04-03-12, 02:08 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Jan 2012 |
العضوية: |
6942 |
المشاركات: |
245 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.05 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
13 |
نقاط التقييم: |
24 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
البيــت العـــام
المستشرقون وإبعاد الدين عن النفوس
لايستطيع المستشرقون - أو غيرهم - أن ينزعوا العلم من صدور الناس , كما لايستطيعون إبعاد سلطان الدين عن النفوس إلا بتفويض الأعمدة الثلاثة للثقافة . فنحن ندرك أن التحول لا يكون سريعا ,
ولكن العلم يتضاءل من الصدور , فيكثر الخلط والجهل , وتهتز الثقة , فيكون البحث عن البديل فيخرج في الأمة من يتمثل فيه ذلك , فيدعو إلى نبذ الماضي , وإعادة التشكيل الثقافي وفق النمط الغربي ,
والتقليل من قيمة الميراث الثقافي أو قراءته بأبجدية النسق الغربي , وإن لم يكن ذلك ممكنا فلا بأس من الإنتقاء من التراث الديني والأدبي و الثقافي نقاطا تهز الثقة , مرت عبر التاريخ الحافل بكل شئ
حسن في معظمه , سئ في بعض مواضع منه , ولابأس من وأد اللغة الأم وجعلها مقصورة على المعابد , وجعل لغات أخرى هي لغة المعاهد , فالفرنسية في المغرب , والانجليزية في المشرق , وربما الروسية بينهما , حتى تصل لغة المعابد إلى مستوى غير مفهومة فيه , خاضعة للترديد دون إدراك للمعنى مع إدخال اللهجات فيها حتى يتم إحلالها محلها فتتفكك الرابطة , ويصبح العربي في بلاده وأهله
غريب اليد واللسان , وإن لم يكن غريب الوجه , ويصبح لزاما عليه أن يسيرمع الركب وإلا صدقت عليه إدعاءات التخلف و الرجعية , والتقوقع على الذات دون الإفادة من الثقافات الأخرى المحيطة
بالمجتمع المسلم قديمه وحديثه . فأدى الخوف من الوصم بالتخلف والرجعية والتقوقع إلى أن يتبنى بعض أبناء المسلمين الثقافات الغربية عليهم وعلى مجتمعهم , واستدعى هذا التبني محاولة الإنسلاخ
من الماضي بإهانته والتقليل من شأنه وحصر آثاره على الوقت الذي ظهرت فيه هذه الآثار دون امتداد إلى المستقبل مما يستدعي - في نظر هؤلاء المنبهرين بالثقافة الغربية - السير في (( ثقافة عالمية ))
قادمة من الغرب أو من الشرق .
وتلك ربما تكون نتيجة من نتائج إبعاد سلطان الدين من النفوس التي تأتي نتيجة من نتائج الفعل الاستشراقي .
وإذا سلمنا بأن العلم والثقافة لا تنتزع من الصدور إنتزاعا - ونحن مسلمون بهذا - سلمنا بأن الوقت عامل مهم في تحقيق ذلك , ومع الوقت تأتي الجهود في تحقيق الهدف أو الغاية التي تدخل في الغاية الثانية
التي مر ذكرها آنفا , وذكر أنها تسعى في النهاية إلى السيطرة على هذا الشرق سيطرة قد لا تكون بالضرورة مباشرة وهذا متحقق إذا ما نزع العلم من الصدور .
" مقال للدكتور - علي بن إبراهيم النملة "
|
|
|