المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2011 |
العضوية: |
1225 |
المشاركات: |
5,141 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
المذهب السني |
بمعدل : |
1.03 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
27 |
نقاط التقييم: |
326 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
البيــت العـــام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم سلِّم .. سلِّم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي أمن الخائفين منه , وجعل مثواهم جنات عدن , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياءوالمرسلين .
في زمن النسيان .. والغفلة .. والأمل .. والتسويف ..
أصبح الكثير من الناس يقترف المحرمات , ويتهاون في الطاعات , وأمسى التسوبف حاجزاً عن التوبة , والفرح بهذه الدنيا منسياً لما أمامهم من الأهوال والعقبات ..
لم يطرق الخوف قلوبهم , ولم يلازم الوجل نفوسهم .. فانهمكوا في الفرح والترح , وكأنهم مخلدون في هذه الدنيا ..
تجاهلوا سيرة من كانوا قبلهم في تذكر الموت , والخوف مما بعد الموت ..
والخوف .. هو تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل .
ومن توقع مكروه في المستقبل . سعى إلى الاستعداد له , والمثابرة على اجتيازه .
وقد جمع الله للخائف منه فضلاً عظيماً , قال تعالى (لمن خاف مقام ربه جنتان) .
قال القرطبي : المعنى : خاف مقامه بين يدي ربه للحساب , فترك المعصية .
ومن فضل الله ومنته ما جاء في الحديث القدسي , قال الله تعالى : " وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين , إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي , وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي " . وعن أنس قال : خطبنا رسول الله خطبة ماسمعت مثلها قط , قال : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً , فغطى أصحاب رسول الله وجوههم ولهم خنين " .
قال الفضيل بن عياض : إذا قيل لك : هل تخاف الله ؟ فاسكت , فإنك إن قلت : نعم , كذبت , وإن قلت : لا , كفرت .
وقال أيضاً : من خاف الله دله الخوف على كل خير .
وقل أبو سليمان الداراني – رحمه الله - : ما فارق الخوف قلباً إلا خرب .
فلننظر .. إلى قلوبنا ونصدق القول مع أنفسنا ..
ما منزلةالخوف من الله في نفوسنا ؟؟؟
أختـي .. أخـي:
طلاب الله والدار الآخرة لا يستقيم لهم سَيرهُا وطلبها إلا بحبسين :
حبس قلوبهم في طلبها ومطلوبها , وحبسهم عن الالتفات إلى غيره , وحبس لسانهم عما لايفيد , وحبسه على ذكر الله وما يزيد في إيمانهم ومعرفتهم , وحبس جوارحهم عن المعاصي والشهوات , وحبسهم على الواجبات والمندوبات , فلا يفارقون الحبس حتى يلقون ربهم فيخلصهم من السجن إلى أوسع فضاء وأطيبه , ومتى لم يصبروا على هذين الحبسين وفروا منهما إلى فضاء الشهوات أعقبهم ذلك الحبس الفظيع عند خروجهم من الدنيا , فكل خارج من الدنيا , إما متخلص من الحبس , وإما ذاهب إلى الحبس .
وهذا الحبس أدمى الأفئدة , وأبكى العيون , وجرح القلوب ..
إن الأماني الكاذبة , والأحلام الباطلة , والتسويف الطويل سبب من أسباب الغفلة , وران على القلوب الضعيفة .. فها نحن كل يوم نسمع عن الموت , وتطرق مسامعنا المواعظ والخطب .. والقلوب كما هي .. غفلة طويلة .. وسبات عميق .
أيا عجباً للناس في طول ماسهوا *** وفي طول ما اغتروا وفي طول ما لهوا
يقولون نرجوا الله ثم افتروا به *** ولو أنهم يرجون خافوا كما رجوا
والإنسان إذا خاف من شيء خشي لقائه , بل وكره ذلك اللقاء , والإنسان إذا خاف من الخالق – جلت قدرته – عاد إلى طاعته ولجأ إليه واحتمى به , وهنا نرى الروعة الإلهية , والقدرة الربانية , في قوله تعالى : ( ففروا إلى الله) .
ومع مسيرة الخوف .. يطل باب الرجاء .. وهو باب من أبواب الرحمة يدفع للتوبة .. ويقود للعودة .. يستحث الخطى بعظيم رحمة الله وكرمه ومنه .
إن الخوف والرجاء: جناحان بهما يطير المقربون إلى كل مقام محمود,ومطيتان بهما يقطع من طرق الآخرة كل عقبة كؤد,فلا يقود إلى قرب الرحمن,وروح الجنان مع كونه بعيد الأرجاء , ثقيل الأعباء, محفوف بمكاره القلوب ومشاق الجوارح والأعضاء إلا أزمة الرجاء, ولا يصدعنه نار الجحيم والعذاب الأليم مع كونه محفوفاً بلطائف الشهوات وعجائب اللذات إلا سياط التخويف وسطوات التعنيف .
جعلني الله وأياكم , ووالدينا , وأحبابنا من الآمنين حين الخوف والفزع ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ يومئذ شأن يغنيه ) , وممن ينادون في ذلك اليوم العظيم ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) .
|