13-04-12, 04:36 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Jan 2012 |
العضوية: |
7069 |
المشاركات: |
1,618 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
سني |
بمعدل : |
0.35 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
17 |
نقاط التقييم: |
188 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
البيــت العـــام
المتأملُ للنصوص الشرعية يجدُ فيها ذكراً للداء والدواء , فالداءُ للتحذير والدواء للمعالجة والحثِّ عليه , وكل عليلٍ لابد له من الوقاية إن سَلِم , ومن الدواء إن مَرِض , وخير مايستطب به هو القرآن الكريم والسنة المطهرة فقد قال الله تعالى حاكيا عن الوحي الأول : ( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمةٌ للمؤمنين ) بل إنه عبّر هنا بالشفاء ,,
نستعرض معكم أهم الوسائل المعينة على الثبات في أوقات المحن والأزمات:-
1- الثبات والتَّثَبُت .. نعم الثبات بكل وأنواعه من الثبات على المنهج (من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ) والثبات في الجهاد ( إذا لقيتم فئة فاثبتوا ) أي إذا حاربتم مشركين فاثبتو لهم ولاتجبنوا ,والثبات عند الممات فمن كان على صلاحٍ وسنة فإن الله يوفقهم للثبات عند الممات، فينطقون بالشهادتين، وقد يُرى من هؤلاء تهلل وجه، أو طيب رائحة، ونوع استبشار عند خروج أرواحهم، والثبات عموما أهم مانحتاجه اليوم فكثيرٌ منا من يهتز ويسقط بسبب رأي قاصر أو هوىً مضلّ أو قول شاذ .
2- طاعة الله ورسوله في أمره ونهيه , فنكون لأوامره متبعين فيما أحببنا وكرهنا وفيما علمنا من الحِكم ومالم نعلمه , ولنواهيه ممتنعين عالمين بالخطورة والعاقبة من مخالفة أمر الله وأن النتيجة إما فتنة أو عذاب عظيم .
3- ذكر الله عزوجل في كل الأحوال تهليلاً وتسبيحًا وتكبيراً فذكرُ الله يطمئنُ القلبَ ويورثه السكون والثبات واليقين .فاستعان يوسف في الثبات أمام فتنة المرأة ذات المنصب والجمال لما دعته إلى نفسها ؟ ألم يقل ( معاذ الله ) . فتكسرت أمواج جنود الشهوات على أسوار حصنه؟ وكذا تكون فاعلية الأذكار في تثبيت المؤمنين .
4- الحرص على اتباع الجماعة وعدم التنازع والاختلاف في الآراء وكما قيل ( اختلاف الأصدقاء شماتةُ الأعداءْ ) فالجماعة فيها قوة وهيبة حتى ولو لم تكن على حق فكيف إذا كانت على حق وسبيل مستقيم ؟ فإن حصل نزاعٌ وخلاف فسيحل الفشل وتذهب القوة ويفوت النصر ..!
5- الصبر والإعداد وتوطين النفس ,ففي الحديث الصحيح ( ما أعطي أحدٌ عطاءً خيراَ واوسع من الصبر ) (متفق عليه ) وأشد الصبر عند الصدمة الأولى، وإذا أصيب المرء بما لم يتوقع تحصل النكسة ويزول الثبات إذا عدم الصبر . فمن كان صابراً محتسباً على مايلقيه وعلى مايلقاه فليعلمْ أن الله معاه ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) فإذا كان الله مَعَكْ فمن عن النصر سَيَمنعَكْ ؟
6- الإخلاص في كل الأمور فلاينبغي أن يكون هناك اعتبارات غير مرضات الله عزوجل وتحقيق العبودية له والعزم على تبليغ الدين للناس ومحاربة كل من يحارب الدين القويم باللسان والسنان .
7- تذكر نشوة الانتصار ولذّة تحقيق ما طلبه الله منا وما حث عليه نبيُّنا عليه الصلاة والسلام .
8- تدبُّر قصص السلف الصالح من الأنبياء وهذا خير معين للثبات فقد كان القرآن ينزل على قلب نبينا فيزيدَهُ ثباتا ويقينا ( وكلاًّ نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك ) فما نزلت تلك الآيات على عهد رسول الله للتلهي والتفكه، وإنما لغرض عظيم هو: تثبيت فؤاد رسول الله ، وأفئدة المؤمنين معه .
9- الدعاء: من صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم ( ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) وقوله عليه الصلاة والسلام ( رب ثبت قلبي على دينك ) ودعائه ( اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور ) فمن أراد الثبات والنجاة فعليه بالدعاء الصادق الخالص .
10- التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار وتذكر الموت: فالذي يعلم الأجر تهون عليه مشقة العمل، وهو يسير ويعلم بأنه إذا لم يثبت، فستفوته جنة عرضها السموات والأرض، ثم إن النفس تحتاج إلى ما يرفعها من الطين الأرضي ويجذبها إلى العالم العلوي. وكان النبي يستخدم ذكر الجنة في تثبيت أصحابه،فقد مر بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذن في الله، فقال لهم: (صبراً آل ياسر صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة )
وجماع ذلك كله = تدبر الآيات التالية ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين *)
نسأل الله عزوجل أن يثبتنا على الدين القويم والصراط المستقيم وأن يعيذنا شر الفتن ماظهر منها وما بطن
كتبه /محمد بن عبدالله العسيري
توقيع : أبـو عـبـد الـرحـمـن |
|
|
|
|