باب قول الله تعالى "حتى إذا فزع عن قلوبهم”
قول الله تعالى : ( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )
[ سورة سبأ : الآية 23 ]
وهذا أيضا برهان عظيم آخر على وجوب التوحيد وبطلان الشرك ,
وهو ذكر النصوص الدالة على كبرياء الرب وعظمته
التي تتضاءل وتضمحل عندها عظمة المخلوقات العظيمة ,
وتخضع له الملائكة والعالم العلوي والسفلي ,
ولا تثبت أفئدتهم عندما يسمعون كلامه أو تتبدى لهم بعض عظمته ومجده ,
فالمخلوقات بأسرها خاضعة لجلاله معترفة بعظمته ومجده خاضعة له خائفة منه ,
فمن كان هذا شأنه
فهو الرب الذي لا يستحق العبادة والحمد
والثناء والشكر والتعظيم والتأله إلا هو ,
ومن سواه ليس له من هذا الحق شيء ,
فكما أن الكمال المطلق والكبرياء والعظمة ,
ونعوت الجلال والجمال المطلق كلها لله لا يمكن أن يتصف بها غيره
فكذلك العبودية الظاهرة والباطنة كلها حقه تعالى الخاص
الذي لا يشاركه فيه مشارك بوجه .