العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت التـاريـخ الإسلامي

بيت التـاريـخ الإسلامي يرجى التحقق من صحة النقل مع ذكر المصدر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-12, 06:20 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
الأمير الفقير
اللقب:
مراقب سابق
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2663
المشاركات: 1,164 [+]
بمعدل : 0.24 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 21
نقاط التقييم: 522
الأمير الفقير في إبداع مستمرالأمير الفقير في إبداع مستمرالأمير الفقير في إبداع مستمرالأمير الفقير في إبداع مستمرالأمير الفقير في إبداع مستمرالأمير الفقير في إبداع مستمر

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الأمير الفقير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أهتدى بهديه الى يوم الدين
أما بعد
فهذه قصة القادسية الأولى مما ذكرها الأمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه المنتظم في تاريخ الملوك والأمم, أردتكم أن تقرأوها معي لتعرفوها بصيغتها الحقيقية وجمال روعتها في الأيمان والشجاعة والتوكل على الله والأعتماد عليه ولنعرف جميعا مالم نعرفه عن تلك القادسية التي هي في أذهان كثير من المسلمين والعرب فأردت أن نجوب بها معا مرة أخرى ونغوص في غمارها مع ابن الجوزي فنرى تلك الدرر واللآلي وعظيم ماأورده رحمه الله من الخبر ولقد ذكرت في مرات سابقة مواضيعا عن هذا الكتاب القيم الأثر ,لكن هذه المرة دعوة ووقفة أخرى للأمعان في النظر, ومعرفة لأسباب وماغاب عنا من الخبر ,إنها وقفة لنتأمل حالنا كيف كانوا أجدادنا وكيف نحن عليه وكيف كل شئ لماذا تغير ؟؟؟
قد يطول المقام لكنها وقفة هنا تستحق منك أخي وأخيتي الصبر لما فيها من روعة الموقف وروعة الأمر وبدائع الدهر !!!!!
فلنسير أخوتي الأحبة في الله الى القادسية الأولى ونجلي كثيرا ماعندنا من سابق الخبر والنظر !!!!
وأبدأ بأسم الله معكم بهذا الخبر:
ذكر خبر المثنى بن حارثة وأبي عبيد بن مسعود

قد ذكرنا أن عمر أول ما ولي ندب الناس مع المثنى بن حارثة الشيباني إلى أهل فارس قبل صلاة الفجر من الليلة التي مات فيها أبو بكر رضي اللّه عنه ثم أصبح فبايع الناس وعاد فندب الناس إلى فارس وكان وجه فارس من أكره الوجوه إليهم وأثقلها عليهم لشدة سلطانهم وشوكتهم وقهرهم الأمم‏.‏
فلما كان اليوم الرابع عاد فندب الناس إلى العراق فقال‏:‏ إن الحجاز ليس لكم بدار إلا على النجعة ولا يقوى عليه أهله إلا بذلك سيروا في الأرض التي وعدكم اللّه في الكتاب أن يورثكموها فإنه قال‏:‏ ‏{‏ليُظْهِرَهُ عَلَى الدِّين كُلِّه‏}‏ الفتح 28 واللّه مظهر دينه ومعز ناصره ومولي أهله مواريث الأمم‏.
أين عباد اللّه الصالحون‏؟‏ .
وكان أول منتدب أبو عبيد بن مسعود ثم ثنى سعد بن عبيد ويقال‏:‏ سليط بن قيس وتكلم المثنى بن حارثة تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى فقال‏:‏ أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه فإنا قد تبحبحنا ريف فارس وغلبناهم على خير السواد وشاطرناهم ونلنا منهم ولها إن شاء الله ما بعدها‏.‏
فلما اجتمع البعث قيل لعمر ‏تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى :‏ أمر عليهم رجلأ من السابقين من المهاجرين والأنصار فقال‏:‏ لا واللهّ لا أفعل إن اللّه إنما رفعكم بسبقكم وسرعتكم إلى العدو فإذا كرهتم اللقاء فأولى بالرياسة منكم من أجاب لا أؤمر عليهم إلا أولهم إنتدابًا‏.‏
وانتخب عمر رضي اللع عنه ألف رجل ثم دعا أبا عبيد فأمره على الخيل ثم قال له‏:‏ اسمع من أصحاب رسول اللّه تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى وأشركهم في الأمر فإن الحرب لا يصلحها إلا الرجل الذي يعرف الفرصة والكف فقال أبو عبيد‏:‏ أنا لها فكان أول بعث بعثه عمرتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى بعث أبي عبيد ثم بعث يعلى بن أمية إلى اليمن وأمره بإجلاء أهل نجران لوصية رسول تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى في مرضه بذلك ولوصية أبي بكر رضي اللّه عنه بذلك في مرضه‏.‏
ثم ندب أهل الردة فأقبلوا سراعًا من كل أوب فرمى بهم الشام والعراق وكتب إلى أهل اليرموك بأن عليكم أبا عبيد وكان أول فتح أتاه اليرموك‏.‏
خبر النمارق
فخرج أبو عبيد ومعه سعد بن عبيد وسليط بن قيس والمثنى بن حارثة تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىفقدم أبو عبيد والرأس شيري والعدل بين الناس بوران فإنها كانت تصلح الأمور وهو الوالي حينئذ فقدم المثنى تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى الحيرة من المدينة في عشر ولحقه أبو عبيد بعد شهر وكان أهل فارس قد جعلوا الحرب على رستم وتوجوه فبعث إلى دهاقين السودان أن يثوروا بالمسلمين وبعث جندًا لمصادمة المثنى‏.‏
وخرج أبو عبيد فجعل المثنى على الخيل وعلى ميمنته والق بن جيدارة وعلى ميسرته عمرو بن الهيثم واقتتلوا فهزم اللّه أهل فارس وأسر جابان وكان الأمير من قبل رستم فخدع الذي أسره بشيء فخلى عنه فأخذه المسلمون فأتوا به أبا عبيد وأخبروه أنه الملك وأشاروا بقتله فقال‏:‏ إني أخاف اللّه أن أقتله وقد آمنه مسلم‏.‏
السَّقاطية بكَسْكر
ولما انهزمت فارس أخذوا نحو كسكر ليلحقوا نرسي وهو ابن خالة كسرى وكانت كسكر قطيعة له نادى أبو عبيد بالرحيل وقال للمجردة‏:‏ اتبعوهم حتى تدخلوهم عسكر نرسي أو تبيدوهم فيما بين النمارق إلى بارق إلى دُرْتا‏.‏
ومضى أبو عبيد حتى نزل على نرسي بكسكر وعلى مجنبة نرسي إبنا خال كسرى بندويه وتيرويه وقد أتى الخبر بوران ورستم بهزيمة جابان فعاجل أبو عبيد فالتقوا أسفل كسكر فاقتتلوا قتالأ شديدًا وهزم الله فارس وهرب نرسي وغلب على عسكره وأخرب أبو عبيد ما كان حول معسكرهم من كسكر وجمع الغنائم وأخذ خزائن نرسي‏.‏
وأقام أبو عبيد وسرح المثنى إلى باروسما وبعث والقًا إلى الزوابي وعاصمًا إلى نهر جوبرة فهزموا من كان تجمع وأخربوا وسبوا وكان مما أخرب المثنى وسبى أهل زندورد‏.‏
وجاءوا إلى أبي عبيد بطعام أكرموه به فقال‏:‏ أكرمتم الجند كلهم بمثل هذا قالوا‏:‏ لا قال‏:‏ بئس المرء أبو عبيد إن صحب قومًا فاستأثر عليهم لا والله لا نأكل إلا مثل ما يأكل أوساطهم‏.‏
وقعة القرقس
ثم جاء بهمن جاذويه ومعه راية كسرى والفيل فقال لأبي عبيد‏:‏ إما أن تعبروا إِلينّا وإما أن تدعونا نعبر إليكم فقال الناس‏:‏ لا تعبر أبا عبيد فقال‏:‏ لا يكونوا أجرأ على الموت منا بل نعبر
فعبروا إليهم واقتتلوا وأبو عبيد فيما بين الستة والعشرة وكانت الخيول إذا نظرت إلى الفيلة عليها الحلية والخيل عليها التجافيف لم تقدم خيولهم وإذا حملوا على المسلمين فرقوهم ورموهم بالنشاب‏.‏
فترجل أبو عبيد والناس ثم قال للناس‏:‏ أقصدوا الفيلة وواثب هو الفيل الأبيض فتعلق ببطانه فقطعه وفعل القوم مثل ذلك فما تركوا فيلًا إلا حطوا رحله وقتلوا أصحابه وقتل من المشركين ستة آلاف في المعركة ولم ينتظروا غير الهزيمة فأهوى أبو عبيد فنفخ مِشْفَر الفيل بالسيف فخبطه الفيل‏.‏
وكان أبو عبيد لما رأى الفيل قال‏:‏ ما هذا ولم يكن رآه قط
فقالوا‏:‏ هذا الفيل
فارتجز وقال‏:‏
يا لك من ذي أربع ما أكبرك*** يا لك من يوم وغى ما أمكنك
إني لغال بالحسام مشفرك*** وهالك وفي الهلاك لي درك
ثم ضربه على خرطومه فقطعه ووقع عليه الفيل فقتله‏.‏
فلما بصر الناس بأبي عبيد تحت الفيل ضعفت نفوسهم ثم حاربوا الفيل حتى تنحى عنه فاجتروه إلى المسلمين وجال المسلمون فركبهم أهل فارس وأخذ اللواء سبعة من المسلمين كلهم يقتل فبادر عبد الله بن مرثد الثقفي الجسر فقطعه وانتهى الناس إليه والسيوف تأخذهم فتهافتوا في الفرات فأصابوا يومئذ من المسلمين أربعة آلاف من بين غريق وقتيل وهرب ألفان وبقي ثلاثة آلاف وحمى المثنى الناس وعاصم والكلج الضبي ومذعور حتى عقدوا الجسر وعبروهم ثم عبروا في آثارهم وخرج الحماة كلهم‏.‏
فبينما أهل فارس يحاولون العبور أتاهم الخبر أن الناس بالمدائن قد ثاروا برستم ونقضوا الذي بينهم وبينه وبلغ عمر الخبر فاشتد عليه وقال‏:‏ لو أن أبا عبيد انحاز إليّ لكنت له فئة‏.‏
وقال للمنهزمين‏:‏ أنا فئتكم‏.‏
وكان بين وقعة اليرموك والجسر أربعون ليلة فكانت اليرموك في جمادى الآخرة والجسر في شعبان‏.‏
قصة البُوَيْب
ثم أن المثنى تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى خرج في آثار القوم فأسر منهم وقتل وبعث إلى من يليه فاجتمع إليه جمع عظيم فبلغ ذلك رستم والفَيْرُزان فبعثا إليه مهران الهمذاني وبلغ المثنى تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى الخبر فجمع الناس بالبويب فعبر مهران فنزل على شاطىء الفرات فنادى المثنى تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى في الناس‏:‏ انهدوا لعدوكم قم قال‏:‏ إني مكبر ثلاثًا فتهيأوا ثم احملوا مع الرابعة‏.‏
فلما كبر أول تكبيرة أعجلهم فارس فخالطوهم وركدت الحرب وهزمتَ فارس وهلك مهران وتمكن المسلمون من الغارة على السواد فيما بينهم وبين دجلة فمخروها لا يخافون كيدًا وانتقضت مسالح العجم واعتصموا بساباط وسرهم أن يتركوا ما وراء دجلة‏.‏
وكانت وقعة البويب في رمضان سنة ثلاث عشرة وكانت تحزر عظام القتلى بمائة ألف‏.‏
ذكر قصة الخنافس
ولما غزا المثنىتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى السواد دل على سوق تجتمع فيه ربيعة وقضاعة والناس يقال له الخنافس فأغار عليها يوم سوقها‏.‏
ذكر قصة بغداد
جاء رجل من أهل الحيرة إلى المثنى تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىفقال له‏:‏ هل أدلك على قرية يأتيها تجار مدائن كسرى والسواد ومعهم الأموال وهذه أيام سوقهم فإن أغرت عليهم وهم لا يشعرون أصبت فيها مالًا يكون غنى للمسلمين يقوون به على عدوهم دهرهم‏.‏
قال‏:‏ وكم بينها وبين مدائن كسرى قال‏:‏ بعض يوم‏.‏
فأخذ الأدلاء وصبحهم في أسواقهم فوضع فيهم السيف فقتل وأخذ ثم رجع إلى نهر السليحين بالأنبار وما زال هو وأصحابه يغيرون على الأطراف‏.‏
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال‏:‏ كانت ببغداد في أيام مملكة العجم قرية يجتمع رأس كل سنة التجار ويقوم بها للفرس سوق عظيمة فلما توجه المسلمون إلى العراق وفتح أول السواد ذكر للمثنى بن حارثة الشيباني تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىأمر سوق بغداد‏.‏
فأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزار أخبرنا محمد بن الحسن الصواف حدَثنا الحسن بن علي القطان أخبرنا إسماعيل بن عيسى العطار أخبرنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة قال‏:‏ قال ابن إسحاق‏:‏ حدَّثني عبد الله أن أهل الحيرة قالوا للمثنىتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى‏:‏ ألا ندلك على قرية يأتيها تجار مدائن كسرى وتجار السواد وتجتمع بها كل سنة من أموال الناس مثل خراج العراق وهذه أيام سوقهم التي يجتمعون فيها فإن أنت قدرت على أن تغير عليهم وهم لا يشعرون أصبت بها مالأ يكون منه عز للمسلمين وقوة على عدوهم وبينها وبين مدائن كسرى عامة يوم فقال لهم‏:‏ وكيف لي بها‏؟.‏
فقالوا له‏:‏ إن أردتها فخذ طريق البر حتى تنتهي إلى الأنبار ثم تأخذ رؤوس الدهاقين فيبعثون معك الأدلاء فتسير سواد ليلة من الأنبار حتى تأتيهم ضحى‏.‏
قال‏:‏ فخرج من الغد ومعه أدلاء أهل الحيرة حتى دخل الأنبار فنزل بصاحبها فتحصن منه فأرسل إليه‏:‏ انزل فإنك آمن على دينك وقريتك وترجع سالمأ إلى حصنك فتوثق عليه ثم نزل فقال‏:‏ إني أريد أن تبعث معي دليلًا يدلني على بغداد فإني أريد أن أعبر منها إلى المدائن قال‏:‏ أنا أجيء معك قال المثنى لا أريد أن تجيء معي ولكن ابعث معي من يعرف الطريق ففعل وأمر لهم بعلف وطعام وزاد وبعث معهم دليلأ فأقبل حتى بلغ المنصف قال له المثنى‏:‏ كم بيننا وبين هذه القرية قال‏:‏ أربع فراسخ أو خمسة وقد بقي عليك ليل فقال لأصحابه‏:‏ انزلوا واقصموا واطعموا وابعثوا الطلائع فلا تلقون أحدًا إلا حبستموه ثم سار بهم فصبحهم في أسواقهم فوضع فيهم السيف فقتل وأخذ الأموال وقال لأصحابه‏:‏ لا تأخذوا إلا الذهب والفضة ومن المتاع ما يقدر الرجل منكم على حمله على دابته وهرب الناس وتركوا أمتعتهم وملأ المسلمون أيديهم من الصفراء والبيضاء ثم رجع حتى نزل نهر السليحين فقال للمسلمين‏:‏ احمدوا اللّه الذي سلمكم وأغنمكم انزلوا فاعلفوا خيلكم من هذا القصب وعلقوا عليها وأصيبوا من أزوادكم ثم سار حتى انتهى إلى الأنبار‏.‏
وهذا المثنى تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىهو أول من حارب الفرس في أيام أبي بكر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى‏.‏
ذكر ما هيج أمر القادسية
اجتمع أهل فارس إلى رستم والفيرزان فقالوا‏:‏ قد وهنتما أهل فارس وأطمعتما فيهم عدوهم وما بعد بغداد وساباط وتكريت إلا المدائن واللّه لتجتمعان أو لنبدأن بكما قبل أن يشمت بنا شامت‏.‏
فقال رستم والفيرزان لبوران بنت كسرى‏:‏ اكتبي لنا نساء كسرى وسراريه ونساء آل كسرى وسراريهم‏.‏
ففعلت فأرسلوا في طلبهن فاجتمعن فسألوهن عن ذكر من أبناء كسرى فلم يوجد عندهن فقال بعضهن‏:‏ لم يبق إلا غلام يدعى يَزْدَجِرْد من ولد شَهْريار بن كسرى وأمه من أهل بادوريا‏.‏


وكانت في أيام شيري حين قتل الذكور دلَته في زَبيل إلى أخواله فجاءوا به فملكوه وهو ابن إحدى وعشرين سنة واطمأنت فارس واستوثقت فكتب بذلك إلى عمر رضي اللهّ عنه فكتب عمر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىإلى عمال العرب وذلك في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة مخرجه إلى الحج أن لا تدعوا أحداَ له سلاح أو فرس أو نجدة أو رأي إلا انتخبتموه ثم وجهتم إلي والعجل العجل‏.‏
وحج بالناس عامئذ عبد الرحمن بن عوفتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى وكان عامل عمر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىفي هذه السنة على مكة عتاب بن أسيد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىوعلى الطائف عثمان بن أبي العاصتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى وعلى اليمن يعلى بن وعلى عمان واليمامة حذيفة بن مِحْصَن وعلى البحرين العلاء بن الحضرمي وعلى الشام أبو عبيدة وعلى فرج الكوفة وما فتح من أرضها المثنى بن حارثة وكان على القضاء علي بن أبي طالب‏تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى.‏


ثم دخلت سنة أربع عشرة

فمن الحوادث فيها
قصة القادسية
وذلك أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه خرج في أول يوم من المحرم من سنة أربع عشرة فنزل على ماء يدعى صراراَ فعسكر به ولا يدري الناس ما يريد أيسير أم يقيم وكانوا إذا أرادوا أن يسألوه عن شيء رموه بعثمان أو بعبد الرحمن بن عوف تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىوكان عثمان يدعى في زمان عمر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىرديفًا وكانوا إذا لم يقدر هذان على شيء مما يريدون ثلثوا بالعباستعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى قال‏:‏ فقال عثمان لعمر‏:‏ ما بلغك‏؟.‏
ما الذي تريد‏؟.‏
فنادى‏:‏ الصلاة جامعة فاجتمع الناس فأخبرهم الخبر الذي اقتصصناه في ذكر ما هيج أمر القادسية من اجتماع الناس على يزدجرد وقصد فارس إهلاك العرب فقال عامة الناس‏:‏ سر وسر بنا فقال‏:‏ استعدوا فإني سائر إلا أن يجيء رأي هو أمثل من هذا‏.‏
ثم بعث إلى أهل الرأي فاجتمع إليه أصحاب رسول الله تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى وأعلام العرب فقال‏:‏ أحضروني الرأي فاجتمع ملؤهم على أن يبعث رجلًا من أصحاب رسول اللّه تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى ويقيم ويرميه بالجنود فإن كان الذي يشتهي من الفتح فهو الذي يريد وإلا أعاد رجلًا وندب جندًا آخر‏.‏
فأرسل إلى عليّ تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى وكان قد استخلفه على المدينة وإلى طلحة تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىوكان قد بعثه على المقدمة وجعل على المجنبتين الزبير وعبد الرحمن بن عوف تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى فقال له عبد الرحمنتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى‏:‏ أقم وابعث جندًا فليس انهزام جندك كهزيمتك فقال‏:‏ إني كنت عزمت على الخروج فقد رأيت أني أقيم وأبعث رجلًا فمن تَرونه فقالوا‏:‏ سعد بن مالك تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى(سعد بن أبي وقاص) وكان سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىعلى صدقات هوازن فكتب إليه عمر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى أن ينتخب ذوي الرأي والنجدة فانتخب ألف فارس ثم أرسل إليه فقدم‏.‏
وكتب عمر إلى المثنى‏تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى:‏ تنح إلى البر وأقم من الأعاجم قريبًا على حدود أرضك وأرضهم حتى يأتيك أمري‏.‏
وعاجلتهم الأعاجم فخرج المثنى تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىبالناس حتى نزل العراق ففرق الناس في مسالحه وكانوا كالأسد ينازعون فرائسهم وكانت فارس منزعجة‏.‏
ولما قدم سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى ولاه عمر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى حرب العراق وقال‏:‏ يا سعد لا يغرنك إن قيِل‏:‏ خال رسول اللّه تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى وصاحبه فإنه ليس بين أحد وبين الله نسب إلا الطاعة وإنك تقدم على أمر شديد فالصبر الصبر على ما أصابك‏.‏
ثم سرحه فيمن اجتمع معه فخرج قاصدًا إلى العراق في أربعة آلاف ثم أمده عمرتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى بثلاثة آلاف‏.‏
وكتب إلى جرير بن عبد اللهّ والمثنى أن يجتمعا إلى سعد وأمره عليهما فمات المثنى تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى من جراحة كان قد جرحها‏.‏
وبعض الناس يقول‏:‏ كان أهل القادسية ثمانية آلاف وبعضهم يقول‏:‏ تسعة آلاف وبعضهم يقول‏:‏ اثني عشر ألفًا‏.‏
وخرج سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى في ثمانية آلاف ثم أضيف إليه خلق فشهد القادسية مع سعد بضعة وثلاثون ألفَاَ‏.‏
وكتب عمر إلى سعدتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىا‏:‏ إذا جاءك كتابي هذا فعشر الناس وأمر على أجنادهم وواعد الناس القادسية واكتب إليَّ بما يستقر أمر الناس عليه‏.‏
فجاءه الكتاب وهو بشراف ثم كتب إليه‏:‏ أما بعد فسر من شراف نحو فارس بمن معك من المسلمين وتوكل على الله واستعن به على أمرك كله واعلم أنَّك تقدم على قوم علاهم كثير وبأسهم شديد فبادروهم بالضرب ولا يخدعنكم فإنهم خدعة مكرة وإذا انتهيت إلى القادسية والقادسية باب فارس في الجاهلية وهو منزل حصين دونه قناطر وأنهار ممتنعة فلتكن مسالحك على انقابها فإنهم إذا أحسوك رموك بجمعهم فإن أنتم صبرتم لعدوكم ونويتم الأمانة رجوت أن تنصروا عليهم وإن تكن الأخرى انصرفتم من أدنى مدرة من أرضهم حتى يرد الله لكم الكرة‏.‏
ثم قدم عليه كتاب جواب عمرتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى‏:‏ أما بعد فتعاهد قلبك وحادث جندك بالموعظة والصبر الصبر فإن المعونة تأتَي من الله على قدر النية والأجر على قدر الحِسْبَة وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله وصف لي منازل المسلمين كأني أنظر إليها وقد ألقي في روعي أنكم إذا لقيتم العدو هزمتموهم فإن منحك اللّه أكتافهم فلا تنزع عنهم حتى تقتحم عليهم المدائن فإنها خرابها إن شاء الله‏.‏
ومضى سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى حتى نزل القادسية وأصاب المسلمون في طريقهم غنائم من أهل فارس عارضوها في طريقهم وجاء الخبر إلى سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى أن الملك قد ولى رستم الأرمَنّي حربه فكتب بذلك إلى عمر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى فكتب إليه عمرتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى‏:‏ لا يكربنَّك ما يأتيك عنهم واستعن بالله وتوكل عليه‏.
فعسكر رستم بساباط دون المدائن وزحف بالخيول والفيول وبعثوا إلى سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىأنه لا بد لكم منا ولا سلاح معكم فما جاء بكم وكانوا يضحكون منهم ومن نبلهم ويقولون هذه مغازل‏.‏
فلما أبوا أن يرجعوا عن حربهم قالوا لهم‏:‏ ابعثوا لنا رجلا منكم عاقلًا يبين لنا ما جاء بكم .
فقال المغيرة بن شعبة‏تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى:‏ أنا فعبر إليهم فقعد مع رستم على السرير فصاحوا عليه فقال‏:‏ إن هذا لم يزدني رفعة ولم ينقص صاحبكم .
فقال رستم‏:‏ صدق ثم قال‏:‏ ما جاء بكم‏؟‏
فقال‏:‏ إنا كنا قومًا في ضلالة فبعث اللهّ فينا نبي فهدانا اللهّ به فإن قتلتمونا دخلنا الجنة وإن قتلتم دخلتم النار .
فقال‏:‏ أو ماذا ؟
قال‏:‏ أو تؤدون الجزيِة فلما سمعوا نخروا وصاحوا وقالوا‏:‏ لا صلح بيننا وبينكم
فقال المغيرة تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى‏:‏ تعبرون إلينا أو نعبر إليكم‏؟‏
فقال رستم‏:‏ بل نعبر إليكم.
فاستأخر المسلمون حتى عبر منهم من عبر فحملوا عليهم فهزموهم فأصاب المسلمون فيما أصابوا جرابًا و من كافور فحسبوه ملحًا فألقوا منه في الطبيخ فلما ذاقوه قالوا‏:‏ لا خير في هذا‏.‏
وانهزم القوم حتى انتهوا إلى الصَّراةَ فطلبوهم فانهزموا حتى انتهوا إلى المدائن ثم انهزموا حتى أتوا شاطىء دجلة فمنهم من عبر من كَلْواذىَ ومنهم من عبر من أسفل المدائن فحاصروهم حتى ما يجدون طعامًا يأكلونه إلا كلابهم وسنانيرهم (السنانير تعني القطط) فخرجوا ليلًا فلحقوا بجلولاء فأتاهم المسلمون وعلى مقدمة سعد هاشم بن عتبة وهي الوقعة التي كانت فهزم المشركون حتى ألحقهم سعد بنهاوند‏.‏
وبعث سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى بجماعة من المسلمين إلى يزدجرد يدعونه إلى الإسلام فلما دخلوا عليه
قال‏:‏ ما الذي دعاكمِ إلى غزونا والولوع ببلادنا ؟
فقال له النعمان بن مقرن‏:‏ إن الله تعالى أرسل إلينا رسولاَ يدلنا على الخير فأمرنا أن ندعو الناس إلى الإنصاف ونحن ندعوكم إلى ديننا فإن أبيتم فالمناجزة
فقال يزدجرد‏:‏ إني لا أعلم في الأرض أمة أشقى منكم
فقال المغيرة بن زرارة الأسير‏:‏ اختر إن شئت الجزية عن يدٍ وأنت صاغر وإن شئت السيف أو تسلم
فقال‏:‏ أتستقبلني بمثل هذا ؟
فقال‏:‏ ما استقبلتَ إِلا من كلمني
فقال‏:‏ لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتك لا شيء لكم عندي ثم قال‏:‏ ائتوني بوقر من تراب واحملوه على أشرف هؤلاء ثم سوقوه حتى يخرج من باب المدائن ارجعوا إلى صاحبكم فاعلموه أني مرسل إليهم رستم حتى يدفنه وجنده في خندق القادسية ثم أورده بلادكم حتى أشغلكم في أنفسكم بأشد مما يكون ثم قال‏:‏ من أشرفكم‏؟‏
فسكت القوم
فقال عاصم بن عمرو‏:‏ أنا فحملنيه فحمله على عنقه فأتى به سعدًاتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى فقال‏:‏ ملكنا اللّه أرضهم تفاؤلًا بأخذ التراب‏.‏
وأقام سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى بالقادسية شهرين وشيئًا حتى ظفر وعج أهل السواد إلى يزدجرد وقالوا‏:‏ العرب قد نزلوا القادسية فلم يبقوا على شيء وأخربوا ما بينهم وبين الفرات ولم يبق إلا أن يستنزلونا فإن أبطأ عنا الغياث أعطيناهم بأيدينا‏.‏
فبعث إليهم رستم وجاء الخبر إلى سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى فكتب بذلك إلى عمرتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى وكان من رأي رستم المدافعة والمناهلة فأبى عليه الملك إلا الخروج وقال له‏:‏ إن لم تسر أنت سرت بنفسي فخرج حتى نزل بساباط وجمعِ أداة الحرب وبعث على مقدمته الجالنوس في أربعين ألفًا وخرج في ستين ألفاَ واستعمل على ميمنته الهرمزان‏.‏
وعلى ميسرته مهران بن بهرام وعلى ساقته النبدوان في عشرين ألفًا ولهم أتباع فكانوا بأتباعهم أكثر من مائتي ألف‏.‏
فلما فصل رستم من ساباط أخذ له رجل من أصحاب سعد
فقال له‏:‏ ما جئتم تطلبون ؟
قال‏:‏ جئنا نطلب موعود اللهّ
قال‏:‏ وما هو
قال‏:‏ أرضكم وأبناؤكم ودماؤكم إذ أبيتم أن تَسلموا
قال‏:‏ فإن قتلتم قبل ذلك ؟
قال‏:‏ في موعود اللهّ أن من قتل منا قبل ذلك دخل الجنة وينجز لمن بقي منا ما قلت لك فقتله‏.
ثم خرج حتى نزل ببُرس فغصب أصحابه الناس أموالهم ووقعوا على النساء وشربوا الخمور فقام إلى الناس فقال‏:‏ إن اللهّ كان ينصركم على عدوكم لحسن السيرة وكف الظلم والوفاء بالعهد فأما إذا تحولتم عن هذه الأعمال فلا أرى اللّه إلا مغيرًا ما بكم‏.
ثم نزل مما يلي الفرات ودعا أهل الحيرة فقال‏:‏ فرحتم بدخول العرب علينا بلادنا وكنتم عونًا لهم علينا وقويتموهم بالأموال
فقالوا‏:‏ واللهّ ما فرحنا بمجيئهم وما هم على ديننا وأما قولك‏:‏ كنتم عونًا لهم فما يحوجهم إلى ذلك وقد هرب أصحابكم منهم وخلّوا لهم القرى وقولك‏:‏ ‏"‏ قويناهم بالأموال ‏"‏ فإنا صانعنا هم بالأموال عن أنفسنا‏.‏
فارتحل رستم فنزل النجف وكان بين خروجه من المدائن إلى أن لقي سعدًا تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى أربعة أشهر لا يُقدِم ولا يقاتل رجاء أن يضجروا بمكانهم وأن يجهدوا فينصرفوا وكره قتالهم فطاولهم والملك يستعجله وعهد عمرتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى إلى سعد والمسلمين تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى أن ينزلوا على حدود أرضهم وأن يطاولهم فنزلوا القادسية وقد وطنوا أنفسهم على الصبر والمطاولة فكانوا يغيرون على السواد فانتسفوا ما حولهم وأعدوه للمطاولة‏.‏
وكان عمرتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى يمدهم وقال بعض الناس لسعد ‏تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى:‏ قد ضاق بنا المكان فأقدم فزبره وقال‏:‏ إذا كفيتم الرأي فلا تكلفوه وخرج سواد وحُمْيضة في مائة مائة فأغاروا على النهرين وقد كان سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى نهاهما أن يًمعِنا وبلغ ذلك رستم فبعث خيلًا فبعث سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى إليهم قومًا فغنموا وسلموا‏.‏
ومضى طليحة تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى حتى دخل عسكر رستم وبات فيه يحرسه وينتظر‏!!!!.
فلما أدبر الليل أتى أفضل من توسم في ناحية العسكر فإذا فرس لهم لم ير في خيل القوم مثله فانتضى سيفه فقطع مقود الفرس ثم ضمه إلى مقود فرسه ثم حرك فرسه فخرج يعدو ونذر به الرجل والقوم فركبوا الصعب والذلول وخرجوا في طلبه فلحقه فارس فعدل إليه طليحة فقصم ظهره بالرمح ثم لحق به آخر ففعل به مثل ذلك ثم لحق به آخر فكر عليه طليحة ودعاه إلى الأسار فاستأسر فجاء به إلى سعد فأخبره الخبر فقال للأسير‏:‏ تكلم فقال‏:‏ قد باشرت الحروب وغشيتها وسمعت بالأبطال ولقيتها ما رأيت ولا سمعت بمثل هذا أن رجلًا قطع عسكرين لا يجترىء عليهما الأبطال إلى عسكر فيه سبعون ألفًا فلم يرض أن يخرج حتى سلب فارس الجند وهتك أطناب بيته فطلبناه فأدركه الأول وهو فارس الناس يعدل بألف فارس فقتله ثم أدركه الثاني وهو نظيره فقتله ثم أدركته ولا أظنني خلفت بعدي من يعدلني فرأيت الموت فاستأسرت‏.‏
ثم أخبرهم بأن الجند عشرون ومائة ألف وأن الأتباع مثلهم خدام لهم وأسلم الرجل وسماه سعد مسلمًا وعاد إلى طليحة وقال‏:‏ واللّه لا يهزمون على ما أرى من الوفاء والصدق والإصلاح لا حاجة لي في صحبة فارس فكان من أهل البلاء يومئذ‏.‏
وقال سعد لقيس بن هبيرة‏:‏ أخرج حتى تأتيني بخبر القوم فخرج وسرح عمرو بن معدي كرب وطليحة فإذا خيل القوم فأنشب قيسٌ القتال وطاردهم فكانت هزيمتهم وأصاب منهم اثني عشر رجلاَ وثلاثة أسراء وأسلابًا فأتوا بالغنيمة سعدًا‏.‏
فلما أصبح رستم تقدم حتى انتهى إلى العتيق فتباسر حتى إذا كان بحيال قديس خندق خندقًا بحيال عسكر سعد
وكان رستم منجمًا فكان يبكي مما يرى من أسباب تدل على غلبة المسلمين إياهم ومما رأى أن عمر دخل عسكر فارس ومعه ملك فختم على سلاحهم ثم حزمه ودفعه إلى عمر‏.‏
وكان مع رستم ثلاثة وثلاثون فيلَاَ في القلب ثمانية عشر وفي المجنبتين خمسة عشر فيلًا منها فيل سابور الأبيض وكان أعظم الفيلة‏.‏
فلما أصبح رستم من ليلته التي بات بها في العتيق ركب في خيله فنظر إلى المسلمين ثم صعد نحو القنطرة وحرز الناس وراسل زُهرة فخرج إليه وأراد أن يصالحهم وجعل يقول‏:‏ إنكم جيراننا وقد كانت طائفة منكم في سلطاننا فكنا نحسن جوارهم ونكف الأذى عنهم ونوليهم المرافق الكثيرة فنرعيهم مراعينا ونميرهم من بلادنا وإنما يريد بذلك الصلح ولا يصرح
فقال زهرة‏:‏ ليس أمرنا أمر أولئك إنا لم نأتكم لطلب الدنيا إنما طلبنا الآخرة كنا نضرع إليكم فنطلب ما في أيديكم فبعث الله إلينا رسولًا فأجبناه إلى دين الحق‏.‏
فدعا رستم رجال أهل فارس فذكر لهم ذلك فأنفوا
فقال‏:‏ أبعدكم اللّه
فمال الرُّفَيل إلى زهرة فأسلم وأسلم‏.‏
وأرسل سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى إلى المغيرة بن شعبة وبسر بن أبي رهم وعرفجة بن هرثمة وحذيفة بن محصن وربعي بن عامر وقرفة بن زاهر التيمي ومذعور بن عدي العجلي والمضارب بن يزيد العجلي ومعبد بن مرة العجلي وكان من دهاة العرب تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىفقال‏:‏ إني مرسلكم إلى هؤلاء القوم فما عندكم‏؟‏
قالوا جميعًا‏:‏ نتبع ما تأمرنا به وننتهي إليه فإذا جاء أمر لم يكن منك فيه شيء نظرنا أمثل ما ينبغي وأنفعه للناس فكلمناهم به‏.‏
فقال سعد‏:‏ هذا فعل الحَزَمة إذهبوا فتهيَّئوا‏.‏
فقال ربعي بن عامر‏:‏ إن الأعاجم لهم آراء وآداب متى ما نأتهم جميعًا يروا أنا قد احتفلنا لهم فلا تزيد على رجل فسرحوني‏.‏
فخرج ربعي ليدخل على رستم عسكره فاحتبسه الذين على القنطرة وأرسل إلى رستم بمجيئه فاستشار عظماء أهل فارس فقال‏:‏ ما ترون أنتهاون أم نباهي‏؟
قالوا‏:‏ نباهي
فأظهروا الزبرجد وبسطوا البسط والنمارق ووضع لرستم سرير ذهب عليه الوسائد المنسوجة بالذهب‏.‏
وأقبل ربعي وغمد سيفه لفافة ثوب خلق ورمحه معلوب بقِدّ معه حَجَفة من جلود البقر فجاء حتى جلس على الأرض وقال‏:‏ إنا لا نستحب القعود على زينتكم
فكلمه وقال‏:‏ ما جاء بكم‏؟
قال‏:‏ اللّه جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة اللّه من جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام فمن قبل ذلك قبلنا منه ومن أبى قاتلناه حتى نُفْضِيَ إلى موعود اللّه‏.‏
قال‏:‏ وما هو موعود اللهّ‏؟
قال‏:‏ الجنة لمن مات على قتال من أبى والظَفَر لمن بقي‏.
فقال رستم‏:‏ هل لكم أن تؤخروا هذا الأمر لننظر فيه وتنظروا؟
قال‏:‏ إنا لا نؤجل أكثر من ثلاث‏.
فخلص رستم برؤساء أهل فارس وقال‏:‏ ما ترون هل رأيتم قط كلامًا أوضح ؟
قالوا:أما ترى إلى ثيابه ؟
فقال‏:‏ ويحكم لا تنظرون إلى الثياب ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة إن العرب تستخف باللباس والمأكل ويصونون الأحساب‏.‏
فرجع ربعي إلى أن ينظروا في الأجل فلما كان في الغد بعثوا أن ابعث إلينا ذلك الرجل فبعث إليهم سعد حذيفة بن محصن فلما جاء إلى البساط قالوا‏:‏ انزل
قال‏:‏ ذاك لو جئتكم في حاجتي الحاجة لكم لا لي فجاء حتى وقف ورستم على سريره
فقال له‏:‏ انزل
قال‏:‏ لا أفعل
فقال‏:‏ ما بالك ولم يجيء صاحبنا بالأمس‏؟‏
قال‏:‏ أميرنا يحب أن يعدل بيننا في الشدة والرخاء وهذه نوبتي فتكلم بنحو ما تكلم به ربعي ورجع‏.‏
فلما كان من الغد أرسلوا‏:‏ ابعث لنا رجلًا فبعث إليهم المغيرة بن شعبة فجاء حتى جلس مع رستم على سريره فترتروه وأنزلوه ومغثوه
فقال‏:‏ كانت تبلغنا عنكمِ الأحلام ولا أرى قومًا أسفه منكم إنا معشر العرب سواء لا يستعبد بعضنا بعضاَ فظننت أنكَم تواسون قومكم كما نتواسى وكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض فقال رستم‏:‏ لم نزل متمكنين من الأرض والبلاد ظاهرين على الأعداء ننصر على الناس ولا ينصرون علينا ولم يكن في الناس أمة أصغر عندنا أمرًا منكم ولا نراكم شيئًا ولا نعدكم وكنتم إذا قحطت أرضكم استعنتم بأرضنا فنأمر لكم بالشيء من التمر والشعير ثم نردكم وقد علمت أنه لم يحملكم على ما صنعتم إلا ما أصابكم من الجهد في بلادكم فأنا آمر لأميركم بكسوة وبغل وألف درهم وآمر لكل رجل منكم بوقرتي تمر وثوبين وتنصرفون عنا فإني لست أشتهي أن أقتلكم ولا آسركم‏.
فتكلم المغيرة فحمد اللهّ وأثنى عليه وقال‏:‏ لسنا ننكر ما وصفت به نفسك وأهل بلادك من التمكن في البلاد وسوء حالنا غير أن الأمر غير ما تذهبون إليه إن اللّه تعالى بعث فينا رسولًا فذكر نحو كلام ربعي إلى أن قال‏:‏ فكن لنا عبدًا تؤدي الجزية وأنت صاغر وإلا السيف إن أبيت!!!
فنخر نخرة واستشاط غضبًا ثم حلف بالشمس‏:‏ لا يِّرتفع الضحى غدًا حتى أقتلكم أجمعين‏.‏
فانصرف المغيرة وخلص رستم بأشراف فارس فقال‏:‏ إني أرى للّه فيكم نقمة لا تستطيعون ردها عن أنفسكم ثم قال رستم للمسلمين‏:‏ أتعبرون إلينا أم نعبر إليكم‏؟
فقالوا‏:‏ لا بل أعبر إلينا فأرسل سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى إلى الناس أن يقفوا مواقفهم فأراد المشركون العبور على القنطرة فأرسل إليهم سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى ولا كرامة متى قد غلبناكم عليها لن نردها عليكم تكلفوا معبرًا غير القناطر فباتوا يسكرون العتيق والقصب حتى الصباح بأمتعتهم فجعلوه طريقًا‏.‏
يوم أرماث
أخبرنا محمد بن الحسين الحاجي وإسماعيل بن أحمد قالا‏:‏ أخبرنا ابن النقور أخبرنا المخلص أخبرنا أحمد بن سيف قال‏:‏ أخبرنا السري بن يحيى قال‏:‏ أخبرنا شعيب بن إبراهيم قال‏:‏ حدَّثنا سيف عن الأعمش قال‏:‏ لما كان يوم السَّكْر لبس رستم درعين ومغفرًا وأخذ سلاحه وأتى بفرسه فوثب فإذا هو عليه ولم يضع رجله في الركاب ثم قال‏:‏ غدًا ندقّهم دقًا فقال له رجل‏:‏ إن شاء اللّه فقال‏:‏ وإن لم يشأ‏.
قالوا‏:‏ ولما عبر أهل فارس أخذوا مصافهم وجلس رستم على سريره وعبَّى في القلب ثمانية عشر فيلَاَ عليها الصناديق والرجال وفي المجنبتين ثمانية وسبعة عليها الصناديق والرجال‏.‏
وكان يَزْدَجِرْد قد أقام رجلًا على باب إيوانه يبلغه أخبار رستم وآخر في الدار وآخر خارج الدار وكذلك إلى عند رستم فكلما حدث أمر تكلم به الأول فيبلغه الثاني إلى الثالث كذلك إلى يزدجرد‏.‏
أخذ المسلمون مصافهم وكان سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى يومئذ به دماميل لا يستطيع أن يركب ولا يجلس إنما هو على وجهه في صدره وسادة وهو مكب عليها مشرف على الناس يرمي بالرقاع فيها أمره ونهيه إلى خالد بن عُرْفُطة‏.‏
وأن سعدًا تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى خطب من يليه يوم الاثنين في المحرم سنة أربع عشرة فحمد الله وأثنى عليه وقال‏:‏ إن اللّه عز وجل يقول‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أنَّ الأرْضَ يَرِثَهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون‏}‏ الأنبياء 105‏.‏
هذا ميراثكم وموعود ربكم فأنتم منذ ثلاث حجج تطعمون منه وتقتلون أهله فإن تزهدوا في الدنيا وترغبوا في الآخرة يجمع الله لكم الدنيا والآخرة ولا يقرب ذلك أحد إلى أجله وإن تفشلوا وتضعفوا تذهب ريحكم وتوبقوا آخرتكم‏.‏
وقام عاصم بن عمرو في المجردة فقال‏:‏ هذه بلاد قد أحل اللّه لكم أهلها وأنتم تنالون منهم منذ ثلاث سنين ما لا ينالون منكم وأنتم الأعلون واللّه معكم إن صبرتم فالضرب والطعن ولكم أموالهم ونساؤهم وأبناؤهم وبلادهم ولئن فشلتم لم يبق هذا الجمع منكم باقية مخافة أن تعودوا عليهم بعائدة هلاك اللهّ الله اجعلوا همكم الآخرة‏.‏
وخطب كل أمير أصحابه وتحاضوا على الطاعة‏.‏
وأذن مؤذن سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى لصلاة الظهر.
وقال رستم‏:‏ أكل عمر كبدي أحرق الله كبده علَّم هؤلاء حتى علموا‏.‏
وأرسل سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى الذين انتهى إليهم رأي الناس ونجدتهم مثل‏:‏ المغيرة وحذيفة وعاصم بن عمرو‏تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى.‏
ومن أهل النجدة‏:‏ طليحة وقيس الأسدي وغالب وعمرو بن معدي كرب‏.‏
ومن الشعراء الشَّمَاخ والحُطَيْئَة وأوس بن مَغْراء وعبدة بن الطبيب وقال‏:‏ انطلقوا فقوموا في الناس فذكروهم وحرضوهم على القتال‏.‏
فقال عاصم‏:‏ يا معشر العرب إنكم أعيان العرب وقد صمدتم لأعيان العجم وإنما تخاطرون بالجنة ويخاطرون بالدنيا فلا يكونن على دنياهم أحوط منكم على آخرتكم لا تحدثن اليوم أمرًا يكون شيئأ على العرب غدًا‏.‏
وقام كل واحد بنحو هذا الكلام وتواثق الناس وتعاهدوا وفعل أهل فارس مثل ذلك واقترنوا بالسلاسل وكان المقترنون ثلاثين ألفًا‏.‏
وقال سعد ‏تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى:‏ الزموا مواقفكم لا تحركوا شيئًا حتى تصلوا الظهر فإذا صليتم الظهر فإني مكبر تكبيرة فكبروا واستعدوا واعلموا أن التكبير لم يعطه أحد قبلكم وإنما أعطيتموه تأييدًا لكم‏.
ثم إذا سمعتم الثانية فكبروا ولتُسْتَتم عُدّتكم ثم إذا كبرت الثالثة فكبروا ولينشط فرسانكم الناس ليبرزوا وليطارعوا فإذا كبرت الرابعة فارجفوا جميعًا حتى تخالطوا عدوكم وقولوا‏:‏ لا حول ولا قوة إلا باللّه‏.
فلما كبر ثلاث مرات خرج غالب بن عبد اللّه الأسدي فبرز إليه هرمز فأسره غالب وجاء به إلى سعد وخرج طليحة إلى عظيم منهم فقتله وقام بنو أسد فبالغوا في جهاد الفيلة ودفعها فكبر سعد الرابعة فزحف إليهم المسلمون وحملت الفيلة على الميمنة والميسرة على الخيول‏.‏
وأقبل أصحاب عاصم على الفيلة فقطعوا خراطيمها فارتفع عواؤها واقتتلوا حتى غربت الشمس وحتى ذهب هدة من الليل ثم تراجعوا وأصيب في تلك العشية خمسمائة رجل وهذا يومها الأول وهو يوم أرماث‏.
يوم أغواث
ثم أصبح القوم من الغد على تعبية وقد وكل سعد رجالًا بنقل الشهداء إلى العُذيْب وأسلم الرثيث إلى النساء يقمن عليهم ودفن الشهداء فبينا هم كذلك إذ طلعت نواصي الخيل من قبل الشام وكان فتح دمشق قبل القادسية بشهر وذلك أنه قدم كتاب عمر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى إلى أبي عبيدة بصرف أهل العراق أصحاب خالد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى فصرفهم فلما جاءوا سمي هذا اليوم يوم أغواث وأكثر المسلمون القتل في الأعاجم ولم تقاتل الأعاجم يومئذ على فيل لأن أنيابها كانت قد تكسرت وحمل المسلمون رجالًا على إبل قد ألبسوها فهي مجللة مبرقعة يتشبهون بالفيلة فلقي أهل فارس يوم أغواث أعظم مما لقي المسلمون من الفيلة يوم أرماث وجعل رجل من المسلمين يقال له‏:‏ سواد يتعرض بالشهادة فأبطأت عليه فتعرض لرستم يريده فقتل دونه وحمل القعقاع بن عمر يومئذ ثلاثين حملة قتل في كل حملة رجل وكان آخر من قتل بُزُر ْجُمهر الهَمذانيّ‏.‏
وروى مجالد عن الشعبي قال‏:‏ كانت امرأة من النخع لها بنون أربعة شهدوا القادسية فقالت لبنيها‏:‏ إنكم أسلمتم فلم تبدلوا وهاجرتم فلم تثوبوا ولم تًنْبُ بكم البلاد ولم تقحمكم السنة ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة فوضعتموها بين يدي أهل فارس ث واللّه إنكم لبنوا رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم انطلقوا فاشهدوا أول القتال وآخره فاقبلوا يشتدون فلما غابوا عنها رفعت يديها قِبَل السماء وقالت‏:‏ اللهم ادفع عن بني فرجعوا إليها وقد أحسنوا القتال ما كُلِم منهم رجل كَلْمًا فرأيتهم بعد ذلك يأخذون ألفًا ألفًا من العطاء ثم يأتون أمهم فيلقونه في حجرها فترده عليهم وتقسمه فيهم على ما يرضيهم‏.‏
وقد رويتَ لنا هذه الحكاية أتم من هذا‏.‏
أخبرنا المحمدان ابن أبي منصور وابن عبد الباقي قالا‏:‏ أخبرنا جعفر بن أحمد قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن علِى الثوري قال‏:‏ أخبرنا محمد بن عبد اللّه الدقاق قال‏:‏ أخبرنا ابن صفوان قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر بن عبيد قال‏:‏ حدَثني أحمد بن حميد الأنصاري أنه حدث عن عبد الرحمن بن مغراء الدوسي عن رجل من خزاعة قال‏:‏ لما اجتمع الناس بالقادسية دعت خنساء بنت عمرو النخعية بنيها الأربعة فقالت‏:‏ يا بنيّ إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم واللّه ما نبت بكم الدار ولا أقحمتكم السنة ولا أرداكم الطمع واللّه الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا عموت نسبكم ولا أوطأت حريمكم ولا أبحت حماكم فإذا كان غدًا إن شاء اللّه فاغدوا لقتال عدوكم مستنصرين اللّه مستبصرين فإذا رأيتم الحرب قد أبدت ساقها وقد ضربتَ رواقها فتيمموا وطيسها وجالدوا خميسها تظفروا بالمغنم والسلامة والفوز والكرامة في دار الخلد والمقامة‏.‏
فانصرف الفتية من عندها وهم لأمرها طائعون وبنصحها عارفون فلما لقوا العدو شد أولهم وهو يرتجز يقول‏:‏
يا إخوتا إن العجوز الناصحه ***قد أشربتنا إذ دعتنا البارحه
نصيحة ذات بيان*** فإنما تلقون عند الصائحه
,من آل ساسان كلابًا نابحه ***قد أيقنوا منكم بوقع الجائحه
فأنتم بين حياة صالحه ***أو منية تورث غنمأ رابحه
ثم شد الذي يليه وهو يقول‏:‏
والله لا نعصي العجوز حرفا ***قد أمرتنا حدبًا وعطفا
منها وبرًا صادقًا ولطفا ***فباكروا الحرب الضروس زحفا
حتى تلفوا آل كسرى لفا ***وتكشفوهم عن حماكم كشفا
إنا نرى التقصير عنهم ضعفا ***والقتل فيهم نجدة وعرفا
ثم شد الذي يليه وهو يقول‏:‏
لست لخنساء ولا للأخرم ***ولا لعمرو ذي السناء الأقدم
إن لم نذر في آل جمع الأعجم ***جمع أبي ساسان جمع رستم
بكل محمود اللقاء ضيغم ***ماض على الهول خصيم خضرم
أما لقهر عاجل أو مغنم ***أو لحياة في السبيل الأكرم
ثم شدّ الذي يليه وقال :
إن العجوز ذات حزم وجلد ***والنظر الأوفق والرأي السدد
قد أمرتنا بالصواب والرشد*** نصيحة منها وبرًا بالولد
فباكروا الحرب نماء في العدد ***أما لقهر واختيار للبلد
أو منية تورث خلدًا للأبد ***في جنة الفردوس في عيش رغد
فقاتلوا جميعًا حتى فتح الله للمسلمين وكانوا يأخذون أعطيتهم ألفين ألفين فيجيئون بها فيصبون في حجرها فتقسم ذلك بينهم حفنة بحفنة فما يغادر واحد عن عطائه درهمأ‏.‏
تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولىيوم عِماس
وأصبح القوم في اليوم الثالث ويسمى يوم عماس وقد قتل من المسلمين ألفان من ميت ورثيث ومن المشركين عشرة آلاف من ميت ورثيث وكان النساء والصبيان يحفرون القبور في اليومين الأولين فأما اليوم الثالث فكان شديدًا على العرب والعجم وقدم هاشم بن عتبة من الشام في سبعمائة بعد فتح دمشق وكان القعقاع وكان عامّةُ جُنَن الناس البراذع براذع الرحال‏.‏
فلما أمسى الناس في يومهم ذلك وطعنوا في الليل اشتد القتال وصبر الفريقان وقامت فيها الحرب إلى الصباح لا ينطقون كلامهم الهرير فسميت ليلة الهرير‏.
وانقطعت الأخبار والأصوات عن سعدتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى ورستم وأقبل سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى على الدعاء فلما كان وجه الصبح انتهى الناس واستدل بذلك على أنهم الأعلون وأن الغلبة لهم‏.‏
ليلة القادسية
فأصبحوا صبيحة ليلة الهرير وهي تسمى ليلة القادسية والناس حَسْرَى لم يغمضوا ليلتهم كلها ثم اقتتلوا حتى قام قائم الظهيرة وهبت ريح عاصف الغبار على المشركين فانتهى القعقاع وأصحابه إلى سرير رستم وقد قام عنه فاستظل في ظل بغل عليه مال فضرب هلال بن عُلَّفة الحِمْل الذي رستم تحته فقطع حباله ووقع عليه احدى العِدْلين فأزال من ظهره فقارًا ومضى رستم نحو العتيق فرمى نفسه فيه واقتحمه هلال فأخذ برجله ثم خرج به فقتله ثم جاء به حتى رمى به بين أرجل البغال وصعد السرير ثم نادى‏:‏ قتلت رستم ورب الكعبة إليّ إليّ فأطافوا به فانهزم المشركون وتهافتوا في العتيق فقتل المسلمون منهم ثلاثين ألفًا وقتلوا في المعركة عشرة آلاف سوى من قتل قبل ذلك وكان المسلم يدعو الكافر فيأتي إليه فيقتله وثبت جماعة من المشركين استحياء من الفرار فقتلهم المسلمون‏.‏
وقتل ليلة الهرير ويوم القادسية من المسلمين ستة آلاف‏.‏
ولما انهزموا أمر سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى زُهرة بن الحوِيةِ باتباعهم فتبعهم والجالنوس يحميهم فقتله زهرة وقتل خلقًا كثيرًا منهم ثم رجع بأصحابه فبات بالقادسية واستكثر سعد سلب الجالنوس فكتب إلى عمر فكتب إليه‏:‏ إني قد نفَّلت مَنْ قتل رجلًا سلبه فأعطاه إياه فباعه بسبعين ألفًا وجمع من الأسلاب والأموال ما لم يجمع مثله‏.‏
وكان أهل فارس قد خرجوا بأموالهم ليردوا بها إلى المدينة ليغزوا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فقضى اللّه بها للمسلمين‏.‏
وكان مع رستم ستمائة ألف ألف وأصاب صاحب الفرسين يومئذ سبعًا وعشرين ألفًا ولم يعبأوا بالكافور لأنهم ما عرفوه فباعوه من قوم مروا بهم كيلًا من الكافور بكيل من الملح الطيب وقالوا‏:‏ ذاك ملح مرّ‏.‏
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال‏:‏ أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن إبراهيم قال‏:‏ حدَّثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي قال‏:‏ حدَّثني جدي قال‏:‏ حدثنا ابراهيم بن إسماعيل قال‏:‏ حدَّثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن حبيب بن صهبان قال‏:‏ شهدت القادسية قال‏:‏ فانهزموا حتى أتوا المدائن قال‏:‏ وسبقناهم فانتهيا إليها هي تطفح فأقحم رجل منا فرسه وقرأ‏:‏ ‏{‏وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن اللّه كتابًا مؤجلًا‏}‏ آل عمران 145‏.‏
قال‏:‏ فعبر ثم تبعوه الناس أجمعون فعبروا فما فقدوا عقالًا ما خلا رجلًا منهم انقطع منه قدح كان معلقًا بسرجه فرأيته يدور في الماء‏.
قال‏:‏ فلما رأونا انهزموا من غير قتال‏.‏
قال‏:‏ فبلغ سهم الرجل ثلاث عشرة دابة وأصابوا من الجامات الذهب والفضة‏.
قال‏:‏ فكان الرجل منا يعرض الصحفة الذهب يبدلها بصحفة من فضة يعجبه بياضها فيقول‏:‏ من يأخذ صفراء ببيضاء‏؟
قال علماء السير‏:‏ وخرج صبيان العسكر في القتلى ومعهم الأداوي يسقون من به رمق من المسلمين ويقتلون من به رمق من المشركين ثم إن الفرس قصدوا المدائن يريدون نهاوند فاحتملوا معهم الذهب والفضة والديباج والسلاح وبنات كسرى وخلوا ما سوى ذلك واتبعهم سعد بالطلب فبعث خالد بن عرفطة وعياض بن غنم في آخرين فلما صلح مرض سعد اتبعهم بمن بقي معه من المسلمين حتى أدركهم دون دجلة على بَهُرَسِير فطلبوا المخاضة فلم يهتدوا لها فدلهم رجل من أهل المدائن على مخاضة بقَطْرَبًّلَ فخاضوا ثم ساروا حتى أتوا جلولاء فكانت بها وقعة هزم اللّه فيها الفرس وأصاب المسلمون بها من الفيء أفضل ما أصابوا بالقادسية ثم كتب سعد تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى إلى عمرتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى بالفتح
فكتب إليه عمرتعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى‏:‏ قف مكانك ولا تتبعهم واتخذ للمسلمين دار هجرة ومنزل جهاد ولا تجعلن بيني وبين المسلمين بحرًا فنزل الأنبار فاجتواها فنزل موضع الكوفة اليوم وخط مسجدها وخط فيه الخِطَط للناس‏.‏
وقيل‏:‏ إن بقيلة قال له‏:‏ ألا أدلك على أرض ارتفعت عن البر وانحدرت عن الفلاة فدله على موضع الكوفة اليوم‏.‏
وقيل‏:‏ أخبرنا محمد بن الحسين وإسماعيل بن أحمد السمرقندي قالا‏:‏ أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو طاهر المخلص أخبرنا أحمد بن سيف أخبرنا السري بن يحيى أخبرنا شعيب بن إبراهيم حدَثنا سيف بن عمر عن مجالد بن سعيد قال‏:‏ لما أتى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه الخبر بنزول رستم القادسية كان يستخبر الركبان عن أهل القادسية من حين يصبح إلى انتصاف النهار ثم يرجع إلى أهله فلما لقيه البشير سأله‏:‏ من أين جاء فأخبره
قال‏:‏ يا عبد اللّه أخبرني
قال‏:‏ هزم اللّه العدو وعمر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى يحث معه ويستخبره والبشير يسير يحث ناقته لا يعرفه حتى دخل المدينة فإذا الناس يسلمون عليه بإمرة المؤمنين
فقال الرجل‏:‏ فهلا أخبرتني رحمك الله أنك أمير المؤمنين فجعل عمر تعال وأقرأ أخرى القادسية الأولى يقول‏:‏ لا عليك يا أخي‏.‏
وهذه وقعة القادسية قد ذكرنا أنها كانت سنة أربع عشرة‏.‏
وقال ابن إسحاق‏:‏ كانت سنة خمس عشرة وقال الواقدي‏:‏ سنة ست عشرة‏.‏


قال ابن جرير‏:‏ وهو الثبت عندنا‏.‏

****************
نعم لاعليك يا أخي نعم لاعليك يا أخي هكذا كان عمر !!!!
نعم لاعليك يا أخي فقد قالها عمر أين عباد الله الصالحون ؟؟؟
نعم لاعليك يا أخي هكذا كانوا من دون الناس أولئك البشر !!!!
نعم لاعليك يا أخي !!!!عفوا عفوا آواه وآواه ثم آواه وجع في القلب كيف تغير بنا الدهر (أقصد نحن وما آل اليه حالنا من القهر)



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





juhg ,HrvH lvm Hovn uk hgrh]sdm hgH,gn











التعديل الأخير تم بواسطة الأمير الفقير ; 25-04-12 الساعة 07:57 AM
عرض البوم صور الأمير الفقير   رد مع اقتباس
قديم 25-04-12, 06:29 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
خواطر موحدة
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 3393
المشاركات: 7,546 [+]
بمعدل : 1.68 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 29
نقاط التقييم: 106
خواطر موحدة سيصبح متميزا في وقت قريبخواطر موحدة سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
خواطر موحدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمير الفقير المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

قرئتها على عجالة ويبدو أنها قصة ممتعة ..
جزاكم الله خيرآ ورزقنا الله قادسية أخرى ..
بإذن الله لي عودة مساءآ للإستمتاع بقرآئتها ..










توقيع : خواطر موحدة

ربي اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم

عرض البوم صور خواطر موحدة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-12, 01:19 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشـــامـــــخ


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 14
المشاركات: 10,161 [+]
بمعدل : 2.04 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 949
الشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدع

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الشـــامـــــخ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمير الفقير المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

جزاك الله خيراً ونفع الله بك وجعل ماقدمت في موازين حسناتك










توقيع : الشـــامـــــخ

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الشـــامـــــخ   رد مع اقتباس
قديم 25-04-12, 02:17 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
انشودة الامل
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية انشودة الامل


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 6890
المشاركات: 789 [+]
بمعدل : 0.17 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 14
نقاط التقييم: 60
انشودة الامل سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
انشودة الامل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمير الفقير المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

بارك الله فيك










توقيع : انشودة الامل

من الدنيا أنا مابي سوى عفو العلي التواب .... ويحسن خاتمة فعلي ويغفر لي ضلالاتي

عرض البوم صور انشودة الامل   رد مع اقتباس
قديم 25-04-12, 04:52 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية جارة المصطفى


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 1225
المشاركات: 5,141 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 27
نقاط التقييم: 326
جارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمر

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
جارة المصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمير الفقير المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : جارة المصطفى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور جارة المصطفى   رد مع اقتباس
قديم 25-04-12, 06:49 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
خواطر موحدة
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 3393
المشاركات: 7,546 [+]
بمعدل : 1.68 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 29
نقاط التقييم: 106
خواطر موحدة سيصبح متميزا في وقت قريبخواطر موحدة سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
خواطر موحدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمير الفقير المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

بصراحة قصة ممتعة وطرح شيق جعله الله في ميزان حسناتكم ..
نسأل الله أن يقيض لأمتنا قادسية أخرى تكسر أنف فارس وتعيد أمجادنا ..
.. آمين .. آمين ..










توقيع : خواطر موحدة

ربي اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم

عرض البوم صور خواطر موحدة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-12, 10:47 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
حفيدة عائش
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2011
العضوية: 6073
المشاركات: 2,803 [+]
بمعدل : 0.61 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 21
نقاط التقييم: 359
حفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جداحفيدة عائش لطيف جدا

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
حفيدة عائش غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمير الفقير المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

ماشاء الله عليك القصه رائعه.. مميز أخونا الفاضل الامير الفقير










عرض البوم صور حفيدة عائش   رد مع اقتباس
قديم 25-04-12, 11:13 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
عزتي بديني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 5178
المشاركات: 4,486 [+]
بمعدل : 0.96 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 26
نقاط التقييم: 510
عزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمر

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عزتي بديني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمير الفقير المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

جزاك الله خير وكثر من أمثالك دائما تتحفنا بالنافع المفيد
أثابك ربي عنا خير ثواب وجمعك بمن تحب في الفردوس الأعلى










عرض البوم صور عزتي بديني   رد مع اقتباس
قديم 27-04-12, 03:37 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
رمز الحياء
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 7776
المشاركات: 529 [+]
بمعدل : 0.12 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 14
نقاط التقييم: 66
رمز الحياء سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
رمز الحياء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمير الفقير المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

جزاك الله كل خير وبارك الله فيك










توقيع : رمز الحياء

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور رمز الحياء   رد مع اقتباس
قديم 09-05-12, 02:27 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
سيف الامير
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jul 2011
العضوية: 4703
المشاركات: 135 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 21
سيف الامير على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
سيف الامير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمير الفقير المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

جزاك الله خيراً ونفع الله بك وجعل ماقدمت في موازين حسناتك










توقيع : سيف الامير



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أنــــا عراقــــــي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور سيف الامير   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 10:16 AM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant