* الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله الإمام الغر الميامين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أيها الأحبة.. ما أحوجنا الآن إلى العمل
التغيير والتطهيير الذي يُنادي به لن يتم إلا بتطهير وتغيير حقيقي لقلوبنا ونفوسنا.
لن يتغير واقعنا على مستوى الأمة وعلى مستوى مصر بتعديل الدستور ولا بسن القوانين.
أنا لا أقلل من شأن التعديل ولا انتقص هذه الخطوة الكبيرة لكنني أؤكد أنها لن تغير من الواقع شيئاً إن لم يحدث التغيير الحقيقي في قلوبنا ونفوسنا. {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}(الرعد:11).
وإلا فما الذي حدث إلى الآن؟
قطعت شجرة الفساد فقط بمجموعها الخضري لكن بقيت جذور الفساد متغلغلة في أعماق القلوب وفي أعماق النفوس.
هذا الانفلات الأمني إنما هو ثمرة مرة للإنفلات الأخلاقي.
لو راقبنا الله جل وعلا ولم نراقب قانوناً ما رأيت هذا الخلل في الشوارع ما رأيت هذه البلطجة ما رأيت الترويع للآمنين ما رأيت سرقة ونهب للناس في بيوتهم في وقت وضح النهار وعلى الشوارع والطرقات في وقت الظهيرة هذا الذي انفلت أمنيا لأنه لم يجد رادعا انفلت أخلاقياً قبل ذلك انفلت ضميره وانفلتت مراقبته لربه سبحانه وتعالى.
لو تربى على مراقبة العلي الأعلى ما التفت أبداً لقانون الوضعي الأعمى لأنه يعلم أن الله يسمع ويرى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}(الأنفال:53).
ولن تكون كلمتنا من رأسنا إلا إذا كانت لقمتنا من فأسنا
العمل العمل بعد الإيمان به سبحانه{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97)}(النحل)
يتكلمون؟ ينظرون؟
لا. {بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
لقد تكلمنا في الأشهر الماضية كما أقول كلام يكفي لألف سنة قادمة ولم نعمل عملا واحدا يرضي ربنا جل وعلا.
نريد أن نعمل أخاطب كل مسلم بل وكل مصري يعيش على هذه الأرض الطيبة المباركة.
والله إن القلب ليحترق على واقع هذا البلد الحبيب الكريم
كل مسلم صادق وكل وطني مخلص سواء كان من المسلمين أو من النصارى عليه أن يحافظ على كل ذرة تراب في هذا البلد عليه أن يحافظ على مقدرات ومكتسبات هذا البلد.
فمصر ليست ملك لأحد إنما هي ملك لشعبها ملك لشبابها ملك لأجيالها ملك لأحفادنا القادمة.
علينا أن ننهض بهذا البلد وأن نحافظ عليه بتمسكنا بكتاب ربنا واعتصامنا بربنا ثم بالعمل .
{وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)}(الحج). {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ(103)}آل عمران
واحذروا أيها الأفاضل!!
احذروا الفرقة احذروا النزاع.. احذر من حرب يريد البعض يريد إشعال نارها بين المسلمين والنصارى وبين السلفيين والصوفيين والأزاهرة وبين الشعب والشرطة ثم بعد ذلك بين الشعب والجيش.
ويُتهم الجيش بالخيانة ولو كان الجيش خائناً لكانت مصر الآن غارقة في بحور الدماء وأكوام الأشلاء
وأرجو من المصلحين العقلاء أن ينتبهوا فمصر لا تحتمل أبداً فتنة من أي نوع من هذه الأنواع الخطيرة.
لا تحتمل فتنة طائفية بين المسلمين والنصارى ولا تحتمل فتنة مسلمة بين السلفيين والصوفيين والآزاهرة.
ولا تحتمل فتنة بين أفراد الشعب والجيش.
ولا تحتمل فتنة بين أفراد الشعب والشرطة.
ولا تحتمل فتنة بين أفراد الشعب والقضاء.
كلنا يا إخواني نركب سفينة واحدة إن غرقت غرق الجميع المسلمون والنصارى والسلفيون والصوفيون وكل من يسكن في هذا البلد إن غرقت سفينة المجتمع ستغرق بنا جميعاً وإن نجت بإذن الله ستنجو بنا جميعاً فعلينا أن نحافظ على هذا البلد.
وأود أن أذكر في عجالة سريعة..
ببعض الأسباب التي قد تعين الواحد منا على العمل الصالح عليه أن يستعين بالله جل وعلا فمن أعانه الله فهو المعان ومن خُذل فهو المخذول.
قال النبي لمعاذ كما في الحديث الصحيح الذي رواه أو داود والترمذي وغيرهما [يا معاذ والله إني لأحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني اطلب العون منه جل وعلا واطلب المدد والتوفيق منه جل وعلا اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك]
ثم القصد والاعتدال لا إفراط ولا تفريط يا أخي لا غلو ولا تضييع كن وسطاً فخير الأمور الوسط ,
وما خير النبي بين أمرين إلا واختار إيسرهما لم يكن اثما.
[إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحدا إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من اللجة].
والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة وكلكم يعلم حديث الصحيحين [أنه دخل المسجد يوماً فوجد حبلاً مربوطاً بين سايرتين] اي بين عمودين[فقال النبي ما هذا الحبل؟ قالوا حبل لزينب ا إذا فترت تعلقت به] يعني تقف تعبد ربها تصلي له فإذا تعبت من طول القيام تعلقت بالحبل لترغم نفسها على القيام بين يدي الله جل وعلا. فقال بأبي وأني:[حلوه ثم قال فليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فاليرقد] فالينم
القصد والاعتدال ثم التدرج في الطاعة وفي العبادة
لا تقهر نفسك ولا تكرهها فإن النفس جموح قد تسأم وتترك الفرض والنفل معاً ولا يتسع الوقت للتدليل على ذلك.
ثم اصحب الأخيار والأطهار الذين يدفعونك دفعاً على طاعة العزيز الغفار ويأخذون بيدك للسير على طريق النبي المختار.فإن من الناس ناس تتحول المحن بين أيديهم إلى منح بل وإذا نظرت إلى وجوههم ذكرت الله.
أولياء الله كما قال سيدنا رسول الله والحديث في مسند أحمد:[أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله].
اللهم اجعلنا منهم يا ارحم الراحمين
اصحب هؤلاء الأخيار فصحبتهم دواء ولا تصحب الأشرار أهل الفتن فصحبتهم داء [مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير إما أن تبتاع منه حامل المسك وإما أن يحذيك ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو أن تشم منه رائحة كريهة]
أيها الأحبة.. أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلني وإياكم جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع الكريم المبارك ذنباً إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتاً لنا إلا رحمته ولا عاصياً إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا وقضيتها يا أرحم الراحمين
اللهم اجعل اجتماعنا هذا مرحوما واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً
اللهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم لا تحرم مصر من نعمة الأمن والأمان
اللهم لا تحرم مصر من نعمة الرخاء والاستقرار
اللهم اجعل مصر أمناً أماناً سخاءاً رخاءاً وجميع بلاد المسلمين
اللهم اجعل مصر أمناً أماناً سخاءاً رخاءاً وجميع بلاد المسلمين
اللهم ولي أمورنا خيارنا ولا تولي أمورنا شرارنا
اللهم من ولي من أمر المسلمين شيئاً فرفق بهم فارق به ومن ولي من أمر المسلمين شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم أبرم لأمة حبيبك المصطفى أمر رشد يُعز فيه أهل الطاعة ويهتدي به أهل المعصية أنت ولي ذلك والقادر عليه
اللهم استر نساءنا واحفظ بناتنا وأصلح شبابنا واهدي أولادنا
اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا ونجهم من الظلم والظالمين واحقن دماء المسلمين في اليمن ونجهم من الظلم والظالمين واحقن دماء المسلمين في العراق ونجهم من الظلم والظالمين
اللهم أبرم لأمة النبي مخرجا تخرج فيه من أزماتها وكبواتها برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم اقبلنا وتقبل منا وتب علينا إنك أنت التواب
والله أسأل أن يتقبل منا ومنكم
وأقم الصلاة.