صح اللسان شاعرها ..
أبيات جداً جداً رائعــهَ و مؤثرة .
و الصوت في قمة الروعه َ ماشاء الله تبارك الرحمان ...
جزاك الله رضاهُ الجنة ..
**************************
طال اغترابي وما بيني بمقتضب ........ والدهر قد جدّ في حربي وفي طلبي
والشوق في أضلعي نار تُذَوِّبُني........ما أفتكَ الشوق في أضلاع غترب
أين الأحبة ما بيني وبينهم........لج البحار وأطراف القنا السلب
عزَّ اللقاء فلا لقيا ولا نظر........ولا حديث على بعد ولا قرب
كم ذا أحن إلى أهلي.. إلى بلدي........إلى صحابي وعهد الجدّ واللعب
إلى المنازل من دين ومن خلق........إلى المناهل من علم ومن أدب
إلى المساجد قد هام الفؤاد بها........إلى الأذان كلحن الخلد منسكب
الله أكبر هل أحيا لأسمعها........إن كان ذلك يا فوزي ويا طربي
إني غريب، غريب الروح منفرد........إني غريب، غريب الدار والنسب
ألقى الشدائد ليلي كله سهر........وما نهاري سوى ليلي بلا شهب
أكابد السقم في جسمي وفي ولدي........وفي رفيقة درب هدّها خيي
قال الطبيب وقد أعيته حالتنا........ولم يغادر لما يرجوه من سبب
كيف الشفاء بعيش جد مضطرب........والفكر في شغل والقلب في تعب؟!
ما دمت في بهرة الأيام منتصبا........للطعن والضرب لا رجوى لمرتقب
ولو ملكت خياري والدّنا عرضت........بكل إغرائها في فنها العجب
لما رأت غير إصراري على سنني........وعادها اليأس بعد الجهد والنصب
قلبي خلّيٌّ عن الدنيا ومطّلبي........ربي فليس سراب الأرض من أربي
وطالبين هلاكي حشوهم ضغن........وقد بدا غدرهم لي غير منتقب
يتابعون خطا ليث أضرّ به........ريب الزمان بجرح الدهر مختضب
يتابعون خطا ليث عزائمه........على نوازله-- أورى من اللهب
ألفاظهم: عرب، والفعل مختلف........وكم حوى اللفظ من زور ومن كذب
إن العروبة ثوب يخدعون به........وهم يرومون طعن الدين والعرب
واحسرتاه لقومي غرّهم قرم........سعى إليهم بجلد المنقذ الحدب
حتى إذا أمكنته فرصة برزت........حمر المخالب بين الشك والعجب
ومزّق الجلد عن وحش أضالعه........حقداً كَلَيْلٍ رهيبٍ قاتم السحب
وأعمل الناب لا شرع ولا خلق........في الجسم والنفس والأعراض والنشب
وحارب الدين، والإسلام قاهره،........وكم خلا مثله في سالف الحقب
إذا قضى الله أن أحيا حييت iله........وإن قضى الموت لم أخسر ولم أخب
يا سائرين على درب اليقين كما........تمشي الأسود بقلب غير مضطرب
وطالعين على (الأعواد) خاشعة........وقد رَنا الكون في شك وفي رهب
وراحلين وعين الله ترمقهم=وجنة الخلد في شوق وفي رغب
وتاركين على الأيام من دمهم........(معالماً) لطريق الحق لم تغب
وخالدين على رغم الطغاة بما........جادوا من الروح أو صاغوا من الكتب
كم قد طوت لجة النسيان طاغية........وساطع الفكر لم يشجب ولم يجب
أواه يا راحل الأحباب من كبدي........لم يبق منها على شجوي سوى الوصب
أبكي عليكم وهذا منتهى عجبي........والقلب من ذكركم في نشوة الطرب
أحنّ شوقاً إلى أيامنا.. ومضت........قد أقوت الدار من أصحابيَ النُّجُب
ما غاب وجهُكُمُ عن عين مدَّكرٍ........ولا رقا جرحكم في قلب محتسب
تجري الدموع بعين الليث ساكبة........وعين ريم بستر الصوت محتجب
والطفل في المهد لم يعلم لم انقلبت........حياته بعد بشر شر منقلب
والليل من رقة تندى جوانحه........ولا يرق لشكوى العاشق الوصب
أرض الشهادة! لا يأس ولا وهن........فلا تبيتي على يأس iوتنتحبي
كم أنبتت دوحة الإسلام من (حسن)........وأطلعت في بهيم الليل من (قطب)
ماذا أعدد من شجوي ومن ألمي........والدهر مستلئم في جيشه اللجب
إذا رمى السهم بالبأساء أقصدني........وإن رمى السهم بالنعماء لم يصب
في كل يوم على الأحباب ختضب........من مدمع القلب يجري إثر مختضب
والمُدَّعون هوى الإسلام سيفهم........مع الأعادي على أبنائه النجب
يخادعون به، أو يتقون به........وما له منهمُ رفد سوى الخطب
أعمالهم حجة الأعداء إن ضربوا........كانت بكفهم أمضى من القضب
فدتك نفس أبا الأعلى وهل سلمت........نفسي لأفديك من (أهل) ومن (صحب)!
أما استحى السجن من شيخ ومفرقه........نور، بغير طلاب الحق لم يشب
أنت المنارة للإسلام إن خبطت........سفينة الفكر في داج من الريب
إيهٍ أبا زاهد يا قمة شمخت........بالعلم والفضل يا كنزاً لمكتسب
ماذا عن الصحب والإخوان في حلب........يا طول سهدي على الإخوان في حلب
ما قرّ جنبي وقد أقوت مضاجعكم........كأن جنبيَ مطويُّ على قضب
ماذا تعانون من عسر ومن رهق........ماذا تقاسون من سجن ومن حَرَبِ
يا أوفياء وما أحلى الوفاء على........تقلب الدهر من معط ومستلب
أفديكمُ عصبةً لله قد خلصت........فما تَغَيَّرُ في خصب ولا جدب
ربي لك الحمد لا أحصي الجميل إذا........نَفَثْتُ يوماً شكاة القلب في كربي
فلا تؤاخذ إذا زلّ اللسان وما........شيء سوى الحمد في الضراء يَجْمُلُ بي
لك الحياة كما ترضى، بشاشتها........فيما تحب، وإن باتت على غضب
رضيت في حبك الأيام جائرة........فعلقم الدهر -إن أرضاك- كالضَرَّب
شكراً لفضلك إذ حمّلت كاهلنا........مما وثقت بنا ما كان من نُوب