بـاب السيـرة النبـويـة يختص بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومأثره والدفاع عنه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
![]()
كرمه وسخاؤه ![]() ![]() وعن شهاب قال: "غزا رسول الله ![]() ![]() ![]() وعن جابر بن عبد الله ![]() ![]() * * * ![]() وصفه في هذه الآية بالكرم خاصة دون غيره من الأخلاق العظيمة التي أثبتها له سبحانه لأثر الكرم على سائرها، وأنها مندرجة تحته، تابعة له.(6) لقد منح النبي ![]() وقد حكم جزيرة العرب، وكان فيها من قبل ملوك لهم خزائن وأموال، يقتنونها ذخراً ويتباهون بها فخراً، ويستمتعون بها شراً وبطراً. وحاز ![]() * * * ![]() دهش لكرمه ذاك الرجل حين أتاه، إذ فاق نوال النبي ![]() ![]() فانبهر لسخائه العظيم وهرع لقومه فرحاً مستبشراً بهذا الرزق الواسع الذي غمره بلا أدنى عناء وهو يقول: يا قوم أسلموا فإن محمد يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة. إيهٍ وربي، أيخشى الفاقة من اتصل قلبه بمولاه تعالى، وتعلق فؤاده بمالك الملك جلّ جلاله، فكان يقينه بما في يده سبحانه من خزائن السماوات والأرض، أعظم مما في يده، ورجاؤه بما لديه سبحانه من النعيم المقيم في الجنة أعلى وأغلى مما يراه من متاع الدنيا!. لقد هانت عنده لذة الدنيا وزينتها، فأعطى وأهدى وتصدّق في وجوه الخير والبر، وبلغ من كرمه أن لا يرد سائلاً ما طلبه، بل يعطي تفضلاً بلا سؤال ولا يتبعه بالمنّ والأذى، عطاءً سمحت به نفسه، وجادت به يمينه، ورضيه بلا تردد، ناسباً الفضل كله لله وحده وأنه مجرد قاسم بين الناس حظوظهم. تعوّد بسط الكف حتى لو أنه * ثناها لقبض لم تجبه أنامله هو البحر من أي النواحي أتيته * فلجّته المعروف والجود ساحله ولو لم يكن في كفه غير روحه * لجاد بها فليتق الله سائله(8) وظلّ عطاؤه للمؤلفة قلوبهم في أول الأمر طمعاً في إسلامهم، قال أنس ![]() ومن هنا نرى أثر النيّة الصالحة في طرح البركة في العطاء، والهبة، والصدقة، كم تثمر من الآثار الطيبة، والمعاني الخيّرة والأجور المدّخرة التي لا تبلغها لولا الإخلاص لله تعالى، وابتغاء مرضاته. (2) صحيح مسلم ج4، ص1806. (3) صحيح مسلم ج4، ص1805. (4) سورة القلم: 4. (5) سورة الحاقة: 40. (6) أنظر في هذا الموضوع: أخلاق النبي ![]() (7) أعلام النبوة للماوردي (ص302). (8) عزاه بن رجب في لطائف المعارف (ص195) لبعض الشعراء يمدح بها، قال: وما تصلح إلا أن تكون لرسول الله ![]() (9) شرح النووي (15/72). صدقه ومروءته ![]() ![]() وقد اشتهر بعض أشراف العرب بذلك قبل الإسلام لأغراض دنيوية، واعتبارات اجتماعية، فإذا عُلم من أحدهم كذباً سقط من اعتبارهم، وانتزعت الثقة منه، وباء بخسارة تجارته وانتقاص منزلته. أما النبي ![]() وحينما اختاره ربه تبارك وتعالى لتبليغ رسالته، وبيان شريعته، كان رسوخ الصدق في شمائله عظيماً والداعي إليه كبيراً، حيث كان من دلائل نبوته، وأمارات اصطفائه. يؤكد ذلك قول الله تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)(2) وقال تعالى: (قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم)(3). فكانت رسالته هي الصدق كله والحق عينه، ويستحيل أن ينحرف لسانه أو يتطرق إلى منطقه وسلوكه حرف زور أو ميل وجور، ولذا فإن تنزيه النبي ![]() إن رسالة النبي ![]() فالثبات والاستمرارية يتطلبان ضرورة وجود العصمة في نقل الأخبار حتى تتلقاه الأمة، ويستقر تعلقه في الذمّة.(4) ولقد كانت هيئة النبي ![]() ![]() ![]() وأجاد عبد الله بن رواحة حين قال: لو لم تكن فيه آيات مبينة ** كانت بديهته تنبيك بالخبر(5) ![]() فهذه شهادة من خبر أخلاقه، وسبر أحواله، وعرف سيرته ولا ينبئك مثل خبير. قال الكاتب المستشرق الانجليزي (Heg Wells): "إن من أرفع الأدلة على صدق محمد كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره، ولو شكّوا في صدقه لما آمنوا به."(7) (1) يبنظر: أخلاق النبي ![]() (2) سورة النجم، الآية: 3-4. (3) سورة النساء، الآية: 170. (4) ينظر: شمائل المصطفى ![]() (5) أخلاق النبي ![]() (6) متفق عليه. (7) الإسلام والرسول في نظر منصفي الشرق والغرب (ص132). عدله وإنصافه ![]() ![]() ![]() ![]() وعن رسول الله ![]() العدل مطلب إيماني مقدس، وخلق رباني نفيس، كيف لا وقد أنزله المولى سبحانه على رسله قرينا للكتاب الذي يهدي الناس لتوحيده وعبادته، قال تعالى: ( وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ).(3) إنه أساس الدين، به قامت السماوات والأرض، وبعثت الرسل، وأنزلت الكتب، وصلحت الحياة، وشرفت الآخرة، ونصبت الموازين، وثبتت القرب من الرب تعالى يوم الدين. والإسلام دين العدالة، وأمته الأمة الوسطية، التي اختار الله لها نبيها محمد ![]() وإن موقفا واحدا من بطولات عدله ![]() ذلكم موقفه ![]() ![]() ![]() لعمر الله ما أعظم هذا القسم بالله، وما أعظم ما أقسم به، لقد عاهد ربه سبحانه أن يحكم بين الناس بالعدل ولو كان الظالم بضعة منه، وحاشا ابنته ![]() لقد كان الحبيب ![]() وفي الحديث الآخر كان المقسطون الملتزمون به في كل ما أمر به هم أحباب الله تعالى ( إن الله يحب المقسطين) (5)، الذين يقربهم من جلاله يوم العرض الأكبر ويشرفهم بدنوه منهم، ويجلسهم على منابر من نور. منابر ليست مقاعد ولا كراسي، بل منابر عالية يجلسون عليها رفعة لهم وعزة وكرامة، لاستعلائهم على شهواتهم وترفعهم عن أهوائهم. من نور يضئ بهم زيادة في تشريفهم ونعيمهم ليراهم الخلق أجمعون. وختام ذلك الفضل العظيم الدنو من الرب جل جلاله، وأكرم به من نعيم وشرف كبير، " على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين " ما أعظمك ربنا وما أكرمك، وما أوسع فضلك وما أبلغ ثوابك. وما أحرنا أن نتحلى بهذا الخلق العظيم مع أنفسنا وأهلينا وما ولّينا. (1) صحيح البخاري ج6/ص2496. (2) صحيح مسلم ج3/ص1458. (3) سورة الحديد: الآية 25. (4) صحيح البخاري ج3/ص1282. (5) سورة المائدة: الآية 42. شجاعته وإقدامه ![]() ![]() ![]() ![]() عن أنس بن مالك قال ذُكِر النبي ![]() ![]() قال حماد: وحدثني ثابت أو غيره قال: كان فرسا لأبي طلحة يُبطَّأ فما سبق بعد ذلك اليوم ".(2) لقد امتاز الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بعزيمة قوية، وشجاعة نادرة، لكمال إيمانهم وقوة يقينهم بالله، وصدقهم مع الله تبارك وتعالى، وكان نبينا محمد ![]() حيث حضر المعارك الحاسمة، والغزوات الطاحنة، التي تبلغ ( 27 ) غزوة بدءاً بغزوة ( بواط ) وانتهاءً ( بتبوك ) فثبت كالطود العظيم، شامخا مقداما في أشد أوقات الأزمة والمحنة، وكان الأبطال المبرزون يحتمون ويتترسون به من ضرب السيوف ورمي السهام، وهو أقرب المقاتلين إلى العدو يواجههم ويقاتلهم ثابت القدم، رابط الجأش، مطمئن القلب (3). وظلت شجاعته ![]() وهذا التميز الفريد سوّغ له أن يكون مأمورا بقتال المشركين إذا واجهوه ولو كان وحده، لكمال شجاعته(4), كما في قوله تعال( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرّض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ) [ النساء : 84 ]. كان محمد ![]() على عكس ما قد يحصل لكل شجاع مغوار مغتر ببطولته، طاغ في قوته ونفوذه وجبروته. فحين يلوح نذير خوف يذعر الناس ويفزع القلوب نرى النبي محمد ![]() ويمضي ![]() فانقلب الحبيب ![]() يقف وحده في الميدان ومواجهة الأخطار، ويردهم عن الخروج في طلب أثر الصوت لئلا يشق عليهم النفير إليه. فيا لله .... أي قوة تفتق منها هذا الرفق، وأي بأس جر معه ذلك الحرص على الناس قبل النفس. على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الـــكــرام الـمـكـــارم وقفت وما في الموت شك لواقف * كأنك في جفن الردى وهو نائم تمرّ بــك الأبــــطــال كلــمى هـــزيمـــة * ووجـــهــــك وضــــاح وثـــغــــرك بــــاســم (5) (1) المستدرك على الصحيحين ج 2/ص 155 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (2) هذا الحديث صححه الألباني صحيح سنن ابن ماجه ج2/ص384 برقم 2254. (3) ينظر شمائل المصطفى ![]() (4) ينظر تفسير ابن كثير (1/530) وتفسير القرطبي (5/90) وأخلاق النبي في الكتاب والسنة (3/1343). (5) أبيات من قصيدة أبي الطيب المتنبي.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|