التــــــــــــــــعوذ من العين والســــــحر والحـــــــــــــسد

**الحرة** · 08-10-11, 04:20 AM

التــــــــــــــــعوذ من العين والســــــحر والحـــــــــــــسد

السلام عليكم ورحمه لله وبركاته :
أن من الادواء الفتاكه والشر العظيم مايكون في الانسان من المرض بسبب العين والسحر والحسد
وهذه الأفات لها تاثير بالغ في المصاب حمنا لله واياكم منها .....

وأن من نعمة لله على عبده المؤمن أن هيأ له اسبابا مباركه وأمورا نافعه ,يندفع بها عنه شر هؤلاء , ويزول بها عنه ضرهم وبلائهم ..........وقد اجمل العلامه ابن القيم رحمه لله عليه ذلك في عشرة اسباب عظيمه اذا قام بها العبد وطبقها زال عنه شر الحسد والعائن والساحر:

السبب الاول:التعوذ بالله من شره والتحصن به اليه . كما قال تعالى :{قل اعوذ برب الفلق {1} من شر ماخلق {2} ومن شر غاسق اذا وقب {3} ومن شر النفثت في العقد {4}ومن شر حاسد اذا حسد }}

ولله تعالى سميع لمن استعاذ به , عليم بما يستعيذ منه , قادر على كل شيء, وهو وحده المستعاذ به
لا يستعاذ باحد من خلقه , بل هو الذي يعيذ المستعذين ويعصمهم ويحميهم من شر مااستعاذوا من شره
وحقيقه الاستعاذه الهروب من شيء تخافه الى من يعصمك ويحميك منه ولا يحصل هذا الا من لله فهو القادر الوحيد على حفظنا وهو سبحانه حسب من توكل عليه وكافي من لجأ أليه .

السبب الثاني تقوى لله وحفظه عند امره ونهيه فمن اتقى لله تولى حفظه ولم يكله الى غيره
قال تعالى :{وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئآ ان الله بما تعملون محيط}
وقال النبي صلى لله عليه وسلم لعبد لله بن عباس رضي لله عنهما ((احفظ لله يحفظك احفظ لله تجده تجاهك ))
فمن حفظ لله حفظه ووجده امامه اينما توجه ومن كان لله حافظه وامامه فممن يخاف وممن يحذر؟؟

السبب الثالث:الصبر على عدوه وان لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه باذاه اصلا , فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه , وكلما زاد بغي الحاسد كان بغيه جندا وقوه للمحسود عليه يقاتل بهما الحاسد نفسه وهو لايشعر فبغيه وحسده سهم يرميه من نفسه الى نفسه {ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله}فاذ صبر المحسود ولم يستطل الامر نال حسن العاقبه باذن لله .

السبب الرابع :التوكل على الله, فمن يتوكل على لله فهو حسبه والتوكل من اقوى الاسباب التي يدفع بها العبد مالا يطيق من اذى الخلق وظلمهم وعدوانهم ومن كان لله كافيه فلا مطمع فيه لعدو , ولو توكل العبد على لله حق التوكل وكادته السماء والارض ومن فيهن لجعل لله له مخرجا من ذالك وكفاه ونصره.

السبب الخامس:فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه , وان يقصد ان يمحوه من باله كلماخطر له فلا يلتفت اليه ولا يخافه , ولا يملا قلبه بالفكر فيه , وهذا من انفع الادويه واقوى الاسباب المعينه على دفع شره,فأن هذا بمنزله من يطلبه عدوه ليمسكه ويؤذيه فان هذا لم يتعرض له ولا تماسك هو واياه بل انعزل عنه لم يقدر عليه فاذا تماسكا وتعلق كل منهما بصاحبه حصل الشر , وهكذا الارواح سواء فاذا تعلقت كل روح منهما بالاخرى عدم القرار ودام الشر حتى يهلك احدهما ..

السبب السادس: اللاقبال على لله والاخلاص له وجعل محبته ونيل رضاه والانابه اليه في كل خواطر نفسه وامانيها , تدب فيها دبيب تلك الخواطر شيئا فشيئا حتى يقهرها ويغمرها ويذهبها بالكليه . فتبقى خواطره وهواجسه وامانيه كلها في محاب الرب والتقرب اليه وذكره الثناء عليه قال تعالى :{فبعزتك لأغوينهم اجمعين {82ْ} ألا عبادك منهم المخلصين } فالمخلص بمثابه من اوى الى حصن حصين , لا خوف على من تحصن به ولا ضيعه على من اوى اليه , ولا مطمع للعدو في الذنو منه.

السبب السابع: تجريد التوبه الى الله من الذنوب التي سلطت عليه اعداءه فان لله تعالى يقول{ومآ أصبكم من مصيبه فبما كسبت ايديكم}} فما سلط على العبد من يؤذيه الا بذنب ,
يعلمه او لايعلمه لبعبد من ذنوبه لذالك في الدعاء المشهور ((اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم )) فهناك ذنوب كثيره لا يعلمها العبد لنسيانها وكل شي عند لله مذكور فما سلط عليه من شر يكون بذنب اذنبه فوجب علينا الاستغفار والتوبه لرفع عنا مانحن به من اذاى او تكفير عن الذنوب.

السبب الثامن : الصدقه والاحسان ماامكنه , فأن لذلك تاثيرا عجيبا في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد , فما يكاذ العين والحسد والاذى يصيب المحسن المتصدق وان اصابه شي من ذلك كان معاملا فيه باللطف والمعونه والتاييد , وكانت له فيه العاقبه الحميده , والصدقه والاحسان من الشكر النعمه , والشكر حارس النعمه من كل ما يكون سببا لزوالها .

السبب التاسع : ان يطفئ نار الحاسد والباغي والمؤذي بالاحسان اليه , فكلما ازداد اذى وشرا وبغيا وحسدا ازددت اليه احسانا وله نصيحه وعليه شفقة قال تعالى :{ ولا تستوى الحسنه ولا السيئه افع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عدوة كانه ولى حميم {34} ومايلقها الا الذين صبروا ومايلقها الا ذو حظ عظيم }} وتامل حال النبي الذي حكى عنه نبينا لما اذاوه قومه واخذوا يضربونه فقال ((اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون )).

السبب العاشر: تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الاسباب االى المسبب العزيز الحكيم , والعلم بان كل شيء لا يضر ولا ينفع الا باذن لله , قال تعالى { وان يمسسك لله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله }} وقوله صلى لله عليه وسلم (( واعلم ان الامه لو جتمعوا على ان ينفعوك لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه لله لك , ولو اجتموا على ان يضروك لم يضروك الا بشيء كتبه لله عليك))
فاذا جرد العبد التوحيد خرج من قلبه الخوف مما سوى لله عز وجل ,
كما قال بعض السلف (( من خاف الله خافه كل شيء , ومن لم يخف لله اخافه لله من كل شيء ))

فهذه عشرة اسباب عظيمه يندفع بها شر الحاسد واالعائن والساحر , ونسأل الله الكريم ان يقينا والمسلمين من الشرور كلها انه سميع مجيب الدعاء .

المصدر : كتيب التبين لدعوة المرضى والمصابين

اعداد : عبدالرزاق بن عبد المحسن البدر
منقول