بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأنقل كلاما بديعا للشيخ ابو اسحاق الحويني حفظه الله من كتابه -تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد- واتمنى ان يعقل الروافض هذا الكلام فنحن لا نشكك في صحة الرواية لكن نجمع كل الروايات لنفهمها جيدا :
***** ذكر القرطبي في تفسيره (14 / 123) عند تفسير قوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم) [الأحزاب : 6] قال : واختلف الناس : هل هن أمهات الرجال والنساء ، أم أمهات الرجال خاصة ؟ على قولين : فروى الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة –
ا- أن امرأة قالت لها : يا أمة ! فقالت لها : لست لك بأم ، إنما أنا أم رجالكم.
ثم رجح القرطبي العموم وأنها أم الرجال والنساء معا ثم قال : وهذا كله يوهن ما رواه مسروق إن صح من جهة الترجيح ، وإن لم يصح، فيسقط الاستدلال به في التخصيص. ا.هـ قلت -الحويني - : رضي الله عنك ! فقد صح هذا عن عائشة –
ا – من طريق مسروق بن الأجدع عنها .
فأخرجه أبو نعيم في مسانيد فراس)ص 85) من طريق أبي يعلى وهذا في مسنده قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج ، ثنا أبو عوانة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق أن امرأة قالت لعائشة ... فذكره . وأخرجه البيهقي في سننه الكبير (7 / 70) منطريق ابن عائشة ، ثنا أبو عوانة بسنده مثله سواء وهذا سند صحيح . وتوبع أبو عوانة . تابعه سفيان الثوري ، فرواه عن فراس بن يحي مثله .
أخرجه ابن سعد في الطبقات (8 / 67) قال : أخبرنا الفضل بن دكين، ثنا سفيان . وسنده صحيح أيضا . وله طرق أخرى عن عائشة لا تخلو من مقال .
فأخرج أحمد في مسنده (6 / 146) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن جابر عن يزيد بن مرة ، عن لميس أنها قالت : سألت عائشة فذكرت حديثا وفيه قالت : قالت : امرأة لعائشة : يا أم! فقالت عائشة : إني لست بأمكن، لكني أختكن ..... . وسنده ضعيف جدا . وجابر هو الجعفي واه . ويزيد بن مرة قال في التعجيل (1184) : فيه نظر . ولميس يظهر من ترجمتها في التعجيل (1652) أنها مجهولة .
وأخرج الدارقطني في المؤتلف (2 / 936) قال : حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا عبد الله بن الهيثم العبدي ، حدثنا أبو قتيبة ، حدثنا مطر الأعنق ، حدثتني خرقاء ، قالت : قلت لعائشة : يا أمة ! قالت لست أم نسائكم ، إنما أنا أم الرجال. وسنده ضعيف ، وخرقاء هذه لا تعرف . ومطر هو ابن عبد الرحمن الأعنق قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4 / 1 / 288) عن أبيه محله الصدق. ثم اعلم أن هذا كان مذهبا لعائشة –
ا- .
فأخرج ابن سعد – كما في الدر المنثور (5 / 183) – عنها أنها قالت : أنا أم الرجال منكم والنساء . قلت : وهو الصحيح الذي تدل عليه الآية ، فقد قال الله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) فلفظة المؤمنين تشمل الرجال والنساء قطعا ، فقوله (وأزواجه) جمع عائد على (المؤمنين)
قال الحافظ في الفتح (1 / 18) وهو الراجح وكذلك رجحه القرطبي وعامة المفسرين . وأمومة أمهات المؤمنين إنما هي أمومة حرمة وتوقير ، مع تحريم نكاحهن ، ولكن لا تجوز الخلوة بهن ، كما يخلو الرجل بأمه التي ولدته وبذوات محارمه، والسفر بهن ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع وخالف في السفربهن
ابن خزيمة –رحمه الله- ، فأخرج في صحيحه (ج4 / رقم 2528) قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب . وأخرجه أحمد (6 / 391) قال : حدثنا هارون بن معروف . وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2490) قال ثلاثتهم : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن الحسن بن علي ابن أبي رافع حدثه عن أبي رافع قال : كنت فيبعث مرة ، وقال لي رسول الله –
- : اذهب فائتني بميمونة فقلت : يا نبي الله ! إني في البعث . قال : فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : أليس تحب ما أحب؟قلت : بلى يا رسول الله ! فقال : اذهب فائتني بميمونة فذهبت فجئته بها . وسنده صحيح . والحسن بن علي بن أبي رافع ؛ وثقه النسائي وابن حبان. وبوب ابن خزيمة على هذا الحديث بقوله : باب إباحة سفر المرأة مع عبد زوجها أو مولاه ، إذا كان العبد أو المولى يوثق بدينه وأمانته ، وإن لم يكن العبد أو المولى بمحرم للمرأة ،إن كان حكم سائر النساء حكم أزواج النبي –
- ولا إخال ، لأن الله –عز وجل- أخبر أنهن أمهات المؤمنين ، فجائز أن يكون العبد والحر محرما لأزواج النبي –
-؛ فكان سفر ميمونة مع أبي رافع ، أن ميمونة أم أبي رافع ، إذ كانت ميمونة زوجة النبي –
انتهى .
وما ذهب إليه الجمهور من أهل العلم أصح . والله أعلم
إذن فالمذهب الراجح وهو مذهب عائشة رضي الله عنها كما صح عنها : أنا أم الرجال منكم والنساء