سيد ولد آدم خير من قام وركع وتاب لله وخضع أخرج الله به عباده من الظلمات إلى النور ومن الضيق إلى السعة والحبور ومن عبادة الأهواء إلى عبادة رب الأرض والسماء فكان عليه الصلاة والسلام كالمطر الذي أغاث أرضا ميتة فأنبتت من كل زوج بهيج فعليه من الله صلاة وسلاما إلى يوم الدين. أما بعد: إن الحديث عن التوبة حديث تحبه القلوب ولا تمله النفوس فهو حديث ذو شجون وجوانب متعددة لا يمكن حصرها فكل من كتب أو تكلم عن التوبة فإنما أشار إلى جانب من جوانبها أو إلى سر من أسرارها ولطائفها أو إلى أسبابها وأحكامها وما يصد ويعوق عنها, وزاد التائبين يعطيك جانبا من جوانبها كذلك ألا وهو: ما بعد التوبة مع إشارات يسيرة إلى الأسباب التي تدفع إلى أو تعوق عنها لأن الجهل بما بعد التوبة وما ينبغي للعبد فعله قد صد الكثير عنها حتى ظن البعض أن التوبة هي الانقطاع عن لذائد الدنيا والانغلاق على النفس! وما هذا التصور الخاطئ إلا من وساوس الشيطان الذي أقسم وقال:{ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ } والعبد في هذه الدار سائر على الله شعر بذلك أو لم يشعر وكل لحظة تمر فإنه يقطع مرحلة من حياته يدنو بها إلى الآخرة ويتباعد عن الدنيا فلا بد إذاً من زاد يحمله العبد وهو في طريقه إلى ربه كما أمره سبحانه فقال تعالى:{ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } والتقوى فعل ما أمر الله واجتناب ما نهى عنه, والتوبة هي الرجوع إلى الله بفعل أوامره وترك نواهيه فلا فرق في المعنى لأن مقامات العبودية مؤتلفة غير مختلفة ومن لم يتزود بالصالح من العمل تزود بضده ولا بد. فأرجو من الله ذي الفضل العظيم أن تجد في أسطر هذا الكتاب شيئا ولو يسيرا مما يبلغ النفس مناها من رضا فاطرها ومولاها. و أسأله أن يمن علينا جميعا بتوبة صادقة نصوح نلقاه بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. منزلة التوبة قال ابن القيم:"ومنزل التوبة أول المنازل وأوسطها وآخرها فلا يفارقه العبد السالك ولا يزال فيه إلى الممات وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به واستصحبه معه ونزل به فالتوبة هي بداية العبد ونهايته وحاجته إليها في النهاية ضرورية كما أن حاجته إليها في البداية كذلك وقد قال الله تعالى وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون وهذه الآية في سورة مدنية خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم وهجرتهم وجهادهم ثم علق الفلاح بالتوبة تعليق المسبب بسببه وأتى بأداة لعل المشعرة بالترجي إيذانا بأنكم إذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح فلا يرجو الفلاح إلا التائبون جعلنا الله منهم قال تعالى {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } الحجرات / 11 قسم العباد إلى تائب وظالم وما ثم قسم ثالث ألبتة وأوقع اسم الظالم على من لم يتب ولا أظلم منه لجهله بربه وبحقه وبعيب نفسه وآفات أعماله"[1]. وبهذا نعرف أن التوبة لا غنى لأحد عنها فهي ليست خاصة بأهل الكبائر فقط, وليست خاصة بالذنوب الظاهرة بل هناك من الذنوب الخفية التي لا يعلمها كثير من الناس بسبب تقصيرهم في معرفة الله تعالى. يقول ابن قدامة المقدسي:" والتوبة واجبة على الدوام فإن الإنسان لا يخلو من معصية ولو خلا عن معصية بالجوارح لم يخل عن الهم بالذنب بقلبه وإن خلا عن ذلك لم يخل عن وساوس الشيطان بإيراد الخواطر المتفرقة المذهلة عن ذكر الله ولو خلا عنه لم يخل عن غفلة وقصور في العلم بالله وصفاته وأفعاله وكل ذلك نقص لا يسلم أحد من هذا النقص وإنما الخلق متفاوتون في المقادير وأما أصل ذلك فلا بد منه ولهذا قال النبي :" إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة"[2] ولهذا أكرمه الله تعالى بقوله:{ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}الفتح/2 إذاً لابد من الذنوب والتقصير والخطأ وهذا النقص ملازم للإنسان ولولا هذا النقص لكان ملكا؛ لذلك قال :"والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"[3] فكما أنه لابد من الذنوب فكذلك لابد من وقوع التوبة لأنها تجبر هذا النقص وتمحو أثره اما عن توالت الذنوب على الذنوب ولم يكن هناك استغفار وتوبة فهذا هو الهلاك لذلك قال تعالى:{ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الحجرات/11 ويزداد الأمر وضوحا بمعرفة حقيقتها. [1] - مدارج السالكين لابن القيم ج 1/ص 198-199 [2] - أخرجه مسسلم وأحمد وأب داود بلفظ مائة مرة. [3] - رواه مسلم. المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد ;jhf ( .h] hgjhzfdk )
التعديل الأخير تم بواسطة تألق ; 22-10-11 الساعة 05:06 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
الشـــامـــــخ |
|
|