المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2011 |
العضوية: |
1225 |
المشاركات: |
5,141 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
المذهب السني |
بمعدل : |
1.03 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
27 |
نقاط التقييم: |
326 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
بقلم/ أ. عبدالرحمن أبو ياسر. لم تعرف البشريةُ ديناً ولا حضارةً عُنيت بالمرأة أجملَ عناية, وأتمَّ رعايةٍ وأكملَ اهتمام كالإسلام, تحدَّث عن المرأة، وأكّد على مكانتها وعِظم منزلتها، جعلها مرفوعةَ الرأس، عاليةَ المكانة، لها في الإسلام الاعتبارُ الأسمى والمقامُ الأعلى، تتمتّع بشخصيةٍ محترمة وحقوقٍ مقرّرة وواجبات معتبرة نظر إليها على أنها شقيقةُ الرجل، قال : (إنما النساء شقائق الرجال) حديث صحيح ,المرأةُ في تعاليم الإسلام كالرجل في المطالبة بالتكاليف الشرعية، وفيما يترتب عليها من جزاءات وعقوبات، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} . [النساء124] هي كالرجل؛ في حمل الأمانة في مجال الشؤون كلها إلا ما "اقتضت" الضرورةُ البشرية التفريقَ فيه، وهذا هو مقتضى مبدأ التكريم في الإسلام لبني الإنسان، قال عز وجل: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا}[الإسراء70], لقد أشاد الإسلام بفضل المرأة، ورفع شأنَها، وعدَّها نعمةً عظيمةً وهِبةً كريمة، يجب مراعاتها وإكرامُها، يقول المولى جل وعلا: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشورى49]، المرأةُ في ظل تعاليم الإسلام القويمة وتوجيهاتِه الحكيمة تعيش حياةً كريمة في مجتمعها المسلم، حياةً مِلؤها الحفاوةُ والتكريم في كل حال من أحوال حياتها ؛فرعى حقَّها طفلةً، وحثَّ على الإحسان إليها؛ فعن أنس ابن مالك أن النبي قال: (من عال جاريتين حتى تبلُغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضمّ أصابعه) حديث صحيح ،وقال عليه الصلاة والسلام: (من كان له ثلاث بنات وصبر عليهن وكساهن من جدته كُن له حجابا من النار). حديث صحيح ورعى الإسلام حقَّ المرأة أمًّا، فدعا إلى إكرامها إكراماً خاصّاً، وحثَّ على العناية بها؛ بل جعل حقَّ الأمّ في البرّ آكدَ من حقِّ الوالد، جاء رجل إلى نبينا فقال: (يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : "أمك" ,قال: ثم من؟ قال: "ثم أمك" قال: ثم من؟ قال: ثم "أمك" قال: ثم من؟ قال: "ثم أبوك") حديث صحيح, ورعى الإسلامُ حقَّ المرأة زوجةً، وجعل لها حقوقاً عظيمة على زوجها، من المعاشرة بالمعروف والإحسان والرفق بها والإكرام، قال : (ألا واستوصوا بالنساء خيراً؛ فإنهن عوان عندكم)حديث صحيح، وقال: (أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهم خُلُقاً، وخيارُكم خياركم لنسائه) حديث صحيح, ورعى الإسلامُ حقَّ المرأة أختاً وعمَّةً وخالةً، لقوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (ولا يكون لأحد ثلاثُ بنات أو أخوات فيُحسن إليهن إلا دخل الجنة) حديث صحيح, وفي حال كونها أجنبيةً فقد حثَّ على عونها ومساعدتها ورعايتها، حين قال : (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالقائم الذي لا يفتُر، أو كالصائم الذي لا يفطِر).حديث صحيح المكانةُ الاجتماعية للمرأة في الإسلام محفوظةٌ مرموقة، منحها الحقوقَ والدفاعَ عنها والمطالبةَ برفع ما قد يقع عليها من حرمان, أو إهمال، أعطاها حقَّ الاختيار في حياتها والتصرّف في شؤونها وفقَ الضوابط الشرعية، قال جل وعلا: {وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ}[النساء19]، والمرأةُ في نظر الإسلام أهلٌ للثقة ومحلٌّ للاستشارة، فهذا رسول الله أكملُ الناس علماً وأتمُّهم رأياً يشاور نساءَه ويستشيرهن في مناسبات شتى ومسائل عظمى. في الإسلام للمرأة حريةٌ تامة في مناحي الاقتصاد كالرجل سواءً بسواء، هي أهلٌ للتكسُّب بأشكاله المشروعة وطرقه المباحة، تتمتّع بحرية التصرف في أموالها, وممتلكاتها، لا وصايةَ لأحدٍ عليها مهما كان وأينما كان؛ بل إن الإسلامَ يفرض للمرأة من حيث هي ما يسمَّى بمبدأ الأمن الاقتصادي مما لم يسبق له مثيلٌ, ولا يجاريه بديل حينما كفل للمرأة النفقةَ أمّاً, أو بنتاً, أو أختاً, أو زوجةً, وحتى أجنبية؛ لتتفرّغ لرسالتها الأسمى وهي فارغةُ البال من هموم العيش, ونصب الكدح, والتكسُّب. و هذه بعضُ مظاهر التكريم للمرأة في الإسلام، وذلك قبضةٌ من بحر, إن أعداءَ الإسلام تُقلقهم تلك التوجيهاتُ السامية، وتقضّ مضاجعهم هذه التعليمات الهادفة؛ لذا فهُم بأنفسهم وبمن انجرّ خلفهم في حديث لا يكلّ عن المرأة وشؤونها, وحقوقها، كما يتصوّرون, وكما يزعمون، مما يحمل بلاءً تختلف الفضائل في ضجَّته، وتذوب الأخلاق في أزِمّته، دعواتٌ تهدف لتحرير المسلمة من دينها والمروق من إسلامها، مبادئُ تصادم الفطرة وتنابذ القيمَ الإيمانية. دعواتٌ من أولئك تنبثق من مبادئَ مُهلكةٍ, ومقاييسَ فاسدة, وحضاراتٍ منتنة، تزيِّن الشرورَ والفساد بأسماء برّاقة, ومصطلحات خادعة, وللأسف تجد من أبناء المسلمين من في فكره عِوَجٌ وفي نظره خلل ينادي بأعلى صوتٍ بتلك الدعوات، ويتحمّس لتلك الأفكار المضلِّلة, والتوجُّهات المنحرفة؛ بل ويلهج سعياً لتحقيقها وتفعيلها. لقد عرف أعداءُ الإسلام ما يحمله هذا الدين للمرأة من سموّ كرامةٍ, وعظيم صيانة، علموا في مقرراته المؤصلة أن الأصلَ قرارُ المرأة في مملكة منزلها، في ظل سكينة وطمأنينة، ومحيط بيوتٍ مستقرةٍ، وجوِّ أسرة حانية رأوا حقوقَ المرأة مقرونةً بمسؤوليتها في رعاية الأسرة، وخروجها في الإسلام من منزلها يؤخَذ ويمارَس من خلال الحشمة والأدب، ويُحاط بسياج الإيمان, والكرامة, وصيانة العرض، قال تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ}[الأحزاب33]، وقال : (وبيوتهن خير لهن). حديث صحيح حينذاك ضاقوا من ذلك ذرعاً، فراحوا بكلِّ وسيلة, وسعوا بكل طريقة؛ ليخرجوا المرأةَ من بيتها, وقرارِها المكين, وظلِّها الأمين؛ لتطلق لنفسها حينئذ العنانَ لكل شاردةٍ وواردة، ولهثوا لهثاً حثيثاً؛ ليحرّروها من تعاليم دينها وقيم أخلاقها، تارةً باسم تحرير المرأة، وتارةً باسم الحرية والمساواة، وتارةً باسم الرقي والتقدم الكاذب مصطلحاتٌ ظاهرها الرحمة والخير، وباطنُها شرٌّ يُبنى على قلبِ القيم؛ وعكس المفاهيم، وبالتالي تُقام امرأةٌ تؤول إلى سلعةٍ تُدار في أسواق الملذَّات والشهوات؛ فالمرأةُ في نظر هؤلاء هي المتحرِّرةُ من شؤون منزلها وتربية أولادها، وهي الراكضةُ اللاهثة في هموم العيش, والكسب, ونصب العمل, ولفْت الأنظار, وإعجاب الآخرين، ولو كان ذلك على حساب تدمير الفضيلة والأخلاق، وتدمير الأسرة والقيم؛ فلا هي حينئذ بطاعة ربٍّ ملتزمةٌ، ولا بحقوق زوجٍ وافية، ولا في إقامة مجتمع فاضلٍ مساهمة، ولا بتربية نشءٍ قائمةٌ. تلك نظراتُهم تصبُّ في بواثِق الانطلاق التامِّ والتحرُّر الكامل، الذي يُغرق الإنسانَ في الضياع والرذيلة, وفقدان القيمة والهدف والغاية أما في الإسلام؛ فالمرأة أهمُّ عناصر المجتمع، الأصلُ أن تكون مربِّيةً للأجيال، مصنعاً للأبطال، ومع هذا فالإسلام وهو الذي يجعل للعمل الخيِّر منزلةً عظمى ومكانةً كبرى لا تأبى تعاليمُه عملاً للمرأة في محيط ما تزكو به النفس، وتُقَوَّمُ به الأخلاق، وتحفظ به المرأة كرامتَها, وحياءها, وعفَّتها، وتصون به دينها, وبدنَها, وعرضها, وقلبَها، وذلك من خلال ما يناسب فطرتَها, ورسالتَها، وطبيعتَها ومواهبَها، وميولها وقدراتِها. ومن هذا المنطلق؛ فالإسلام حينئذ يمنع المرأة وبكلِّ حزم من كلِّ عمل ينافي الدين، ويضادُّ الخلقَ القويم؛ فيشترط في عملها أن تكون محتشمةً وقورة، بعيدةً عن مظانِّ الفتنة، غيرَ مختلطة بالرجال، ولا متعرّضةٍ للسفور, والفجور, ولئن أردنا حقيقةَ الواقع الذي يخالف ذلك المنهج الإسلامي فاسمعي - يا رعاكِ الله ـ لأحد كُتَّاب الغرب وهو يقول: (إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد؛ فإن نتيجتَه كانت هادمةً لبناء الحياة المنزلية، لأنه هاجم هيكلَ المنزل، وقوَّض أركانَ الأسرة، ومزَّق الروابط الاجتماعية)، وتقول أخرى وهي دكتورةٌ تحكي أزماتِ مجتمعها، تقول: (إن سبب الأزماتِ العائلية, وسرَّ كثرةِ الجرائم في المجتمع هو أن الزوجةَ تركت بيتَها لتضاعفَ دخلَ الأسرة، فزاد الدخلُ وانخفض مستوى الأخلاق)، إلى أن قالت: (والتجاربُ أثبتت أن عودةَ المرأة إلى المنزل هو الطريقةُ الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي هو فيه) .
|