|
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]() وفقكم الله . المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة الثامنة الدين الإسلامي هو دين الله الحق , وهو دين الفطرة والإسلام دين قوي , يبدأ بمعانقة روح الانسان ثم يلامس شغاف قلبه فيتمسّك بها بقوّة ثم يتغلغل في فكر المسلم ويتجذّر ويتشعّب حتى يكون في كل مناحي حياة المسلم , واعتقد ان الاسلام يدخل حتى في تكوين كل خليّة من خلايا جسد المسلم . إن الإسلام حياة متكاملة لمن يعتنقه . ولكن كل تلك القوّة وكل ذلك التغلغل وكل ما ذكرته فيما مضى وكل ما ذكره غيري عن الدين الإسلامي من القوّة والصفاء والوضوح والنّقاء ...... كل ذلك ينهار فوراً إذا اختلّ التوحيد ..... وهذه وجهة نظري الشخصيّة منطلقة من تجارب ذاتيّة فقد رأيتُ انه متى ما اختلّتْ العقيدة التوحيد أقول إذا اعتل التوحيد فأن الاسلام يصبح جِرما فارغاً تتلاعب به كيفما شئتَ . نعم قد يبقى شكل الاسلام العملاق وتبقى كثير من صفات الاسلام السامية ولكنها تكون خاوية , لا معنى لها . والغريب أن الإنسان لا يشعر بذلك .!!! وأقصد بالانسان هنا أي الشخص الذي كان مسلما ثمّ اختلّ توحيده أعني توحيده لله ... الواحد الأحد , الله الذي لم يلد ولم يولد .... وقد ذكرتُ لك ايها القارئ الكريم في الحلقة الماضية اني كنتُ من المدافعين عن الاسلام , وكنتُ حينها ملحداً , وهذا يعني أنه لم يختل عندي التوحيد فحسب , بل اندمر واندرس وذاب وذهب ...... فكيف كنتُ ادافع عن الاسلام وبأي صفة ولماذا .... !!!؟؟ بكل بساطة لم أكن ادافع عن الدين الاسلامي .!!! وما كنتُ افعله هو الدفاع عن نفسي ( أنا) . لم يكن دفاعي نابعاً من إيمان وغَيْرة على الدين . وانما دفاعي كان يكمن في النقاط التالية . ( الذات ) ( الغلبة ) ( الظهور ) ( التسلية ) ولا اظن ان دفاعي حينها يخرج عن تلك النقاط الاربع , وان خرج عنها فيخرج الى ما هو أسوأ منها . وهذا تماما ما نجده عند الكثيرين من المحاورين الآن من بعض الفِرَق والديانات الأخرى ..!! وهذه مصيبة وطامّة تصيب المرء من حيث لا يلقي لها بالاً , وتستمر معه فتحجب عنه الحق وتعميه , وتعيقه عن الوصول الى الحقيقة . وهو مستمر في غيّه , إما يكابر وإما لا يعلم .!! ولأضرب لكم مثالاً ليقرّب اليكم المسألة . لو أني اشجّع نادٍ لكرة القدم . وقرأتَ أنتَ في احدى الصحف أنّ ذلك النادي تعاقد مع أحد اللاعبين الممتازين , ولكنّ ذلك اللاعب مشهور بتعاطيه للمخدّرات . وأتيتَ لتعيب عليّ ذلك فأني سأهب فورا وسأدافع عن النادي وعن إدارته وكم هي نزيهة , ولن يفوتني الدفاع عن طهر ذلك اللاعب وكيف ان ما قيل عنه ما هو إلاّ كذبة لفّقها الاعلام وسافعل كل ما بوسعي لأردّ لك الصاع صاعين . وقد أكيل لك من صنوف الشتائم والسب كيلاً .....!!! لماذا كل ذلك ... هل هو إيماناً مني بالنادي ..!!؟؟ كلّا ,,, ما ذاك سوى نوع من الدفاع عن الذات ..!! فأنت حين ذكرتَ النادي الذي أشجّعه ( أنا ) فقد لامستَ شيئا من شخصيّتي فأسرعتُ اليك أدافع عن ( ذاتي ) وليس عن النادي . !! وربما أني قد سمعتُ او عرفتُ بأن ذلك اللاعب يتعاطى المخدرات فعلا كما ذكرت أنت , وله منكرات أخرى كثيرة ربما انت لا تعلمها . فسوف انفي ما تعرفه وأخفي عنك مالا تعلمه ... كل ذلك طمعاً في أن يفوز ( النادي ) فأحصل ( أنا ) على شيء من ( النصر ) ( والتسلية ) ( الغلبة ) أتمنّى ان يكون المثال اعلاه واضحاً , فالكثير من الذين يدافعون عن معتقدهم لا يدافعون عنها ابتغاء الحق وطلبا للحقيقة . وانما يدافعون بغية الفوز والشعور بالتّفوّق على الخصم ...... اقول الكثير منهم . ومن مثالي السابق أرى أن الصواب هو : أن لو كنتُ صادقاً في حبي لذلك النادي وأدافع عنه حقاً , لتأكّدتُ من الخبر جيّدا ثم ذهبتُ الى إدارة النادي واستعلمتُ منها وابديتُ لها رأي ووضّحت لها الحق .....!!! وسوف يكون لي تصرّفي الشخصي حيال ذلك الحال واعتذر عن المثال بأندية كرة القدم فقد اضطررتُ لسهولة ملاحظة المثال فقط المهم إن الذي ينشد الحق , تراه يعترف بما لديه من تقصير ويثني على ما عند الخصم من مزايا , ويحاول ان يستخدم ما يعرفه هو وما يؤمن به هو ويستخدم عقله وحواسه وما فهمة فعلاً . وينظر للاشياء بعدل وانصاف . أذكر في إحدى المرات تجادلتُ مع أخ سوادني , وفّقه الله , وقد كان مصليّا صائما خاشعا لله تقيّا ( احسبه كذلك والله حسبه ) . تجادلتُ معه في أن التعرّف على الله شيء صعب للغاية فلماذا جعل الله التعرف علهي بهذه الصعوبة والمشقّة .؟؟ فقال لي : التعرّف على الله ليس صعباً وانه لمن ابسط الأشياء ويمكن ..... فقاطعته فوراً قائلا : لو كان ذلك كما تقول فعلاً , وأن التعرف على الله بسيط لما كان هناك مليار ونصف مسيحي ومليارين بوذي واكثر من ذلك كفار والعديد من الناس تائهون ...... !!!!!!!!!!!!!!! ولاحظوا معي مقاطعتي له . جعلتني اخسر فكرته التي كان يريد ايصالها لي . فحين قال ان التعرف على الله امر بسيط , لَمْ اسأله كيف .!! وهنا يبدو لكم واضحاً باني لم اكن اريد ان اتعرّف على الله سبحانه وتعالى فعلاً , وانما كنتُ اريد الكلام والجدل والحوار . ربما ان مقاطعتي له كلّفتي الكثير من السنين حتى عرفت انه كان فعلاً صادقا . ولكن لماذا لم اصمت حتى ينتهي أو اسأله كيف , او دلّني أو اشرح لي .... !! كلّا ... ما كان مني سوى ان سخرتُ منه وقاطعته , وهكذا اضعتُ فرصة هيئها الله لي . وهكذا كل انسان لا يريد ان يرى الحق وفضّل العمى على الهدى . وكان ذلك الحوار بعد عودتي للمملكة العربية السعودية . فقد اكملنا الدراسة بشقيها اللغوي والتخصّصي وكانت مدتهما جميعا سنتين وشهرين تقريباً . تخللتْها عدّة زيارات لسويسرا حيث تعرّفتُ على شخص سويسري هناك واتّفقتُ معه على ان نشترك سويّا في شراء مطعم في جنيف وكانت معرفتي به جاءت عن طريق ابنته التي كانت تزاملني في نفس المدرسة التي كنتُ ادرس فيها اللغة الانجليزيّة , وكنتُ قد طلبتُ الزواج منها ووافقت هي وأسرتها , وبهذا كنتُ سأحصل على الجنسيّة السويسرية . وما أن انتهت فترة الدّراسة في بريطانيا حتى انطلقتُ الى جنيف لإتمام باقي الإتفاقيّة بشأن المطعم والزواج . لم تكن الاتصالات الهاتفيّة حينها متوفّرة كما هي عليه الحال الآن . لم تكن هناك جوالات ولا انترنت ... وهذا ما سيفاجئكم في الحلقة القادمة حيث خبأ لي القدر صدمة لم تخطر على بال ولم تكن في الحسبان . لحين ذلك يحفظكم الله .
التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 25-11-13 الساعة 08:08 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة التّاسعة منحتنا السفارة السعودية في لندن خمسة عشر يوما كإجازة نهاية البعثة وبعدها يجب علينا مباشرة اعمالنا . وقد قضيتُ منها 10 أيام في جنيف . وحين وصولي الى مطار الرياض عصراً وجدتُ انّ جمعاً غفيرا من الإخوة والأصدقاء والزّملاء في انتظاري في أرض المطار . والحمد لله بأني قد كنتُ محبوباً في عملي وبين اصدقائي وكنتُ طريفاً اجيد النّكتة وكثير المزح والمداعبة لأصدقائي , إلاّ أن ذلك الجم الكبير من الاصدقاء قد فاجأني . بعد السلام عليهم , شاهدتُ وجوماً يعلو وجوههم . وكان من بينهم صديقاً يحبني كثيرا واحبّه فلم يستطع صبرا فانفجرَ باكيا . فعرفتُ أن كارثةً ما تنتظرني .... يا إلهي ... ما الخطب ... ماذا هناك يا ترى ...!!؟؟ فأخبروني أن أخي الصغير ( حسن ) قد توفيَّ الى رحمة الله غَرَقاً منذ شهر ونصف ...!!!!! حسبي الله ونعم الوكيل ..!! لقد قضيتُ كل اجازتي في سويسرا ألْهث وراء هذه الدنيا وابحث عن حياة رخيصة تعيسة ... بينما أخي حسن الذي ربيته بنفسي وهو طفل في السنة الثانية من عمره ... تربّى على يديّ ... وكنتُ بمثابة امّه وابيه واخيه , وكان اكثر اخوتي شبها بي في صورته وحركاته ... رحمك الله يا حسن وقع الخبر عليّ اشدّ من وقع الحسام . وقد اصابني من تأنيب الضمير والنّدم ما لم يصبني حتى الآن . فقد ذهبتُ الى جنيف بنما اخي قد توفيّ منذ أكثر من شهر . لم يخبروني بموته لأن ذلك الوقت كان وقتَ اختباراتي النّهائية فخافوا ان يؤثّر ذلك سلباً على دراستي . وكنت في الأيام الأخيرة للدراسة كل ما اتصلتُ على اخوتي هنا في السعوديّة واطلب منهم أن يكلّمني أخي حسن فيعتذرون بأعذار مختلفة فيقولون لي , إما انه نائم أو في السوق أو في حفل او في محاضرة كانوا يخبئون عني خبر وفاته . لكي لا أتأثّر ..... ولا تتأثّر دراستي ...!!!!! بينما أنا مشغول فقط بنفسي إذْ ذهبتُ الى سويسرا .!!! وهذه هي النقطة التي تؤلمني اكثر وجعلتني اكره حتى نفسي واحتقرها . يا للخزي ويا للحسرة والنّدامة الحمد لله على كل الأحوال . بقيتُ تلك الليلة الكئيبة في منزل صديق لي . وبعد أن تفرّق الأصدقاء وذهب الجمع من حولي , تركني صديقي هذا في المجلس حيث هيأ لي فِراشا لأنام عليه وذهب هو لينام في غرفة نومه . وبعد ان هدأ كل شيء اختلستُ النظر الى مقدّمة المجلس فأبصرتُ مسجِّلاً ومن حوله اشرطة كاسيت كثيرة فاخترت واحدا منها عشوائياً وأدرجته في المسجّل , وإذا به الشيخ كشك رحمه الله , بصوته الجهوري وروعة إلْقائه , فلامس ذلك جراحاً عندي فأصغيتُ اليه وانصتُ له . وبكل هدوء تسلّل كلامه الى قلبي وناجى ما يجول بين جوانحي , فهدأتْ مشاعري واستأنستُ بما قاله الشيخ . فقد كان رحمه الله في ذلك الشريط يحث على اللجوء الى الله ولا زلتُ أذكر حتى الآن بعض ما جاء في ذلك الشريط فقد كان يقول : (( إذا اغلِقتْ جميع الأبواب في وجهك فقل يا الله , وإذا تنكّر لك الخلق فقل يا الله وإذا اظلمت الدنيا في عينيك فقل يا الله وإذا ضاقت عليك الدنيا فقل يا الله ... يا الله ... يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله )) فخفضتُ صوت المسجل وبقيت اكرر تلك الكلمة العظيمة . يا الله يا الله كنتُ اقولها بصوت خافت خشية ان يسمعني صاحب البيت وأهله بقيتُ اكررها مصحوبة بحشرجة في الصوت فقد كانت العبرة تخنقني والدموع تنساب من عينيّ متّصلة الى موضع لحيتي ... وأنا اكرر يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله .... يااااااااااااااااااااااا الله هدأت اعصابي ورحمني الله رحمة من عنده حيث ربط على قلبي فلم أجزع ولم اسخط ولم اتفوّه بشيء يخرج عن الأدب مع الله ولم اتصرّف بشيء ينافي الإيمان بالقضاء والقدر . انزل الله عليّ صبرا لم أكن اتوقّعه .... ولا اظن اني استحقّه ولستٌ اهلا لكل ذلك من الله سبحانه وتعالى ولكنّها رحمة الله ومنّه وكرمُه وجودُه وحلْمُه ولطفه وعطفه يفيض بها حتى على العصاه من أمثالي وعلى منهم على شاكلتي من الجاحدين والمعرضين . لا إله إلاّ هو ربّ العرش العظيم . لم استطع النوم حتى أذّن للفجر ... ولكن قبل أن استطرد في الحديث فأنسى سؤالاً أودّ إلقائه عليكم .. ورغم بساطته إلاّ أني أراه هامّاً وهو : هل اختياري لشريط الشيخ كشك كان محض مصادفة .!!!؟؟؟ أما أنا فلا أعتقد انها كانت صدفة .!!! فأنا لم أكن اعرف الشيخ من قبل ولم اسمع به إلا تلك اللحظة وهذا يدلّكم على اني لا اعرف اسماء الاشرطة لكي اختار منها ما يناسب المقام . ثم ان الغرفة مظلمة قليلاً فلم اكن استطيع قراءة عنوان المحاضرات . وأخيراً فإن إصرار صديقي ذاك وإلحاحه على النوم عنده وموافقتي على ذلك كان ذلك غريباً , فصديقي ذاك لم يكن اقرب اصدقائي وكان يسكن مع اهله ( متزوجا ) بينما باقي اصدقائي عزاب وهم كُثُر وكان الاجدر بي ان اسكن عند واحد منهم بدلاً من السكن مع شخص متأهل ...... فكّر جيّدا . فهذا قد شغلني فيما بعد واحببتُ ان تشاركني ايها القارئ فيه . على كل الاحوال ذهبتُ الى المدينة التي بها اخوتي وهي خميس مشيط وكان الجو كئيبا بكل ما تعنيه الكلمة . كان كل ما نظر احد منّا في وجه اخيه انفجر بكاءً . ولكن رحمة الله واسعة ... واسعة جداً ويبدّل الله الاحوال كيف يشاء وبطريقة لا نعلمها نحن البشر فله الحكمة البالغة . وفي احدى الليالي وبعد أنْ أرخى الليل ستاره وكفّت الحركة واخلد الناس الى النوم , اشتدّت عليّ الذكريات وذهبت بي مخيّلتي الى طفولة أخي فتسللتُ الى دولاب أخي حسن الذي كان يضع فيه ملابسه وأمتعته , أريد أن اشمّ رائحته , أريد ان اعانق شيئا من ذكرياته , فوجدتُ حقيبته المدرسيّة ففتحتها , انظر الى خطّه وأتمعّن في خربشته على اغلفة الكتب والدفاتر . وبينما انا كذلك واذا بي اسمع باب حجرة أخي الكبير ينفتح فخشيتُ ان يلاحظني فأنكأ جراحه التي بدأت تلتئم قليلاً , فأخذتُ كتاباً من الحقيبة واعدتها لمكانها بحذر , فاذا سألني أخي فسأقول له اني ابحث عن كتاب لأتسلّى به , فهو يعرف اني احب القراءة , ثم اسرعتُ الى سريري . وفعلاً حصل ما توقّعته فقد سمع اخي جلبتي وجاء يسألني وكان جوابي ما اخبرتكم به اعلاه . وليس هذا هو القصد من الإتيان بهذه التفاصيل الصغيرة . إن القصد اكبر بكثير من ذلك وله علاقة بما سيأتي بعد حين من الزمن . ان القصد يكمن في أن ذاك الكتاب الذي اخذته دون ان أقرأ عنوانه , لقد كان كتابا يتكلّم عن حياة الصحابة ![]() يا ترى اختياري لذلك الكتاب كان أيضاً صدفة ....!!!!؟؟؟؟؟ أوّل ما فتحت ذلك الكتاب كان على منتصف قصّة الصحابي ابي بكر الصديق ![]() ![]() فقد قالوا له إنّ صاحبك يقول انه ذهب الى الأقصى ثم عاد من ليلته فكما يعلم الكثير أنه ردّ عليهم ![]() ( إن كان محمداً قال ذلك فقد صدق ) يا إلهي أيّ إيمانٍ هذا ...!!!؟؟؟ إنه ايمان قوي , إيمان واثق وراسخ رسوخ الجبال الشم ..!!!!! استعجبتُ من هذه القوة الإيمانية .. بينما انا قرأتُ صفحتين او ثلاث فانهارت قوتّي كلها وذهب إيماني مثل رماد ساقته ريح عاصف . ثم ذهبتُ الى قصّة عمّار بن ياسر وآل ياسر جميعاً وكذلك بلال يُسْحَب على الارض وهو يقول أحد احد ..... وغيرهم من المهاجرين والأنصار المهم ان تلك هي بداية حبي للصحابة . ![]() ذلك كان السبب وراء سرد هذا الجزء من الكلام . وهناك فائدة استفدتها من ذلك الكتاب وهو اني تذكرتُ فلمي ( عمر المختار والرسالة ) التي كنتُ قد شاهدتهما في بريطانيا . وفي عصر اليوم التالي ذكرتُ الفلمين لأخي وكان لدينا فيديو فذهب الى متجر لاشرطة الفيديو وكم كانت المفاجأة حينما جاء أخي بالشريطين وقد تمّتْ دبلجة فلم ( عمر المختار ) الى اللغة العربيّة فقد شاهدتُه فقط باللغة الانجليزيّة وقد بدت الفلمان افضل مما شاهدتهما من قبل . فتسمّرنا امام شاشة التلفزيون اكثر من ثلاث ساعات لم يحرّك احدٌ منّا ساكناً . ثم شاهدنا الفلمين في اليوم التالي ثم اجتمع معنا بعض الاصدقاء والجيران في اليوم الثالث للمشاهدة . وهنا ايضا استفدتُ مرتين مرّة تعلّمتُ شيئا جديداً واضفتُ عنصرا جديداً الى معلوماتي , ومرّة بأني ساهمتُ في ذهاب بعض مظاهر الكآبة عن الاسرة وخاصّة اخوتي فقد صار للوفاة عندهم اكثر من شهر ونصف .. ولم تعد جديدة سوى عليّ ولذا حاولت التمثيل أمامهم وكنتُ اظهر لهم عدم حزني , فاذا خلا علي المكان فإني انهار بكاء وامتلئ حزناً . وهذا الكبت لعواطفي جعل المشكلة تطول معي بعض الوقت . ولكن لن أذكر بعد هذا شيئا واني اعتبر ان هذه الحلقة هي حلقة خاصّة بسرد مشاعري وبث حزني والبوح بعواطفي , فسامحوني على اشغالكم معي وسامحوني على الإطالة . والى المنعطف التالي في الحلقات القادمة إن شاء الله الى ذلك الحين اترككم في رعاية الله وحفظه .
التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 25-11-13 الساعة 02:44 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة العاشرة بعد ان هدأت الأمور وسكنتْ العواطف وبدأت الحياة تدريجيّا تأخذ مجراها الطبيعي . وقد بدأت تظهر عليّ سمات الإلتزام , فكنتُ اواضب على الصلاة واتجنّب النقاشات الدّينيّة الاّ ما ندر . اصابتني عزلة بعض الشيء فقام المسئولون في العمل وكذلك الاصدقاء جزاهم الله خيراً قاموا بمراعاة حالتي النفسيّة التي كانت في الحضيض . وجدتُ بعض الهدوء النفسي لفترة من الوقت . وكنتُ قد ذكرتُ لكم فيما سبق التزاماتي التي ابرمتها في جنيف . وكان لزاما علي الوفاء بها او اتّخاذ أي اجراء حيالها , فأنا شخص طبعني الله على احترم العهود والمواثيق والوفاء بتعهداتي مهما كلّفني ذلك . وهذا من فضل ربي , وليس لي فيه أي اجتهاد بل هو طبع فطرني الله عليه . وكنتُ قد اخبرت الطرف السويسري عبر الهاتف بما حدث لي من ثاني يوم من وصولي المملكة وطلبتُ منهم تأخير كل شيء ريثما تعود الى حياتي الطبيعيّة . وكنتُ قد دفعتُ 10 آلاف دولار كمقدّم من ثمن المطعم البالغ حوالي 40 الف دولار ندفعها مناصفة بيننا كشركاء في الثمن . فكّرتُ في الأمر كثيراً وقلّبتُ الأمور , فلم يعد الذهاب الى سويسرى أمراً ممكناً وذلك لما وجدتّه من تعلّق بأخي الأصغر ( علي ) الذي قد اصبح في الصف الأول الثانوي وبقيتُ متعلّقا به أكثر من ذي قبل . اصبحتُ احبّه اكثر ولا أريد البعد عنه , فقد كان لوفاة أخي حسن رحمه الله تأثيرا على عواطفي وقراراتي .. في النهاية , رسى الأمر على عدم الذّهاب الى سويسرى . فأرسلتُ لهم برسالة تحتوي على صورة من شهادة وفاة أخي وصورة من قرار وزارة الدفاع الذي يمنع العسكريين من الزواج بأجنبيات . وذكرتُ لهم ان أي خسائر أو اضرار لحقت بهم جراء تصرّفي هذا , فلهم أن يأخذوها من المبلغ الذي قد دفعته سابقاً فإذا لم تكفي فعليهم ابلاغي وسوف ارسل لهم ما يعوض عن خسائرهم التي حصلت بسببي . لم يكن بالامكان محادثة الرجل عبر الهاتف فهو لا يتحدّث الانجليزيّة إلاّ قليلاً جداً , وانا لا اعرف الألمالنية فكانت الرسائل هي الحل الوحيد وكانت الترجمة تتم عبر ابنته او مصدر آخر . وبعد اسبوع استلمتُ رسالة منه يعزّيني فيها ويشكرني على الالتزام بالاتفاق , وذكر انه لم تلحق به أي خسارة بسببي ولكنّه يحتاج المبلغ ال ( 10 دولار ) لمدة شهرين وسوف يعيدها لي بعدها . ارسلتُ له امتناني وشكرته على تفهمه لظروفي وأعطيته مهلة شهرين آخريْن فوق الشهرين التي طلبها هو . وان صعب عليه الأمر فمتى ما وجدها , ورجوت منه بأن لا يشق على نفسه في رد المبلغ ...... وهنا سؤال : لماذا كل هذا التفصيل في هذا الأمر البسيط , وما الفائدة منه ...!!؟؟ فصلتُ في ذلك الأمر لأمرين الأوّل هو قصّة طريفة حصلت واراها مناسبة لأذكرها والثاني يتعلّق بانتكاستي التالية ....هههههه واليكم القصّة فذات مرّة وصلتني منه رسالة شكرني فيها على ثقتي به واعطائه المهلة وقال في رسالته انه معجب بسلوكي ومرتاح من تصرّفاتي . وقال ( مثل .... ) وقبل ان اكمل القراءة , كنتُ احسبه سيذكر من بين السلوكيّات مثلاً , الشجاعة الكرم والصدق والالتزام والثبات على العهود ....ولكنه لم يفعل نعم لقد اشار الى بعضها من بعيد ولكنه ركّز على شيء آخر لم الق له بالاً . فقد قال في رسالته ... (( .... اعجبني منك جداً حينما كنّا نستقلّ الحافلة وصعد الرجل العجوز فلم يجد مقعداً حيث كانت الحافلة مكتضّة بالركاب ..... فنهضتَ انت واخذتَ بيد ذلك العجوز واجلسته مكانك وبقيتَ أنتَ واقفاً ...)) ثمّ استأنفَ بقوله . (( ... لقد كنتُ فخورا بك , ليس فقط في تلك الرحلة بل بكل صداقتي لرجلٍ مثلك ولن اندم في يوم ما على معرفتي بك ..... الخ )) هل لاحظتم ماذا اعجب الرجل فيّ ....!!!؟؟؟ ولم تنتهي الرسالة بعد فقد ذكر في آخر رسالته قوله : (( ... وقد ذكرتْ لي ابنتي أن لديكم كتاباً مقدّسا , فأرجو اذا كانت تتوفّر لذلك الكتاب ترجمة باللغة الألْمانيّة فأرجوك ان ترسله لي ... )) لاحظتم انه يطلب ترجمة للقرآن الكريم ...!!! وما كان السبب الرئيس الذي اعجبه فيّ سوى أن رجلا عجوزا صعد الى الباص ولم يجد مقعدا . فنهضتُ واعطيته مقعدي الى هنا انتهت رسالة الرجل وانتهى كل ذكر له في هذه الحلقات , ولن تسمعوا عنه بعد الآن شيئا . أما أنا فقد ذهبتُ في عصر ذلك اليوم الى سوق البطحاء ابحث عنما طلبه زميلي فقد فضّلتُ أن اشتريها من مالي ابتغاء الاجر والثواب . فلم اجد في مكتبات البطحاء أي نسخة للقرآن الكريم مترجمة الى الألْمانية , وذلك لنفاذها . وذهبتُ الى اكثر من مكان والى اكثر من مكتبة فم اجد . فذكرني شخص من اهل المكتبات بالمعهد العالي للدعوة الاسلامية . وبعد ظهر اليوم التالي استأذنتُ من عملي وذهبتُ الى المعهد العالي للدّعوة لأطلب منهم نسخة للقرآن مترجمة الى اللغة الألمانية . وكنتُ اعلم ان هناك تراجم كثيرة للقرآن في ذلك المعهد فقد تلقّيتُ فيه دورة لمدة شهر يأخذها كل مبتعث للخارج اجبارياً . وكانوا يوزّعون علينا الكتب المترجمة مجاناً ومنها القرآن الكريم والحديث وبمختلف اللغات . ذهبتُ لمكتب المدير وطرقتُ الباب بهدوء حتى سمعت الإذن بالدخول فوجدت المدير وكان رجلاً كبيرا في السن وعنده شخص آخر يتحدّثان معاً عن الاراضي والمنح , والعقارات . وكنتُ مرتدياً الزّي العسكري . فسلّمتُ عليهما وبقيت واقفا صامتا ريثما ينتهيان من الحديث . كنتُ لا أريد مقاطعتهما .. تحدّثا قليلاً ثمّ التفتَ المدير نحوي بطريقة ليست حسنة .. وقال : نَعَمْ ...... إيشْ عندّك ....!!؟؟ فقلتُ : سلامتك أريد نسخة للقرآن الكريم مترجمة الى اللغة الألمانيّة . فقال : وانا وشْ دخلني في هذا ..!!؟؟ فقلتُ : على الأقل دلّني على الطريقة التي احصل بها على نسخة مترجمة فهناك شخص طلب مني ذلك وربما انه يسلم وبهذا نساهم معاً في هدايته . فقال : يسْلم ما يسْلم ... انا وش دخلني بالموضوع ؟؟ فقلتُ : كنتُ اعتقد ان هذا الموضوع يمكن ان يكون موجوداً عندكم . فقال : هذا معهد ... هذا معهد ... تعرف وش تعني كلمة معهد ....؟؟ فقلتُ : طيّب ... الذي يريد ترجمة للقرآن , كيف يحصل عليها .!؟ فقال : يروح يسأل علنها في البطحاء ما هو في مكتبي فقلت: هل تعرف مكتبة في البطحاء محدّدة تدلني عليها ..؟؟ قال : أقول وراك ما تذلف وتغلق الباب وتخلّي عنك خرابيطك ذِيْ . كنتُ في بداية الأمر اعتقد أن شكلي لم يعجبه او ان منظري لم يكن مألوفا له , وهذا امر طبيعي فليس كل من تقابله يكون مبتسماً . ولكن استغربتُ انه حتى عندما سمع ان قصدي غاليا وعاليا وساميا ومع ذلك قال لي : لماذا لا تغرب عن وجهي وتغلق الباب وتترك الهذيان . الكلمات اعلاه هي ترجمة لكلامه . ولقد كانت كلماته تلك صدمة لم اكن اتوقّعها من رجل يترأس معهدا متخصّصا في الدّعوة الى الله ....!!! اشتطتُ غيضا وامتلأ قلبي حنقاً وارتفع ضغطي , فأطبقتُ شفتي صمتاً وهممتُ بالخروج دفعاً لسوء العاقبة ... فسألني الرجل الذي كان جالسا عند المدير وقال : تعرف شارع الستين بالملز ...؟؟ وكان يريد ان يدلّني على مكتبة او ربما مكان اجد فيه عازتي فقلتُ له بغضب شديد : ( لا ) أنا أعرف شيئا واحداً وهو إما أنّكم كذابون أو أن الاسلام ليس دينا صحيحاً ...!!!! استغفر الله فقال الرجل : حسبي الله ونعم الوكيل ... انا لله وانا اليه راجعون . أما المدير فقد قال : ايه ... هذا اللي توقعته من هذه الاشكال . وللحق والأمانة , فالرجل الذي كان يجالس المدير كان مؤدّبا , فكانت تبدو عليه علامات الأسف من اسلوب المدير ولم ينطق بكلمة واحدة وكان مطرقا رأسه الى الارض ( اظنه حياء ) ... اغلقتُ الباب بعنف , وخرجتُ غضبان , اتخبّط في غيظ شديد من سوء اخلاق بعض الخلق , وضيق الافق لديهم , ولا يهمّهم سوى انفسهم , وبينما انا اسير في أروقة مبنى المعهد قابلتُ شخصاً من بنقلاديش , يعمل هناك فيقوم بتنظيف المسجد وقاعة المحاضرات في ذلك المعهد , وكنتُ قد تعرّفتُ عليه سابقاً وقت دورتي قبل البعثة . كان لطيفاً وكنتُ اعامله بلطف .. فأنا لا انظر ابدا لمنشأ الإنسان والناس عندي حسب مولدهم سواسي . فسلّم عليّ بحرارة وسألني عن سبب مجيئي الى المعهد , فذكرتُ له القصّة ... فضحك وقال لماذا لم تأتي اليّ أنا وسأعطيك كل ما تطلب وكم ما تريد ...!!!!!!!!!!!!!! ثمّ اقتادني الى مستودع صغير هناك وفتحه وقال لي خذ كم ما شئتَ وبأي لغة تريدها , ثم اختار لي هو لما لديه من خبرة في ذلك المجال وحسب ما تأتيهم من التعديلات والتنقيحات .... حسبي الله ونعم الوكيل . وبهذا انتهت القصّة على كل الاحوال حصلتُ ما اريد وارسلت الترجمة لزميلي . والآن عندما تذكرتُ ذلك المدير ارتفع ضغطي وعلي ان اختم هذه الحلقة والى اللقاء ان شاء الله .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|