البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 38 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
السليماني
المنتدى :
البيــت العـــام
![]()
(35) قال الشيخ الإمام ابن تيمية رحمه الله : ( وَأما أهل الْكفْر والبدع والشهوات فَكل بِحَسبِهِ قيل لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة: مَا بَال أهل الْأَهْوَاء لَهُم محبَّة شَدِيدَة لأهوائهم؟ فَقَالَ: أنسيت قَوْله تَعَالَى {وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل بكفرهم} أَو نَحْو هَذَا من الْكَلَام. فعبّاد الْأَصْنَام يحبونَ آلِهَتهم كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَمن النَّاس من يتَّخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله وَالَّذين آمنُوا أَشد حبا لله} ا.هــ كلامه . الشرح : -ولهذا لم يكن الانتصار للرأي المحض من الكمال في العقل ولافي الشرع وإنما يكون الانتصار للمحكم مما جاء في كلام الله ورسوله ![]() ولهذا لمابنى العلماء المحققون -رحمهم الله - مسائل الاجتهاد مع أنها مبنية في أدلتها على أدلة الشريعة لكن لما صاحب هذا الاستدلال مادة الاجتهاد وأثر اجتهاد المكلف من المجتهدين بمعنى : أنه صاحبها شي من مدارك النظر الذي يقع فيه الخطأ والصواب لم يكن لهم تعصب في ذلك بل نهو عن التعصب في هذا . فإذا كان التعصب في الفقهيات التي هي مبنية على الشريعة اذا اختُلف فيها بعض المجتهدين يكون مذموماً فمن باب أولى الآراء التي هي عارية عن هذه الأصول والمصادر في إثبات أحكامها . لأنك تعلم أن المسائل الفقهية ما من فقيه من أئمة الفقهاء أو من أصحابهم المحققين إلا وتعود مسألته ويعود حكمه إلى استدلال معتبر في الشريعة ومع ذلك لم يكن التعصب فيها محموداً باسم الشريعة لما يخالطها من مادة الاجتهاد الذي يقع فيه الخطأ والصواب . فإذا كان هذا متحققاً ذُم التعصب في مثل هذا النوع من المسائل علمت أن التعصب في الرأي الذي يقصر عن هذا الأثر وعن هذا المبنى وعن هذا الاعتبار يكون من باب أولى . والتعصب للرأي كلما تجرد كان أبعد عن الحكمة العقلية والحكمة الشرعية وعن هذا قال الله تعالى عن الذين ضلوا من بني إسرائيل ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ) فهذا هو التعصب الباطل . وأما ما كان محكماً فيتمسك به وسماه الله استمساكاً ( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ) -كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَمن النَّاس من يتَّخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله وَالَّذين آمنُوا أَشد حبا لله} وقد يتوهم أن التعصب يدل على العلم وهو أبعد ما يكون عن ذلك وكل من كان أجهل كان تعصبه لرأيه أكثر وإنما يكون التعصب في الانتصار للمحكمات والمقصود بالتعصب الاستمساك وليس التعصب بمعنى يكون منافياً لذلك والله سماه استمساكاً . - وَقَالَ {فَإِن لم يَسْتَجِيبُوا لَك فَاعْلَم أَنما يتبعُون أهواءهم وَمن أضلّ مِمَّن اتبع هَوَاهُ بِغَيْر هدى من الله} وهذا أسلوب قصر في اللغة والله سبحانه وتعالى هو المحيط بالعباد وحينما تقرر هذه المسائل لا تقرر من حيث الأعيان أو الحكم على الأعيان لكن تقرر من حيث أحكام المسائل الشرعية وأما الأعيان من الناس الذين يقعون في هذه البدع أو غيرها فهؤلاء حكمهم إلى الله سبحانه وتعالى من حيث هذه الأوصاف التي هي مرتبطة بالقلوب ولايحيط بما في الصدور ويعلمها إلا الله وحده لكن ربنا -جل ذِكره - بين في أحكام العلم قوله جل وعلا ( فَإِن لم يَسْتَجِيبُوا لَك فَاعْلَم أَنما يتبعُون أهواءهم ) إذا هما مقامان : 1) إما مقام الاستجابة . 2) وإما مقام اتباع الهوى . والاستجابة قد تكون موافقة تارة وقد تكون مخالفة للحقيقة الشرعية في نفس الأمر تارة بحسب المحل واحتماله للاجتهاد من عدمه . -وَقَالَ {إِن يتبعُون إِلَّا الظَّن وَمَا تهوى الْأَنْفس وَلَقَد جَاءَهُم من رَبهم الْهدى} ولذلك يسمي الله سبحانه وتعالى ما يكون عليه من خالف دين الرسل إما هو الظن وما تهوى الأنفس . وانت ترى أن الظن هو ينافي العلم وما تهوى الأنفس ينافي مقام الإخلاص وهما مقامان منهما يؤتى العبد : 1) إما النقص في العلم . 2) وإما النقص في الإرادة . وإن كان عند التحقيق يقع التلازم في الجملة بينهما .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 0 والزوار 27) | |
![]() |
|
السليماني, الشـــامـــــخ, خواطر موحدة, rabeh5 |
|
|