المفاهيم الخاطئة عن سيرة معاوية رضي الله عنه بسبب الروايات المكذوبة

**الشاهين** · 16-04-12, 05:46 PM

المفاهيم الخاطئة عن سيرة معاوية رضي الله عنه بسبب الروايات المكذوبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من كتاب صحيح الطبري ، المجلد الرابع ، الخلافة في عهد الأمويين للإمام ابن جرير الطبري :

- ولقد استوقفنا عبارات الأستاذ الفاضل محمد قطب ومنها قوله : ولقد عمل الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز على تصحيح الأوضاع والرجوع إلى الصورة المثالية التي كانت عليها زمن الخلفاء الراشدين ... إلخ .

ولا أحد يختلف مع الأستاذ الفاضل محمد قطب في عدالة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز وصلاحه وزهده ... إلخ ، ولكن الذي يعاتب عليه الأستاذ محمد أنه في الوقت الذي أشاد بعامين ونصف من عهد عمر بن عبد العزيز وأثنى عليه .. فإنه لم يول ذلك الإهتمام بعقدين من الزمان من عهد أمير المؤمنين معاوية نَعِم الناس فيها بالأمن والأمان والجهاد قائم ، والمسلمون في عز وكرامة وفي مقدمتهم ائمة أهل البيت .

وإذا صار عمر بن عبد العزيز خليفة راشدا – بالقياس لا بالنص وهو تابعي فإن أمير المؤمنين معاوية أولى بذلك اللقب وهو صحابي جليل وكاتب وحي رسول الله المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

، وهو خيرٌ من عمر بن عبد العزيز بنص حديث رسول الله المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

(( خير القرون قرني ))

ولقد سئل المعافي بن عمران ، أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟
فقال : أتجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين ؟ معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله (( البداية والنهاية ( 8 / 138 )).

وإذا كان الخليفة عمر بن عبد العزيز قد أكرم آل بيت رسول الله المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

لسنتين ونصف فإن أمير المؤمنين معاوية قد أكرم آل بيت رسول الله المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

وحباهم بكرمه وسخائه واحترامه لعقدين من الزمان حكم في أرض الخلافة الإسلامية ، وأئمة أهل البيت يومها على أحسن حال ، وكان مروان واليا لمعاوية على المدينة فكان الحسن والحسين يصليان خلفه أيام سيدنا معاوية ولم تكن بينهما وبين مروان والي معاوية يومها إحن ولا ضغائن ، كما أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 16 / 175 أ ) من طريق حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه : (( أن الحسن والحسين كانا يصليان خلف مروان فقيل :أما كانا يصليان إذا رجعا إلى منزلهما ؟ قال : لا والله )) .(( وانظر البداية والنهاية (8 /358 ) )).

وإذا كان عمر بن عبد العزيز حليما فقد كان معاوية أحلم . ولقد قبل معاوية من الناس معارضتهم السلمية برحابة صدر وقبل منهم نصحهم وعمّ الأمن البلاد والعباد .

ونحن نذكّر الأستاذ الفاضل بقوله تعالى : (( ولا تبخسوا الناس أشياءهم )) ولا نتهمه بشيء – معاذ الله – ولكن مناقشتنا هذه تؤكد مقولتنا التي كررناها مرارا وتكرارا في هذا البحث ألا وهي أن مجرد وجود الروايات المكذوبة في مثالب بني أمية في تاريخ الطبري يكفي لرسوخ كثير من المفاهيم الخاطئة في أذهان الناس عن سيرة الخلفاء المسلمين .

ولقد ذكرنا جوانب من سيرة الخليفة الصالح معاوية المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

فلا داعي للتكرار ولكننا نذكر في هذا المقام مقالا واحدا فقط نتبين من خلاله تواضع معاوية المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

وحرصه على اتباع النصوص الشرعية .

فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح عن أبي مجلز قال : دخل معاوية على عبد الله بن الزبير وابن عامر ، وكان الشيخ أوزنهما ، قال : فقال : مه قال رسول الله المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

: (( من أحب أن يتمثل له عباد الله قياماً فليتبوأ مقعده من النار )) (( مسند أحمد (ح 16830 ) ))
وهذه درة من درر التاريخ الإسلامي سجلها لنا الإمام أحمد المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

.
فالخليفة الذي حكم شطر العالم يومها يكره قيام الناس له ويذكر في ذلك حديثا عن رسول الله المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

.

وما من مثال من أمثلة العدل والزهد والحلم في سيرة عمر بن عبد العزيز إلا ويقابلها مثال على ذلك في سيرة معاوية المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

.

ولقد ذكرنا في قسم الصحيح قسطا منها ، كارتدائه المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

ثوبا مرقعا ، وركوبه بغلته مع غلام له واحد ، وتجوله في السوق في دار الخلافة ، وحواره مع المسور بن مخرمة ، وغير ذلك من كثير من علامات عدله وحكمه وصلاحه وجهاده .

وكذلك ذكرنا في حينه أنه المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

أوصى ولاته أن يحثوا الناس على الكتابة إليه كلما رأوا ظلامة أو حيفا المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

وأرضاه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

هذه هي الصورة المشرقة لأمير المؤمنين معاوية الذي كان أميرا عشرين عاما في عهد الخلفاء الراشدين ثم تسلم الخلافة من الحسن صلحا فكان أمير المؤمنين عشرين عاما إلا قليلا .

نعمت أرض الخلافة في عهده بالأمان والإستقرار وخمدت الفتن ونشطت الفتوحات مرة أخرى وشيّدت المدن كالقيروان وغيرها كل ذلك وأرض الخلافة توسّعت وترامت أطرافها ودخل في الإسلام أقوام كثيرون مختلفة مشاربهم وثقافاتهم وكانوا حديثي عهد بالإسلام فسخّر الله لهذه الأمة معاوية المفاهيم الخاطئة سيرة معاوية الله

داهية العرب والمسلمين فساسهم خير سياسة . اهـ