تتمة
الشيخ : وشىء أخر وأهم ، الآية لها تتمة ((وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)) عمرهم ما بيتفكروا ، تفكيرهم فقط منصب على ذكرهم ، وليت هذا الذكر كان على نهج الرسول كما ذكرنا ، فهم يعنى أعرضوا عن العمل بالآية من أولها إلى أخرها لأن من تمامها وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، لذلك جاء فى صحيح مسلم أن النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم ... كان إذا قام من الليل رفع رأسه إلى السماء وقرأ هذه الآية هذا من السنة (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))
* فهو مبتدع كما سمعت
أيا جيل التصوف شر جيل **** لقد جئتم بشئ مستحيل ... أفي القرآن قال لكم إلهي كلوا*** مثل البهائم وارقصوا لي
ممممممممممم ، لااله إلا أنت ، نعم
طالب : الشيخ عبد القادر الجيلانى متمسك بالكتاب والسنة فما معنى الصوفية لرجل متمسك بالكتاب والسنة ، ماهى الصوفية ؟ وأضيف هل ممكن أن يكون سلفى صوفى ؟
الشيخ : على حسب بقى تفسير الصوفية ، لما تجادل صوفية أخر الزمان بيقولوا - بس هم غير صادقين - بيقولوا يا اخى شو بتنكروا علينا ؟ الصوفية هى الأخلاق التى جاء بها الإسلام ، وهى السلوك الذى جاء به الإسلام ، نحن نقول : إذا فسرتم الصوفية بهذا المعنى فمعنى ذلك أنكم على الكتاب والسنة ، لكن انتم لا تقفون عند الكتاب والسنة ، بل تزيدون على ذلك أشياء سواء من حيث المبالغة فى الزهد - كما ذكرت انفا - أو الإنحراف فى السلوك فى الذكر مثلا ونحو ذلك ، والترهب والإعراض عن نعم الدنيا والتمتع بها
الطالب : يعنى بيهتموا بالباطن شوية
الشيخ : معلش ، إذا كان فى حدود الشرع فنحن نرحب بهذه الصوفية ، لكن الصوفية ليس لها دلالة محددة النطاق بحيث أنها ترفع الخلاف ، وعلى العكس، نحن نقول كلمة صوفية دخيلة فى الإسلام لفظا على الأقل ، كل منهم يعطى لهذا اللفظ معنى ، ولا تجدهم يتفقون على معنى واحد حتى نقول هذا المعنى يطابق الكتاب والسنة .
إذن إذا كان هذا المعنى هو المقصود بالصوفية فأهلا وسهلا ، لكن لا يوجد هذا بين أيدى القوم إطلاقا ، فيه عندك مثلا كتاب حقائق عن الصوفية لأبن بلدنا هذا ، حقائق عن الصوفية بيجيب أشياء ثقافات وخرافات منها أن الصحابة كانوا إذا ذكروا الله مالوا فى ذكرهم كما تميل الأشجار ، هذا حديث صوفى وكفاك ، ماله اصل فى كتب السنة إطلاقا ، كل من رواه إنما هو صوفى أيضا ، مع كونه من أهل الحديث يعنى يروى الحديث وهو أبو نعيم الأصبهانى فى كتابه حلية الأولياء تجد هذا الأثر فى الكتاب بسند لا تقوم به حجة .
فهذا يأتى بهذا الأثر فى كتابه على قاعدة لا إسلامية الغاية تبرر الوسيلة ، هو يريد أن يدعم ماهو فيه ولو أن يتعلق بخيوط العنكبوت أو بخيوط القمر ، فهو ألف هذا الكتاب ليثبت للناس أنه على السنة ، تُرى من يأخذ بالأحاديث التى لا تصح إطلاقا ولو على قول لا يكون من أهل السنة سواء قال انا صوفى أو قال أنا حنفى أو قال أنا حنبلى .
العبرة ليس بالأسماء هنا بقى الحقيقة – وإنما العبرة بالمسميات، ومادام أن لفظة التصوف صارت تفسر بعدة تفاسير فحينئذ " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " أنت أيها المنتمى إلى التصوف بالمعنى السالم ، مالذى يحملك على أن تسمى هذا المعنى السالم الذى جاء به الشرع بالتوصف ؟ وأنت تعرف أن هذا الإسم له معانى غير المعانى التى تدندن حولها ؟ فأقل ما يقال هنا " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " لكن الواقع أن الذين يعرفون عند الناس بأنهم من الصوفيين بلا شك أنهم لا يستون فى مدى تمسكهم بالتصوف ونوعية هذا التصوف، هل هو منحرف فى العقيدة ؟ أم منحرف فى السلوك ؟ أم منحرف فى الغلو فى الزهد ؟ وعدم الإنحراف فى السلوك شو مداه ؟ هل هو كثير أم قليل أشياء
الطالب : بدى أفهم شو هى هالمراقبة والمقامات الى بيحكوا فيها
الشيخ : صحيح ، لكن أخى الى بدو يقرأ كتب الحارث المحاسبى أو كتب الغزالى بدو يكون فقيه حتى ما تزل به القدم ، هل قرأت قصة الإمام أحمد مع الحارث المحاسبى ؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب ، تُرى من اعلم بالكتاب والسنة الحارث أم الإمام إمام السنة ؟ إمام السنة سمع درس وعظ الحارث المحاسبى وهو مخبىء بالتعبير السورى - باليوك – يعنى مكان توضع فيه الثياب وله ستارة - كان للإمام أحمد تلميذ بلغه أنه يحضر مجالس المحاسبى ووعظه فقال له : أخبرنى بيوم ميعاد مجىء الحارث أريد أن اسمع ، فأخبره وحطه فى مكان لا يشعر به احد ، والحارث بدء فى الوعظ والإرشاد، ومن شدة وعظة وتأثيره فى القلوب تأثر الإمام أحمد وبعد ما انصرف الجماعة خرج هو وقال له : انا ما سمعت كلاما يؤثر فى القلوب كهذا الكلام ومع ذلك أنصحك إلا تجلس معهم شو السبب ؟
الطالب : تكلم فى علم الكلام
الشيخ : ما أعتقد الحارث صوفى وليس من علماء الكلام ، المهم سواء كان هذا أو هذا هل أنت فى شك أن الحارث المحاسبى كان واعظا وكان يؤثر ؟ فسواء تكلم فى علم الكلام أو التصوف ، المهم أنه هذا فيه مزلق بل مزالق ، فاللى بدو يقرأ للحارث المحاسبى بدو يكون متمكن فى العلم الصحيح المستقى من الكتاب والسنة.
* أنا أحدثك عن نفسى قصتى طويلة لكن نقدم الخلاصة ، أنا أول ما بدأت العلم بكتاب الغزالى إحياء علوم الدين ، لكن ليس من أجل كتابه ، وإنما من أجل الأحاديث التى أوردها هو فى كتابه وجاء الحافظ زين الدين العراقى من بعده وخرجها وميز صحيحها من ضعيفها ، فأنا لما علمت وكان عمرى يمكن ستاشر سبعتاشر سنة ، لما علمت أن فيه كتاب بيخرج أحاديث الإحياء نزلت السوق مثل المجنون أسأل وين ها الكتاب حتى وجدته ، وأنا سنى صغير ووالدى معيل وفقير مافى عندنا طاقة نشترى هذا الكتاب فاستأجرته بالأجرة ، المهم بدأت أنسخ الكتاب – أى كتاب التخريج مش الإحياء – بطريقة مالنا فيها الأن ، لكن شو بيصير معى ، يجيب حديث مثلا شو علاقة هذا الحديث وشو البحث فيه ؟ واطلع فوق بقى ، الحديث تحت وكلام الغزالى فوق ، تشوفنى رحت مع الغزالى وقرأت صحيفة صحيفتين
مثلا عجائب القلب فصل كتاب من كتبه، كتاب الرياء ، كتاب العجب إلى أخره ، الحقيقة أنا أنتفعت منه من الناحية هذه ، لكن غيرى تضرر به شو السبب ؟ لأنه صار يقول مثلا بما يقول هو مثلا بما يقول هو فى أول كتاب فى كتابه الإحياء أسمه كتاب العقائد يقول فيه " لله تكليف العباد بما لا يطيقون " كيف وربنا يقول ((لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا))
الطالب : يقول لكنه لم يفعل
الشيخ : ها الوهمة بتكفينى منك ، هاى بيكفينى منك ، معناها أنت متأثر ، كيف كلف وهو يقول لا يكلف كيف أقول ((لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)) لعلى أنا ما فهمت عليك ؟
الطالب : نعم : لا نافية للجنس يعنى لا يكلف أبدا
الشيخ : فيه أشياء أكتر من هيك - لعلك قرأت هذا - هم يقولون لله تعذيب الطائع وإثابة العاصى - وأظنك قرأت هذا- كيف هذا ؟ وربنا يقول: ((أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ، ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ،)) تعذيب الطائع ، إذا شرحنا هذا الكلام يعنى : يجوز على الله أن يأخذ محمد يوم القيامة يحطه فى اسفل سافلين ، ويأخذ إبليس الرجيم ويضعه فى المقام المحمود ، يجوز على الله هذا ، يجوز على الله ، هذا من كلام علم الكلام .
الطالب : الأشاعرة
الشيخ : نعم الاشاعرة بس خليها مستورة
أخر : لو سمحت سيدنا الشيخ بالنسبة للصوفية ، اللى بفهمه أنه لا صوفية فى الإسلام وطبعا فيه قول عن الرهبنة فى المسيحية ، بدى أسأل مدى حكمكم على الوهابية التى تحرم الصوفية والأولياء والمزارات وها الشغلات هاى ، وتأخذ بالسنة كما نقرأ عنها ، هل هى أقرب شىء للسنة الصحيحة
الشيخ : بس بفهم منك كلمة قبل ما أجاوبك أنه الولياء بينكروا الأولياء
أخر : مش ينكروا ، هم لا يعتقدون يعنى
أخر : لا يؤمنون بزيارة الأولياء يعنى مثل فى مصر السيد البدوى والسيدة زينب والحسين يعنى زيارات للتبرك ما بيؤمنوا فيها، بيحرموها حتى، ولكن يمشوا على السنة والشغلات الرئيسية فى الإسلام ، طبعا الصوفية ما يعترفوا بها
الشيخ : بلا شك قبل ما بنتكلم بريد أن الفت نظرك ونظر الإخوان ، فيه ناس بيقولوا عن أنفسهم صوفيون ، لكن لا يوجد ناس يقولون على أنفسهم نحن وهابيون ، وحينئذ لا ينبغى لنا نحن أن نلمز ناس من الناس بلقب هم لا يتبنونه ، إذا قلت للشيعى أنت شيعى ، يقول لك بكل فخر ، إذا قلت للشيوعى أنت شيوعى ما بينكر ، إذا قلت للصوفى أنت صوفى بيقول لك نعم أنا صوفى ، لكن لا يوجد على وجة الأرض من يقول أنا وهابى ، هذه حقيقة تأريخية يجب أن نكون منها على بينة ، بعد ذلك أجيب عن سؤالك بعد هذا التنبيخ ، الناس اللى بيقولوا عنهم من لا يعرفون حقيقة أولئك الناس اللى يقولوا عنهم وهابية ، هؤلاء يقولون عنهم ما لا يعتقدون * مثلا أنت أنفا نقلت بانهم ينكرون زيارة الأولياء ، ما ينكرون زيارة الأولياء ، ما ينكرون زيارة المؤمنين كافة ، لكن ينكرون ما يقع من بعض الجهلة عند هذه القبور ، والحقيقة إن هذا خطأ - ولا مؤاخذة - ربما تكون أنت ناقل ، وناقل الكفر ليس بكافر ، وناقل الخطأ ليس بمخطىء ، لكن هذا الخطأ مسطور يعنى - قرأناها فى عديد من الرسائل - أن هادول اللى بيقولوا الناس عنهم وهابية بينكروا زيارة القبور ، لعلكم جميعا تعرفون أن هؤلاء الناس الذين لا يقولون عن أنفسهم نحن وهابيون ، إنما الناس هم الذين يقولون عنهم وهابية ، هم لهم تاريخهم من أكثر من متين سنة لأنهم هم اتباع محمد بن عبد الوهاب .
* هذا الذى يقوله محمد بن عبد الوهاب وجماعته إلى اليوم معروفين " النجديين أو السعوديين" هؤلاء وجدوا بعد ابن تيمية بنحو قول تقريبا ربعميت سنة خمسميت سنة ، فابن تيمية يقول بقولهم و بالمعنى الأدق هم يقولون بقول ابن تيمية ، فهل ابن تيمية وهابى وهو وجد قبل محمد بن عبد الوهاب بتلات أربع قرون ؟ طبعا لا
أخر : هو مؤسس مذهب عندهم ، لكن تعاليمه مشيت لحد الأن على اساس أنها هى السنة الصحيحة اعتقدوا هيك ، لكن التسمية مش واردة وهى فعلا كما تفضلت مأخوذ عن ابن تيمية
الشيخ : أعتقد أن الوهابية يختلفون عن سائر المسلمين فى شىء ، نحن بنساير الناس فى الإسم ، لكننا لا نعتقد هذه الكلمة ، لأن فى الحقيقة يقول قائلهم :
إن كان تابع أحمدٍ متوهِّباً * * * فأنا المقرُّ بأنني وهَّابي
هذا على ميزان ما روى عن الإمام الشافعى حين قال :
إن كان رفضاً حب آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي
فهو اقتبس منه فقال:
إن كان تابع أحمدٍ متوهِّباً * * * فأنا المقرُّ بأنني وهَّابي
الجماعة النجديين هادول هالى بيقولوا عنه وهابية يلتقون مع المسلمين فى أصول التمذهب ، كما أنه غالب المسلمين اليوم إما حنفية أو شافعية أو مالكية أو حنابلة ، النجدين هادول حنابلة ، تراهم كسائر المسلمين تماما فى التمذهب ، يختلفون عن سائر المسلمين فى ناحية هامة جدا وهى فهمه للتوحيد فهما صحيحا ، فهمهم لكلمة لا إله إلا الله فهما منجى لقائله من الخلود فى النار يوم الله ، لأنه قد جاء فى القرآن الكريم كما نعلم جميعا (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ.. ) اليوم أكثر المسلمين لا يعرفون أنواع الشرك التى تخل بعقيدة لا إله إلا الله بخلاف النجديين فقد درسوا هذه العقيدة دراسة دقيقة جدا ، الأطفال الصغار منهم يعنى يعرفون هذه العقيدة أحسن ما بيعرفها الكبراء منا .
فهم الحقيقة فى مسألة العقيدة قدوة للناس جميعا ، لكن من الناحية المذهبية هم مذهبيون ، نحن نلتقى معهم فى التوحيد ونختلف عنهم فى التمذهب ، فنحن لا نرى أنه يجوز للمسلم أن يتدين وأن يتقرب الى الله بالتمسك بمذهب إمام من أئمة المسلمين لسببين اثنين :
الأول : أن هذا التدين – وأنا لا أقول التقليد فأرجو الإنتباه – فأنا لا أقول لا أرى التقليد ، بل أرى التقليد أحيانا ضرورة لكبار العلماء ، لكنى أقول – وأكرر ما أقول - لا نرى التدين بالتقليد ، أي : أن ينشأ الإنسان ما يعرف من دينه إلا مذهبه ، ومذهبه شو مذهب أبوه ؟ لا فرق إن كان سنيا أو شيعيا أو زيديا أو قاديانيا أو.. أو.. الخ ، هذا التدين بالتقليد لا نراه لأن الله لام المشركين على تقليدهم لأبائهم.
* لكننا نوجب على كل مسلم ما أوجبه الله تبارك وتعالى إن كان عالم أن يأخذ بالكتاب والسنة ، وإن كان غير عالم أن يستفيد من العلماء جميعا وليس من عالم واحد ، أنا حنفى ، حتى لعله من المعروف لديكم أنه هذا الجو مش مع اللى بيعيشه ، حتى الخاصة من المشايخ يأتى العامة ليسأل أحد المشايخ فيسأله أنت شو مذهبك ؟ يقول له حنفى ، يفتيه على المذهب الحنفى، شافعى بيفتيه على المذهب الشافعى ، هذا إن كان دارس المذاهب ، وإلا بيفتيه على مذهبه ، لانه ما بيعرف المذاهب ، بينما واجب العالم أن يفتيه بما قال الله وبما قال رسول الله ، وهنا فيه بحوث طويلة، الأئمة من وين أخذوا ؟ صحيح أخدوا من من كتاب الله ومن حديث رسول الله
ولكن هل كل إمام وكل ما أخذه هذا الإمام من الكتاب والسنة صواب ؟ إذن تعددت الصوابات وتناقضت الأحكام الشرعية .
ولعل المثال المعروف اليوم : واحد لمس يد أمرأة انتقض وضوئه ولا لا ؟ فى المسألة قولان :
1-انتقض إن كان بشهوة ،
2-وما انتقض إذا كان بغير شهوة ،
أما مسألة خروج الدم فيها ثلاث أقوال :
1- ينتقض مطلقا سواء كان قليلا أو كثيرا وهذا مذهب الحنفية ، مذهب الشافعى:
2-لا ينقض مطلقا سواء كان قليلا أو كثيرا ،
3-مذهب الحنابلة إن كان كثيرا نقض وإن كان قليلا لم ينقض
* هذه أقوال أئمة بلا شك قالوها بإجتهاد وهم مأجرون على كل حال ، لكن هل هذه الأقوال التلاتة المتناقضة ممكن أن تكون وحى من السماء؟ هذا مستحيل لأن الله عز وجل مما وصف به كتابه تبارك تعالى : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } فوجود الإختلاف الكثير فى المسألة الواحدة دليل أن هذا الإختلاف ليس من الله عزو جل إذن من أين هذا الإختلاف ؟ من الائمة فمن اصاب منهم له أجران ومن أخطأ له أجر واحد .
* لذلك نحن مانرى أن الانسان يتدين بتقليد مذهب ، لأن بيجوز يكون المذهب الثانى فى مسألة ما اصح من المذهب الى عاش عليه ، فجماعة النجديين هؤلاء الذين يقال عنهم وهابين هم فى العقيدة لا يؤخذ عليهم شىء أبدا ، لكن من حيث التمذهب هم كسائر المسلمين ، إلا طبعا أفراد كما فى كل المذاهب ، علماء فحول يدرسون الشريعة على ضوء الكتاب والسنة ، ويفتون بما يعلمون من الكتاب والسنة ، فهؤلاء قلة هنا وهناك وفى كل البلاد ، لكن كأمة أو كشعب - بمعنى أصح لغة - الشعب النجدى حنبلى ، والشعب التركى مثلا حنفى والشعب المغربى مالكى والشعب السورى والأردنى والمصرى حنفى وشافعى ، لكن النجديين يتقول عليهم كثيرا بسبب أن عقيدتهم فى الواقع على الكتاب والسنة ، وبيخالفوا علماء المسلمين فى كثير من المسائل منها ماسبق ذكره أنفا ، هم لا يقولوا بأن الله يكلف عباده مالا يطيقون لأن هذا نص القرآن الكريم ،هم لا يقولون أنه يجوز على الله أن يعذب الطائع ويثيب العاصى مع أن هذا يقوله كثير من علماء الكلام ، لا أدرى إذا كنت أجبتك عن سؤالك ؟
أخر : سؤالى عن الأولياء
الشيخ : عفوا ، بقى كلمة حول الأولياء والصالحين فعلا ، كثير من المسلمين اليوم ليس فقط فى مصر كما أشرت حتى فى سوريا وربما هنا فيه مقامات يدعى أن مدفون فيها أولياء وصالحين ، فيُقصدون بقصد قضاء الحوائج ، ويتبركوا ، بيأخدوا الخرا عشان الولى يتذكره عند ربه ويطلب منه الحاجة ويقضى له إيها ، هذه كلها تنافى الكلمة الطيبة لا إله إلا الله لآن معنى لا إله إلا الله لامعبود بحق فى الوجود إلا الله ، المسلم حينما يأتى يزور القبر ويطلب منه المدد ويطلب منه المعونة والشفاء ونحو ذلك هذه كلها شركيات ووثنيات يحاربها النجديون أشد محاربة لأن كتاب الله قام على ذلك.
سلسلة الهدى و النور بداية الشريط 72