حين بدأ مسلسل التطاول و الانتقاص لرموز هذه الأمة بدأ من علمائها الأجلاء مرورا بأئمة المذاهب الأربعة المتبوعة، ولم يكن أكثر الناس تشاؤما يظن أن يصل الأمر لصحابة رسول الله
، ولكن –يا للحسرة والأسف- فقد تم انتقاص الصحابة كذلك! قال البعض أو ظن: إن هذا الانتقاص أو –بين قوسين- (النقد) لبعض الصحابة ربما هو مرتبط بأحداث سياسية مرّوا بها أو مرَّت بهم –
أجمعين- وظن البعض مرة أخرى بأن مسلسل الشتيمة هذا سيتوقف لا محالة على الصحابة –فقط- الذين عاصروا الفتنة، إلا أننا أصبحنا مرة أخرى وقد صُدمنا أَيَما صدمة حين رأينا تافهاً لا يساوي شِراك نَعلٍ لبسه بعضُ عبيدِ المدينة ممن اكتحلت أعينهم برؤية عمر بن الخطاب
يخوض في عمر الفاروق ويسخر منه!
هنا تيّقنا أن القدسية (الشرعية) لهؤلاء الصَحب
الكرام قد ذهبت وتضعضعت، وأن الذي بَقي –ربما- هيبة الفعل والخوف من ردة الفعل.
كل هذا كوم، و التجرؤ بانتقاص نبينا وحبيبنا -
- كومٌ آخر! ويعني أننا انتقلنا لطَورٍ آخر ومرحلة أخرى. وإني أتسأل: هذا الأحمق الزنديق الذي تجرأ بانتقاص جنابه
والسخرية والاستهزاء به
أَلَا يعلم حساسية الموضوع للمسلمين أجمعين؟ ألم يشاهد ردة فعل مليار مسلم تجاه بعض الأحداث المشابهة؟ وقبل ذلك ألا يعلم عن الحكم الشرعي لمنتقص مقام نبينا
محمد ؟
**للأسف أن اسم هذا الشاتم هو (حمزة) ولاسم حمزة مكانة في نفوسنا، فـ (سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى حاكم ظالم فأمره و نهاه فقتله) كما قال حبيبنا
. وحمزة –سيد الشهداء-
- هو أول من أقام الحد على شاتم رسول الله
، ولم يُقِم الحد على سفيه تافه كـ(حمزتنا) هذا، بل أقامه على صنديد من صناديد قريش وكبير من كبرائهم، أقامه على (أبي جهل!). فقد بَلغَ حمزة
أن أبا جهل سبَّ
محمد صلى الله
عليه و سلم، فغضب وأتى لأبي جهل وهو متصدر مجلس قريش عند الكعبة وقال: أتسب محمدا وأنا على دينه، ثم ضربه بالقوس فجَّه، فقال الأذل أبا جهل: دعوه.. فقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا.
**لست هنا في مَعْرِض بيان حكم سابِّ رسول الله
، وإنما أنا أطالب بإيقاف هؤلاء السفهاء ومحاكمتهم. إننا في بلد نعلن أننا حَمَلة راية التوحيد، ونتسمى ببلد التوحيد، بينما هذه الشرذمة تخوض في الغيبيات و الإلهيات و النبوات مروراً بالآيات و الأحكام والصحب
الكرام ولا رادع لها! أما علماء وفضلاء هذه الأمة فقد تبلَّدت مشاعرنا تجاه ما يصيبهم من شتم وتنقيص وسخرية واستهزاء! وهكذا لما هانت الأحكام الشرعية
هانَ حَملتُها من العلماء، ولما
هانَ حَمَلةُ العلم
هانَ نَقَلتُه من الصحابة الكرام، و لما هان الصحابة
الكرام و أهينوا..
هانَ جناب
محمد !! و لا حول ولا قوة إلا بالله.
** سيءُ الذكر هذا له سَلف، فقد سبقه إلى ذلك الكاتب الصحفي (يحى الأمير) وشتم رسول الله
ووصف المقولة والقائل بالتوحش وأصرَّ الأبتر على مقولته الشنعاء الشوهاء ومرَّت جريمته مرور الكرام، وهاهو اليوم تافه آخر يقال له (حمزة كاشغري) -أحد مثقفي الماريوت وكاتب في صحيفة الرسمية- يكرر ذات الجريمة ولكن بأسلوب أكثر فضاضة.!
مهَّد لهذا الوقح الطريق ورصفه الشتَّام الآخر (سلطان العامر) الذي سَخِر من عمر بن الخطاب
ووصفه بالقمعي قَمع الله رأسه وهذه إحدى موبقاته فقط، وهناك كذلك من خطأ أبا بكر
في حروب الردة. و آخر سخَّف وحمَّق قول علي بن أبي طالب
في المسح على الخفين. أما معاوية
فقد أصبح الدفاع عنه عند البعض هو المستنكر إذ إن (الشاتم أو الناقد) إنما يمارس نقداً تاريخيا لأحداث سياسية...الخ. وهكذا حتى وطئوا بأقدامهم الصدِئة جناب ومقام سيِّد الورى
محمد ، وحاشاه أن يدنسوا جنابه الطاهر.
** ولكن .. هل يستحق حمزة كاشغري كلَّ هذه الهَبة والغَضبة؟ أليس في هذا إبراز له أو إشهار؟ أليس ما يفعله سُنةٌ سَنها له ذلك الوقح الذي بال في ماء زمزم على مَشهد من الناس وتحت سمعهم وأبصارهم حتى يُذكر ولو باللعن؟
فيقال: إن الأمر ليس كذلك، كما أن السؤال من أساسه خطأ، ولا يوجد شاتم للنبي
يستحق أن يكون شيئا مذكورا، وعلى فرض صحته -أي السؤال-، فحمزة هذا نكرة تافه، من رأى كلامه وجرأته على الله وأحكامه وشرائعه علم قيمة هذا الأسَك، ولكن ومن قال أننا نتيح عِرض نبينا
لتافه مثله يخوض فيه؟ ومن قال أن عرض نبينا
(مَلطشة) لحمزة و أمثاله يتخوضون فيه، (حمزة الشَتَّام) لا يساوي عندنا شيئا، و لكن رسولنا
يساوي الدنيا ومن دَبَّ عليها، ويجب أن نصون عِرضه الطاهر وسيرته العَطِرة عن عبث هؤلاء السفهاء كحمزة كاشغري ويحى الأمير وغيرهم لا كَثرهم الله.
عبد الرحمن بن عبدالله الصبيح