. {
ويقولون :
الجهاد ,
الجهاد !! }
يقول العلامة ربيع بن هادى المدخلي حفظه الله ورعاه :
" منذ نشأ الإخوان المسلمون وهم يقولون جهاد ! جهاد !!
الدولة الإسلامية !!!
الخلافة الإسلامية !!!!
والمسلمون في انحطاط على أيديهم وفي تقهقر إلى الوراء والوراء على أيديهم , مع الأسف الشّديد وهم يزعمون أنّهم دعاة الإسلام والمجاهدون باسم الإسلام ؛
ومع الأسف الشّديد لا يزيدون الأمّة إلاّ هلاكا ويقدمون شباب الأمّة هدايا على أطباق من الذهب كما يقال للأمريكان وللرّوس يذبحونهم كما يذبحون الفراريج والدّجاج ,
يقدّمونهم هكذا لا عدّة من عقيدة ولا عدّة من مادّة وسلاح ..
الله تبارك و تعالى شرع
الجهاد في هذه الأمّة إذا كانت أمّة حقّا مؤهلة للجهاد بعقيدتها وبرجالها وبأخلاقها وبعدّتها المادية والعسكرية فهؤلاء لا عقيدة صحيحة ولا منهج صحيح ولا عدّة مادية !
ويقولون :
الجهاد ,
الجهاد !!
أهلكوا الأمّة وهم والله يتمتّعون ويتلذذون بالمناصب وبالأموال والمآكل والمشارب ويذهب ضحيّة هذه الشعارات الفاسدة ، وهذا الصراخ المفتعل ,
يذهب ضحايا كثيرة من أبناء المسلمين بهذه الشعارات والنّداءات الفارغة !!
فعلى الأمّة أن ترجع إلى كتاب ربّها ، وسنّة نبيّها ؛ لتكون أمّة وسطا كما أخبر الله ، وكما وصف الله تبارك و تعالى , ولتكون خير أمّة أخرجت للنّاس وبهذه العودة وباستعادة هذه المكانة عند الله عزّ وجلّ تعود العزّة والكرامة للأمّة ،
ووالله لن تنفع هذه الشعارات هذه الأمّة أبدا بل ما تزيدها إلاّ انحطاطا ودمارا وذلاً وهوانا..
ألا فليدرك المسلمون مصدر عزّهم ومصدر هلاكهم ! فيجتنبوا مصادر الهلاك ؛ ومنها هذا الغلوّ وكثير من هذا الغلوّ مفتعل والله أعلم ، ومصطنع ,
وتعرف مصدر عزّها فتهرع إليه وتعظّ عليه بالنّواجذ ، وتربّي أنفسها وأجيالها عليه ليحقق الله لهم ما حقّقه لأسلافهم الكرام..
أسأل الله أن يهيئ لهذه الأمّة دعاة صادقين مخلصين يعودون بهم إلى مصدر عزّتهم وكرامتهم وسعادتهم
( كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) الذي فيه كلّ الكمال ومنه التّوسط والاعتدال .
أسأل الله أن يحقق ذلك .
وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ".
[المصدر : مقال للشيخ بعنوان "وسطية الإسلام"]