المنهـج و النـتـيـجـة

**ابوعامر 42** · 11-05-11, 12:20 AM

المنهـج و النـتـيـجـة

التاريخ: 1/6/1431 هـ

الموافق: 15/5/2010 م

المنهـج أهــمُ من النـتـيجـة !!!

المنهج هو الطريقة و الاسلوب و النتيجة هي المحصلة لاستخدام المنهج.

و يتضمن المنهج المبادئ و القيم و المعايير التي يستخدمها الشخص لأداء عمله و ضبط سلوكه و تكوينه للأفكار و تمحيصه لكل ما يقـرأ و يسمع و يشاهد.

فإذا لم تحصل على النتيجة التي ترضيك فراجع منهجك و ما يتضمنه من قيم و مبادئ و معايير ، فإن وجدته منهجاً سليما فتمسك به و أعلم أنك ستحصل على النتيجة المرضية التي تسـرك إن عاجلاً أو آجـلاً.

مـثـال:

التقى زيـدٌ عمـراً في أحد المقاهي بعد طول غياب و كذلك حدث لسـعـدٍ إذ التقى عامراً في نفس المقهى .

بعد مدة أراد كلٌ من زيـد أن يلتقي بعَـمـْرٍ و أراد سـعـد أن يلتقي بعامـرٍ و قررا الذهاب إلى نفس المقهى فـقـلنا لزيد إنك تتبع منهجاً خاطئاً لمقابلة عـَمرٍ فلـقـد لـقـيته صدفة فكيف تعتمد على الصدفة لتحقيق أهدافك.

فأجـاب ... لماذا لا ؟ لقد لقيته صدفة و لا مانع أن تتكرر هذه الصدفة.

قلنا نفس هذا الكلام لسـعد، فأجاب لقد علمتُ من عامر أنه يتواجـد في المقهى بشكل يومي و في نفس الوقت .

هنا نعترف أن سـعداً يتبع منهجاً سليماً نقـره عليه.

و العجيب أن زيداً ذهب للمقهى و التقى بعَـمرٍ ، بينما سـعـدٌ لم يجد عامراً !!!

نقول أن المنهج أهم من النتيجة !!! و الفيصل بيننا التكـرار.

فلو أن زيداً ذهب للمقهى مائة مرة فلن يلتقي بعَـمْر ٍ سـوى مرتين أو ثلاثة و يفشل في باقي المحاولات بينما سـعـدٌ لو ذهب مائة مرة فإنه سيلتقي بعامرٍ في ستة و تسعين أو سبعة و تسعين مرة و يخفق في مرتين أو ثلاث أو أربع فقط .

و لقد وضع علماءُ الحديث من أهل السنة و الجماعة منهجاً لنـقـد الأحاديث فصححوا و حسنوا و ضعفوا و أنكروا .

فالحديث صحيح إذا استوفى شروط الصحة حتى لو كان غير مفهوم أو يتسبب في بعض الإشكالات و ما يبدوا و كأنه تعارض أو تضاد ، و لذلك نجد من العلماء من ألف فيما يُسمى مشكل الحديث و مختلف الحديث.

فماذا كانت النتيجة ؟

1 - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى"

لقد طبق العلماء منهج قبول الحديث فقالوا أن هذا الحديث مما تطمئن له نفوسُـنا و ندين الله َ عز و جل بنسبته إلى رسول اللهِ صلى الله عليه و سلم ، لذلك جاء هذا الحديث في صحيح البخاري ، أصح كتب الحديث عند أهل السنة .

مات البخاري رحمه الله تعالى سنة 256 هـ ، و مرت أربعمائة سـنة و تحـقـقت نبؤة محمد صلى الله عليه و سلم سنة 654 هـ.

قال الإمام النووي ( المولد سنة 631 هـ المتوفى سنة 676 هـ ): خرجت في زماننا نارٌ في المدينة سنة أربع و خمسين و ست مائة و كانت ناراً عظيمة جـداً من جنب المدينة الشرقي وراء الحـرة، و تواتر العلم بها عند جميع الشـام و سـائر البلدان.

2 - ( أ ) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنما يغسل من بول الجارية و ينضح من بول الغلام )

" أخرجه أحمد " المتوفى سنة 241 هـ

( ب ) عن أم قيس بنت محصن: "أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله المنهـج النـتـيـجـة

فأجلسه رسول الله المنهـج النـتـيـجـة

في حجره فبال على ثوبه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله" " متفق عليه " توفي الإمام مسلم سنة 261 هـ

و مـرت الـقـرون و تطورت العلوم و التقنيات فماذا كانت النتيجة.

كشفت الأبحاث العلمية الحديثة - والتي أجريت في هذا المجال- عن وجـود فـرق بين بول الغلام الرضيع وبين بول الأنثى الرضيعة, ومن تلك الأبحاث البحث الذي أجراه أصيل محمد علي وَأحمد محمد صالح من جامعة دهوك بالعراق.

" ومن المقارنة بين نفس الجنس من الأطفال نلاحظ بأن معدل عدد البكتريا لدى الأنثى يتناقص بتقدم العمر, حيث كان المعدل في الفئة العمرية التي تقل عن الشهر 41.9, أما الفئة العمرية التي تزيد على الثلاثة الأشهر نلاحظ انخفاض المعدل إلى 13.9, على عكس ما تم ملاحظته لدى الذكور؛ حيث كان معدل البكتريا لدى الفئة العمرية التي تقل عن شهرين أقل بكثير من الفئة العمرية التي تجاوزت الثلاثة أشهر (6.8), ونستدل من هذا بأن معدل البكتريا في الأنثى يكون لديها مرتفعاً منذ الأيام الأولى في عمرها بغض النظر عن تقدم العمر وبغض النظر عما إذا كانت قد بدأت بأخذ الطعام أم لا , أما الذكر فإن تواجد البكتريا يكون أقل بكثير في الأيام الأولى من عمره , وتبدأ هذه النسبة بالتزايد تدريجياً مع مرور الزمن, وخاصة عندما يتجاوز الشهر الثالث من عمره, حيث تزداد احتمالية البدء بتناول الطعام "

و إذا كانت هذه الأحاديث يوردها البعض تأكيداً على صدق رسالة محمد صلى الله عليه و سلم

فإنها في ذات الوقت دليلٌ أكيد على صحة منهج علماء أهل السنة في تلقي و قبول أحاديث النبي الأعظم صلوات ربي و سلامه عليه.

فالحمد لله الذي هدانا للصراط المستقيم و المنهج القويم، الذي لا تزيده الأيامُ إلا رسـوخاً و لا تزيده العلومُ و الأبحاثُ إلا تأكيداً.

و لنا الحق أن نسـأل المخالفين هل عندكم حـديثٌ واحـدٌ انفردتم بتخريجـه و تصحيحه أثبتته الأيام أو أكدته التجارب ؟ فإن كان الجواب بالنفي، فلماذا أنتم على مخالفتكم باقـون و بخرافاتكم متمسكون ؟

و ما الأصمُ و الأعمى سـوى رجـلٍ ... لم يهده الهاديان السمعُ و البصرُ

يرى الحـقـائقَ في الدنيا و ينكرها .... تمـرُ بدون معـنى عنـده العـبـرُ

و الإعجاز العلمي في القرآن و السـنة من الكثرة بحيث أصبح تـُعقد له الندوات و المؤتمرات و تشكلت الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن و السنة و المقصود في هذا الباب هي السنة الصحيحة عند أهل السنة و الجماعة.

و من منهج أهل السنة قبول و إثبات صفات الله عز و جل كما وردت في القرآن الكريم و صحيح السنة دون تأويل و لا تكييف و لا تعطيل .

و خالفت بعض الفُـرق هذا المنهج و قالوا أن منهجهم هو تنـزيـه الله عما لا يليق به !!!

فقالوا مثلاً لو أثـبـتـنـا صفة الكلام لله عز و جل للزم من ذلك أن نشبه الله بخلقه !!!

فالكلام لا يكون إلا بهواء يتردد في الجوف و لا بد للكلام من لهوات و بلاعيم و أسنان و شفاه و لسان و هذا محال في حـق الله !!!

فهم الذين شبهوا و جسموا !!! ثم اسـتـقـبحـوا ذلك !!!

فأوّلـوا آيات الصفات هرباً من التجسـيم فوقعوا في التعطيل و إنكار صفات ثابتة لله جلا و علا !!!

ثم انغمسوا في حمأة الضلال أكثر و رموا أهل السنة بالتهم الباطلة فقال قائلهم

قـد شبهوه بخلقه فتخـوفوا ........... شـنعَ الورى فتستروا بالبلكفة

و معنى البلكفة أن أهل السنة يقولون نؤمن بصفات الله بلا كيف.

و ثبت أهلُ السنة على منهجهم و قالوا صفة الكلام ثابتة بالكتاب و صحيح السنة ، فالله تعالى يتكلم بما شاء ، كيفما شاء ، متى شاء ، و لا نخوض فيما لا علم لنا فيه و لا طاقة لعقولنا في فهمه و إدراكه على حقيقته ، و يسـعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه و سلم و وسـع صحابته الكرام فلم يسـألوا كيف ؟ و لم ينكروا ، و مرروا آيات الصفات كما جاءت.

و المبدأ هنا في غاية اليسر و الوضوح ، فلو أن رجلين سـمعا صوت القارئ الشيخ ماهر المعيقلي ثم اخـتـلـفـا هل هذا صوته حقيقة أم نتيجة لتحسينات أجهزة التسجيل؟

فكلُ ما يحتاجانه رجلاً سمع صوت الشيخ ماهر مباشـرة فيحسم خلافهما و يفصل بينهما !!

و لكن أين لنا بمن رأى الله عز و جل أو سمع كلامه مباشرة فـنسـأله و نرجـع إليه !!!

فآيات القرآن و صحيح السنة لا تـفصيل فيهما ، فليس لنا سوى القبول و التسليم و تمرير الصفات كما جاءت.

و مرت القرون و ظهرت أجهزة الكترونية تصدر أصواتاً غاية في الوضوح و القوة بدون هواء يتردد في جوف و بدون لهوات و بلاعيم و أسنان و شفاه و لسان !!!!

فالحمد لله الذي هدانا للصراط المستقيم و المنهج الـقـويم ، الذي لا تزيده الأيام إلا رسوخاً و لا تزيده المبتكرات الحديثة إلا تأكيداً ، فإذا استطاع الإنسانُ أن يصنعَ أجهزة الكترونية تصدر أصواتاً غاية في الوضوح و القوة بدون هواء يتردد في جوف و بدون لهوات و بلاعيم و أسنان و شفاه و لسان.

فالله أجـل و أعـلم و أعـلا " ليس كمثله شيءٌ و هو السميع البصير".

أخي لقد ثبت صحة منهج أهل السنة و الجماعة في تلقي و قبول أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذه الاحاديث و قبلها كتاب الله عز و جـل ، هما أساس معتقد أهل السنة و الجماعة و فقههم و أحكامهم .

فكن مع أهل السنة و الجماعة حتى تنال شفاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم و تـردَ حوضه و تنعم برؤية الله عز و جل في جنة الخلد بحسب ما صحت به الأحاديث على منهج أهل السنة و الجماعة.

و صلى الله و سلم على النبي الكريم و أزواجه الطاهرات و آله الطيبين و صحابته أجمعين

و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين