العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم دليل وتوثيق > بيت فـرق وأديـان

بيت فـرق وأديـان قسم مخصص لجميع الفرق والأديان التي تنسب نفسها للإسلام وغير الإسلام أيضاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-24, 02:04 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 571 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 4
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت فـرق وأديـان



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه


التغريب

التعريف:

التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية، يرمي إلى صبْغ حياة الأمم بعامة، والمسلمين بخاصة، بالأسلوب الغربي، وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

• بدأ المشرقيون في العالم الإسلامي مع نهاية القرن الثامن عشر ومطلع التاسع عشر بتحديث جيوشهم وتعزيزها عن طريق إرسال بعثات إلى البلاد الأوروبية أو باستقدام الخبراء الغربيين للتدريس والتخطيط للنهضة الحديثة، وذلك لمواجهة تطلع الغربيين إلى بسط نفوذهم الاستعماري إثر بدء عهد النهضة الأوروبية.

• لما قضى السلطان محمود الثاني على الإنكشارية العثمانية سنة 1826م أمر باتخاذ الزيِّ الأوروبي الذي فرضه على العسكريين والمدنيين على حد سواء.

• أصدر السلطان العثماني عبد المجيد منشوراً 1255هـ/ 1839م يسمح فيه لغير المسلمين بأن يلتحقوا بالخدمة العسكرية.

• استقدم السلطان سليم الثالث المهندسين من السويد وفرنسا والمجر وانجلترا وذلك لإنشاء المدارس الحربية والبحرية.

• قام محمد علي والي مصر، والذي تولى سنة 1805م، ببناء جيش على النظام الأوروبي، كما عمد إلى ابتعاث خريجي الأزهر من أجل التخصص في أوروبا.

• أنشأ أحمد باشا باي الأول في تونس جيشاً نظامياً، وافتتح مدرسة للعلوم الحربية فيها ضباط وأساتذة فرنسيون وإيطاليون وإنجليز.

• افتتحت أسرة القاجار التي حكمت إيران كلية للعلوم والفنون على أساس غربي سنة 1852م.

• منذ عام 1860م بدأت حركة التغريب عملها في لبنان عن طريق الإرساليات، ومنها امتدت إلى مصر في ظل الخديوي إسماعيل الذي كان هدفه أن يجعل مصر قطعة من أوروبا.

• التقى الخديوي إسماعيل في باريس مع السلطان العثماني عبد العزيز 1284هـ/1867م حينما لبَّيا دعوة الإمبراطور نابليون الثالث لحضور المعرض الفرنسي العام، وقد كانا يسيران في تيار الحضارة الغربية.

• ابتعث كل من رفاعة الطهطاوي إلى باريس وأقام فيها خمس سنوات 1826 – 1831م وكذلك ابتعث خير الدين التونسي إليها وأقام فيها أربع سنوات 1852 – 1856م وقد عاد كل منهما محملاً بأفكار تدعو إلى تنظيم المجتمع على أساس علماني عقلاني.

• منذ 1830م بدأ المبتعثون العائدون من أوروبا بترجمة كتب فولتير وروسو ومونتسكيو في محاولة منهم لنشر الفكر الأوروبي الذي ثار ضد الدين(*) الذي ظهر في القرن الثامن عشر (على النحو الذي فصلنا، في مادة العلمانية).

• أنشأ كرومر كلية فيكتوريا بالإسكندرية لتربية جيل من أبناء الحكام والزعماء والوجهاء في محيط إنجليزي ليكونوا أداة المستقبل في نقل ونشر الحضارة الغربية.

- قال اللورد لويد (المندوب السامي البريطاني في مصر) حينما افتتح هذه الكلية سنة 1936م: "كل هؤلاء لن يمضي عليهم وقت طويل حتى يتشبعوا بوجهة النظر البريطانية بفضل العشرة الوثيقة بين المعلمين والتلاميذ".

• كان نصارى الشام من أول من اتصل بالبعثات التبشيرية وبالإرساليات ومن المسارعين بتلقي الثقافة الفرنسية والإنجليزية، كما كانوا يشجعون العلمانية التحررية وذلك لعدم إحساسهم بالولاء تجاه الدولة العثمانية، فبالغوا من اظهار إعجابهم بالغرب ودعوا إلى الاقتداء به وتتبع طريقه، وقد ظهر ذلك جلياً في الصحف التي أسسوها وعملوا فيها.

• كان ناصيف اليازجي 1800 – 1871م وابنه إبراهيم اليازجي 1847-1906م على صلة وثيقة بالإرساليات الأمريكية الإنجيلية.

• أسس بطرس البستاني 1819 – 1883م في عام 1863م مدرسة لتدريس اللغة العربية والعلوم الحديثة فكان بذلك أول نصراني يدعو إلى العروبة والوطنية إذ كان شعاره "حب الوطن من الإيمان"، كما أصدر صحيفة الجنان سنة 1870م التي استمرت ستة عشرة سنة. وقد تولى منصب الترجمة في قنصلية أمريكا ببيروت مشاركاً في الترجمة البروتستانتية للتوراة(*) مع الأمريكيَيْن سميث وفانديك.

• أنشأ جورجي زيدان 1861 – 1914م مجلة الهلال في مصر وذلك في سنة 1892م، وقد كان على صلة بالمبعوثين الأمريكان، كما كانت له سلسلة من القصص التاريخية التي حشاها بالافتراءات على الإسلام والمسلمين.

• أسس سليم تقلا صحيفة الأهرام في مصر وقد سبق له أن تلقى علومه في مدرسة عربية بلبنان والتي أنشأها المبشر الأمريكي فانديك.

• أصدر سليم النقاش صحيفة المقتطف التي عاشت ثمانية أعوام في لبنان انتقلت بعدها إلى مصر في سنة 1884م.

• تجوَّل جمال الدين الأفغاني 1838-1897م كثيراً في العالم الإسلامي شرقاً وغرباً، وقد أدخل نظام الجمعيات السرية في العصر الحديث إلى مصر، كما يقال بأنه انضم إلى المحافل الماسونية، وكان على صلة بالمستر بلنت البريطاني.

• كان الشيخ محمد عبده 1849-1905م من أبرز تلاميذ الأفغاني، وشريكه في إنشاء مجلة العروة الوثقى، وكانت له صداقة مع اللورد كرومر والمستر بلنت، ولقد كانت مدرسته – ومنها رشيد رضا – تدعو إلى مهاجمة التقاليد، كما ظهرت لهم فتاوى تعتمد على أقصى ما تسمح به النصوص من تأويل(*) بغية إظهار الإسلام بمظهر المتقبل لحضارة الغرب، كما دعا الشيخ محمد عبده إلى إدخال العلوم العصرية إلى الأزهر لتطويره وتحديثه.

• كان المستشرق مستر بلنت: يطوف هو وزوجته مرتدياً الزي العربي، داعياً إلى القومية العربية وإلى إنشاء خلافة عربية بغية تحطيم الرابطة الإسلامية.

• قاد قاسم أمين 1865 – 1908م وهو تلميذ محمد عبده، الدعوة إلى تحرير المرأة وتمكينها من العمل في الوظائف والأعمال العامة. وقد كتب تحرير المرأة – 1899م والمرأة الجديدة 1900م.

• كان سعد زغلول: الذي صار وزيراً للمعارف سنة 1906م شديد التأثر بآراء محمد عبده، وقد نفذ فكرة كرومر القديمة والداعية إلى إنشاء مدرسة للقضاء الشرعي بقصد تطوير الفكر الإسلامي من خلال مؤسسة غير أزهرية منافسة له.

• كان أحمد لطفي السيد 1872 – 1963م: من أكبر مؤسسي حزب الأحرار الدستوريين الذين انشقوا عن سعد زغلول سياسياً، وكان يدعو إلى الإقليمية الضيقة وهو صاحب العبارة المشهورة التي أطلقها عام 1907م وهي "مصر للمصريين". وقد تولى شؤون الجامعة المصرية منذ تسلمتها الحكومة المصرية عام 1916م وحتى 1941م تقريباً.

• وكان طه حسين 1889- 1973م من أبرز دعاة التغريب في العالم الإسلامي، حيث تلقى علومه على يد المستشرق دور كايم وقد نشر أخطر آرائه في كتابيه الشعر الجاهلي ومستقبل الثقافة في مصر.

- يقول في كتابه الشعر الجاهلي ص 26: "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا أيضاً، ولكن ورود هذين الأسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي".

- ويقول بعد ذلك: "وقد كانت قريش مستعدة كل الاستعداد لقبول هذه الأسطورة في القرن السابع للمسيح". كما أنه ينفي فيه نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أشراف قريش.

- لقد بدأ طه حسين محاضرة له في اللغة والأدب بحمد الله والصلاة على نبيه ثم قال: "سيضحك مني بعض الحاضرين إذا سمعني أبدأ هذه المحاضرة بحمد الله والصلاة على نبيه لأن ذلك يخالف عادة العصر". (مجلة الهلال، عدد أكتوبر ونوفمبر 1911م).

• ازدهرت حركة التغريب بعد سيطرة الاتحاديين عام 1908م على الحكم في الدولة العثمانية وسقوط السلطان عبد الحميد.

• وفي سنة 1924م ألغت حكومة مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية مما مهد لانضمام تركيا إلى الركب العلماني الحديث، وفرض عليها التغريب بأقصى صورة وأعنفها.

• علي عبدالرزاق: نشر سنة 1925م كتابه الإسلام وأصول الحكم الذي ترجم إلى الإنجليزية والأردية. يحاول فيه المؤلف أن يقنع القارىء بأن الإسلام دين(*) فقط وليس ديناً ودولة. وقد ضرب سميث مثلاً به عندما أشار إلى أن التحررية العلمانية والعالمية لا تروج في العالم الإسلامي إلا إذا فسرت تفسيراً إسلامياً مقبولاً، وقد حوكم الكتاب والمؤلف من قبل هيئة العلماء بالأزهر في 12/8/1925م وصدرت ضده إدانة أخرجته من زمرة العلماء. وكان يشرف على مجلة الرابطة الشرقية، كما أقام حفل تكريم لأرنست رينان في الجامعة المصرية بمناسبة مرور مائة سنة على وفاة هذا المستشرق الذي لم يدخر وسعاً في مهاجمة العرب والمسلمين.

• وكان محمود عزمي من أكبر دعاة الفرعونية في مصر، درس على أستاذه دور كايم الذي كان يقول له: "إذا ذكرت الاقتصاد فلا تذكر الشريعة(*)، وإذا ذكرت الشريعة فلا تذكر الاقتصاد".

• وسبق أن قدم منصور فهمي 1886-1959م: أول أطروحة للدكتوراه على أستاذه ليفي بريل مهاجماً نظام الزواج في الإسلام التي موضوعها حالة المرأة في التقاليد الإسلامية وتطوراتها. وفي هذه الرسالة يقول: "محمد يشرع لجميع الناس ويستثني نفسه" ويقول: "إلا أنه أعفى نفسه من المهر والشهود"، لكنه انتقد بعد ذلك حركة التغريب في سنة 1915م وجاهر بآرائه في الأخطاء التي حملها طه حسين ومدرسته.

• ويعتبر إسماعيل مظهر من أئمة مدرسة التغريب لكنه لم يلبث أن تحول عنها إبان عصر النهضة الحديثة.

• وكان زكي مبارك في مقدمة تلاميذ طه حسين. درس على أيدي المستشرقين، وسبق له أن قدم أطروحة للدكتوراه في الغزالي والمأمون مهاجماً الغزالي هجوماً عنيفاً، لكنه رجع عن ذلك فيما بعد وكتب مقاله المعروف إليك أعتذر أيها الغزالي.

• ويعتبر محمد حسين هيكل 1888 – 1956م رئيس تحرير جريدة السياسة في الفترة الأولى من حياته من أبرز المستغربين، وقد أنكر الإسراء بالروح والجسد معاً انطلاقاً من نظرة عقلانية حياة محمد. لكنه عدل عن ذلك وكتب معبراً عن توجهه الجديد في مقدمة كتابه في منزل الوحي.

• وكان الشيخ أمين الخولي وهو من مدرسي مادتي التفسير والبلاغة بالجامعة المصرية، يروج لأفكار طه حسين في الدعوة إلى دراسة القرآن دراسة فنية بغض النظر عن مكانته الدينية، وقد استمر في ذلك حتى كشفه الشيخ محمود شلتوت سنة 1947م.

• وقاد شلبي شميل 1860 – 1917م الدعوة إلى العلمانية ومهاجمة قيم الأديان(*) والأخلاق(*).

الأفكار والمعتقدات:

• أفكار تغريبية:

- المستشرق الإنجليزي جب ألف كتاب إلى أين يتجه الإسلام الذي يقول فيه: "من أهم مظاهر سياسة التغريب في العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة". وقد أعلن في بحثه هذا صراحة أن هدفه معرفة" إلى أي مدى وصلت حركة تغريب الشرق وما هي العوامل التي تحول دون تحقيق هذا التغريب".

- عندما دخل اللورد اللنبي القدس عام 1918م أعلن قائلاً: "الآن انتهت الحروب الصليبية".

- يقول لورنس براون: "إن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع وفي حيويته. إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمارالغربي". ولهذا فلابد من الدعوة إلى أن يطبع العالم الإسلامي بطابع الغرب الحضاري.

- تشجيع فكرة إيجاد فكر إسلامي متطور يبرر الأنماط الغربية ومحو الطابع المميز للشخصية الإسلامية بغية إيجاد علائق مستقرة بين الغرب وبين العالم الإسلامي خدمة لمصالحه.

- الدعوة إلى الوطنية ودراسة التاريخ القديم والدعوة إلى الحرية باعتبارها أساس نهضة الأمة مع عرض النظم الاقتصادية الغربية عرضاً مصحوباً بالإعجاب، وتكرار الكلام حول تعدد الزوجات في الإسلام وتحديد الطلاق واختلاط الجنسين.

- نشر فكرة العالمية والإنسانية التي يزعم أصحابها بأن ذلك هو السبيل إلى جمع الناس على مذهب واحد تزول معه الخلافات الدينية والعنصرية لإحلال السلام في العالم، ولتصبح الأرض وطناً واحداً يدين بدين واحد ويتكلم بلغة واحدة وثقافة مشتركة، بغية تذويب الفكر الإسلامي واحتوائه في بوتقة الأقوياء المسيطرين أصحاب النفوذ العالمي.

- إن نشر الفكر القومي كان خطوة على طريق التغريب في القرن التاسع عشر وقد انتقل من أوروبا إلى العرب والإيرانيين والترك والأندونيسيين والهنود، بغية تمزيق الكتل الكبيرة إلى كيانات جزئية تقوم على رابط جغرافي يجمع أناساً ينتمون إلى أصول عرقية مشتركة.

- تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة، يقول المستشرق جب: "وقد كان من أهم مظاهر سياسية التغريب في العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة التي ازدهرت في البلاد المختلفة التي يشغلها المسلمون الآن… وقد تكون أهميته محصورة الآن في تقوية شعور العداء لأوروبا ولكن من الممكن أن يلعب في المستقبل دوراً مهماً في تقوية القوميات المحلية وتدعيم مقوماتها".

- عرض روكفلر الصهيوني المتعصب تبرعه بعشرة ملايين دولار لإنشاء متحف للآثار الفرعونية في مصر وملحق به معهد لتخريج المتخصصين في هذا الفن.

- إن كلاً من الاستعمار، والاستشراق، والشيوعية، والماسونية وفروعها، والصهيونية، ودعاة التوفيق بين الأديان" وحدة الأديان قد تآزروا جميعاً في دعم حركةالتغريب وتأييدها بهدف تطويق العالم الإسلامي وتطويعه ليكون أداة لينة بأيديهم.

- نشر المذاهب الهدامة كالفرويدية، والداروينية، والماركسية، والقول بتطور الأخلاق(*) (ليفي بريل) وبتطور المجتمع (دور كايم) والتركيز على الفكر الوجودي والعلماني، والتحرري، والدراسات عن التصوف الإسلامي، والدعوة إلى القومية والأقليمية والوطنية، والفصل بين الدين والمجتمع، وحملة الانتقاص من الدين، ومهاجمة القرآن والنبوة والوحي والتاريخ الإسلامي، والتشكيك في القيم الإسلامية، والدعوة إلى التخلي عن الأصالة والتميز، والتخويف من الموت أو الفقر وذلك لإقعاد المسلمين عن فكرة الجهاد، وإشاعة فكرة أن سبب تأخر العرب والمسلمين إنما هو الإسلام.

- اعتبار القرآن فيضاً من العقل الباطن مع الإشادة بعبقرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وألمعيته وصفاء ذهنه ووصف ذلك بالإشراق الروحي تمهيداً لإزالة صفة النبوة عنه.

• مؤتمرات تغريبية:

- عقد مؤتمر في بلتيمور عام 1942م وهو يدعو إلى دراسة وابتعاث الحركات السرية في الإسلام.

- في عام 1947م عقد في جامعة برنستون بأمريكا مؤتمر لدراسة (الشؤون الثقافية والاجتماعية في الشرق الأدنى) وقد ترجمت بحوث هذا المؤتمر إلى العربية تحت رقم 116 من مشروع الألف كتاب في مصر. شارك فيه كويلر يونغ وحبيب كوراني وعبد الحق أديوار ولويس توماس.

- عقد مؤتمر (الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة) في صيف عام 1953م في جامعة برنستون وشارك فيه كبار المفكرين من مثل ميل بروز، وهارولد سميث، وروفائيل باتاي، وهارولد ألن، وجون كرسويل، والشيخ مصطفى الزرقا، وكنت كراج، واشتياق حسين، وفضل الرحمن الهندي.

- وفي عام 1955م عقد في لاهور بالباكستان مؤتمر ثالث لكنه فشل وظهرت خطتهم بمحاولتهم إشراك باحثين من المسلمين والمستشرقين في توجيه الدراسات الإسلامية.

- انعقد مؤتمر للتأليف بين الإسلام والمسيحية(*) في بيروت 1953م، ثم في الاسكندرية 1954م وتتالت بعد ذلك اللقاءات والمؤتمرات في روما وغيرها من البلدان لنفس الغرض.

- في سبتمبر 1994م عقد بالقاهرة مؤتمر السكان والتنمية بهدف نشر أفكار التحلل الجنسي "الغربية" بين المسلمين – من إتاحة للاتصالات غير المشروعة بين المراهقين والإجهاض والزواج الحر والسفاح والتدريب على موانع الحمل، وقد أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية فتوى بضرورة مقاطعته والحذر من توصياته وأهدافه.

• كتب تغريبية خطرة:

- الإسلام في العصر الحديث لمؤلفه ولفرد كانتول سميث مدير معهد الدراسات الإسلامية وأستاذ الدين المقارن في جامعة ماكجيل بكندا، حصل على الدكتوراه من جامعة برنستون سنة 1948م تحت إشراف المستشرق هـ. أ.ر. جب الذي تتلمذ عليه في جامعة كمبريدج وهذا الكتاب يدعو إلى التحررية Liberalism والعلمانية Secularism وإلى فصل الدين عن الدولة.

- نشر هـ.أ.ر. جب كتابه إلى أين يتجه الإسلام؟ Whither Islam? الذي نشر بلبنان سنة 1932م كان قد ألفه مع جماعة من المستشرقين، وهو يبحث في أسباب تعثر عملية التغريب في العالم الإسلامي ووسائل تقدمها وتطورها.

- إن بروتوكولات حكماء صهيون التي ظهرت في العالم كله عام 1902م ظلت ممنوعة من الدخول إلى الشرق الأوسط والعالم الإسلامي حتى عام 1952م تقريباً أي إلى ما بعد قيام إسرائيل في قلب الأمة العربية والإسلامية. ولا شك بأن منعها كان خدمة لحركة التغريب عموماً.

- تصوير بعض الشخصيات الإسلامية في صور من الابتذال والعهر والمزاجية كما في كتب جورجي زيدان، وكذلك تلك الكتب التي تضيف الأساطير القديمة إلى التاريخ الإسلامي علىهامش السيرة لطه حسين والكتب التي تعتمد على المصادر غير الموثوقة مثل محمد رسول الحرية للشرقاوي وكتبه عن الخلفاء الراشدين والأئمة التسعة.

• الجذور الفكرية والعقائدية:

• لقد ارتدت الحملة الصليبية مهزومة بعد حطين، وفتح العثمانيون عاصمة الدولة البيزنطية ومقر كنيستهم عام 1453م واتخذوها عاصمة لهم وغيروا اسمها إلى اسلامبول أي دار الإسلام، كما أن جيوش العثمانيين قد وصلت أوروبا وهددت فيينا سنة 1529م وقد ظل هذا التهديد قائماً حتى سنة 1683م. وسبق ذلك كله سقوط الأندلس وجعلها مقراً للخلافة الأموية، كل ذلك كان مدعاة للتفكير بالتغريب، والتبشير فرع منه، ليكون السلاح الذي يحطم العالم الإسلامي من داخله.

• إن التغريب هجمة نصرانية، صهيونية، استعمارية، في آن واحد، التقت على هدف مشترك بينها وهو طبع العالم الإسلامي بالطابع الغربي تمهيداً لمحو الطابع المميز للشخصية الإسلامية.

• الانتشار ومواقع النفوذ:

• لقد استطاعت حركة التغريب أن تتغلغل في كل بلاد العالم الإسلامي، وإلى كل البلاد المشرقية على أمل بسط بصمات الحضارة الغربية المادية الحديثة على هذه البلاد وربطها بالغرب فكراً وسلوكاً.

• لقد تفاوت تأثير حركة التغريب إذ أنه قد ظهر بوضوح في مصر، وبلاد الشام، وتركيا، وأندونيسيا والمغرب العربي، وتتدرج بعد ذلك في البلاد الإسلامية الأقل فالأقل، ولم يخل بلد إسلامي أو مشرقي من آثار وبصمات هذه الحركة.

ويتضح مما سبق:
أن التغريب تيار مشبوه يهدف إلى نقض عرى الإسلام والتحلل من التزاماته وقيمه واستقلاليته، والدعوة إلى التبعية للغرب في كل توجهاته وممارساته. ومن واجب قادة الفكر الإسلامي كشف مخططاته والوقوف بصلابة أمام سمومه ومفترياته، التي تبثها الآن، شخصيات مسلمة، وصحافة ذات باع طويل في محاولات التغريب، وأجهزة وثيقة الصلة بالصهيونية العالمية والماسونية الدولية. وقد استطاع هذا التيار استقطاب كثير من المفكرين العرب، فمسخوا هويتهم، وحاولوا قطع صلتهم بدينهم، والذهاب بولائهم وانتمائهم لأمتهم الإسلامية، من خلال موالاة الغرب والزهو بكل ما هو غربي، وهي أمور ذات خطر عظيم على الشباب المسلم.

-----------------------------------------------------------
مراجع للتوسع :
- حصوننا مهددة من داخلها، د. محمد محمد حسين – مؤسسة الرسالة – بيروت – ط 7 – 1402هـ/ 1982م.
- الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، د. محمد محمد حسين – دار الإرشاد – بيروت – طبعة عام 1389هـ/1970م.
- الإسلام والحضارة الغربية ، د. محمد محمد حسين – مؤسسة الرسالة – بيروت 54 – 1402هـ/ 1982م.
- تحرير المرأة، قاسم أمين – ط2 – مطبعة روز اليوسف – 1941م.
- زعماء الإصلاح في العصر الحديث، أحمد أمين – ط1 – نشر مكتبة النهضة المصرية – 1948م.
- تاريخ الدعوة إلى العامية وآثارها في مصر، الدكتورة نفوسة زكريا – دار الثقافة بالإسكندرية – 1393هـ/ 1964م.
- حاضر العالم الإسلامي، لوثروب ستودارد – ترجمة عجاج نويهض وتعليق شكيب أرسلان – مصر 1343هـ/ 1925م.
- الغارة على العالم الإسلامي، أ.ل. شاتليه – ترجمة مساعد اليافي ومحب الدين الخطيب – مصر 1350هـ.
- مستقبل الثقافة في مصر، طه حسين – مصر – 1944م.
- إلى أين يتجه الإسلام، هـ.أ.ر. جب – ط لبنان – 1932م.



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





hgjyvdf >>>v[hgi ,Hi]hti hgjyvdf










توقيع : السليماني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)

قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة


مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح

https://albdranyzxc.blogspot.com/

عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 08:49 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 571 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 4
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : بيت فـرق وأديـان
افتراضي

تأثير الإتجاه التغريبي




د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي




بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم




مقدمة :


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
فإنّ من أقوى المخاطر التي تواجه الإسلام والمسلمين في هذا الزمان خطر الاتجاه التغريبي ويعود ذلك إلى قوّة السيطرة العالمية للدول الصناعية الغربية في العالم.


فاليوم يسيطر العالم الغربي على العالم الإسلامي وغيره سيطرة عسكرية وسياسية واقتصادية وفكرية , وهذا أمر لا تكاد تخطئوه العين ولا يرتاب فيه المتابع.


وهذا الخطر الداهم يقدح في أصل الدين وأساسه , ولهذا فإن اهتمام العلماء به يجب أن يكون كبيراً لما يترتب عليه من أضرار على عقائد الناس وأخلاقهم , وهو يهدد وجود المجتمع الإسلامي في عقيدته وأخلاقه , ويقف رأس حربة لكافة أعداء الأمة وخصومها . وعند ترتيب الأعداء بحسب الخطورة وقوّة التأثير نجد أن هذا الاتجاه أبرزها وأشدها خطورة وأكثرها تأثيراً في المجتمع .


ومن هنا جاءت هذه الورقة لتناقش تأثير هذا الاتجاه من حيث مظاهره وأسبابه وبعض التوصيات في المعالجة.


لمحة موجزة :


بدأت حركة التغريب من خلال العلاقات التجارية والثقافية والخاصة مع بعض الدول العربية المجاورة (لاسيما مصر والخليج)(1) التي كانت تعيش صراعاً فكرياً قوّياً بين " أنصار القديم والحديث " أو " التراث والمعاصرة "(2) أو نحو ذلك من العناوين التي ظهرت في تلك الفترة لبيان الصراع بين الأمة الإسلامية ودعاة التغريب واللحاق بالحضارة الغربية فكراً وسلوكاً.


وقد كان للعوائل التجارية والصحف والمجلات أثر بارز في تبني بعض الشباب لآراء وأفكار المذاهب الفكرية السائدة في تلك الفترة.
فقد كانت لمؤلفات طه حسين (1970م), وأحمد أمين (1954م), والعقاد (1964م), وأدباء المهجر مثل جبران خليل جبران (1931م), وميخائيل نعيمة (1982م) وغيرهم وكذلك مجلة الهلال والمقتطف والأهرام وغيرها دور مؤثر في إقناع الشباب بالاتجاه التغريبي.


ثم جاءت حركة الابتعاث وقد كانت على مرحلتين :


المرحلة الأولى:


بعثات إلى مصر عام 1927م للدراسة في المدارس والكليات, وقد نشأت الحركة الثقافية والأدبية (رسمياً وشعبياً) متأثرة بالتجربة المصرية بصورة كبيرة ,فقد اتبعت المدارس السعودية المناهج المصرية في التعليم, واستقدم عدد كبير من المدرسين العرب (مصريين, فلسطينيين ... ) وكان لهذه المرحلة تأثير على الطلاب والشباب بدرجات متفاوتة.


أما المرحلة الثانية:


فكانت في السبعينيات وهي من أخطر المراحل وهذه المرحلة هي: البعثات للدول الغربية, وجاءت في وقت حراك فكري كبير لاسيما من طرف الفكر الشيوعي والاشتراكي حتى على المستوى الغربي. وقد تكونت في هذه الفترة أحزاب ومنظمات تبنت التغريب سواءً بالفكر الليبرالي أو الشيوعي و منها : الأمراء الأحرار أو ما يعرف أحياناً "بالأمراء الدستوريين", و" نجد الفتاة "(4), و" جبهة التحرير العربية السعودية ", و " حركة القوميين العرب / فرع السعودية " , و" حزب البعث / فرع السعودية (1955م)"(5), و" شباب الطليعة " وهو تجمع من البعثيين والناصريين (عام 1964م), وقد قدّموا عريضة للملك فيصل يطالبونه فيها " بالحرية والاشتراكية ودعم المد القومي الثوري التحرري ".
وقد ظهرت الأحزاب القومية في الخمسينات وهي فترة نشاطها على المستوى العربي.


وكانت هذه التنظيمات تتلقى دعماً مادياً ومعنوياً من الرئيس جمال عبد الناصر, وقد تعددت التنظيمات الناصرية والقومية في العقدين الخامس والسادس الميلاديين لكنها زالت وجمدت بعد موت عبد الناصر. وقد ظهرت في هذه الفترة تنظيمات ماركسيّة مثل" جبهة التحرير الوطني" (1953م), و"الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير الجزيرة العربية"(1960م), و"منظمة الشيوعيين السعوديين"(1961م), و"الجبهة الاشتراكية لتحرير الجزيرة العربية"(1963م), و"رابطة أبناء الجزيرة العربية السعودية في الخارج"(1969م)(6).


كانت فترة السبعينات هي القمة في صعود التيار التغريبي ولكن بعد نكسة حزيران عام 1967م تراجع وضعف وانقرضت أغلب منظماته.


ثم بدأ مرحلة جديدة وهي العمل على تغريب المجتمع من داخل بعض مؤسسات الدولة ذاتها, فتنازل عن فكرته القديمة وهي ضرورة تغيير السلطة والكلام في الديمقراطية كبديل للنظام الملكي واتجه للحديث عن تحرر المجتمع اقتصادياً واجتماعياً.


و قد كانت فترة الثمانينات تتميز بالتغلغل في بعض المؤسسات الرسمية والمنظمات الإقليمية وتوظيفها في خدمة التغريب فكراً وسلوكاً , أما فترة التسعينات فقد تميزت باجتماع كافة التيارات التغريبية على مذهب الليبرالية فالقوميون الاشتراكيون وكذلك الماركسيون تراجعوا عن أفكارهم الثورية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي واتجهوا للفكر الليبرالي وتخلوا عن كل آرائهم السابقة(7).


وبعد أحداث 11 أيلول 2001م زادت قوّة هذا التيار وزاد تأثيره يسنده في ذلك الانفتاح الإعلامي الهائل, والتقارب الكبير مع الدول العربية والغربية , وهذه الانفتاح والتقارب لابد أن يكون له آثار فكرية وسلوكية على المجتمع , وهو يعد داعماً قوياً لبرامج التغريب المحلي ومشاريعه.


كما أنّ للوجود الأمريكي في المنطقة ورعايته لهذا التيار ودعمه المباشر له دوره في شعور التغريبيين بأن هذه المرحلة استثنائية قد لا تتكرر ولهذا حرصوا على الاستفادة منها فقاموا بالهجوم الشامل على كل مظاهر الدين ومؤسساته والمطالبة بفك الارتباط بين الدولة والتزامها الديني من خلال المطالبة "بالدولة المدنيّة " وزادت قوّة تأثير هذا الاتجاه بعد انضمام بعض المنتكسين إلى صفّه , وقد صرح "القصيـبي" في مقابلة له في إحدى المنتديات أن هؤلاء هم الذين يعرفون التطرف على حقيقته, وأشاد برواية " الإرهابي2 " لعبد الله ثابت, وهي رواية تحكي أوضاع الشباب المتدين من الداخل تحمل كثيراً من المغالطات والتأويل الفاسد. ولعل من أبرز ما يميّز المرحلة الحالية للاتجاه التغريبي أنه لم يعد ذا تأثير فردي أو ممارسة جزئية بل تعدى ذلك إلى قيامه على مؤسسات تعمل على صياغة المجتمع فكرياً واجتماعياً, ومن الناحية الفكرية المجردة يعتبر الاتجاه التغريبي ضعيفاً من حيث القوة العلميّة ، وسطحياً في طرحة ومناقشته , ورواده مابين كاتب صحفي أو مفكر ينقل من الفكر الغربي فيترجم اتجاهاته(8).


وقد أشار الدكتور سعد البازعي إلى أنه لا توجد حركة فكرية في السعودية, وأن التنوير سطحي فيها, وأن الموجود مجرد مثقفون يتبنون آراء في العالم العربي والغربي(9).(الوطن3 ربيع الأول1426هـ(1656)).

وهذا يدل على أن هذا الاتجاه هزيل من حيث العمق الفكري, ولكنه خطير من حيث القوة الإعلامية والنفوذ الحكومي.


مظاهره :


مظاهر التغريب كثيرة, وليس المقصود هنا إحصاؤها, لذا فسأكتفي بذكر أبرزها :


أولاً : تغلغل هذا الاتجاه في بعض مؤسسات الدولة, وصياغة أنظمتها وفق النموذج الغربي, والعمل من خلال السلك الحكومي على تغريب المجتمع, والوصول إلى مناصب قوية التأثير, والقرب من أصحاب القرار (وزراء , مستشارون ,حاشية وبطانة ... ) لهذا الغرض. والعمل على التأثير على أصحاب القرار و المسئولين وذلك بتبني قرارات أو مواقف أو أنظمة تدعم التوجه التغريبي وحركته في المجتمع مثل قرارات العمل الأخيرة, وتغيير المناهج, والانفتاح الإعلامي السلبي, وتطبيق أوجه من الفكر الرأسمالي في الاقتصاد الوطني, وإضعاف دعم الدولة للدعوة الإسلامية في الداخل والخارج ... ونحو ذلك.


وكلّ ذلك بدعم من بعض المسئولين تحت ذريعة أن القوّة العالمية اليوم هي للغرب وحلفائه, والاتجاه التغريبي سوف يحمى الدولة من كيد الغربيين وتربصهم لكنه لم يلبث أن أصبح استمتاعاً حقيقياً بين الجميع. ولا ريب أن المسؤولية تقع على الذين مكنوا لهذه الفئة المنحرفة مع علمهم بها, وانكشاف أمرها, ونصح العلماء وتحذيرهم من خطرها على الدولة والمجتمع.


ثانياً : صياغة جوانب من الاقتصاد الوطني على أسس الفكر الليبرالي الحر تناغماً مع التوجه العالمي نحو الرأسمالية , ومن ذلك جعل (الربا) من أسس التعامل الاقتصادي محلياً مع الشركات والأفراد, وعالمياً مع مؤسسات المال والشركات الدولية الكبرى, فالبنك المركزي (مؤسسة النقد) والبنوك المرتبطة به لا تزال تمارس الربا ليس ممارسة عملية فقط بل هي نظام معتمد وقانون نافذ .


وكذلك التوسع في الخصخصة, وعدم وضع القوانين الصارمة على سوق الأسهم مما سبّب كوارث مالية كبرى لها آثار اجتماعية خطيرة, فالطريقة التي تّم التعامل بها مع سوق المال هي ذات الطريقة الغربية في عدم تنظيم الدولة للاقتصاد, وأصبح سوق المال لدينا لا يختلف عن أيّ سوق مال عالمي لا ينضبط بضوابط الشريعة ويقوم على الاحتيال لأكل أموال الناس بالباطل.


وهذه قضية يجدر بالعلماء الاهتمام بها, فقد أصبح الاقتصاد المحلي في مجمله اقتصاد رأسمالياً مبنى على الفلسفة الليبرالية المتوحشة.
ويدخل في ذلك رعاية المعارض الدولية والمنتديات الاقتصادية مثل منتدى جدة الاقتصادي ومن يطلع على البرنامج الفكري للمنتدى لا يشك في كونه ترويجاً وترسيخاً للفكر التغريبي ولهذا تّم مناقشة موضوع الحريات وقضايا المرأة وحقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية وغيرها مما ليس له علاقة مباشرة في الاقتصاد.


ثالثاً : العمل على إخراج المرأة وتغريبها من بوابة " العمل ", واستغلال حاجة الناس والرغبة في المال لإخراج المرأة من بيتها بحجة العمل, وتوسيع مجالات العمل دون مراعاة لخصوصية المرأة, وتقنين ذلك ليشمل المجتمع بأكمله, وقوانين وزارة العمل الأخيرة وعمل مكاتبه في توظيف الفتيات في كافة الشركات والمؤسسات شاهدة على ذلك.


رابعاً: السيطرة على وسائل الإعلام المحلية سيطرة محكمة, وتوجيهها لخدمة أفكارهم والتأثير على المجتمع.


خامساً: امتلاك مؤسسات إعلامية مستقلة ممولة بملايين الريالات ومن أبرزها : مجموعة "الشركة السعودية للأبحاث والتسويق" ويصدر عنها : صحيفة "الشرق الأوسط", وصحيفة " الاقتصادية " و"عرب نيوز", ومجلة " المجلة ", ومجلة " سيدتي ", وكذلك مجموعة " الإم بي سي " وهي مجموعة قنوات فضائية ذات برامج متنوعة مثل: قناة "العربية الإخبارية ", و" إم بي سي(1-2-3-4)", ومجموعة"روتانا" (وهي قنوات فضائية غنائية وسينمائية), ومجموعة " آي آر تي " (وهي قنوات فضائية منوّعة), ومجموعة " إل بي سي, وصحيفة الحياة وغيرها, وكل هذه الإمبراطوريات الإعلامية لها مواقع على الانترنت. ومن مواقعهم على الانترنت : جريدة "إيلاف الإلكترونية" (عثمان العمير), وموقع "التجديد العربي" (يوسف مكي), وموقع "جدل" (سعود السرحان, يوسف الديني) , ومجموعة من منتديات الحوار منها: "الليبراليون السعوديون", و"الشبكة الليبرالية السعودية", و"جسد الثقافة", و"منتدى طومار", و"منتدى الإقلاع" و"منتدى الحرية"(10) وغيرها.


سادساَ: السيطرة على النوادي الأدبية والثقافية وتوظيفها لنشر التغريب من خلال الأمسيات الشعرية, والندوات النقدية, بهدف كسب الشباب المحبين للأدب والثقافة(11).


سابعاً: بناء مراكز فكرية لنشر أفكارهم من خلال مطبوعات أو مجلات أو ندوات ومؤتمرات وورش عمل, ومن الأمثلة على ذلك: مؤسسة الفكر العربي ومجلته (حوار العرب), ومركز دراسات الوحدة العربية ومطبوعاته الشهيرة وغيرها, وقد تّم هذا بالتنسيق مع العلمانيين العرب.


ثامناً: التعاون مع دعاة التغريب من بقية الدول العربية والخليجية بصفة خاصة في تسويق أفكارهم محلياً.


تاسعاً: إقامة اللقاءات الثقافية ومناقشة كيفيّة تغريب المجتمع والقضاء على دينه وقيمه باسم التطوير والتجديد ومواجهة الإرهاب ومن ذلك: مهرجان الجنادرية, وفعاليات معارض الكتب, وأخيراً: أسبوع كلية اليمامة الثقافي.


عاشراً: صياغة أنظمة لوزارة الصحة تحاكي الأنظمة الغربية دون مراعاة لخصوصية المرأة سواءً كانت طبيبة, أو ممرضة, أو مريضة.


حادي عشر : تمرير الفكر التغريبي من خلال المصطلحات العامة المجملة المشتملة على معانٍ صحيحة من حيث معناها اللغوي وباطلة من حيث دلالتها الاصطلاحية الخاصة. ومن ذلك: الحرية, والتعددية, وحقوق الإنسان, والتسامح, والآخر ونحوها, فمثلاً: "التسامح": يقصدون به عدم القطع واليقين بصحة ما تعتقده من العقائد لأن هذا يستلزم اعتقاد بطلان عقيدة الآخر, ويعدّون ذلك من التعصب المنافي للتسامح, وعدم اليقين والقطع يشمل أصول الإيمان كما يشمل الرأي المجرد في أي أمرٍ دنيوي, وهذا المفهوم أخذوه من "جون لوك" في كتابه "التسامح الديني", وقد لخصه "خالد الغنّامي" في مقالات بعنوان "التسامح" في صحيفة الوطن, ويمكن مراجعة كلام الدكتور باقادر في مجلة "دراسات إسلامية معاصرة" وكذلك موقع "جدل" ففيه تقرير ما تقدم دون أدنى مواربة.


ثاني عشر: كتابة "الروايات الأدبية" ذات الطابع المحلي التي تستعمل مفردات محلية مثل أسماء المدن والأحياء والشوارع وأصناف الأكل واللباس والعادات ونحوها مما يُشعر القارئ بواقعيّة الرواية, وهي ذات تأثير قوي في النفس, وإدخال مفاهيم الفكر التغريبي من خلالها, وعرض طبيعة مختلفة عن طبيعة المجتمع الحقيقيّة ليعيش القارئ المجتمع بالصورة التي يرغبها هؤلاء, ومن ذلك: "سعوديات" سارة العليوي, و"ملامح" زينب الحفني, و"بنات الرياض" رجاء الصانع, و"انتحار" آلاء الهذلول, و " الآخرون", و"الأوبة" وردة عبد الملك, و"شباب الرياض" للعتيبي و"المطاوعة" لدعيلج وغيرها.


ثالث عشر: التعاون مع السفارات الأجنبيّة والاتصال بالإعلام الغربي, والشكوى لبعض المسئولين الغربيين من الوضع الداخلي وضرورة الإسراع في التغيير. ومن ذلك مقابلة وزير الخارجية السابق "كاولين باول" لبعض الكُتّاب في السفارة الأمريكية وشكواهم له بضعف حركة الإصلاح (التغريب) وضرورة الضغط على الدولة لهذا الغرض.


رابع عشر: بناء مؤسسات تعليميّة لتخريج جيل يقوم بعملية التغيير, وقد بدؤوا بالفتيات, ومن هذه المؤسسات "كلية دار الحكمة", و"كلية عفت", وقد بنيت على النموذج الأمريكي, ونشرت جريدة عكاظ الوظائف المطلوبة في كلية دار الحكمة وهي تتضمن شرطاً في كل وظيفة أن تكون شهادته من إحدى الجامعات الأمريكية.


خامس عشر: الجرأة الإعلاميّة في الهجوم على مقومات البلاد الشرعية مثل دروس المساجد, وحلقات التحفيظ, والجمعيات الخيرية, والقضاء, ولاشك أن الهدف ليس تصحيح أخطاء واقعة وإنما تدمير مكاسب الدعوة والإصلاح, وهذه الجرأة في عامة الصحف المحلية, ومن ذلك إنشاء مجلات نسائية محلية جرئيه مثل : مجلة "رؤى" ومجلة"ليالينا" .


سادس عشر: تبني الشباب والفتيات في مجال الفن الغنائي والسينمائي والروائي ممن يملك جرأة في مخالفة العقيدة الإسلامية أو الأخلاق, والتركيز على المرأة السعودية لإبراز فتيات سعوديات متحررات ، ويدخل في ذلك الأفلام السعودية التي تعرض في دبي والبحرين وتغطيها الفضائيات ـ وكذلك الصحافة المحلية .


سابع عشر : مواصلة الابتعاث للدول الغربية بأعداد كبيرة من الشباب والفتيات, وكان الابتعاث قاصراً على طلاب الدراسات العليا, ولكن الابتعاث اليوم أصبح بعد المرحلة الثانوية وهي مرحلة عمرية خطيرة.


ثامن عشر : تبنّي الفرق الضالة كالصوفية والشيعة باسم التعددية وحقوق الأقليات والتعايش مع الآخر ، ومن الأمور الملفتة للنظر أن الليبراليين الذين يعودون إلى الأصول الشيعيّة لا يطعنون في مذهبهم أو آياتهم بل يعرضون أحوالهم على أنهم مظلومون ومضطهدون بعكس الليبراليين الذين يعودون إلى عوائل سنيّة نجد أنهم يطعنون في السنّة ويحاربون علماءها ، ويمكن مراجعة مواقع المعارضة الشيعيّة التابعة لحمزة الحسن لمعرفة هذه الحقيقة مثل : شبكة الراصد ، وقضايا الخليج ، والحجاز وغيرها .


أسبابه :


يعود تأثير الاتجاه التغريبي إلى طائفة من الأسباب من أبرزها ما يلي :


أولاً : غياب مفاهيم الرقابة والمحاسبة من جهة الأمة، وتَرَتّب عليه أن المشاريع التغريبية الصادرة عن بعض الجهات الحكومية لا توجد آلية معينة لمحاسبة القائمين عليها فليس هناك جهة مستقلة تمثل العلماء أو الأمة يمكن لها مساءلة الجهات الحكومية وإيقاف ما يخالف الشريعة الإسلامية أو يؤثر على مصالح الناس. فوجود الاستبداد يُعد فرصة للاتجاه التغريبي في فرض مشاريعه من خلال المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص(12) فكل المشاريع التغريبية تخالف النظام الأساسي للحكم, والسياسات العليا لكافة الوزارات, ولكن غياب الرقابة والمحاسبة والمساءلة المستقلة جعلهم يتصرفون دون تردد, ويوظفون موارد الدولة وإمكاناتها لخدمة أفكارهم المنحرفة.


ثانياً : تراجع دور العلماء وضعفه وعدم وجود رابطة مستقلة منظمة لهم، وقد جاء هذا التراجع على صعيد نشر العلم الشرعي والاحتساب وقيادة الأمة، فالعلماء شركاء للأمراء في قيادة الناس، ولهذا فُسِّر أولوا الأمر " بالعلماء والأمراء"، وهذا الضعف يتيح فرصة لأعداء الأمة بالتوسع والضغط في اتجاه تغريب المجتمع تحت مسميات التحديث والتطوير ومواكبة الحضارة.


ثالثاً : دعم بعض المسئولين لهذه الفئة المنحرفة من خلال اتخاذهم وزراء ومستشارين والسكوت عن تمرير المشروع التغريبي من خلال المؤسسات الرسمية حتى أصبح المعارض لهذه المشاريع معارض للمؤسسة الرسمية.


رابعاً : الدعم الرسمي من قبل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية وقد أوصى تقرير"الإسلام الديمقراطي" الصادر عن مؤسسة راند(14) بدعم هذه المجموعات التغريبية مادياً ومعنوياً وهذه المؤسسة على صلة وثيقة بوزارة الدفاع الأمريكية [ البنتاغون ] والعلاقات الوثيقة بين الاتجاه التغريبي والحكومات الغربية أوضح من الاستدلال عليها.
خامساً : وجود فئة من الدعاة تتبنى الفكر العصراني(15) تحاول التقريب بين التغريب والإسلام وترى ضرورة التعايش مع الواقع كما هو وتقول بمقالات مقاربة للفكر التغريبي وقديماً قال ألبرت حوراني(16) عن مدرسة الشيخ محمد عبده :" أراد محمد عبده أن يبني سداً بين الإسلام والعلمانية فبنى جسراً تعبر عليه العلمانية وتحتل المواقع تلو الأخرى....(16)". وأصبحت هذه الفئة معبراً وقنطرة بين المجتمع الإسلامي والاتجاه التغريبي البعيد عنه فكراً وسلوكاً.


سادساً : ضعف التخطيط والتفكير الاستراتيجي عند الدعاة والانشغال بالأعمال الفردية وإهمال بناء المؤسسات والتفرق والاختلاف وعدم القدرة على العمل الجماعي.


سابعاً : ضعف روح المقاومة والاحتساب على المنكرات بما فيها البرامج التغريبية, أحياناً للخوف وأحياناً لعدم معرفة الوسائل الشرعية المتاحة في مقاومتها مما لا يشكل خطراً على الدعوة أو الداعية.


ثامناً : الانفتاح العام في مجال الإعلام أو الاتصال والسفر والعلاقات مع البلاد العربية والغربية مما يدعم حركة التغريب الداخلية ويرفدها.


توصيات في العلاج :


يعتبر الاتجاه التغريبي من أبرز وأقوى التحديات والمخاطر التي تواجه الدعوة الإسلامية ومواجهته ضرورة حتمية للحفاظ على عقائد المجتمع وأخلاقه وفي هذه الفقرة سوف أذكر توصيات مقترحة في المواجهة وليس المقصود بالمواجهة مجرد الرد والنقد فالبناء يعد من أهم عناصر المواجهة وهذه التوصيات هي :


أولاً : العمل على إيجاد جهات شرعية مستقلة للاحتساب على الجهات الحكومية وغير الحكومية ومحاسبتها، وإقناع المسئولين بأنّ في ذلك مشاركة بنّاءة للمجتمع وأن إلزام الناس بالآراء الفردية قتل لإبداعهم وإمكانياتهم كما أن في المشاركة ما يمنع تمرير المخالفات الشرعية أو البرامج ذات الأهداف الخفية. وهذه الجهات المستقلة يمكن أن تكون رابطة مستقلة للعلماء أو تفعيل مجلس الشورى ليكون منتخباً وله صلاحيات واسعة ويملك الرقابة والمحاسبة, لأن في ذلك تقييد لاستعمال التغريبيين لسلطة الدولة في فرض أفكارهم المنحرفة على المجتمع.


ثانياً : إيجاد (مرصد فكري) يقوم برصد الاتجاهات الفكرية ويستعمل الآليات الحديثة ويقوم على أسس علمية دقيقة في الرصد والتحليل، ويخرج عنه تقرير سنوي يبيّن الحجم الحقيقي للتيارات الفكرية المناهضة منهج أهل السنة، ويرصد له ميزانيات عالية ويعتمد التوظيف للكفاءات العلمية.


ثالثاً : توجيه طلاب الدراسات العليا للكتابة حول الاتجاهات الفكرية المعاصرة لاسيما أهل الاختصاص في العقيدة أو الأصول، ومناقشة الأفكار الجديدة بمنهج علمي رصين ودراسة اتجاهات التجديد في مناهج الاستدلال, والتعامل مع النص الشرعي، وإبراز علم الأصول كعلم معياري يضبط التلاعب في النصوص وإلغائها بالتأويلات الفاسدة.


رابعاً : إقامة مراكز دراسات متخصصة في الفكر والثقافة لبناء فكر معاصر صحيح يوافق النصوص الشرعية، وتقويمه على أصول أهل السنة الجماعة، ومع الأسف فإنّ أهل السنة في هذا العصر متأخرون في مجال مراكز الدراسات المتخصصة.


خامساً : إقامة منتديات فكرية في المدن الرئيسية تستقطب الشباب المهتمين بهذا الشأن، وقيام طلبة العلم المتخصصين عليها، وتهدف للحوار والمناقشة للأفكار المعاصرة لأن الواقع يشهد إقبالاً وتزايداً للقراءة والبحث في الفكر المعاصر، وإذا تأخر طلبة العلم المتخصصين عن احتواء هذه القضية فقد نقع في أزمة في المستقبل، لاسيما مع تزايد حالات التحويلات الفكرية، وقد لاحظت بنفسي حيرة واضطراباً من قبل عدد غير قليل من الشباب في قضايا من المسلمات.


سادساً : تأليف كتاب جماعي يُجِيبُ على كافة الأسئلة المطروحة في الساحة حول القضايا الفكرية يُكتب بمنهج علمي قوي، ويوضح الموقف السلفي حولها ثم تسويقه وتدريسه والدعاية له.


سابعاً : تنمية روح الاحتساب في المجتمع ، والتدريب عليه وعقد الدورات التأهيليّة فيه، وتحويله إلى عمل مؤسسي وإقامة مكاتب متخصصة فيه والعمل على تطبيعه في المجتمع وتوسيع نطاقه إلى أعلى المستويات وإخراج الطاقات الاحتسابية المنضبطة.


ثامناً : تقوية دور العلماء وإقامة المكاتب الخاصة لترتيب أعمالهم، وفتح أبوابهم للناس، وربط العلاقات الاجتماعية بينهم وبين سائر شرائح المجتمع، وترتيب اللقاءات الدورية لهم وتحويل أعمالهم من أعمال فردية إلى عمل مؤسسي منظم.


تاسعاًً : تحرير المصطلحات الفكرية وبيان غموضها وإظهار المعاني الصحيحة من المعاني الفاسدة في مدلولها وتحذير المجتمع منها والتذكير بجناية المصطلحات الكلامية والفلسفية على الأمة.


عاشراً : ضرورة استثمار الشبكة العالمية ( الانترنت ) وإقامة رابطة تنسيقية بين المواقع الإسلامية, وتبني كل موقع مجموعة من طلبة العلم المتخصصين لمناقشة ورصد جانب من الأفكار المعاصرة، وهي أسهل نافذة إعلامية يمكن العمل عليها.


حادي عشر : إقامة رابطة للمتخصصين في العقيدة لدراسة الاتجاهات التغريبية وكيفية مواجهتها. ثاني عشر : فضح رموز الاتجاه التغريبي وتعريتهم، والتركيز على تناقضهم وآثار أفكارهم ونتائجها ومناقشتها بمنهج علمي رصين، والبعد عن السب والشتم وما لا فائدة فيه من المنطق والفعل.


ثاني عشر : توسيع الدعوة في صفوف النساء لأن إفساد المرأة جزء مركزي في المشروع التغريـبي ومواجهته تقتضي العمل على بناء المرأة المسلمة علمياً ودعوياً وفكرياً وسلوكياً.


ثالث عشر : المناصحة المستمرة للمسئولين وتذكيرهم بخطورة التغريب ومسؤوليتهم على الأمة وأن التمكين لهذه الفئة المنحرفة ستكون عاقبته وخيمة عليهم في الدنيا والآخرة. خامس عشر : البعد عن التفرق والاختلاف, ومعالجة الخلاف الواقع بين الدعاء بالنصح والمناقشة والحوار، والتمييز بين الخلاف الذي لا يعذر فيه المخالف والاجتهاد الذي يعذر فيه المخالف وبين الزلة الجزئية والمنهج الكلي ونحو ذلك.


رابع عشر : إبراز ارتباط الاتجاه التغريبي بالأعداء وبالولايات المتحدة على وجه الخصوص وتلقيه الدعم المباشر منها, واستعداء الصليبين على الدولة والمجتمع استعجالاً في عملية التغيير والشعور بالإحباط من عدم تقبل المجتمع وانقياده للمشروع التغريبي وأي متابعة بسيطة لقناة العربية وصحيفة الشرق الأوسط وغيرها من الصحف والقنوات المرتبطة بالاتجاه التغريبي المحلي يدرك وقوفهم مع المشروع الأمريكي في العراق وفلسطين وغيرها ويحاول قراءة الأحداث وتوصيف المشهد بما يبرر الاحتلال والاضطهاد الأمريكي للأمة بطريقة مخادعة وكاذبة.


خامس عشر : إنشاء وتفعيل مجالس وملتقيات طلبة العلم في المناطق, وتطويرها من الناحية الإدارية, والاستفادة من التجارب السابقة, والتنسيق وتوزيع الأدوار بين الملتقيات وتجنب التكرار.


سادس عشر : العمل على كسر احتكار هذه الفئة المنحرفة للصحافة واللقاءات الثقافية, فالثقافة ليست حكراً على فئة ذات توجه معين دون غيرها, ومطالبة الدولة بإتاحة الفرص والمشاركة الفاعلة في كل وسائل الإعلام, والمطالبة بإصدار صحف تعبّر عن توجه المجتمع الحقيقي.


سابع عشر : تفعيل القرارات الرسمية والأنظمة النافعة والعمل على تنقيح الأنظمة والاتفاقات الدولية من كل المواد المخالفة للشريعة الإسلامية.


ثامن عشر : محاصرة الاتجاه التغريبي من خلال الرصد والمتابعة الدقيقة, والفضح والكشف لخططه وأساليبه, ومواجهة القائمين على مؤسساته بمخالفاتهم الشرعية والآثار السلوكية والأمنية والاجتماعية المترتبة عليها.


تاسع عشر: التحذير من الأفكار العصرانية التي تهوّن من خطورة المد التغريبي, وتحاول التقرب منه, وكذلك بيان خطورة بعض الأفكار الدعوية الانهزامية التي تسكت عن باطل التغريبيين باسم الحوار أو المصلحة الوطنية في الوقت الذي تهاجم فيه الدعوة الإسلامية بحجة إصلاح الأخطاء وتصحيح المسار, و لا ريب أن التصحيح ضرورة واجبة ولكن الخلل في السكوت عن الباطل, والنقد الجارح للدعوة وهي معادلة لها آثار خطيرة في المستقبل.


عشرون: القيام بمشروع كتاب في تحرير المصطلحات الفكرية والثقافية الرائجة, وبيان حقيقتها وتميّز ما فيها من الحق والباطل وتوضيح الموقف الشرعي منها ثم طباعة ذلك بعد مراجعة ثلة من العلماء المتخصصين.


-----------------------------
(1) يلاحظ أن عدداً من رموز التغريب كانت لعائلاتهم ارتباطات ببعض الدول العربية الأخرى وربما ولد فيها مثل: عبد الرحمن المنيف, وتركي الحمد, وكانت الحجاز بصفة خاصة لها ارتباط وثيق بمصر.
(2) انظر في تاريخ هذا الصراع في تلك الفترة كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر/ محمد محمد حسين.


(4) من أبرز أعضاء هذا التجمع : عبد الله الطريقي ( أول وزير للبترول ), عبد الله بن معمر, فيصل الحجيلان, وناصر المنقور, وناصر السعيد .
(5) مرّ الحزب بمرحلتين: أحدهما: الالتزام الفكري دون العمل التنظيمي, واستمرت هذه المرحلة حتى نهاية الخمسينات, ثم بدأ التنظيم بالدرجة الأساسية في الشرقية من عدد من عمال النفط , وهم من أبرز المكونات في إنشاء الفكر التغريبي .
(6) انظر حول الأحزاب والتنظيمات السابقة كتاب " التيارات الفكرية في الخليج العربي " د/ مفيد الزيدي , وكتاب " التيارات السياسية في الخليج العربي " صلاح العقاد , وغيرها .
(7) من الأمثلة على ذلك : تحول تركي الحمد من حزب البعث الاشتراكي إلى الليبرالية والديمقراطية.
(8) يوجد في بعض الدول العربية الأخرى مفكرون وفلاسفة لهم مؤلفات في التنظير للفكر التغريبي مثل زكي نجيب محمود وحسن حنفي, ونصر أبو زيد ومحمد أركون وهذا ما ليس موجوداً في الاتجاه التغريبي المحلي.
(9) جاءت شهادة د.البازعي في بداية محاضرة " خطاب التنوير" ضمن فعاليات مؤتمر اللغات والترجمة بجامعة الإمام, والبازعي معدود من المفكرين السعوديين البارزين وهو شخصية نقدية وليس مقلداً للفكر الغربي ويظهر من كتابه "دليل الناقد الأدبي".
(10) يوجد مواقع حوارية تم إغلاقها لهذه الفئة منها: " منتدى طوى" و "منتدى إيلاف" و"منتديات دار الندوة".
(11) يراجع كلام عبد الله الغذامي في كتابه " حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية".
(12) الأمثلة على ذلك كثيرة منها تصريح القصيبي بأن قرارات العمل الجديدة لا رجعة عنها, وممارسات وزير الإعلام التي يخالف فيها السياسة العليا للإعلام.
(13) انظر ترجمة رسمية للتقرير في موقع راند على الشبكة العالمية الانترنتwww.rand.org
(14) المقصود بالعصرانية طائفة تؤول النصوص والأحكام الشرعية وتلوي أعناقها لتوافق الحداثة ومقتفيات العصر،وليس المراد هنا الاجتهادات الدعوية أو الآراء الاجتهادية لدى بعض الدعاء التي يخالف فيها الجمهور أو السائد المعهود من ما يتحمل الاجتهاد المشروع حتى لو كان مرجوحاً أو يعد أحيانا من قبيل الزلة.
(15) مؤرخ ومستشرق بريطاني من أصل لبناني, يعد كتابه (الفكر العربي في عصر النهضة) من أهم المراجع في تاريخ التغريب في العالم العربي.
(16) الفكر العربي في عصر النهضة.










توقيع : السليماني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)

قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة


مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح

https://albdranyzxc.blogspot.com/

عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 :
السليماني

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 06:59 AM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant