شتان بيننا وبينهم فالشرك مع الله يخرج عن المله ..مهما كان 0يعتبرون (روافض) وهذا الشخص كأصحاب العمأئم التقيه مذهبهم .................................................. .....................................
هيثم الكسواني
منذ أن أعلنت وفاة المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله، في 4/7/2010م، ومقالات أهل السنة تنهال للثناء على موقفه الرافض لولاية الفقيه، وبعض اجتهاداته المتحررة، والمخالفة للمذهب الشيعي، وتصفه بأنه من أكثر علماء الشيعة انفتاحا على أهل السنة، وسعيا للتقريب والوحدة بينهم، ورفضت بعض تلك الكتابات وصفه بمرجعية شيعية وفضلت عليها وصف: شمس المرجعية الإسلامي، وليس فقط الشيعي.
بالتأكيد يمكن الحديث عن المرجع الشيعي فضل الله من جوانب عديدة، بحكم مكانته في الفكر الشيعي المعاصر، وكثرة مقلديه وتنوع بلدانهم، وعلاقته بحزب الله، وغير ذلك، وهو ما يقوم به ملف هذا العدد، لكن علاقة فضل الله بأهل السنة ونظرته إلى مذهبهم هي من أكثر الجوانب التي تحتاج إلى إيضاح وتجلية، والتي يبدو أنها غيبت في مقابل إبراز موقفه من ولاية الفقيه، خاصة من قبل المعارضين للنظام الإيراني والسياسات الإيرانية.
وقد يستغرب المرء في خضم الكلام الكثير عن اعتدالفضل الله، ونظرته الإيجابية إلى أهل السنة ومذهبهم، أنه يرى المرجع الشيعي اللبناني يحتفظ برأي سلبي تجاه السنة، وعدم جواز التعبد على مذهبهم، في الوقت الذي نجد العديد من علماء السنة، وخاصة شيخ الأزهر شلتوت، يفتون باعتبار الشيعة مذهبا خامسا كالمذاهب السنية الأربعة يجوز التعبد به، لكننا لا نجد فتوى شيعية مشابهة حتى من علمائهم المصنفين في خانة المعتدلين والمتنورين كفضل الله، الذي وُجه له السؤال التالي:
هل يجوز التعبد في فروع الدينبالمذاهب السنية الأربعة وكذلك بقية المذاهب غير الشيعية؟
فأجاب: "لا يجوز التعبد بأي مذهب إسلامي غير مذهب أهل البيت عليهم السلام لأنه المذهبالذي قامت عليه الحجة القاطعة" (كتاب مسائل عقدية ص 110).
ويتكرر رأي فضل الله في موضع آخر، فيعتبر، مجاراة لقومه في قضية عصمة الأئمة، أن المذهب الشيعي ليس اجتهادات بل هو حق لا يأتيه الباطل أبدا، بعكس المذاهب السنية التي اعتبر أصحابها يصيبون ويخطئون.
سئل فضل الله السؤال التالي:
تقولون ـ وبحسب عقيدتنا الإمامية ـ إن نسبة الشيعة إلى المذهب الجعفري غير دقيقة، فكيف تفسرون ذلك؟
وبالرغم من طول الإجابة إلاّ أننا نضعها أمام القارئ الكريم لخطورتها، ولتبيان الكثير من الأمور. يجيب فضل الله على ذلك بقوله (كتاب فقه الحياة ص 278، 279):
"تعرفون أن هناك مذهبا شافعيا وحنبليا ومالكيا وحنفيا، ويقولون أيضا عن المسلمين الشيعة إنهم ينسبون إلى المذهب الجعفري. وبحسب عقيدتنا نحن الشيعة الإمامية أن الأئمة من أهل البيت (ع) ليسوا مجتهدين كبقية المجتهدين. فأبو حنيفة مثلاً - حتى عند من يقلده ويتبعه- يُصيب ويخطئ. وكذلك ابن حنبل وغيرهما، وبعض المسلمين من غيرهما من المجتهدين يقلدونهم – كما نقلد نحن السيد الخوئي (قده)- فأئمة المذاهب يقلّدهم من يرى أنهم مجتهدون، أما نحن عندما نتبع أئمة أهل البيت (ع) إنما نفعل ذلك لاعتقادنا بعصمتهم وأنهم لا يُخطئون أبداً، ولذا فإنهم (ع) ليسوا أصحاب مذهب، فمذهب أبي حنيفة يسمى وجهة نظر، ولكن مذهب الإمام الصادق (ع) ليس وجهة نظر يمكن أن تخطئ ويمكن أن تصيب، بل هي على صواب دائماً فهو يقول (ع): "حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله، وحديث رسول الله عن قول الله عز وجل".
فنحن عندما نستمع الى رأي الإمام الصادق (ع) في مسألة ما، فكأننا نستمع الى رأي رسول الله (ص) الذي لا يُخطيء مطلقاً.
ولذلك ليس مذهب الشيعة مذهباً اجتهادياً يخضع كغيره للصواب والخطأ، بل هو مذهب الإسلام الذي (لا يأتيه الباطلمن بين يديه ولا من خلفه) (فصلت :42) في المصادر الأصيلة الثابتة – بشكل موثق- عن الأئمة (ع).
وهذا هو المقصود من كلمة أن "الأئمة رواة" التي ربما انطلقت من أحاديثي العامة والخاصة- كما تحدث بهذه الطريقة العلامة السيد محمد تقي الحكيم في كتاب الأصول العامة للفقه المقارن – فليس المقصود من ذلك أنهم نقلة حديث كالرواة العاديين، بل المقصود أنهم يروون عن رسول الله (ص) حديثه في كل أقوالهم سواء بطريقة الرواية أو بطريق الحديث العام؛ فليس لديهم شيء شخصي يمكن أن يخضع للآراء الذاتية، بحيث قد تختلف عما قاله الرسول (ص).
إنهم يأخذون من الينبوع الأصيل، بكل صفاء الإسلام ونقائه ولا مصدر لهم غيره، ولا اجتهاد - خاضع للخطأ والصواب- فيه".
هذا الكلام منقووووووووووووووول