العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم الموسوعة الثقافية > بيت القصـص والعبـــــــر

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-12, 02:31 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.30 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت القصـص والعبـــــــر

(تجربتي القصصية الأولى)


أحداث هذه القصة حقيقية وأعرف أصحابها، لكنّي أسوقها سياقا أدبيا مع إضافة بعض الخيال الذي تقتضيه الصنعة الأدبية، وقد غيرت أسماءهم لأخرى.
(تجربتي القصصية الأولى)
سلوى وحنان فتاتان جمعهما النسب فهما ابنتا عم، وجمعهما الزمن فهما في سن واحدة، براءة الطفولة تحيط بهما، لا تفترقان عن بعضهما حتى عند النوم، بل وربما جمعتهما الأحلام أيضا.
وجمعهما أيضا حسن الأخلاق حيث نشأتا في بيت غُذِيتا فيه بالدين.
تكبران وتكبر أمانيهما، تتشابك أياديهما تعهدا على حفظ الصداقة مهما طال الزمن، وكما هي سنة الله في خلقه، يقدر تعالى أن يسوق الزوج ليكون من قدر حنان، حنان التي كانت تفوق سلوى جمالا باهرا، فالكل يتحدث عن جمالها، وكل امرأة كانت تحرص أن تكون حنان من نصيب ابنها، أما سلوى فقد كان حظها من الجمال الظاهر ما يجعل الخطاب يزهدون فيها، غير أن الجمال الباطن قد ادخره المولى للرجل السعيد.

الدنيا لا تسع أم حنان فرحة وابتهاجا لزواج ابنتها في سن صغيرة تسبق في ذلك أقرانها.
تدخل الأم على ابنتها، تطوقها بذراعيها، وتنظر في عينيها نظرة فرح بأخرى ممزوجة بحزن، وتتشابك دموع السعادة مع دموع الحزن لفراق هذه النبتة الصغيرة لتكمل نموها في بيت الزوجية.
(ولكن هل سيكتمل نموها حقا؟؟)
(تجربتي القصصية الأولى)
وتأتي سلوى لتهنئ رفيقة دربها بل نصفها الثاني وتدعو لها (اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير) وتهدي صديقتها كتابا عن تربية الأبناء؛ استعدادا ليوم الأمومة.
استدارت سلوى إلى مرآة في الغرفة، ونفسها تحدثها: "أن لا غرابة أن تتزوج حنان قبلك فحظك من الجمال قليل!"، لكنها في شموخ المؤمنة حملت في قلبها إيمانا عظيما وقالت لنفسها: إن يوما ما ويأتي قدر الله بما أحب بإذنه تعالى، حملها على ذلك حسن ظنها بربها الذي غرس في قلبها منذ طفولتها.

تُزَفُّ حنان لبيتها الجديد، وزوجِها، الذي تحمله أحلامه ليكون أبا ويرى أبناءه حوله يعيشون في هذا الخير العظيم الذي رزقه الله إياه، فقد كان غنيا، ذا خير موفور.
تمضي السنون ويزداد زوج حنان لهفا ليسمع كلمة (بابا)، وحنان يحرقها الشوق لأن تسمع كلمة (ماما) لكنّ الله قدّر -وهو الحكيم الرحيم- أن تكون حنان عاقرا، نعم حنان التي وُهِبت من الجمال ما وُهِبت أراد الله أن تكون عاقرا، رضيت حنان المؤمنة بما قدر الله لها، ولكنها لم تضع يدها على خدها، كيف وقلبها ينبض شوقا لطفل تضمه ليغرق في حنانها، تود طفلا بين يديها لتغذوه بما تعلمت، إذن كيف تفعل وهي لا تنجب؟
كيف تلبي نداء الأمومة الذي يعصف بها؟
(تجربتي القصصية الأولى)
جدّت واجتهدت حتى صارت مديرة لإحدى المدارس، تعلم بنات المسلمين أمور دينهن وصار يخرج من تحت يدها المئات من البنات وهن يحملن معاني الحب لهذه الأم، نعم لقد صارت حنان أمّا لمئات الفتيات؛ إذ ليست الأم التي تلد فقط إنما الأم التي تربي.
ولكن ماذا عن زوجها؟ أتتركه دون أن يحقق معاني الأبوة؟
إنّ نفسها الكريمة لا تسمح بذلك، فقد ألحّت عليه أن يتزوج بأخرى بما أنه ميسور الحال، وفعلا تزوج وصار أبا، ولم تكتفِ بذلك بل أصرّت أن تكون أمّا ثانية لأبناء زوجها، وصارت تشاركه التربية، بل وتذهب بهم لمدرستها فخرا أن هؤلاء أبناء زوجي وأنا أم لهم أيضا.
يا لقلبها العظيم!، هكذا يكون قلب الأم.
(تجربتي القصصية الأولى)
أما سلوى فقد مضت بها السنون وهي مساعدة لحنان في مدرستها،
تساعدها في الأمور الإدارية،
وتارة في حل مشاكل الطالبات،
وتارة في الأمور المالية،
فالهموم مازالت مشتركة بينهن،
لقد اكتسبت سلوى خبرة عميقة في التعامل مع الأطفال والمراهقين، وكيفية تربيتهم.
وهنا تكون سلوى قد بلغت من العمر 40 عاما.
تعود إلى المرآة مرة أخرى وتحدثها نفسها: "ياه يا سلوى قد بلغ بك العمر 40 سنة أتظنين أنك ستتزوجين بعد؟ إذا كان الرجال قد زهدوا فيك وأنت في العشرين فكيف بك وأنت في الأربعين؟!"
تضحك سلوى ساخرة من كلام نفسها وتفتح كتاب ربها وتقرأ قوله تعالى: (لكل أجل كتاب)، نعم يا نفسي لكل أجل كتاب، وكفى.

تثور رياح عاتية في بيت حنان تعصف بعلاقتها الزوجية فينحلّ عقد الزواج الذي دام أكثر من 25 عاما!.
رحماك يا رب!.
وفي نفس الوقت يطرق باب أسرة سلوى رجل من خارج مدينتهم، ميسور الحال، ذو خلق عال، لا يعرفهم ولا يعرفونه.
جاء يطلب الزواج بسلوى!
تجري سلوى إلى مرآتها فرحةً وتقول: ألم أقل لك يا نفسي: (لكل أجل كتاب
تتزوج سلوى ويرزقها الله الكريم بأربعة من الأولاد: ابنين وابنتين.
أما حنان فبعد سنوات من الانفصال يعود الطير إلى وكره وينعم بعيشة هنيئة.
(تجربتي القصصية الأولى)
جلست سلوى مع أبنائها يوما تغرس فيهم معنى قوله تعالى: (... وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة/216
وكررتْ عليهم مرارا:
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).


كتبتها/كن داعيا

الموضوع الأصلي: (تجربتي القصصية الأولى) || الكاتب: تألق || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





(j[vfjd hgrwwdm hgH,gn)










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 03:15 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant