ولقد أشركَ الصوفية إشراكاً خبيثاً،
وأخبثُ ما فيه أنه يفتن الناسَ عن حقيقته،
فيظنونه توحيداً صافياً.
لقد خدعتك الدعوة الخلقية في الصوفية عن عقيدتها،
فوزنت قولها في الأخلاق بميزانك العاطفي
الذي يهتز مع الخديعة، ويميل ظالماً مع الهوى،
ولكن زِنْها بميزان الحق والعدل من كتاب الله،
زنها بميزان التوحيد الخالص،
وثَمَّت ترى أنها الفتنة الخاتلة،
وأن دعوتها الخلقية ليست إلا شِفَّ رياء
يحاول ستر عقيدتها الملحدة.
اسمعوا ما يقول ابن عربي عن الله:
يا خالقَ الأشياء في نفسِهِ ** أنتَ لِما تخلقُهُ جامعُ
تخلقُ ما لا ينتهي كَوْنُهُ فــيــكَ، فأنتَ الضيقُ الواسعُ
يصف اللهَ بأنه خالق مخلوق.
وبأن ذاته هي جميع ذوات أنواع الخلق،
وأنه ما زال يخلق في نفسه مالا ينتهي من أنواع الخلق،
فهو ضَيِّقٌ؛ باعتباره حقاً؛
أي مُجَرَّداً عن النعوت،
وهو واسع باعتباره خلقاً متنوعاً كثيراً لا ينتهي.