بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]()
الأثر الأول انصراف الناس عن العبادة من آثار الفتن أنها سببٌ لانصراف العبد عن العبادة التي خُلق لأجلها والطَّاعة التي أُوجد لتحقيقها، وينصرف عن ذكر الله -تبارك وتعالى-، وتُصبح حياته وأيَّامه وأوقاته مشغولةً بالقيل والقال والأمور التي تُثار والفتن التي تتأجَّج، وقلبه يكون مشوَّشا مضطربًا مشغولاً، فلا يهدأ ولا يطمئنُّ ولا يتحقق منه ذكرٌ لله- تبارك وتعالى- على وجه الطُّمأنينة فيكون مضطرب القلب، مشوَّش البال، منشغل الخاطر: ولهذا جاء في الحديث الصَّحيح عن نبيِّنا- عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ( عبادة في الهرج كهجرة إلي ) (1). الهرج: ما يكون في الناس من اضطراب، وعندما تموج الأمور وتضطرب وينشب بين الناس الفتن والقتل ونحو ذلك، من يكون في مثل هذا الوقت مشتغلا بعبادة الله- تبارك وتعالى- فهو كالمهاجر إلى النبي –عليه الصلاة والسلام-. وهذا يبين أن من كان في الهرج مشتغلا بالعبادة: فإنه موفَقٌ سالمٌ من أوضار الفتنة. وأيضا في الوقت نفسه يدل على أن الذي ينبغي على الإنسان في الفتن هو الإقبال على العبادة، وتجنب الفتن: ليفوز بالسعادة والراحة والطمأنينة ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا- عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ( إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن ) (2)، وكررها- عليه الصلاة والسلام- ثلاث مرات. فالسعادة في تجنب الفتن، والاشتغال بالعبادة، والذِّكر، والطَّاعة لله- سبحانه وتعالى-، والتقرب إليه- جل وعلا- بما شرع، بأنواع العبادات، وأنواع الأذكار، وأنواع القربات. وقد جاء في (الصحيح) من حديث أم سلمة ![]() ![]() ![]() فأرشد – عليه الصلاة والسلام- عند نزول الفتن إلى الصلاة، إلى عبادة الله- تبارك وتعالى-، إلى التقرب إليه، قال : ( من يوقظ صواحب الحجرات يصلين، رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عارية في الآخرة ). وأيضا : يدل على هذا المعنى: قوله -عليه الصلاة السلام-: ( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ) (4)، فأرشد إلى الأَعمال الصالحة، يعني يقبل الإنسان على طاعة الله، على الصلاة، على الذكر، على الدعاء، على تلاوة القرآن. وعندما تموج الفتن: يشغل الناس عن الأعمال، وعن العبادات إلا القليل ممن يكتب لهم –تبارك وتعالى- توفيقا وتسديدا وتأييدا. لما وقعت الفتنة في زمن التابعين: قال الحسن البصري رحمه الله –وهو ممن اعتزل الفتن-، قال : ( يا أيها الناس! إنه –والله! – ما سلط الله الحجاج عليكم إلا عقوبة : فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف، ولكن عليكم بالسكينة والتضرع ) (5) : فإن الله يقول : (( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )) 76:المؤمنون، أي أن الواجب على الإنسان هو الاستكانة إلى الله، والتضرع إليه، وملازمة ذكره ، وأن يصلح حاله بنفسه وبيته، وأن يستقيم على طاعة ربه على الوجه الذي يرضي الله –تبارك وتعالى-. وجاء عن أبي هريرة ![]() ويعرف كلٌ واحد منَّا كيف يكون دعاء الغريق، الذي أدركه الغرق كيف يكون دعاؤه؟! يقول : ( تكون فتنة لا يُنجي منها إلا دعاء الغريق )، أنت تُقبل على الله –تبارك وتعالى- اقبالاً صادقًا بأن ينَّجِّيَك ويجيرَك ويسلِّمَك ويحفظك. _____________ 1. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (20/213) من حديث معقل بن يسار ![]() 2. أخرجه أبو داود (4263) من حديث المقداد بن الأسود ![]() 3. (صحيح البخاري) (7069،6218،5844،3599،1126،115). 4. أخرجه مسلم (118 ) من حديث أبي هريرة ![]() 5. أخرجه ابن سعد في (الطبقات الكبرى) (7/164)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) (12/178 ). 6. أخرجه ابن أبي شيبة (7/531). وجاء نحوه عن حذيفة ![]() *****
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
الشـــامـــــخ |
|
|