العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت الكتاب والسنة

بيت الكتاب والسنة خاص بتفسير القرآن وأحكامه وتجويده وأيضاً علم الحديث وشرحه

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-14, 11:21 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
أبو فراس السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو فراس السليماني


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 11232
المشاركات: 1,339 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.32 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 14
نقاط التقييم: 34
أبو فراس السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
أبو فراس السليماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو فراس السليماني المنتدى : بيت الكتاب والسنة
افتراضي

{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ

وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ

وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ

قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ

إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ *

وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا

لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ

كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ *

وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ

وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ

قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا

إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *


قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي

وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا

إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ

فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ *

وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ

فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ *

فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ

قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ *

يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا

وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ

إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }


{ 23 - 29 }


هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته،
وصبره عليها أعظم أجرا،
لأنه صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة،
لوقوع الفعل،
فقدم محبة الله عليها،


وأما محنته بإخوته، فصبره صبر اضطرار،
بمنزلة الأمراض والمكاره
التي تصيب العبد بغير اختياره
وليس له ملجأ إلا الصبر عليها،
طائعا أو كارها،


وذلك أن يوسف عليه الصلاة والسلام
بقي مكرما في بيت العزيز،
وكان له من الجمال والكمال والبهاء ما أوجب ذلك،

أن { رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ }
أي: هو غلامها، وتحت تدبيرها،
والمسكن واحد،
يتيسر إيقاع الأمر المكروه من غير إشعار أحد،
ولا إحساس بشر.




{ وَ } زادت المصيبة،
بأن { غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ } وصار المحل خاليا،
وهما آمنان من دخول أحد عليهما،
بسبب تغليق الأبواب،

وقد دعته إلى نفسها
{ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ }
أي: افعل الأمر المكروه وأقبل إليَّ،

ومع هذا فهو غريب،
لا يحتشم مثله ما يحتشمه إذا كان في وطنه وبين معارفه،
وهو أسير تحت يدها،
وهي سيدته،
وفيها من الجمال ما يدعو إلى ما هنالك،
وهو شاب عزب،
وقد توعدته،
إن لم يفعل ما تأمره به بالسجن،
أو العذاب الأليم.




فصبر عن معصية الله،
مع وجود الداعي القوي فيه،
لأنه قد هم فيها هما تركه لله،
وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء،
ورأى من برهان ربه
- وهو ما معه من العلم والإيمان،
الموجب لترك كل ما حرم الله -
ما أوجب له البعد والانكفاف،
عن هذه المعصية الكبيرة،


و { قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ }
أي: أعوذ بالله أن أفعل هذا الفعل القبيح،
لأنه مما يسخط الله ويبعد منه،
ولأنه خيانة في حق سيدي الذي أكرم مثواي.



فلا يليق بي أن أقابله في أهله بأقبح مقابلة،
وهذا من أعظم الظلم،
والظالم لا يفلح،

والحاصل
أنه جعل الموانع له من هذا الفعل
تقوى الله،
ومراعاة حق سيده الذي أكرمه،
وصيانة نفسه عن الظلم
الذي لا يفلح من تعاطاه،

وكذلك ما منَّ الله عليه
من برهان الإيمان الذي في قلبه،
يقتضي منه امتثال الأوامر، واجتناب الزواجر،


والجامع لذلك كله

أن الله صرف عنه السوء والفحشاء،
لأنه من عباده المخلصين له في عباداتهم،
الذين أخلصهم الله واختارهم،
واختصهم لنفسه،
وأسدى عليهم من النعم،
وصرف عنهم من المكاره
ما كانوا به من خيار خلقه.




ولما امتنع من إجابة طلبها بعد المراودة الشديدة،
ذهب ليهرب عنها ويبادر إلى الخروج من الباب ليتخلص،
ويهرب من الفتنة،

فبادرت إليه،
وتعلقت بثوبه، فشقت قميصه،
فلما وصلا إلى الباب في تلك الحال،

ألفيا سيدها، أي: زوجها لدى الباب،
فرأى أمرا شق عليه،

فبادرت إلى الكذب،
أن المراودة قد كانت من يوسف،


وقالت: { مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا }
ولم تقل "من فعل بأهلك سوءا"
تبرئة لها وتبرئة له أيضا من الفعل.



وإنما النزاع عند الإرادة والمراودة

{ إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
أي: أو يعذب عذابا أليما.



فبرأ نفسه مما رمته به،
وقال: { هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي }
فحينئذ احتملت الحال صدق كل واحد منهما
ولم يعلم أيهما.




ولكن الله تعالى جعل للحق والصدق
علامات وأمارات تدل عليه،
قد يعلمها العباد وقد لا يعلمونها،


فمنَّ الله في هذه القضية بمعرفة الصادق منهما،
تبرئة لنبيه وصفيه يوسف نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة،

فانبعث شاهد من أهل بيتها،
يشهد بقرينة من وجدت معه،
فهو الصادق،

فقال: { إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ
فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }
لأن ذلك يدل على أنه هو المقبل عليها،
المراود لها المعالج،
وأنها أرادت أن تدفعه عنها،
فشقت قميصه من هذا الجانب.




{ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ
فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ }
لأن ذلك يدل على هروبه منها،
وأنها هي التي طلبته فشقت قميصه من هذا الجانب.




{ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ }
عرف بذلك صدق يوسف وبراءته،
وأنها هي الكاذبة.




فقال لها سيدها:
{ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }
وهل أعظم من هذا الكيد،
الذي برأت به نفسها مما أرادت وفعلت،
ورمت به نبي الله يوسف نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة،


ثم إن سيدها لما تحقق الأمر،
قال ليوسف: { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا }
أي: اترك الكلام فيه وتناسه ولا تذكره لأحد،
طلبا للستر على أهله،


{ وَاسْتَغْفِرِي }أيتها المرأة
{ لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }
فأمر يوسف بالإعراض،
وهي بالاستغفار والتوبة.










عرض البوم صور أبو فراس السليماني   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 :
أبو بلال المصرى, أبو فراس السليماني, الشـــامـــــخ

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 09:53 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant